محافظ الشرقية يناقش إعداد الخطوات التنفيذية للتسجيل ضمن المدن الإبداعية باليونيسكو
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
عقد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية إجتماعاً مع المهندسة لبنى عبد العزيز نائبة المحافظ ، وذلك لتحديد الخطوات التنفيذية وتشكيل فريق عمل لإعداد الملف الخاص بتسجيل محافظة الشرقية ضمن شبكة المدن الإبداعية باليونيسكو بهدف دعم الثقافة والإبداع كعناصر أساسية في خطط التنمية المستدامة.
أكد محافظ الشرقية أهمية انضمام المحافظة للمدن الإبداعية باليونيسكو والذي يساهم في فتح مجالاً واسعاً للتعاون مع المدن الإبداعية الأعضاء في شبكة اليونيسكو ، ويؤدي للحفاظ على المهارات الإبداعية ، ويوفر كافة الإمكانات اللازمة للإرتقاء بها، وكذلك يساهم في الحصول على شراكات ودعم فني وتبادل خبرات بين المدن الأعضاء للإستفادة من تجاربهم بما يتيح تأهيل وتطوير المراكز والمنارات الإبداعية وتعزيز الإبداع والإنتاج والتوزيع والتسويق، ونشر الأنشطة الثقافية وتوسيع فرص المبدعين والمهنيين في القطاع الثقافي والفني.
وخلال الإجتماع أوضحت المهندسة لبنى عبد العزيز نائبة المحافظ، أن الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية قد دعت المحافظات المصرية التي لديها بعض المدن التي تتمتع بالمواصفات الخاصة بالمدن المبدعة والتي تشمل المجالات الإبداعية الثمانية التي تغطيها الشبكة ( الحرف والفنون الشعبية، التصميم، الأفلام، الطبخ، الأدب، الفنون الإعلامية، والموسيقى) إلى التقدم بطلب للإنضمام لشبكة المدن عبر المنصة الإلكترونية بحلول 31 يناير 2025.
واضافت نائبة المحافظ أن جميع المدن التي تنضم إلى الشبكة تتعاون لتحقيق هدف مشترك يتمثل في وضع الإبداع والصناعات الثقافية في قلب خططها للتنمية المستدامة علي المستوي المحلي والتعاون بشكل فعال علي المستوى الدولي.
حضر الإجتماع الدكتور إسماعيل محمد مدير عام مكتب المحافظ ، والدكتورة ولاء جزر مديرة وحده اليونيسكو بالمحافظة والدكتورة نرمين عوض الله مديرة إدارة التراث الحضاري ، والدكتورة رشا حسن مديرة إدارة السياحة، وريهام رجب مديرة وحدة السكان ، وحسيني محمد منسق عام المشروعات، والأستاذة نيفين عاطف بإدارة التراث الحضاري بالديوان العام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشرقية محافظ الشرقية اليونسكو المزيد
إقرأ أيضاً:
الملامح الإبداعية لـ «قمر 14 وقصص أخرى» لأصيل سلامة من رفح
«اليوم هو أول يوم أشرب فيه كوب ماء بارد منذ حوالي 7 أشهر، شعرت أن الماء يسلم على كل خلية في جسدي» من «نص ماء» صفحة 18. هي إذن قيمة الأشياء العادية المتوفرة بما وهب الله الأرض حين يسلبها الغزاة فيعطش البشر. وهي علاقة الإنسان مع مكانه وممتلكاته كما في نص «أول أيام النزوح» صفحة 92: «أما أنا فكنت أرتكز في المقعد الخلفي على جرة الغاز وبين يديّ جهاز الضغط الخاص بأبي، وطقم عزيز على أمي». وهي وجود من يبيع الورد في غزة: «ورد يا حلوة» كما في صفحة 28، وهو الحنين في «ليلة العيد» صفحة 25، والصفحة التالية في نص «صباح العيد»، وهي اللقاءات مع من نزحوا ونزحن، في نص «مفاجأة» صفحة 30، وهي تذكر لجوء عام 1948، كما في نص «البيت» صفحة 89 وهو الحنان على الأطفال في أكثر من نص منثور في المجموعة.
هو وهي، هما وهن، في تلك الأرض التي أريد لها الموت فازدادت حياة، تذكرنا بمشاهد تمسك جذور الزيتون في الأرض حين يخلعها الطغاة.
