أسابيع قليلة تفصل عن موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني المقبل وتبدو وكأنها من أطول الأسابيع التي يشهدها هذا الملف، لاسيما إذا ما تم ادراج الموعد في السياق المفصلي لهذا الاستحقاق.
ومنذ أن جرى تحديد الموعد ، انطلقت مجموعة اتصالات وعقدت لقاءات علنية وسرية في محاولة لإجراء تفاهم بين الكتل النيابية، وعاد البعض إلى قواعده الأساسية والمقاربات التي وضعها، وفتحت قنوات اتصال بين البعض الآخر وكل ذلك في إطار البحث في أمكانية التفاهم على إتمام هذه الأنتخابات.

اما التنسيق بين بعض الأفرقاء فلم يغب، وسجلت سلسلة اجتماعات في هذا المجال.
اظهر "الثنائي الشيعي" حماسة لأتمام هذا الأستحقاق ، واعاد حزبا القوات والكتائب تأكيدهما على المسلمات الرئاسية وتحرك الحزب التقدمي الأشتراكي وكذلك بعض الكتل النيابية ، لكن الحراك بدا وكأنه يسير بين الألغام نظرا لأنعدام التوافق على الأسم. وعلى الرغم من ذلك فإن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يبدي تفاؤلا.
فكيف تتحرك هذه الكتل النيابية ؟ وهل يولد تقاطع جديد بين القوات والتيار الوطني الحر ، ام يعود التيار البرتقالي إلى تموضعه السابق مع الثنائي الشيعي؟وماذا عن الموقف من اعلان النائب نعمت افرام عن ترشحه؟
هنا ، تقول مصادر نيابية ل " لبنان٢٤ " أن العملية قيد التدقيق وما من توجه حاسم لدى "التيار" قبل صدور معطيات محددة ومن ثم بيان أو موقف رسمي صادر عنه يؤكد فيه الأمر، فهو لا يزال يدرس خيارات غير منفصلة عن توجهاته التي رسمها للملف الرئاسي وشخصية رئيس الجمهورية، وإي قرار منه ينسجم معها بالتالي ، علما انه اذا تقاطع مجددا مع المعارضة فستشكل كتلته رافعة أصوات، وكذلك الأمر في حال رغب في تجيير أصوات كتلته لمصلحة مرشح حركة امل وحزب الله. غير أن المصادر تتحدث أن الحراك الرئاسي اليوم يختلف بعد الحرب التي مرت على البلاد ، وباتت المطالبة برئيس يجمع ويعمل على حسن سير تطبيق القرارات الدولية والحياد تتقدم على ما عداها ، وهذه رغبة دولية أيضا.
وتشير هذه المصادر إلى أن المعارضة حزمت أمرها بالنسبة إلى عدم التراجع عن هذه المطالبة لا بل تسعى الى ترجمتها في جلسة الأنتخاب. اما الإشارة إلى أسماء جديدة لديها فليس واردا في هذه الفترة منعا لحرق أي اسم ، مع العلم أن هناك معلومات تتحدث عن طرح بلائحة من الأسماء في اجتماعات مقبلة للمعارضة ومن بينها الوزير السابق جهاد ازعور ، وتبقى مسألة الدعوة لجلسات انتخاب مفتوحة قائمة بالنسبة إليها ، معلنة أن هناك مجموعة نيابية سترجح الكفة وقد تبرز تطورات تجعل الرئيس المقبل حاصدا للأجماع النيابي، وهذه الصورة تتظهر في الأسبوعين الفاصلين عن الأعياد أو بداية العام الجديد وربما ما بعد دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض.
وتتحدث المصادر عن لقاءات تعقد من أجل تحضير الأرضية الخصبة لأتمام الانتخابات الرئاسية في حين يبقى خيار "التيار" معلقا على استيضاح التفاصيل قبل بت القرار النهائي، اما الحزب الاشتراكي فيجري سلسلة مشاورات ، وفي مقلب الكتل الأخرى والنواب المستقلين، هناك حراك وقد تبرز مفاجآت على صعيد تبدل التوجهات السابقة ، إنما الأمور مرهونة بتوقيتها وكيفية ابرازها في إطار التماشي مع المرحلة الراهنة.

