شدد راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، ان "أهمية الميلاد تكمن في تعزيز الحوار والعيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين في لبنان والتحديات التي تواجه تطبيق القيم المسيحية في الحياة السياسة اللبنانية"، داعيا الى "التأمّل بيسوع الذي وُلد في الزمن، وكيف نجعله يولد في قلوبنا وحياتنا".

وشدد خلال لقائه اللجنة الاعلامية في الابرشية على "اهمية تعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين جميعا"، مشيرا الى ان "الأوطان لا تبنى الاّ بتضحيات ابنائها وبناتها، ونحن مقتنعون ان لبنان سنبنيه مع بعضنا البعض، مسلمين ومسيحيين".

وقال: "إذا كان الميلاد يذكّرنا بالأخوّة الحقيقية لله الواحد، يلزم ان نعرف اننا كلّنا اخوة بالإنسانية، وعلينا ان نتضامن ونتعلّم ان نضحّي من اجل وطننا، لكي نرجع ونبني الوطن والمؤسسات على أسس العدالة والمساواة، وعلينا ان نعرف ان الهدف الأساسي هو الوطن وليس الأحزاب، وعلى الأحزاب ان تكون في خدمة الوطن والقيم لذلك يعلّمنا الميلاد ان نتأمل بتواضع بإبن الله، فهو الذي ولد بيننا وأعطى قيمة للإنسانية والإنسان. ويعلّمنا مسلمين ومسيحيين كيف نعيش المحبة الحقيقية والتضامن والأخوّة الحقيقية لنبني معًا الوطن الذي نحلم به جميعنا".

ورأى ان "أكبر تحدّ للقيم المسيحية في العمل السياسي، عندما يغرق الإنسان بنظرة بشرية محض للأمور التي تقوم كيف يجب أن أؤمِّن الاستمرارية في العمل السياسي، وكيف سيكون عندي شعبية أكثر، وادبّر حالي"، معتبرا ان "كل ذلك تجعل الإنسان يفقد القيم الحقيقيّة، القائمة على الشفافية، والعيش بالنور والمحبة وروح الخدمة الحقيقية من خلال العمل السياسي".

واعتبر ان "العمل السياسي يجب أن يبنى على القيم التي علّمنا إيّاها سيّدنا يسوع المسيح والقيمة الأهم، ان اعمل من أجل الحقيقة وان أسعى دائمًا لها، فالرب يسوع قال " لقد جئت لأشهد للحق". هو الذي علّمنا الحقيقة والعيش بالنور" لافتا الى ان "الميلاد يذكّرنا دومًا بالقيم الإنسانية التي نراها بالربّ يسوع. لكي يسعى كل مؤمن وكل سياسي مؤمن ان يعيشها ويطبّقها".

وختم: "رسالة الميلاد هي رسالة أخوّة وسلام وتضامن، وهذه الرسالة تقول ان ابن الله المولود من الآب قبل كل الدهور، لمّا صار إنسانًا، تواضع وأخلى ذاته، ولد متواضعًا في مغارة متواضعة، ووُضِع في معلف للحيوانات لذلك يعلّمنا الميلاد اولاً ان نعيش المحبّة والتضامن والأخوّة ويعلّمنا ايضًا التواضع والبساطة وإخلاء الذات من أجل الآخرين، وهذا الأمر مطلوب من السياسيين لأن السياسي الذي يريد أن يخدم وطنه، لا يكون الأمر للزعامة بل يجب أن يُعطي ويُضحّي ويتعلّم من المسيح التواضع وبذل الذات والتجرّد الحقيقي من اجل مصلحة الوطن والمواطنين، وعندما يعيش هذا التواضع والإيمان، عندها يكون يعمل على بناء السلام الحقيقي والأخوّة بروح التضامن الذي يعلّمنا إياه الميلاد".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: العمل السیاسی ة الحقیقیة

إقرأ أيضاً:

التحضيرية السورية لمؤتمر الحوار الوطني: سوريا لن ‏تكون دولة الحزب الواحد

شددت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري على أن المؤتمر المزمع عقده "ينفذ روح القرارات الدولية من خلال السوريين"، مشيرة أن الحوار القائم حاليا هو "حلم ونصر" تحقق بمشاركة الشعب ‏السوري "بعد عقود من القمع والاستبداد ‏الذي مارسه نظام البعث البائد".‏

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم اللجنة التحضيرية حسن الدغيم خلال مؤتمر صحفي جرى عقده في مبنى وزارة الإعلام السورية بالعاصمة دمشق، الاثنين.

وقال الدغيم إن "المؤتمر المزمع عقده ينفذ روح القرارات الدولية من ‏خلال قيادة السوريين للحوار الوطني بأنفسهم، عبر مناقشة أوضاع بلدهم في ‏مختلف المجالات، وعن طريق الخبراء الموجودين داخل بلدهم وخارجها".‏




وأضاف أنه "سيكون هناك معارضة مختلفة بعد إجراء الانتخابات ‏وصدور قانون الأحزاب، وهذا أمر طبيعي في دولة المواطنة، فسوريا لن ‏تكون دولة الحزب الواحد"، وفقا لوكالة الأناضول.

يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار جلسات الحوار التي يعقدها المكلفون بالتحضير للحوار الوطني الذي وعد به الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع في أول خطاب له للشعب السوري.

وخلال اليومين الماضيين، عقدت اللجنة التحضيرية جلسات حوارية في كل من حمص والساحل السوري ضمن الإعداد للمؤتمر المرتقب عقده في البلاد خلال المرحلة القادمة.

وتطرق الدغيم إلى جلسة الحوار التي عقدت في محافظة حمص، مشيرا إلى أن ‏"الحضور كان متنوعا ومن مختلف الأطياف والأديان والاختصاصات، ‏إضافة لمشاركة منظمات المجتمع المدني".‏


يشار إلى أن المؤتمر المرتقب الذي يتوقع أن يضم أكثر من ألف شخص من مختلف فئات المجتمع السوري، هو خطوة في إطار المرحلة الانتقالية التي من شأنها أن تنقل البلاد برئاسة الشرع إلى انتخابات حرة ونزيهة خلال السنوات المقبلة.

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وفي 29 كانون الثاني /يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.

مقالات مشابهة

  • رئيسا وزراء مصر وكرواتيا يترأسان جلسة مباحثات موسّعة.. مدبولي يؤكد أهمية العمل على زيادة حجم التبادل التجاري.. وبلينكوفيتش: نُجدد إلتزامنا بالعمل على تعزيز التعاون مع الجانب المصري
  • المطران بو نجم: العمل بالشأن العام يستلزم جديّة وجرأة
  • التحضيرية السورية لمؤتمر الحوار الوطني: سوريا لن ‏تكون دولة الحزب الواحد
  • وزير “الشباب” يؤكد أهمية تعزيز العمل الشبابي والرياضي المشترك بين دول “التعاون”
  • ألف تحية للناس الحقيقية.. ما هو المسلسل المصري الذي يقصده وزير الطاقة السعودي؟
  • “حريات العمل الإسلامي” تطالب بوقف نهج الاعتقال السياسي وعلى خلفية قضايا دعم المقاومة
  • ملتقى أهمية الشهادات الاحترافية يبرز دورها في تعزيز الفرص المهنية وتحسين الأداء الوظيفي
  • "مؤتمر الأرشيف" يؤكد أهمية حفظ الوثائق في تعزيز الوعي بالموروث الوطني
  • أندريه زكي يختتم جولته في الإمارات بعد نشاط مكثف لتعزيز الحوار والعيش المشترك
  • رئيس «الإنجيلية» يختتم جولته في الإمارات بعد نقاشات لتعزيز الحوار والعيش المشترك