87 نصا، تقريبا نص في كل صفحة، للأديبة الشابة أصيل سلامة من رفح في قطاع غزة، أثبتت فيها الكاتبة على إرادة الوجود، وكيف قلب الفلسطينيون هرم ماسلو حين انتصروا لوجودهم المعنوي، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.
وتفسير شكل النصوص التي بين أيدينا وهويتها، مرتبط بتفسير المضمون والحالة الشعورية وحالة الحياة في الحرب بشكل عام من جهة، وبين بدايات الكتاب والكاتبات. والظن إذن من وضع كلمة قصص في اسم المجموعة، هو الطموح باتجاه القص وربما التفرغ له.
نصوص كثيرة بالعشرات توزعت بين أجناس أدبية كالقصة، واليوميات، والنص الأدبي الفكري، والخاطرة. ويبدو أن الكاتبة متجهة في كليتها نحو القصة، مختارة القصة القصيرة جدا. وللكاتبة الشابة أن تبدع ما شاءت وهي في الطريق إلى اكتسابها الشكل الذي تجد نفسها فيه، والذي يعبر عن مضامينها. ولعلنا نجد أن في هذه المجموعة ما يؤكد إيثارها لشكل القصة، خاصة أننا قرأنا عددا منها اتسمت بالإبداع فعلا. لذلك ليس من الضرورة أن نقف عند شكل النصوص، بقدر الوقوف عند ما هو إبداعي.
ملامح إبداعية:
أولى هذه الملامح، سرد الكاتبة لحدثين زمنيين أو مكانين أو هما معا، تبدأ بنصها بوصف ما، ثم تصدمنا في نهاية عدد من النصوص. منها: نص «حياة» صفحة 12، وصف لما خلف الأسوار، مكررة ظرف «خلف» ثلاث مرات، لتصوير الحياة العادية، ثم لتصدمنا في آخر عبارة: «داخل هذه الأسوار طفل يدقّ مسامير طفولته وتدا لخيمة قد نزح إليها قبل أشهر معدودات».
ومنها نص «ليل» صفحة 24: «النهار يحرق كل طاقتها فتتوسل الليل كي يحنو عليها علها ترتاح فيه... أما هي التي ظلت تتقلب في الفراش فلم يكن لها من مفرّ سوى انتظار النهار»، في مفارقة قاسية، حيث تهرب من النهار القاسي لعلها ترتاح في الليل الذي حينما يأتي بقسوته فإنها تلوذ بالنهار الأقل قسوة.
وفي نص «عروس» صفحة 33: «تلك العروس قضت ليالي ترطب قدميها كي تغري فارسها بنعومة مثيرة، ولم تكن تعلم أن ساقها ستكون أول فرائس الحرب المشؤومة» ص33. وتتكرر المفارقة الموجعة مرة أخرى حين تفاجئ الحرب العروس.
وفي نص «ضياع» صفحة 32، «وبعد الوصول إلى البيت اكتشفت أن بيجامتها قد سقطت منها»، حيث يعمق ضياع ما اشترته حالة الاستلاب. كذلك في نص «جدران» صفحة 46: «وتستوقفها عناقات الجدران، وفي لحظة لا جدران ولا هي ولا هو ولا جدران».
كذلك في نص «زنزانة» صفحة 42، يختتمه «جثة هامدة بملابس ملونة، هكذا صار بعد أن خرج من زنزانة الحبس الانفرادي بعد ثلاثين عاما». وفي قصة «أسير» صفحة 43، «وفي اليوم الموعود صباحا جاءه نذير يبلغه أنه قد فقد آخر فرد كان ينتظره: أمه». وهما نصان بعيدان عن الموضوع العام الموجود في النصوص، وهو موضوع الحرب.
أما الملمح الثاني فكان في فواتح الفصول، حيث اختارت الكاتبة الشابة ثلاث عبارات تعبر عن التحولات في الحرب:
في بداية الفصل الأوّل، كتبت «في الصباح، كانت الحافلة تأخذني من بيتي في الجنوب إلى الجامعة في الشمال». وفي بداية الفصل الثاني كتبت: «في المساء كانت الحافلة تعيدني من باب الجامعة في الشمال إلى بيتي في الجنوب».
في الفصل الثالث، كتبت: «لم تعد هناك حافلة ولا جامعة ولا رفيقات دراسة. أنا الآن في خيمة من خيام النازحين».
