ركزت صحف ومواقع عالمية على التطورات الجارية في سوريا، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وكتبت عن تداعيات هذا التغيير في المنطقة وفي العالم، كما تناولت موضوع اللاجئين السوريين في أوروبا.

ورأى المحرر شادي حميد في صحيفة "واشنطن بوست" أن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين كانوا لعقود من الزمن "غير مرتاحين للفوضى الحتمية للتغيير الديمقراطي، وهذا هو السبب على وجه التحديد وراء تقويضهم للحركات المؤيدة للديمقراطية في العالم العربي بشكل عام، من خلال دعم الحلفاء الاستبداديين بمليارات الدولارات في شكل مساعدات عسكرية".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: إسرائيل أمام بيئة أمنية متغيرة بعد سقوط نظام الأسدlist 2 of 2أكسيوس: فريق ترامب يتأهب للسيطرة على مؤسسات الدولة العميقةend of list

وأحد أسباب تردد أميركا، وفق الكاتب، يتعلق بحماية إسرائيل من أي معارضة محتملة.

وفي مقاله بصحيفة "هآرتس"، رأى الكاتب درور زئيفي أن سكان الشرق الأوسط يدركون الأهمية الرمزية لدمشق، وأن ما يحدث هناك سوف يؤثر في المنطقة بكاملها، ولكنّ تصريحات القيادة الإسرائيلية وأفعالها لا تسبب سوى الضرر.

وأضاف الكاتب أن "إسرائيل تتصرف بوحشية وقصر نظر، باحتلالها أراضي في سوريا ووضع نفسها منذ البداية في موقف معاد، بينما كان ينبغي لقادة البلاد، فور سقوط نظام الأسد، أن يتمنّوا للسوريين النجاح وأن يقولوا إنهم سيكونون سعداء بإقامة علاقات سلمية وأخوية معهم"، بحسب تعبير الكاتب.

إعلان

وركزت صحيفة "لوتون" السويسرية على اللاجئين السوريين في أوروبا، وقالت إنهم "يتأرجحون بين الشكوك والارتباك والخطابات الانتخابية". ويشرح المقال أن كثيرا من الدول الأوروبية لم تنتظر طويلا بعد سقوط نظام الأسد لإعلان تجميد إجراءات اللجوء، وبعضها بدأ يدرس عمليات الترحيل.

وتعلق الصحيفة بأنه من السابق لأوانه اتخاذ القرارات في هذه المرحلة، وأن خيار العودة يثير القلق لدى الأشخاص المعنيين الذين قد لا يكونون مستعدين لذلك بعد.

وفي موضوع آخر، كتبت فرناز فصيحي في صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "في الأيام التي تلت المحو المفاجئ وغير المتوقع لإيران كوجود مهيمن في سوريا، واجهت الحكومة في طهران رد فعل عنيفا من عامة الناس، بسبب مليارات الدولارات التي أنفقت، والدماء الإيرانية التي أريقت لدعم نظام الأسد".

ونقلت الكاتبة أن مسؤولين إيرانيين قالوا في محادثات خاصة، بعد سقوط نظام الأسد، إن "إيران فقدت كل شيء في 11 يوما فقط".

ومن جهة أخرى، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يواجه انقساما علنيا في مجلس الوزراء بسبب الملف السوري، بعد أن انتقد وزير الصحة ويس ستريتنغ زميله في الحكومة وزير الطاقة إد ميليباند بسبب فشله سابقا في دعم العمل العسكري ضد الأسد في عام 2013، ومعارضته شنَّ هجوم جوي حينها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات سقوط نظام الأسد بعد سقوط نظام

إقرأ أيضاً:

كيف غزت المنتجات الأجنبية الأسواق السورية بعد سقوط الأسد؟

قالت صحيفة فايننشال تايمز -في تقرير لها- إن سوريا تشهد تحولًا اقتصاديًا جذريًا بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث أدى تخفيف القيود على الدولار وخفض الرسوم الجمركية إلى تدفق غير مسبوق للسلع الأجنبية التي كانت غائبة عن الأسواق السورية طوال سنوات الحرب الأهلية.

وقد نتج هذا التحول الاقتصادي المفاجئ عن تغييرات شاملة في السياسات الاقتصادية، مما جعل الأسواق تزدهر بالبضائع المستوردة.

سيل من الواردات

وفي العاصمة دمشق، شهدت المتاجر ارتفاعًا كبيرًا في توفر السلع المستوردة التي كانت تختفي عن الأنظار منذ سنوات، مثل المياه المعدنية التركية، مكعبات المرقة السعودية، مساحيق الحليب اللبنانية.

أحد الأسواق الشعبية في دمشق (الأناضول)

كما عادت العلامات التجارية الغربية لتزين أرفف المتاجر، في مشهد يرمز إلى عودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها بحسب الصحيفة.

وفي أحد المتاجر الكبرى وسط دمشق، خُصص جدار كامل لمنتجات رقائق البطاطا (الشبس)، في حين أفاد موظف بأن المستهلكين كانوا الأكثر حماسًا للحصول على منتجات مثل الجبنة المكعبة والمشروبات الغازية الأميركية، مضيفًا "كل شيء مستورد الآن جديد. ما كنا نبيعه سابقا كان إنتاجا سوريا بالكامل".

