علق الفنان السوري دريد لحام على التطورات في سوريا بعد سقوط النظام وهروب رئيسه المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، داعيا إلى الاحتفال بهذه المناسبة كل عام.

وقال لحام الذي يعرف عنه موالاته الشديدة للنظام، في أول تعليق له على سقوط النظام: "مبروك لوطني سوريا ولادتها الجديدة".

وأضاف في مقطع مصور مقتضب نشره عبر قناته الرسمية على منصة "يوتيوب": "لحتى نضل نحتفل بهذه المناسبة كل عام، لازم نبقى إيد واحدة بكل طوائفنا وانتماءاتنا السياسية، وتكون طائفتنا الوحيدة هي سوريا".



وتابع بالقول "ونغني متل ما كنا نغني نحن وأطفال: موطني.. موطني".


وأرفق لحام في المقطع المصور لقطات من مسرحية "كاسك يا وطن" الشهيرة التي جرى تقديمها عام 1978 وحقق انتشارا واسعا عبر العالم العربي لما حملته من انتقادات لاذعة للواقع السياسي.

وكان لحام ذكر في تصريحات سابقة أن رئيس النظام السابق حافظ الأسد كان من أشد داعميه في المسرحيات الجريئة، التي كان ينظر لها على نطاق واسع على أنها سياسية متبعة من قبل النظام تهدف إلى "التنفيس" عن الشعب.

ويعرف لحام بكونه من أشد الفنانين الذين دعموا النظام السوري المخلوع لا سيما بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، التي واجهها النظام بوحشية مفرطة ما أسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتغييب عشرات الآلاف قسريا، فضلا عن الدمار الواسع في البلاد والانهيار الاقتصادي.

وخلال الأيام الماضية، كانت مواقف الممثلين والإعلاميين والشخصيات البارزة في سوريا محط مثار للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التقلبات السريعة في المواقف بعد انهيار النظام.

وفي حين أعرب ممثلون معارضون للنظام عن ابتهاجهم بسقوط النظام مثل عبد الحكيم قطيفان ومكسيم خليل وغيرهما، أثار آخرون عُرف عنهم التأييد للنظام جدلا واسعا؛ عقب انقلابهم إلى معارضة النظام، وتراجعهم عن مواقفهم القديمة الداعمة للأسد وحكمه.


وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص، وأخيرا دمشق.

وجرى تكليف المهندس محمد البشير، وهو رئيس حكومة الإنقاذ التي كانت تدير إدلب، بتشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى غاية الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية دريد لحام سوريا النظام سوريا النظام دريد لحام المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ناج من معتقلات الأسد: انتظرت الموت ورحلت أمي دون معرفة مصيري

10 سنوات في معتقلات النظام السوري المخلوع أمضاها خالد عبد الرحمن، في ظل تعذيب ممنهج ومعاملة غير إنسانية ينوء تحت وطأتهما السجناء، حيث كان الموت بمثابة "مصير محتوم" ينتظره المعتقلون داخل السجون.

 

ومنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 وحتى سقوط النظام في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تعرض عشرات الآلاف من السوريين للاختطاف على يد قوات نظام الأسد، حيث تم احتجازهم في المعتقلات وتعرضوا لعمليات قتل ممنهج تحت التعذيب.

 

وكان عبد الرحمن (34 عامًا) والمنحدر من محافظة القنيطرة السورية (جنوب غرب)، من بين هؤلاء الضحايا، حيث عاش تجربة قاسية من التعذيب والمعاملة الوحشية داخل سجن عدرا في العاصمة دمشق.

 

وفي شهادته للأناضول، تحدث عبد الرحمن عن الفظائع التي عايشها وتعرض لها خلال سنوات اعتقاله، كاشفًا عن حجم العنف المنهجي الذي مارسته قوات النظام داخل المعتقلات، والأساليب التي استخدمت لإخضاع السجناء وإذلالهم حتى لحظة سقوط النظام.

