“الرقابة النووية” تستعد للمشاركة في “COP28” عبر تقديم مبادرات تستشرف مستقبل الطاقة النووية
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
كشف كريستر فيكتورسن، المدير العام للهيئة الاتحادية للرقابة النووية، عن استعدادات الهيئة للمشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” الذي تستضيفه دولة الإمارات بنهاية نوفمبر المقبل، حيث ستعمل الهيئة على تقديم مبادرات تستشرف مستقبل الطاقة النووية من خلال عقد بعض الحلقات النقاشية في هذا الإطار.
وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن الحلقات النقاشية ستسهم في الحفاظ على سلامة وأمن المنشآت النووية، حيث ستعقد الهيئة بعض المناقشات حول تأثير تغير المناخ على المنشآت النووية في المستقبل وعلى المدى البعيد، وذلك نظرا لأن محطات الطاقة النووية تعمل لنحو 80 عاما أو يزيد.
وأكد ضرورة الاهتمام بالمتغيرات البيئية والمناخية؛ لضمان مستقبل آمن ومستدام للمحطات، موضحا أن الهيئة تعمل بدورها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الوطنية من أجل اتخاذ التدابير والإجراءات الصحيحة للتأكد من سلامة المنشآت النوية في الدولة من الظواهر البيئية المتغيرة.
وفي إطار حرص “الرقابة النووية” لضمان سلامة وأمن المجتمع والبيئة، أكد فيكتورسن جاهزية الهيئة للاستجابة السريعة لحالات الطوارئ من خلال المتابعة الدائمة في مركز الطوارئ التابع لها المجهز بأحدث التقنيات، والتعاون مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وشرطة أبوظبي، بالإضافة إلى المنظمات الأخرى سواء عبر المتابعة عن بعد أو في الميدان.
وتعد حماية البيئة ركيزة أساسية لحماية المجتمع من الإشعاعات والمتغيرات البيئية؛ حيث تعمل الهيئة في هذا الإطار على متابعة وقياس مستويات الإشعاع في الهواء على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وذلك من خلال شاشات قياس الإشعاع التي ترصد الانبعاثات الإشعاعية على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى مواصلة حماية المياه والتربة والبيئة البحرية من خلال جمع العينات وفحصها في المختبر البيئي التابع للهيئة.
وأشار إلى استراتيجية الهيئة للأعوام 2023-2026 التي تهدف إلى تحقيق مهمتها في حماية المجتمع والبيئة والعاملين في القطاع النووي والإشعاعي؛ إذ تقوم الهيئة من خلال الاستراتيجية بدراسة واستشراف مستقبل الطاقة النووية والتطورات التكنولوجية والطبية في هذا المجال، وكذلك التطورات على الصعد الوطني والإقليمي والدولي، بالإضافة إلى القضايا الأمنية في المنطقة وعلى المستوى الدولي.
ولفت فيكتورسن إلى أن الهيئة تعمل على متابعة التطورات التكنولوجية في مجال الرقابة على الطاقة النووية، وتبني الابتكارات لتطوير نظام محسن أكثر للرقابة التنظيمية باستخدام تقنيات وأدوات جديدة، كالطائرات بدون طيار، والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الحديثة، مؤكدا اهتمام الهيئة ببند البحث والتطوير الذي يعد ركيزة أساسية في تطوير الاستراتيجية؛ حيث تقوم بالبحث عن حلول لتحسين الرقابة سواء على محطة الطاقة النووية أو في المجالات الأخرى التي تشرف عليها.
وفي إطار التعاون الدولي، أشار مدير عام “الرقابة النووية” إلى التعاون الوثيق مع المؤسسات المعنية في جمهورية كوريا باعتبارها إحدى الدول التي حققت تطروا مشهودا في هذا المجال، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات التنظيمية العالمية بهدف تبادل المعرفة والخبرات حول التجربة التشغيلية ونتائج الفحوصات والبحث والتطوير المشترك.
وقال إن الهيئة تعمل على تكثيف تعاونها مع نظيرتها في المملكة العربية السعودية، في مجال التخطيط للطوارئ والسلامة الإشعاعية، مشيرا في هذا الصدد إلى زيارة قام بها وفد من الهيئة إلى المملكة مطلع أغسطس الجاري، وتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات عدة، ومؤكدا أهمية التعاون مع الدول المجاورة لتفعيل أنظمة الاستجابة المماثلة لضمان فاعلية التعامل مع الحالات الطوارئ.
وقال كريستر فيكتورسن إنه سيتعين على محطة “براكة” بعد التشغيل الكامل، إخراج جزء من الوقود النووي المستخدم في المفاعل كل 18 شهرا وتخزينه في بركة مياه في المحطة لسنوات عديدة، ثم معالجته بعد ذلك ونقله إلى مستودع نهائي، موضحا أن هذا الأمر ما يزال قيد الدراسة والمتابعة والبحث، خصوصا وأن مثل هذه المواد تحتاج إلى طرق وتقنيات خاصة للتعامل معها وإلى مدة تخزين طويلة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
المحطة النووية العائمة الوحيدة بالعالم تنتج 978 مليون كيلوواط ساعة من الكهرباء
في ظل تزايد الطلب على الطاقة في تشوكوتكا، يمكن للمحطة زيادة إنتاجها من الكهرباء بنسبة تصل إلى 70%، تم ربط المحطة النووية العائمة (FNPP) – المشروع الذي طورته روسنيرغواتوم، إحدى شركات قسم الطاقة الكهربائية في روساتوم – لأول مرة بشبكة تشاوان-بيليبينو المعزولة. ومنذ ذلك الحين، عملت المحطة على زيادة إنتاجها بشكل مستمر.
