سلطنة عمان وبيلاروس.. مساعٍ لتوسيع الشراكات وتعزيز العلاقات الثنائية
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
تسعى سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس إلى توسيع نطاق الشراكات وتعزيز العلاقات الثنائية والروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية بين البلدين الصديقين.
وتعد زيارة فخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو رئيس جمهورية بيلاروس إلى سلطنة عُمان ولقاؤه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ امتدادًا لتطلعات البلدين وخطوة مهمة في تعزيز ودفع الشراكات في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
ويعكس تبادل الزيارات الرسمیة على المستوى القیادي الحرصَ على تطویر وتعزیز العلاقات الثنائیة، حیث قام دولة رومان غولو فتشینكو، رئیس الوزراء البیلاروسي بزیارة إلى سلطنة عُمان في أكتوبر الماضي، تم خلالها عقد لقاءات رفیعة المستوى مع عددٍ من المسؤولين، كما التقى عددًا من رجال الأعمال العمانیین، حیث تمت مناقشة فرص التعاون الاقتصادیة والاستثماریة بین البلدین، وتوقیع عدد من مذكرات التفاھم.
كما قام معالي وزیر تنظیم مكافحة الاحتكار والتجارة البیلاروسي بزیارة سلطنة عُمان في أغسطس الماضي، وذلك لعقد منتدى للأعمال، والتوقیع على مذكرة تفاھم بین غرفة تجارة وصناعة عُمان والمركز الوطني للتسویق ودراسة الأسعار في بیلاروس، والتوقیع على مذكرة تفاھم بین الشركة العُمانیة الوطنیة للھندسة والاستثمار (أونك) وشركة ھاي تك بارك بیلاروس في مجال تكنولوجیا المعلومات والاتصالات والتقنیات العالیة.
وقال سعادة السفير حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان لدى روسيا الاتحادية وغير المقيم لدى جمهورية بيلاروس في تصريح خاص لوكالة الأنباء العُمانية: سيُناقش الجانبان خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
وأضاف سعادته أن هذه الزيارة ستُسهم في توسيع مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، سواء من خلال زيادة التبادل التجاري أو الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والصناعات الثقيلة، والتكنولوجيا.
وأوضح سعادته أن جمهورية بيلاروس تتمتع بقدرة تنافسية في صناعة الآلات الثقيلة والتكنولوجيا، وهو ما يتوافق مع الاهتمامات الاقتصادية لسلطنة عُمان في تطوير بنية أساسية قوية ومتقدمة بما يُمكّن من فتح أسواق جديدة للمنتجات العُمانية في بيلاروس، إلى جانب توفير التسويق للمنتجات البيلاروسية في الأسواق العُمانية.
ولفت سعادته إلى أن البلدين وقّعا على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في مختلف المجالات، منها: اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري، ومذكرة تفاهم للمشاورات السياسية بين البلدين، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية التعاون بين الغرف التجارية في البلدين، واتفاقيات حول التعاون التجاري والاقتصادي والحماية المتبادلة للاستثمارات والإلغاء المتبادل للتأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والرسمية، ومذكرات تفاهم بين وزارات الخارجية والعدل والتعليم والثقافة وغرف التجارة والصناعة، كما تم توقيع اتفاقية النقل الجوي بين حكومة جمهورية بيلاروس وحكومة سلطنة عُمان، بالإضافة إلى اتفاقيات ومذكرات تفاهم أخرى.
وبيّن سعادته أن الجانبين يتطلعان إلى رفد مجالات السياحة في البلدين برؤى جديدة تدفع إلى الترويج للمقومات والإمكانات السياحية التي تتمتع بها سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس.
ويشهد البلدان تعاونًا في المجال الثقافي والأكاديمي، حيث وقَّعا على عقد إعارة لتنظیم معرض مؤقت مع المتحف التاریخي الوطني وتدشین معرض بیلاروس"على مفترق طرق التواصل الحضاري" في عام 2018م بمسقط، وفي المقابل، تم تدشین معرض وفعالیات "یوم عُمان" في عام 2019م في بيلاروس. كما أُقيمت فعالیات الأسبوع الثقافي البیلاروسي في عام 2020م بمسقط.
الجدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس قد تأسست في 23 يوليو 1992م، حيث قام رئيس جمهورية بيلاروس بزيارة رسمية إلى سلطنة عُمان في أبريل 2007م، كما كانت هناك زيارات متبادلة بين الجانبين سواء على المستوى البرلماني أو السياسي، بالإضافة إلى الجولات الأخرى للمشاورات السياسية التي تُعقد بشكل دوري في البلدين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جمهوریة بیلاروس
إقرأ أيضاً:
واردات سلطنة عمان من الذهب تسجل 372 مليون ريال
مسقط - العُمانية
شهدت التجارة الدولية للذهب في سلطنة عُمان انتعاشًا ملحوظًا حتى نهاية نوفمبر من عام 2024، مدفوعة بارتفاع الواردات والصادرات وإعادة التصدير، ما يعكس ازدياد الطلب المحلي والإقليمي على المعدن النفيس.