 

- قمع وحشي للمتظاهرين

وقال عبد الرحمن إنه كان يعيش في حي القدم بدمشق (جنوب)، أحد المراكز الرئيسية للحراك الشعبي الذي انطلق في عام 2011 ضد نظام الأسد للمطالبة بالحرية، موضحًا أنه شارك في المظاهرات التي شهدها الحي.

 

وأشار عبد الرحمن إلى أنه يرفض المزاعم التي روج لها النظام آنذاك، وادّعى فيها أن المتظاهرين "كانوا يحملون السلاح ويطلقون النار على قوات الأمن"، مؤكدًا أنه لم يكن جزءًا من أي عمل مسلح وأنه كان يشارك فقط في بعض لجان التنسيق، إلى جانب نشاطه الإلكتروني عبر الإنترنت كناشط سياسي.

 

وأضاف أنه مع تصعيد النظام للعنف والقمع ضد المتظاهرين، اتخذ قرارًا بمغادرة البلاد في عام 2014، خوفًا من الاعتقال أو القتل على يد النظام، خاصة بعدما أصبح النظام يعتقل النشطاء بشكل تعسفي.

 

لكنه أثناء زيارته لإحدى الدوائر الحكومية لاستخراج جواز سفر، تم اعتقاله من قبل قوات النظام، ونقل على الفور إلى أحد فروع الاستخبارات العسكرية للاستجواب، وفق شهادته.

 

وتحدث عبد الرحمن عن الرعب الذي تملكه خلال الأيام الأولى من اعتقاله، قائلا: "عندما أدركت أنني أصبحت معتقلًا، أصبت بصدمة كبيرة. لم أستطع الأكل أو الشرب لعدة أيام بسبب الخوف الشديد".

 

وتابع: "خلال فترة الاحتجاز، بدأت بالتعرف على معتقلين آخرين، حذروني مما ينتظرني داخل السجن. نصحوني بألا أعترف بأي شيء، لأنهم إذا حصلوا على اعتراف مني، فسوف يقتلوني. وآنذاك أدركت أنني في مواجهة مصير مجهول داخل مكان لا نجاة منه".

 

ـ الموت مصير حتمي

وأكد خالد عبد الرحمن أنه خلال فترة احتجازه في فرع الاستخبارات العسكرية، شهد أساليب تعذيب وحشية تمارس ضد المعتقلين بشكل منهجي؛ أشهرها التعذيب بالكرسي والتعذيب بالأنبوب.

 

واعتبر أن التعذيب بالأنبوب كان "واحدًا من أكثر الأساليب قسوة ووحشية"، حيث يتم إدخال أنبوب بالقوة عبر الفم حتى يصل إلى المعدة، مما يلحق أضرارًا جسيمة بالأعضاء الداخلية.

 

وأوضح أن هذا التعذيب كان يتسبب في عجز المعتقلين عن الأكل لعدة أيام، ما يؤدي في النهاية إلى وفاتهم جوعًا.

 

وأكد عبد الرحمن على أن الموت كان أمرًا يوميًا داخل المعتقل، قائلًا: "كل يوم كان يموت ما لا يقل عن 4 أو 5 سجناء، أصبح الموت ظاهرة معتادة، في هذا المكان، لم يكن هناك أي مفر من هذا المصير. الموت كان حتميًا".

 

وأضاف أن المعتقلين كانوا يموتون إما بسبب التعذيب المفرط أو بسبب الأمراض الناتجة عن ظروف الاعتقال اللاإنسانية.

 

وتابع: "كل يوم، كنا نشاهد الجثث تُنقل إلى الخارج. كانت جميع الجثث تُرقّم قبل وضعها في شاحنة الموت. وبعد ذلك، كنا نشهد وصول سجناء جدد، ليدخلوا في نفس الدوامة القاتلة".

 

- لا طعام لا ماء

بعد قضائه شهرين في أحد الفروع الأمنية، أوضح عبد الرحمن أن قوات النظام قامت بنقله إلى فرع أمني آخر، حيث زُجّ به في زنزانة صغيرة مظلمة معدومة التهوية، لا يصلها ضوء الشمس ولا أي وسيلة تواصل مع العالم الخارجي.

