أكد إيهاب عمر الكاتب الصحفي، أن الاجتماعات العربية بالأردن هي اجتماعات في غاية الأهمية، وليست أهميته في أنه يعقد لتحديد ملامح خطة إقليمية تتعلق بسوريا فقط، ولكن لأن هناك حضورًا عربيًا قويًا بهذه الاجتماعات من مصر والعراق ولبنان والأردن والسعودية والبحرين وقطر، مشددًا على أن هذه الاجتماعات سيكون بها عملية جس نبض عربي لنوايا الجهات الدولية الحاضرة للاجتماعات.

أستاذة اقتصاد سياسي: إعادة إعمار سوريا تحتاج 100 مليار دولار كبداية الخارجية: هناك رغبة مصرية صادقة في مساعدة سوريا (فيديو) الاتفاق على خطة إقليمية

وأوضح «عمر»، خلال لقائه عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن هذه الاجتماعات ستشهد الاتفاق على خطة إقليمية يتم طرحها على الحكام الجدد في دمشق فيما يتعلق بمستقبل الدولة السورية، مؤكدًا انه يتوقع أن يصدر عن هذه الاجتماعات بالأردن بيان يطالب بتوسع الحكومة السورية الحالية الجديدة لكي تشمل العديد من مكونات المجتمع السوري، إضافة إلى الدعوة إلى جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد في سوريا والبدء في الإجراءات المتعلقة بإعادة بناء الدولة.

غياب إيران وروسيا

ونوه بأنه من اللافت للنظر بهذه الاجتماعات المنعقدة في الأردن أنها تشهد غياب  إيران وروسيا ودول أخرى كانت تعد حليفة للنظام السابق الراحل نظام بشار الأسد، مؤكدًا أن هذا يعني أنه لا وجود لحلفاء الأسد في رسم سياسة ومستقبل الدولة السورية.

جدير بالذكر أن الدكتورة زينة منصور، أستاذة الاقتصاد السياسي، علقت على وضع الاقتصاد السوري واحتمالية إعادة إعمار سوريا، قائلة أنه لا يوجد مستحيل إذا توفرت الموارد المالية اللازمة لإعادة بناء وترميم البنية التحتية والدمار الذي لحق بالمحافظات السورية.

وأكدت أن الخسائر تتراوح بين 500 مليار دولار إلى تريليون دولار (1000 مليار)، وكبداية تحتاج سوريا لإعادة الإعمار إلى حوالي 100 مليار دولار، وتساءلت: «هل من الممكن إعادة إعمار سوريا مرة أخرى؟»، مشيرة إلى أن الإجابة على هذا السؤال تتوقف على القرار السياسي والإرادة السياسية، بالإضافة إلى حجم الضغوط الدولية الإيجابية التي قد تؤدي إلى الوصول إلى تسوية سياسية تمكن من بدء مشروع إعادة البناء، وهو ما يتطلب تمويلًا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وأوضحت منصور، أن السيطرة النفطية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من التسوية الدولية والتوافق بين القوى الفاعلة على الأراضي السورية، مثل الدورين الروسي والأمريكي. وأشارت إلى أنه في الفترة القادمة سيتم العمل على إعادة هيكلة النظام السوري، والعودة إلى القرارات الدولية من أجل بناء سوريا من جديد، وتشكيل النظام الجديد وإعداد الدستور.

وأضافت منصور أن سوريا تحتاج إلى إعادة هيكلية سياسية واقتصادية، بالإضافة إلى إعادة الإعمار الذي يتطلب مساعدات دولية وصناديق تمويلية، وكذلك عودة ملايين السوريين المنتشرين في مختلف أنحاء العالم إلى وطنهم. ونوهت إلى أن دول الخليج العربي تقدم يد العون لإعمار سوريا، 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سوريا البحرين السعودية بوابة الوفد الوفد

إقرأ أيضاً:

سوريا بين شبح العقوبات وترتيبات إعادة التموضع الإقليمي

في أروقة الأمم المتحدة وعلى مقاعد مجلس الأمن، تتشكل ملامح مرحلة جديدة في الملف السوري، لكنها لا تخلو من التعقيد والغموض. بين مطالب أميركية صارمة بقطع طريق الإرهاب، وإبعاد النفوذ الإيراني، والتخلي عن أي دور للفصائل الفلسطينية، تقف دمشق عند مفترق طرق تاريخي، تحاول من خلاله التخفيف من العقوبات الخانقة وتلميع صورة الدولة الجديدة أمام المجتمع الدولي.