كانت المحطة النووية العائمة قد زودت شبكة تشاوان-بيليبينو في تشوكوتكا بحوالي 978 مليون كيلوواط ساعة من الكهرباء. وهذا يكفي لتلبية احتياجات المنطقة من الطاقة لأكثر من عام كامل.
حالياً، تمثل الطاقة النووية 88% من مزيج الطاقة في شبكة تشاوان-بيليبينو، حيث تساهم المحطة النووية العائمة بأكثر من 60% من إجمالي الإنتاج. يظهر النمو المستمر لإنتاج المحطة قدرتها على التعامل مع الطلب المتزايد، خاصةً في ظل خطط إيقاف تشغيل محطة بيليبينو للطاقة النووية في أواخر 2025. إن القدرة التصميمية للمحطة النووية العائمة، التي تصل إلى 429 مليون كيلوواط ساعة سنويًا، تعد أمرًا بالغ الأهمية لتعويض الطاقة التي ستتوقف عن الإنتاج في محطة بيليبينو (حوالي 100 مليون كيلوواط ساعة سنويًا) وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة، الذي شهد زيادة قياسية بنسبة 15% العام الماضي.
تلعب المحطة النووية العائمة دورًا رئيسيًا في توفير إمدادات طاقة مستقرة للمشروعات التعدينية الكبرى في منطقة بايمسكايا لاستخراج المعادن. من بين عملائها، يوجد ودائع بيسشانكا، وهي حجر الزاوية لمجمع التعدين والمعالجة المقرر في منطقة بايمسكايا.
وقال أندريه زاسلافسكي، المدير بالإنابة للمحطة النووية العائمة: "منذ انطلاقنا، قمنا بزيادة الإنتاج بشكل مستمر. في عام 2020، تمكنا من إنتاج 127 مليون كيلوواط ساعة، ثم ارتفع إلى 175 مليون كيلوواط ساعة في عام 2021 و250 مليون كيلوواط ساعة في عام 2024. لقد قدمت خمس سنوات من التشغيل الناجح في القطب الشمالي والشمال المتجمد لروساتوم خبرات لا تقدر بثمن في إدارة مثل هذه المنشآت. وقد شكلت هذه الخبرات الأساس لمشروعات روساتوم الجديدة في مجال الطاقة النووية الصغيرة، مما يتيح تطوير المناطق النائية والمعزولة باستخدام تقنيات المفاعلات النووية الصغيرة (SMR).
بالإضافة إلى المحطة النووية العائمة، يعمل روساتوم أيضًا على تطوير محطة نووية عائمة جديدة بأربعة مفاعلات في رأس ناغليينين في تشوكوتكا، ومفاعل نووي صغير جديد من نوع RITM-200 في أوست-كويغا، ياكوتيا".
تنتج المحطة النووية العائمة "أكاديميك لومونوسوف" حوالي 70 ميجاواط من الكهرباء لشبكة بييفيك عندما تعمل دون إنتاج الطاقة الحرارية. وفي وضع أقصى توليد للطاقة الحرارية، توفر المحطة حوالي 44 ميجاوات. بينما يبلغ عدد سكان بييفيك أكثر من 4000 نسمة، فإن المحطة النووية العائمة قادرة على تزويد مدينة يصل عدد سكانها إلى 100,000 نسمة بالطاقة.
تم ربط المحطة النووية العائمة بشبكة تشاوان-بيليبينو في ديسمبر 2019، وهو إنجاز تم التعرف عليه من قبل مجلة POWER كأحد أبرز ستة أحداث عالمية في مجال الطاقة النووية خلال العام. وفي عام 2020، حصلت المحطة على جائزة الطاقة الآسيوية المرموقة لأفضل محطة طاقة نووية.
تم نشر المحطة النووية العائمة في تشوكوتكا بهدفين رئيسيين: استبدال القدرات القديمة لمحطة بيليبينو للطاقة النووية (التي تعمل منذ عام 1974) ومحطة تشاونسكايا للطاقة الحرارية التي تجاوزت السبعين عامًا، وضمان توفير الطاقة الموثوقة للمؤسسات التعدينية في مركز تشاوان-بيليبينو للطاقة، بما في ذلك شركات تعدين الذهب والمشروعات في منطقة بايمسكايا لاستخراج المعادن.
إن التنمية الشاملة لمنطقة القطب الشمالي في روسيا تمثل أولوية استراتيجية وطنية. ويعد زيادة حركة الشحن على طريق البحر الشمالي أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق أهداف النقل واللوجستيات. وتعتمد هذه التنمية على الشحن المنتظم للبضائع، كاسحات الجليد النووية الجديدة، وتحديث البنية التحتية. تلعب مؤسسات روساتوم دورًا نشطًا في دفع هذه المبادرات قدماً.