 

وأشار إلى أن الظروف اللاإنسانية استمرت في هذا المكان الجديد، رغم أنه لم يكن هناك تحقيق مباشر أو تعذيب متواصل كما في الفرع السابق، لكنه أكد أن الحراس كانوا يمارسون العقاب العشوائي بوحشية مطلقة.

 

وأردف: "لم يكن هناك استجواب أو تحقيق، لكن الحراس كانوا يفرضون عقوبات قاسية حسب أهوائهم. إذا تحدث أحد بصوت عالٍ أو وقع أي شيء غير متوقع، كانوا يخرجون عددًا من المعتقلين ويضربونهم ضربًا مبرحًا".

 

وأوضح عبد الرحمن أن المعتقلين كانوا يُحرمون من الطعام والماء والرعاية الطبية لفترات طويلة، وكانوا يعانون أقصى درجات الجوع والعطش، مما دفعهم إلى البحث عن أي وسيلة للبقاء على قيد الحياة، وهي ممارسات تعد سلاحًا آخر استخدمه النظام لإضعاف المعتقلين.

 

وتحدث عن واحدة من أقسى التجارب التي مر بها، عندما حرمهم الحراس من الماء لمدة 3 إلى 4 أيام متواصلة.

 

واستدرك: "مع ارتفاع درجات الحرارة، بدأنا نبحث عن أي وسيلة لمقاومة العطش. في البداية، حاولنا شرب عرقنا، لكنه كان شديد الملوحة وجعلنا نشعر بعطش أكبر، لذلك اضطررنا إلى التوقف عن ذلك".

 

وأضاف: "ثم لجأنا إلى خيار آخر.. كان المعتقلون يتبولون في الزنازين، ثم يشربون بولهم. لقد اضطررت إلى فعل ذلك بنفسي، لأنه لم يكن لدينا أي خيار آخر".

 

- من الإعدام إلى المؤبد

وأوضح عبد الرحمن، أنه بعد سنوات من الاحتجاز والتعذيب، تمت إحالته إلى المحكمة العسكرية للمحاكمة، لكن ما حدث لم يكن "محاكمة عادلة بأي شكل من الأشكال".

 

وأشار إلى أن جلسة المحاكمة لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة، ولم يُمنح خلالها أي فرصة للدفاع عن نفسه أو تقديم أي توضيحات.

 

واصفًا تلك اللحظات، تابع عبد الرحمن قائلًا: "عندما اقتادونا إلى المحكمة، كانت الجلسة أقرب إلى مسرحية هزلية. لم تستمر سوى 20 إلى 30 ثانية".

 

واستطرد: "لم يُسمح لنا حتى بالنطق بكلمة واحدة. كل ما حدث هو أن القاضي نادى أسماءنا، ثم سأل: هل هذا الشخص مسلح؟، فجاء الرد فورًا: نعم! وبعدها صدر الحكم دون أن يسمح لنا أن ننبس ببنت شفة".

 

وأضاف عبد الرحمن أن المحكمة أصدرت بحقه حكم الإعدام، لكنه فوجئ بعد ذلك بعرض مقابل رشوة لتخفيف الحكم إلى السجن المؤبد.

 

وبين قائلا: "تم الحكم عليّ بالإعدام، لكنهم أبلغوني أن بإمكاني تحويله إلى السجن المؤبد مقابل 100 ألف دولار أمريكي".

 

وأكد عبد الرحمن أنه اضطر إلى دفع هذا المبلغ الضخم فقط لتجنب إرساله إلى سجن صيدنايا، الذي كان يُعرف بـ"المسلخ البشري"، بسبب بشاعة ما كان يحدث بداخله.

 

"الجميع كان يعرف ما هو صيدنايا.. لم يكن هناك مكان أكثر رعبًا.. مجرد التفكير في أنه كان من الممكن إرسالي إلى هناك كان كفيلًا بإصابتي بالرعب"، أضاف عبد الرحمن.

