سواليف:
2025-01-14@22:47:14 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. مطالبي جدّاً صغيرة

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

مطالبي جدّاً صغيرة

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ … 18 / 8 / 2018

لماذا لا تنقسم الكائنات مثلنا بين معارضة وموالاة؟.. لماذا لا تلبس العصافير الريش العسكري المموّج مدعية الوطنية؟.. لماذا لا تضع الأرانب صورة الزعيم في غرف نومها؟.. وكيف تتجرّأ الخراف أن تطأ الصفحة الأولى من جريدة يومية قذفتها الريح إلى السهول القاحلة؟.

. باختصار لأنها لا تؤمن بدساتير التأليه كلها، ولا تصنع من “تجشؤ” الزعيم حكمة وحكاية وبعد نظر، وبالتالي هي لا ترتجي أن يوضع “الدولار” في قائمة طعامها اليومي، ولا تخاف أن يوضع “إصبع ديناميت” تحت مقعدها في طريق العودة.. لذا هي لا تؤمن بكلام الثرثرات وضجيج العبيد في قباء القصور، هي تنصت لشفتي الأرض والسماء كيف تنطقان التاريخ بشكل صحيح.

مقالات ذات صلة وفاة ثمانينية في البشير إثر حريق دار المسنين 2024/12/14

أنظر أحياناً إلى نفسي الجوانية فأكتشف كم أنا مبتلى بإنسانيتي، ترى لم عليّ أن أحتمل كل هذا الوجع والاحتفاظ بألواح الأحلام المكسورة لأصنع منها طوّافة حياة، لم عليّ أن أعيد رفو مفهومي للوطن كالقميص الممزّق.. وأنا الحالم بأقل الممكن كأي كائن حي كُتب له أن يولد أو يفقس من بيض القهر على هذه الأرض.

أريد أن أرى وطني رقماً صعباً في طاولات الأمم، كرسيه محط أنظار، ورايته رسالة رعب، فقد مللنا العتبات ودور “بائع العلكة”.. أريد لوطني أن يمزّق كل الرسائل المشبوهة ويعيد كل المغلفات المذلّة والزكوات الدولية
بالمناسبة أنا مطالبي جدّاً صغيرة، أمنيتي أن أصبح كأي عصفور بلا ملفّ أمني، لا أحد يطلبني، ولا أحد يتبعني، ولا أحد يرصد كلامي أو توقيت منامي، الشمس وحدها من يحق لها أن ترشّ على وجهي رذاذ الضوء لتوقظني، فأزقزق ملء رئتي للحرية، الزقزقة هي نشيدي الوطني وهي تسابيحي الطوعية لسيد الكون.. أطلقها لا تملقاً ولا خوفاً ولا التزاماً في طابور العبودية الصباحي.. أزقزق لأني هبة الله للمكان وأمارس “عصفوريتي”!.

مطالبي جدّاً صغيرة.. أريد لهذا الوطن أن يصبح وطناً لا فندقاً للأغنياء، من يملك يعيش، ومن لا يملك عليه الإخلاء قبل الساعة الثانية عشرة، لا أريد فكرة “القرصان والسيد” في وطني.. لا أريد أن يبقى الطاهي المنسي في الطابق السفلي يحضّر طوال النهار وردة من شوكولاتة ليأكلها السيد في الطابق العلوي بدقيقة واحدة، أريده أن يتذوقها هو قبل غيره، أريده وطناً كبيراً ككل شيء.. لا أريد أن أرى الرصيف مزدحم بالجالسين، أريده أن يمتلأ بالمارين إلى أعمالهم أو إلى بيوتهم، أريد الأيادي تمتد لتعطي، لا تمتدّ لتتسوّل، أريد الشاحنات البطيئة تحمل بضائع المصانع في الصباح الباكر وتئن من ثقل الإنتاج، أريد الحقول أن تدخّن نتاجها من مداخن الجرّارات.

أريد وطناً يشبه تلك الأوطان التي أراها في “ناشيونال” جيوغرافيك، أوطان كبيرة وممتلئة وقوية، تغرق الأسواق إن هي صدّرت، وتربك الأسواق إن هي توقّفت.. أريد أن أرى المهندسين في وطني يشرحون لمذيع الناشيونال جيوغرافيك كيف استطاعوا بناء ناطحة سحاب في أسبوع وكيف تحمل الرافعات العملاقة جسوراً حديدة ثقيلة تكسر عين الشمس عندما تدور شمالاً وجنوباً.. أريد أن أرى وطني رقماً صعباً في طاولات الأمم، كرسيه محط أنظار، ورايته رسالة رعب، فقد مللنا العتبات ودور “بائع العلكة”.. أريد لوطني أن يمزّق كل الرسائل المشبوهة ويعيد كل المغلفات المذلّة والزكوات الدولية.. ويحمل فأسه إلى أرضه ويبدأ رحلة البحث عن الكرامة والحفر على الحياة.

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#166يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لاحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

المونسنيور القزي: لنا في رئيس الجمهورية ملء الثقة الكبيرة لما يتمتع من التزام وطني

احتفل رئيس بلدية جدرا المونسنيور جوزيف القزي، في قداس الاحد  في كل من رعية السيدة الوردية - البرجين ومار جرجس في جدرا ( إقليم الخروب)، على نية رئيس الجمهورية الجديد العماد جوزاف عون، بحضور أبناء الرعيتين.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس والعظة،  قال المونسنيور القزي:  "إننا نشكر الله على أنتخاب رئيس جديد للجمهورية العماد جوزاف عون، الذي لنا فيه ملء الثقة الكبيرة لما يتمتع من مناقبية والتزام وطني مخلص وما يملك من رؤية وطنية لإنقاذ الوطن، وانتظام المؤسسات والإدارات العامة،  وتمكين ركائز الدولة وغيرها من القضايا الكبيرة التي تهم لبنان واللبنانيين وإعادة الثقة بلبنان وهذا ما سمعناه من خلال ما تضمنه خطاب القسم.  نسأل الله أن يزيد فخامة الرئيس المزيد من نعم الحكمة والفطنة وحسن التدبير  مع حكومة العهد التي  ستتألف  لتنفيذ ما جاء في خطاب القسم وما ستضمنه في برنامجها   للعمل على أستنهاض البلاد   لتحقيق الآمال المعقودة على ثقة المواطنين بفخامة الرئيس".

مقالات مشابهة

  • نواب البرلمان عن تنمية الأسرة المصرية: مشروع وطني لبناء الإنسان
  • جبهة الخلاص: الثورة مستمرة والبلاد بحاجة لحوار وطني لا يقصي أحدا
  • إدراج الكاتب محمود الطوخي في مشروع «عاش هنا»
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. نصفنا المهاجر
  • حفل تأبين الكاتب الصحفي الراحل محمد عبد الجليل.. 20 يناير
  • 20 يناير.. حفل تأبين الكاتب الصحفي الراحل محمد عبد الجليل
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. وصفة ألمانية
  • سارة نقد الله: تأسيس الجبهة الوطنية المدنية السودانية واجب وطني لإيقاف الحرب
  • المونسنيور القزي: لنا في رئيس الجمهورية ملء الثقة الكبيرة لما يتمتع من التزام وطني
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. المهم الارتفاع قليلاً