لقد تعلقت العبارتان الأولى والثانية بالحال من قبل حيث التنقل بين شمال القطاع وجنوبه، فيما تعلقت الثالثة بما صار من تقطيع للبلاد، وتدمير للجامعة وتفرّق الطالبات.
أما الملمح الثالث، ولعله الأكثر إبداعا الذي كشف لنا موهبة الكاتبة أصيل سلامة، فهو العمق في الرؤية الإنسانية للشخصيات بعيدا عن التنميط، حيث قدمت شخصيات حقيقية، بما فيها من نوازع إنسانية طبيعية.
مثال ذلك نص «حرص» صفحة 73، «أمسكت يد ابنتها بخوف وحرص شديدين لتحذرها من الشباب؛ فكم أوقعوا البنات في شباكهم وأضمرت في نفسها: «حتى أنا»..»
كما ظهر العمق هنا من خلال مفارقة ذات بعد نقدي ساخر كما في نقد الصحفي المتكرش في نص «جوع» صفحة 55، «أطعمني أولا وبعد ذلك أجيبك».
وفي نص «معلمتي» صفحة 59: «معلمتي التي كانت تكتب دوما في خانة حكمة اليوم: بلادي وإن جارت علي عزيزة... قرأت اليوم اسمها في أول صفحات سجل المهاجرين».
أما الملمح الرابع، فيتعلق بالكتابة من حيث هي كتابة إبداعية ممتعة وجميلة، ولعلنا هنا نختار بضع نماذج، كما في نص «ماء» صفحة 31، حيث يشكل وصف الطفلة التي تلعب بالماء، وصفا في اللاوعي لرغبة الساردة بالانطلاق.
أما في نص «فستان» صفحة 50 عن المرأة الخمسينية التي «انتزعته من بين الفساتين، وقالت بتصميم كما لو أن الفستان سيعيد لها شبابها: سأرتديه الآن»، فهو نص يعبّر فعلا عما داخل النفوس التي تحاول استعادة الفرح ولو على سبيل الحلم.
كذلك كان نص «رغبة» صفحة 66، نصا جميلا في التعبير، بما يحقق الحاجة الإنسانية بصدق. وفي نص «سحاب» صفحة 41 نص إبداعي فعلا، عن ضحكة مساعدة الزبائن من امرأة سمينة، ليتوقفن، ولكن يعدن جبرا عنهن «وفجأة انفتق السحاب معلنا سخرية لا يمكن كتمانها»، حيث يكشف جوانب من حياة النساء.
آخر هذه الملامح، والتي تم نثرها خلال المجموعة، هي شخصية «الجد»، الذي تتواصل معه واقعيا وأدبيا، الذي يبدو مثل ملاكها الحارس والملهم، والذي ظهرت في صوره مشاعر إنسانية متنوعة. لقد شكل ورود الجد هنا ظاهرة ما، كأنها تروي له، وتستحضره فيما تكتبه وتعيشه.
في الشكل، نلاحظ أن الناظم بين عدد من النصوص، خاصة في الجزء الأول والثاني بدرجة أقل والثالث بما هو محدود، هو هذه الحرب، وهذا يعني أنه كان عليها اختيار هوية للمجموعة بشكل عام، دون أن تدخل فيها نصوص بعيدة عن المضمون حتى ولو كانت نصوصا إبداعية كما سيتلو الحديث.
ثمة لغة غير متكلفة، بعيدة عن الإغراق في الجماليات التي تسطو على السرد بدون داع، في الوقت الذي لمحنا الأسلوب الأدبي الجميل من خلال البيان والمحسنات البديعية التي جاء ورودها سلسا غير متكلف.
وأخيرا، فلعل الكاتبة تقرأ ما كتبنا في الملمح الثالث من ملامح الإبداع لديها، وهو ما يلفت نظر النقاد، وهو المرتبط بعمقها في الرؤية الإنسانية للشخصيات بعيدا عن الصور الجاهزة، حيث تستطيع هنا الإضافة للأدب، بما تقدمه من شخصيات حقيقية بصدق فني وإنساني. لذلك فسيكون عليها في كتابها القادم الحرص في اختيار النصوص، فقد حفلت المجموعة بعدد كبير من النصوص التي جعلت هناك تفاوتا في المستوى، ما يؤثر سلبا على مجمل العمل.
*وقعت نصوص قمر 14 في 103 صفحات من القطع المتوسط، عن مكتبة كل شيء/ حيفا 2024، تصميم شربل إلياس.