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بلغة دبلوماسية ناعمة، أعاد التأكيد أن العقوبات لا تطال النظام فحسب، بل تساهم في تفشي اقتصاد الظل وتغذية الشبكات غير الشرعية، بينما تحرم البلاد من فرص التعافي الاقتصادي والعدالة الانتقالية. في المقابل، لم تغفل الإدارة الأميركية عن طرح شروط تبدو، في بعض جوانبها، تعجيزية، مما يوحي بأن واشنطن لا تبحث فقط عن تغيير في السلوك، بل عن تغيير في البنية السياسية العميقة.

في الخلفية، تتسارع تحركات إقليمية غامضة. فقد شهدت دمشق، لأول مرة منذ عقود، زيارات حاخامات من أصول سورية إلى مسقط رأس أجدادهم، وسط ترحيب إعلامي إسرائيلي لافت. بالتوازي، جرت زيارات نادرة لشيوخ دروز إلى الأراضي المحتلة، في خطوات تبدو كمحاولات متقدمة لاختراق الحواجز النفسية بين مكونات الجغرافيا السورية وإسرائيل، استعدادًا لاحتمالات جديدة للتموضع السياسي.

أما على الصعيد الاقتصادي، فتتوالى الأنباء عن جهود تقودها الرياض والدوحة لإنهاء ملف الديون السيادية السورية المتعثرة، مما يمهد الطريق لتحريك ملف إعادة الإعمار الذي ظل حتى الآن رهينة للصراعات الدولية والإقليمية. ومن المتوقع أن تسدد السعودية جزءًا من متأخرات سوريا لدى البنك الدولي، في خطوة قد تفتح الباب أمام تدفق منح وقروض بمئات الملايين لإصلاح قطاعي الكهرباء والبنية التحتية.

وفي كواليس هذه الترتيبات، تجري اتصالات سرية مع الجانب الروسي، الذي بدا أكثر انفتاحًا على تخفيف الحضور العسكري المباشر، مقابل ضمان مصالحه الاقتصادية والأمنية عبر صيغ جديدة للشراكة مع السلطة السورية ومؤسسات دولية، في مشهد يُراد له أن يعيد رسم خريطة النفوذ بطريقة أكثر مرونة وأقل صدامًا مع الغرب.

تبدو سوريا اليوم ساحة اختبار كبيرة: هل تنجح القيادة الجديدة في تجاوز إرث الماضي، والالتفاف على شروط الغرب الثقيلة؟ أم أن شبكة المصالح الإقليمية والدولية ستعيد إنتاج أزمات قديمة بثوب جديد؟

في كل الأحوال، لم يعد المشهد السوري شأنًا داخليًا خالصًا، بل أصبح قطعة شطرنج تتحرك فيها أيادٍ كثيرة في الخفاء، بانتظار اللحظة التي يتم فيها الإعلان عن قواعد اللعبة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • الأردن يقدم مرافعة شفوية أمام محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال
  • القريو: الأموال المجمدة لليبية للاستثمار 70 مليار دولار.. وتقرير مجموعة الأزمات الدولية يتوافق مع رؤية المؤسسة
  • وزير خارجية سوريا يجتمع بمسؤولين بالخارجية الأميركية
  • الأردن .. 1.09 مليار دينار الإيرادات الضريبية خلال أول شهرين من 2025
  • مستشار حكومي: نعتزم رفع التبادل التجاري مع إيران إلى 25 مليار دولار
  • السوداني يرفع من حجم الصادرات الإيرانية للعراق إلى (25) مليار دولار سنويا بعد رفعه شعارا لا زراعة ولا صناعة في عراق البكاء
  • الشيباني يعقد اجتماعات بنيويورك ويلتقي ممثلي الجالية السورية اليهودية
  • سوريا بين شبح العقوبات وترتيبات إعادة التموضع الإقليمي
  • وزارة المالية: إعادة تفعيل التأمين الصحي وفك تجميد حسابات المؤسسة ‏العامة السورية للتأمين
  • صندوق النقد والبنك الدولي ينهيان اجتماعات الربيع دون رؤية واضحة بشأن رسوم ترامب