تشققات بجدار سد تشرين السوري تقلق العراق
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
14 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: حذر مختصون عراقيون في الشأن المائي من تداعيات استهداف سد تشرين شرقي سوريا، مؤكدين أنه سيؤدي إلى كارثة تطال المدن الواقعة على نهر الفرات في محافظة الأنبار العراقية.
وقال الخبير المائي ميثم محمد، إننا “في العراق نراقب عن كثب الأنباء التي تتحدث عن تضرر سد تشرين جراء الصراع في سوريا، إذ تواصلنا مع خبراء سوريين أكدوا حدوث تشققات في جدار السد الرئيس”.
وأضاف أن “الطاقة التخزينية للسد من المياه تبلغ 1.9 مليار م3، وهذه الكميات تعد خطيرة فيما إذا حدث أي انهيار للسد، إذ سيعمل على تكوين موجات من المياه ستؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة”.
وبين محمد أن “الموجة الأولى ستعد الأقوى فهي لا تقل عن 7 أمتار وستضرب المناطق حتى 150 كيلومترا، بينما تكون الموجة الثانية بارتفاع 5 أمتار وستضرب حتى 400 كيلومتر، وأما الموجة الثالثة فستكون بارتفاع 3 أمتار، وهي التي ستؤثر على العراق، إذ سترفع منسوب نهر الفرات بشكل كبير”.
وأكد الخبير أن “المدن العراقية الواقعة على نهر الفرات في محافظة الأنبار ستتأثر إذا حدثت كارثة انهيار سد تشرين السوري”، مشدداً على “ضرورة وجود تدخل دولي لإبعاد الاشتباكات العسكرية عن السد”.
وشهد ريف مدينة منبج شرقي حلب اشتباكات مسلحة بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وفصائل المعارضة السورية، في إطار محاولة الفصائل بسط سيطرتها على كامل مدينة منبج ودفع قوات “قسد” باتجاه عين العرب (كوباني).
وأعربت المجموعة الإستراتيجية للخبراء السوريين المستقلين عن قلقها العميق إزاء استهداف جسم سد تشرين شرقي حلب، ما أدى إلى أضرار جسيمة تهدد بارتفاع منسوب المياه، محذرة من انهيار السد إذا لم يتم علاج التصدعات التي حدثت في السد.
ووجهت إدارة سد تشرين رسالة تحذيرية للحكومة العراقية من أن السد “يتعرض لقصف مستمر، الأمر الذي يضعه على حافة الانهيار”، مشددةً على أن ما يتعرض له “يمثل كارثة وشيكة، تتجاوز الحدود السورية، لتهدد العراق بصورة مباشرة”.
ويقع سد تشرين في محافظة حلب، جنوب شرق منبج على بعد 30 كيلومتراً، ويُعد من المنشآت الحيوية في المنطقة، ويبلغ ارتفاعه 25 مترا وطول 900 متر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: سد تشرین
إقرأ أيضاً:
3.5 تريليون دولار والعامل الإيراني: لماذا ترفض واشنطن مغادرة العراق؟
13 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تشهد التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط تحولات معقدة تعيد تشكيل المواقف الاستراتيجية للدول الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة، في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتصاعد التوترات الإقليمية.
و عودة ترامب، التي تمثل نقطة تحول في السياسة الخارجية الأمريكية، أعادت ملف الانسحاب الأمريكي من العراق إلى واجهة النقاش، وسط توقعات بتأثيرها الكبير على مستقبل العلاقات بين بغداد وواشنطن.
يرى محللون أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستتبنى موقفاً أكثر صرامة تجاه إيران، وهو ما يجعل الانسحاب من العراق خياراً غير مرجح. فالوجود الأمريكي في العراق، وفقاً لدوائر صنع القرار في واشنطن، يمثل ركيزة أساسية لاحتواء النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة. من جهة أخرى، تعد العراق محوراً مهماً لاستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خاصة بعد خسارتها لنفوذ كبير في سوريا لصالح المحور الإيراني.
التقارير الأمريكية، ومنها ما نشرته منظمة ستميسون، تؤكد أن الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق لا يعدو كونه تصريحات إعلامية تهدف إلى تهدئة الأوضاع، حيث إن واشنطن تعتبر العراق جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي وأمن حلفائها في المنطقة.
و يعود ذلك إلى عقيدة السياسة الخارجية الأمريكية منذ عهد الرئيس جيمي كارتر، التي تركز على حماية أمن الخليج العربي ومواجهة التهديدات الإيرانية.
و في هذا السياق، تبدو فكرة الانسحاب مستبعدة، ليس فقط بسبب المصالح الأمنية، بل أيضاً بسبب التكاليف الاقتصادية الباهظة التي تحملتها واشنطن في العراق منذ عام 2003، والتي تجاوزت 3.5 تريليونات دولار.
من الناحية العراقية، يشير مراقبون إلى تحول في مواقف الفصائل المعارضة للوجود الأمريكي. فبينما كانت تلك الفصائل تقود حملة شرسة ضد القوات الأمريكية، أصبح خطابها اليوم أقل حدة، مما يثير تساؤلات حول وجود تفاهمات ضمنية أو اتفاقيات غير معلنة بين الجانبين. في المقابل، لا تزال الحكومة العراقية متمسكة بخططها المعلنة لإنهاء وجود القوات الأجنبية على أراضيها، وهو ما أكده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تصريحات سابقة، رغم أن تنفيذ تلك الخطط يبدو محفوفاً بالتحديات الإقليمية والدولية.
التغيرات الراهنة تلقي الضوء على الدور الذي يلعبه العراق في التوازنات الإقليمية. فبينما تعزز الولايات المتحدة وجودها العسكري والسياسي، تحاول قوى أخرى، مثل إيران، الاستفادة من أي فراغ قد ينجم عن تقليص الدور الأمريكي.
في هذا الإطار، يرى محللون أن الانسحاب الأمريكي من العراق قد يؤدي إلى إعادة ترتيب المشهد الجيوسياسي، حيث ستسعى أطراف مختلفة إلى ملء هذا الفراغ وتعزيز نفوذها في المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts