ماتت من أجل أطفالها.. كيف أنقذت “شريهان” بناتها من الموت في حادث ميكروباص ديروط؟
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
في مشهد تخيم عليه الدموع والآهات، جلست أم مكلومة على حافة الترعة الإبراهيمية، تتابع بقلق وحسرة جهود الغواصين الذين ينقبون عن فلذة كبدها الغائبة شريهان عثمان صدقي، إحدى ضحايا ميكروباص ديروط، التي ضحت بنفسها من أجل إنقاذ طفلتيها من الموت غرقا.
الأم المكلومة تجلس على شاطئ الترعة ودموعها تتساقط كالمطر وهي تهمس بصوت مبحوح: "اطلعي لولادك يا بنتي.
“شريهان” أم تحولت لحظة موتها إلى قصة عن التضحية الأمومية، كانت تستقل ميكروباص ديروط المنكوب مع ابنتيها، حين شعرت بانزلاقها نحو الخلف، في لحظة من الشجاعة الخالصة، ألقت بطفلتيها خارج السيارة، منقذةً حياتهما، بينما بقيت هي داخل العربة التي ابتلعها قاع الترعة.. في مشهد يجسد أسمى معاني التضحية، وشهادة حب خالدة من أم شجاعة لبناتها، رحلت شريهان ولكنها تركت وراءها فراغًا لا يملأه إلا الحزن العميق.
عثروا عليها بعد 4 أيام.. تشييع جثمان إحدى ضحايا حادث ميكروباص أسيوط المنكوبميكروباص الموت بديروط..معاناة أهالي الضحايا مستمرةلليوم الرابع.. 25 غطاسا يواصلون البحث عن ضحايا ميكروباص الترعة الإبراهيميةميكروباص أسيوط المنكوب .. سائق: أخذت الطفلتين من والدتهم وحاولت إنقاذها لكن تيار المياه جرفهاعمليات الانقاذ مستمرةأصوات الغواصين وأجهزة الإنقاذ تتعالى في المكان، حيث أرسلت قوات الحماية المدنية فرقًا تضم 25 غواصًا لتمشيط مياه الترعة، ونجحت الجهود في انتشال السيارة وعدد من جثث الضحايا، لكن البحث ما يزال جاريًا عن جثة شريهان التي يرقد جسدها الغريق في مياة ترعة الإبراهيمية لليوم السابع على التوالي، وسط دعوات من العائلات وأصوات بكاء لا تنقطع بالعثور على جثمان الأم الشجاعة.
حزن يكسو المكانالمشهد كان يحمل ثقل الحزن على أكتاف الجميع، من أم تحتضن بناتها الناجيات في شكر صامت، إلى عائلات تحبس أنفاسها انتظارًا لخبر قد يعيد لهم شيئًا من الأمل، حتى الهواء كان ثقيلًا، مشبعًا بصمت الموت الذي يخيم على أرجاء المكان.
فاجعة رحيل شريهان لم تكتب نهايتها، فمازالت أسرتها تستغيث من أجل إخراج جثمانها، وهذا ما أكده صدقي عثمان، شقيق شريهان عثمان، حينما وجه نداءً حارًا إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ومحافظ أسيوط ومدير الأمن وكل رجال الإنقاذ النهري، بتكثيف عمليات البحث بدءًا من موقع الحادث بديروط وحتى كوبري المعاهدة، عسى أن ينجلي هذا الكابوس الذي يخيم على العائلة.
و قال صدقي: “نحن منتشرون على جميع الكباري، حتى ما بعد المكان الذي ظهر فيه جثمان الشهيدة دعاء شحاتة بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، هذا الجهد المستمر استنزف الأقارب والجيران وأهالي القرية وكل من مد يد العون”.. كان التعب يبدو جليًا على كلماته، لكن تصميمه على إيجاد جثمان شقيقته كان أقوى من أي شعور آخر.