ووفقًا لأحدث البيانات المبدئية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، سجلت واردات الذهب إلى سلطنة عُمان حتى نهاية شهر نوفمبر 2024 ما قيمته 372 مليون ريال عُماني، محققة زيادة بنسبة 17.4 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، التي بلغت 316.9 مليون ريال عُماني.
كما ارتفع إجمالي وزن الذهب المستورد إلى 15439 كيلوجرامًا، مقابل 14358 كيلوجرامًا خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول المصدّرة للذهب إلى سلطنة عُمان بقيمة 342.7 مليون ريال عُماني، أي ما يعادل 92.1 بالمائة من إجمالي الواردات، وجاءت اليمن في المرتبة الثانية بـ 11.3 مليون ريال عُماني، تلتها السودان بـ 6.4 مليون ريال عُماني، ثم هونغ كونغ بـ 3.2 مليون ريال عُماني، والولايات المتحدة بـ 1.7 مليون ريال عُماني.
من ناحية أخرى، سجلت قيمة صادرات الذهب العُماني ارتفاعًا كبيرًا، حيث بلغت 63.2 مليون ريال عُماني حتى نهاية شهر نوفمبر 2024، مقارنة بـ 35.6 مليون ريال عُماني خلال الفترة نفسها من 2023، بنسبة نمو 77.7 بالمائة، كما ارتفع إجمالي أوزان الذهب المُصدَّر إلى 2198 كيلوجرامًا، مقابل 1526 كيلوجرامًا في العام السابق.
وتصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة أيضًا قائمة الدول المستوردة للذهب العُماني بقيمة 42.5 مليون ريال عُماني، ما يمثل 67.2 بالمائة من إجمالي الصادرات، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية بما قيمته 17.7 مليون ريال عُماني ثم الهند بـ 714.6 ألف ريال عُماني ومملكة البحرين بما قيمته 691.7 ألف ريال عُماني، ثم هونج كونج بـ 603.5 ألف ريال عُماني، تليها العراق بـ 502.7 ألف ريال عُماني.
أما عمليات إعادة تصدير الذهب من سلطنة عُمان فقد شهدت أيضًا قفزة استثنائية، حيث بلغت قيمتها 147.3 مليون ريال عُماني حتى نهاية شهر نوفمبر 2024، مقارنة بـ 16.4 مليون ريال عُماني خلال الفترة ذاتها من عام 2023، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 800 بالمائة كما تضاعف الوزن المُعاد تصديره إلى 5287 كيلوجرامًا مقارنة بـ 1886 كيلوجرامًا في الفترة نفسها من 2023.
وجاءت إيران في مقدمة الدول المستقبلة للذهب المُعاد تصديره من سلطنة عُمان، بقيمة 115.8 مليون ريال عُماني، مستحوذة على 78.6 بالمائة من إجمالي عمليات إعادة التصدير، تلتها دولة الإمارات العربية المتحدة بـ 22.5 مليون ريال عُماني، ثم تركيا بـ 3.8 مليون ريال عُماني، تليها الولايات المتحدة بـ 3.3 مليون ريال عُماني.
ورغم التقلبات العالمية في أسعار المعادن الثمينة، حافظت أسعار الذهب في سلطنة عُمان على استقرار نسبي خلال عام 2024، حيث بلغ متوسط سعر عيار 24 نحو 30.4 ريال عُماني للجرام، بينما سجل عيار 21 حوالي 26.3 ريال عُماني، أما متوسط سعر عيار 18 فبلغ نحو 22.4 ريال عُماني.
ويضم قطاع الذهب والمجوهرات في سلطنة عُمان 931 مؤسسة ومنشأة، من بينها 785 متخصصة في بيع الذهب بالتجزئة، و45 تعمل في إصلاح الذهب والمجوهرات، و90 منشأة لصناعة الحلي والمجوهرات من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، كما توجد 9 مؤسسات لإنتاج المعادن الثمينة المشغولة بكافة أشكالها، إضافة إلى مؤسسة واحدة لإنتاج المعادن الثمينة الخام، وأخرى متخصصة في المصنوعات المعدنية المطلية أو المغطاة بالمعادن الثمينة.
وتعكس هذه الأرقام المكانة المتنامية لسلطنة عُمان في قطاع تجارة الذهب، سواء من حيث الاستيراد أو التصدير وإعادة التصدير، كما تشير إلى نمو فرص الاستثمار في صناعة وتكرير المعادن الثمينة، ما يعزز مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي واعد في هذا القطاع.