إعلان إرث سابق

ووفق الصحيفة فقد كانت السياسات الاقتصادية لنظام الأسد تعيق وصول السلع الأجنبية إلى الأسواق. فمنذ عام 2013، تم حظر التعامل بالعملات الأجنبية، وزادت الرسوم الجمركية على الواردات بشكل كبير لتصل -على سبيل المثال- إلى 900 دولار على هواتف آيفون.

وقد أجبر ذلك السوريين على الاعتماد على الإنتاج المحلي أو اللجوء إلى التهريب للحصول على السلع غير المتوفرة.

كما فرضت نقاط التفتيش العسكرية التابعة للنظام، وخاصة الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، قيودًا إضافية على نقل البضائع، مما زاد من تكاليف الإنتاج ورفع أسعار السلع. وأوضح محمود، أحد بائعي الخضراوات في سوق الشعلان، أن المزارعين كانوا يُجبرون على تسليم جزء من منتجاتهم عند نقاط التفتيش. وقال "لم يكن لدى المزارعين خيار سوى الخضوع للابتزاز. كانوا بحاجة لتأمين معيشتهم".

إصلاحات اقتصادية

وبعد سقوط النظام، أعلنت الحكومة الجديدة التي تدير شؤون البلاد عن سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية، أبرزها السماح بالتعامل بالدولار وتخفيض الرسوم الجمركية بنسبة تتراوح بين 50% و60% وفق فايننشال تايمز.

وصرّح وزير التجارة الداخلية ماهر خليل الحسن -لوكالة سانا- في وقت سابق بأن الهدف الرئيسي لهذه الإصلاحات هو "ضخ الدماء في شرايين الاقتصاد والحفاظ على المؤسسات وخدمة المواطنين".

تهدف الإدارة السورية الجديدة لضخ الدماء في شرايين الاقتصاد المتهاوي (الأناضول) تأثير الإصلاحات على الأسعار والأسواق

وأسهمت هذه الإصلاحات في انخفاض ملحوظ بأسعار السلع، سواء المستوردة أو المحلية. على سبيل المثال، انخفض سعر الكيلوغرام من الموز اللبناني بنسبة الخُمس، بينما انخفضت أسعار البطاطس المحلية إلى ربع قيمتها السابقة. أما المنتجات الأجنبية مثل الكاتشب، فقد بلغ سعر زجاجة منها 78 ألف ليرة مقارنة بـ14 ألفا فقط للمنتج المحلي دوليز.

كما شهدت الأسواق عودة العلامات التجارية التي تحمل قيمة رمزية للمستهلك السوري، مثل بعض الأجبان الأجنبية مما أثار موجة من التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

إعلان تحديات مستمرة

وتشير فايننشال تايمز إلى أنه رغم التحسن الملحوظ في توفر السلع وانخفاض الأسعار، لا تزال التحديات الاقتصادية قائمة، حيث أشار البائعون لتأخر دفع الرواتب، مما أدى إلى ضعف القدرة الشرائية للمستهلكين.

لكن بعض التجار أكدوا شعورهم بالأمان النسبي في العمل، إذ يقول المواطن محمود "لم أعد أشعر بالخوف كما كان الحال في السابق".

رغم التحسن الملحوظ في توفر السلع وانخفاض الأسعار فلا تزال التحديات الاقتصادية قائمة (الفرنسية)

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن هذه الإصلاحات الاقتصادية قد تشكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ سوريا الاقتصادي، مع فتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية وزيادة النشاط التجاري.

ومع ذلك، يعتمد النجاح طويل الأمد لهذه الإصلاحات على الاستقرار السياسي وقدرة الحكومة على تنفيذ سياسات اقتصادية مستدامة تلبي احتياجات الشعب السوري.

وفي ظل هذه التغيرات، يبدو أن سوريا تسير على طريق الانفتاح الاقتصادي بعد سنوات من العزلة، حيث تشكل هذه الفترة اختبارا حقيقيا للقدرة على تجاوز التحديات وبناء مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارًا.

مقالات مشابهة

  • بعد سقوط الأسد..لافروف: لن نغادر الشرق الأوسط
  • ما مصير مليشيات فاطميون بعد سقوط نظام الأسد؟
  • كيف غزت المنتجات الأجنبية الأسواق السورية بعد سقوط الأسد؟
  • إدارة الهجرة في سوريا تعلن استئناف إصدار جوازات السفر بعد سقوط النظام
  • صحف عالمية: قادة إسرائيل يدركون أن لا مفر من وقف حرب غزة
  • وصول أول ناقلة غاز إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد (صور)
  • صحيفة عبرية: إسرائيل تدرس تقسيم سوريا طائفياً وقومياً
  • مقاربة إدارة بايدن في سورية بعد سقوط نظام الأسد
  • بمشاركة العراق.. الرياض تحتضن أوسع اجتماع بشأن سوريا بعد سقوط الأسد‎
  • وثائق امنية سرية تكشف مصير أطفال سورية المفقودين