الأم الضحية بين الأحجاروأضاف صدقي: “كثيرون قالوا إن شقيقتي ظهرت لهم في رؤى وأحلام، وأخبرتهم بأنها محتجزة بين الأحجار في ديروط. لذا، أناشد الأجهزة الأمنية السماح لي بإحضار غواص خاص، قد يساعدنا بطريقة مختلفة في العثور عليها”.
تضحيات قوات الإنقاذلم ينسَ صدقي أن يشيد بجهود قوات الإنقاذ النهري، قائلًا: "والله العظيم، والله العظيم، أعرف أن قوات الأمن عامةً، وقوات الإنقاذ النهري خاصةً، لم يقصروا، تعاملهم معنا كان في قمة الأدب والاحترام، لكن ربما يستطيع الغواص الخاص الذي أرغب بإحضاره أن يضيف شيئًا جديدًا، هذا لا ينقص من قدر أي جهد بذله فريق الإنقاذ وشرطة المسطحات المائية، ولكن قد يُسرع الأمر بإذن الله".
أم لم يغمض لها جفنوختم حديثه بصوت اختنق بالدموع: “العثور على جثمان أختي سيكون راحة لي ولأمي التي لم يغمض لها جفن منذ اللحظات الأولى للحادث وحتى هذه اللحظة. هذا الحزن الذي يعصف بنا لا يهدأ، إلا بلمسة أخيرة من الرحمة، تعيد لنا بقايا روح شقيقتي التي رحلت”.
تحرك فوري من المسؤولينوكان قبل أيام قد سقط ميكروباص محملا بالركاب داخل ترعة الإبراهيمية بديروط، وعلى الفور، هرعت القيادات الأمنية والمحلية إلى موقع الحادث، يقودهم اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط. جرت معاينة الحادث الذي أظهر انزلاق السيارة رقم "6252 ي. ص. ج" في الترعة، بينما أعلنت السلطات خطة عاجلة للتعامل مع الكارثة.
كما قرر اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، صرف تعويضات مالية عاجلة لأسر الضحايا، موجّهًا كل الأجهزة المعنية لتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة، سواء عبر إنهاء إجراءات دفن الموتى أو توفير الرعاية الاجتماعية والنفسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسيوط ترعة الإبراهيمية ميكروباص ديروط المزيد
إقرأ أيضاً:
ميكروباص الموت بديروط..معاناة أهالي الضحايا مستمرة
تكثفت قوات الإنقاذ النهري بأسيوط جهودها في عمليات البحث عن سيدتين مفقودتين، لليوم الرابع على التوالي، ضحايا حادث انزلاق سيارة ميكروباص بموقف ديروط في محافظة أسيوط وسقوطها في مياه الترعة الإبراهيمية.
العثور على جثمان معيدة أسيوطوعثرت قوات الحماية المدنية وفرق الغطس المكلفة بالبحث عن المفقودين في حادث سيارة ديروط بأسيوط التي سقطت بالترعة الإبراهيمية علي جثمان المعيدة دعاء شحاته المعيدة بكلية التربية بجامعة أسيوط من خلال فريق الغطس التابع للحماية المدنية بمركز سمالوط بمحافظة المنيا.
شاهد عيان: أنقذت طفلتين من والدتهموأكد عمرو "سائق " بموقف ديروط بمحافظة أسيوط والذي أنقذ الطفلتين من الأم قبل غرقهم في المياه : أنا كنت واقف أمام السيارة أثناء وقوفها لركوب الركاب وكان سائقها في مطعم أمام الموقف وأثناء ركوب الركاب السيارة فوجئت بانزلاقها إلى الخلف حاولت الإمساك بباب السيارة لمنعها من الانزلاق ولكن انحدار أرضية الموقف ساعد في سرعة سقوطها في الترعة الإبراهيمية.
وتابع : سحبتني السيارة معاها الى المياه وقبل غرقها قامت إحدى الراكبات باعطائي ابنتيها وقتها تركت السيارة لانني لم استطع ايقافها واخذت الابنتين لانقاذهما من الغرق وقمت بحملها ووضعتهما على الأرض في الموقف وعدت مره اخرى قبل ان تغمر السيارة المياه حاولت إنقاذ أمهما ولكن سرعة انحدار السيارة سقطت في الترعة واختفت في المياه .