 

- فقدان الوالدة

قال عبد الرحمن إن المعارك التي اندلعت بين الفصائل المسلحة المناهضة للنظام وقوات الأسد في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، انعكست تداعياتها داخل السجن، حيث بدأ المعتقلون يشعرون بحدوث تغييرات غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الأمور اتخذت منحى مختلفًا مع سيطرة الفصائل على مركز مدينة حمص (وسط).

 

وأضاف أنه في ليلة 7 ديسمبر/ كانون الأول 2024، لاحظ أن جميع الحراس والجنود داخل السجن قد اختفوا وهربوا، تاركين خلفهم المعتقلين داخل الزنازين، مشيرًا أن الفصائل التي اقتحمت السجن قامت بفتح الأبواب وإطلاق سراح جميع المعتقلين.

 

وتحدث عبد الرحمن عن لحظة شعوره بالحرية لأول مرة منذ سنوات طويلة، فقال: "أحد أصدقائنا أرسل لنا مقطع فيديو من ساحة الأمويين في وسط دمشق. في الفيديو، كان الناس يهتفون: النظام سقط. عندما سمعنا هذه الكلمات، شعرنا للمرة الأولى أننا أحرار بالفعل، بعد سنوات من الأسر".

 

كما أشار عبد الرحمن، أنه وبعد خروجه من المعتقل، عاد إلى مسقط رأسه للمرة الأولى بعد سنوات طويلة من الغياب القسري، لكنه تلقى خبرًا صادمًا فور وصوله.

 

واستطرد قائلًا: "علمت أن والدتي، التي لم تكن تعرف ما إذا كنت على قيد الحياة أم لا، قد انتظرتني لأعوام بأمل ممزوج بالحزن، لكنها مرضت وتوفيت قبل أن تراني".

 

وأضاف عبد الرحمن أنه عندما عاد إلى منزله في حي القدم بعد 10 سنوات من الاعتقال، وجد والده قد كبر في السن وبات ضعيفًا جدًا، لكنه لم يتمكن من رؤية والدته التي فارقت الحياة قبل أربع سنوات بسبب المرض.

 

- فرحة وحسرة

من جهته، عبّر الحاج أبو خالد عن فرحته الغامرة بعودة ابنه بعد سنوات طويلة من الاعتقال والمعاناة، قائلًا: "أشكر كل من كان له دور في إعادة ابني إليّ، لا أستطيع أن أصف مدى امتناني لهم".

 

لكن ورغم فرحته، لم يستطع إخفاء حزنه العميق لأن زوجته لم تعش لترى ابنها مجددًا.

 

وتابع متحسرا: "أكبر جرح في قلبي هو أن زوجتي رحلت قبل أن ترى ابنها مجددًا".

 

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

 

وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية.

 

كما أعلنت حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بعهد الرئيس المخلوع بشار الأسد (2000-2024)، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور.


مقالات مشابهة

  • لا أعداء دائمين.. ما مستقبل العلاقات بين سوريا وروسيا بعد سقوط الأسد؟
  • تقرير يكشف تعاونا بين روسيا وإيران في نقل الأسلحة عبر سوريا قبل سقوط الأسد
  • رونالدو يعلق على التطورات في سوريا.. ماذا قال؟ (شاهد)
  • شركات سياحة تتحدث عن نمو سريع للقطاع في سوريا بعد رحيل النظام
  • ما دوافع فرنسا للعودة إلى المشهد السوري بعد سقوط الأسد؟
  • ما دوافع فرنسا من العودة إلى المشهد السوري بعد سقوط الأسد؟
  • تقرير حقوقي: الإعدام السري مصير معظم المختفين قسرا في سوريا
  • بريطانيا تعتزم تعديل نظام العقوبات المفروضة على سوريا بعد سقوط الأسد
  • ناج من معتقلات الأسد: انتظرت الموت ورحلت أمي دون معرفة مصيري
  • المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني حسن الدغيم في تصريح خاص لـ سانا: الحوار الوطني انطلق مع سقوط النظام المجرم، حيث رأى جميع السوريين سواءً على مستوى اللقاءات المكثفة بين القيادة والوفود الشعبية أو بين المكونات الشعبية نفسها أن هذه اللقاءات