واضاف : شاهدت الأم وهي تحاول العوم وهي تصرخ " الحقوني بغرق " والقيت اليها حبل لكي تمسك به لكن شدة تيار المياه جرفها إلى وسط الترعة وسط الظلام الدامس.
وقال أحد شهود العيان أن السيدة المتوفاة داخل الميكروباص المنكوب بديروط تدعى شريهان عثمان صدقي، حاصلة على بكالوريوس تربية، وتقيم بقرية ديروط الشريف، ولديها طفلتين " الما أحمد آمين"، 7 سنوات، و"راما أحمد آمين"، 12 عاما.
وأضاف أنها كانت متوجهة إلى أسيوط واستقلت السيارة المنكوبة، وأثناء تواجدها وقع الحادث ولأنها كانت تحب بناتها ضحت بحياتها من أجل أن يعيشن".
كانت مديرية أمن أسيوط، دفعت بـ5 مراكب مطاطية جديدة، وزادت عدد الغواصين إلى 25 بعد الاستعانة بزملائهم من محافظتي المنيا وسوهاج، لتكثيف عمليات البحث وإنهاء معاناة أهالي الضحايا الذين ينتظرون بفارغ الصبر أي أخبار عن أحبائهم.
وتواصل قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري في أسيوط، اليوم الأربعاء جهودها للبحث عن سيدتين مفقودتين إثر انزلاق ميكروباص في ترعة الإبراهيمية بموقف سيارات ديروط يوم الأحد الماضي.
وتواصل قوات الإنقاذ النهري لليوم الرابع على التوالي اعمال البحث عن الضحايا ويشارك نحو 25 غطاسًا.
وقررت نيابة ديروط بمحافظة أسيوط، حبس سائق الميكروباص الذي سقط في ترعة الإبراهيمية، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات وأمرت النيابة بعرضه على المستشفى النفسي والعصبي والإدمان لإجراء تحليل المخدرات.
انتقل فريق من النيابة العامة بمركز ديروط إلى موقع الحادث لمعاينة سقوط الميكروباص في الترعة الإبراهيمية، وفحص كاميرات المراقبة بالمنطقة.
كان قد تلقى اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، إخطارًا من مأمور مركز شرطة ديروط ببلاغ من غرفة عمليات النجدة عن سقوط ميكروباص محمل بالركاب في الترعة الإبراهيمية بموقف سيارات ديروط. انتقل اللواء نصار وقيادات المديرية وقوات الإنقاذ النهري والإسعاف إلى موقع الحادث، حيث تبين انزلاق السيارة رقم "6252 ي.ص.ج" في الترعة.
باشرت قوات الإنقاذ النهري البحث عن ركاب السيارة، وتمكنت من انتشال السيارة وجثة أحد الركاب، وتواصل البحث عن المفقودين. وأفاد شهود عيان بإنقاذ 6 أشخاص، بينهم طفلتان، قبل انزلاق السيارة في الترعة.
وقرر اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، صرف تعويضات مالية لأسر الضحايا والمصابين، وأمر بتوجيه كافة الأجهزة المعنية إلى موقع الحادث. تم إنقاذ 6 مواطنين وانتشال جثة ونقلها إلى مستشفى ديروط المركزي، ورفع السيارة من المياه بواسطة ونش الوحدة المحلية.
وكلف المحافظ مصطفى علي، رئيس مركز ومدينة ديروط، بمتابعة الحادث وتقديم الدعم اللازم، كما كلف وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة بحصر المصابين والمتوفين وصرف الإعانات العاجلة والتعويضات لأسرهم. أكد المحافظ حرص المحافظة على تقديم الرعاية الاجتماعية للمتضررين، وقدم التعازي لأسر الضحايا.