وفي المختصر، من المرجح أن يشهد الملف الرئاسي تقلبات قبل الوصول إلى المشهد الختامي المنتظر وسط تأكيدات مراقبين أن الانتظار لأنتخاب رئيس يملك صفات الأنقاذ والسيادة لن يضر على الأطلاق . المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

اللقاء الأمريكي – الحمساوي: تسوية منتظرة أم فخ سياسي منسّق؟

#اللقاء_الأمريكي – #الحمساوي: #تسوية_منتظرة أم #فخ_سياسي منسّق؟
د. #هشام_عوكل – أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية


في ظل تصاعد الحرب على قطاع غزة، جاء اللقاء الذي جمع ممثلين عن حركة “حماس” مع مسؤولين أمريكيين كمفاجأة سياسية غير متوقعة، خاصة أنه تزامن مع حراك إقليمي ودولي لإيجاد مخرج للأزمة الإنسانية والأمنية المتفاقمة. اللقاء، رغم غموض تفاصيله، اعتبره كثيرون بمثابة فرصة لإعادة خلط الأوراق، وفتح نافذة تفاوضية قد تؤدي إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، أو على الأقل، هدنة تسمح بإدخال المساعدات وإعادة ترتيب الأولويات السياسية في القطاع.
فرصة سياسية لحماس أم نافذة تكتيكية؟
تعاملت حركة حماس مع هذا اللقاء كفرصة لكسر العزلة السياسية، وتثبيت حضورها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات قادمة تخص غزة. رأت في هذا الانفتاح الأمريكي – ولو غير مباشر – احتمالاً لتغيير في المزاج الدولي، أو على الأقل، إقرارًا بواقع ميداني لا يمكن تجاهله. كما دعم هذا الشعور حديث بعض الأطراف العربية عن خطط لإعادة الإعمار وفتح المعابر، مما أعطى انطباعًا أوليًا بأن هناك توافقات إقليمية تُبنى بصمت.
رد إسرائيلي حاسم: قصف ومعابر مغلقة
إسرائيل سارعت لاستباق نتائج اللقاء بخطوات ميدانية مباشرة: قصف مكثف، إغلاق شامل للمعابر، ووقف فوري لدخول المساعدات الإنسانية. هذا الرد أُدرج ضمن سياسة إسرائيلية تقليدية تعتمد على تعطيل أي مسار تفاوضي خارج سيطرتها، وتوظيف الحصار كأداة ضغط ثابتة ضمن معادلة العقاب الجماعي التي تُمارسها منذ سنوات على سكان القطاع.
المبعوث الأمريكي ويدكوف: عرض مرفوض وخط أحمر معلن
ستيفن ويدكوف، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، قدّم عبر وسطاء مقترحًا لحماس خلال القمة العربية تضمن إشراكها في إدارة مؤقتة للقطاع ضمن ترتيبات عربية. إلا أن الحركة رفضت هذا العرض في اليوم التالي، معتبرةً إياه مساسًا بشرعيتها. ليرد ويدكوف بعدها بتصريح واضح: “عودة حماس إلى حكم غزة خط أحمر”. رغم الهدوء الذي ميّز خطابه، فإن الموقف الأمريكي يعكس توجهًا ثابتًا لإعادة تشكيل إدارة غزة من دون حماس، تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وبرعاية عربية ودولية، وربط ملف الإعمار بهذه المعادلة الجديدة.
نتنياهو والمكاسب السياسية من التصعيد
في خلفية المشهد، يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كأكثر المستفيدين من استمرار التوتر. فبين أزمات داخلية، وانقسامات سياسية، وضغوط من عائلات المحتجزين، يشكل التصعيد المستمر أداة لتأجيل الاستحقاقات، وإعادة تصدير نفسه كقائد أمني يواجه “التهديدات الوجودية”. ليس مستبعدًا أن يواصل هذا النهج حتى موعد الانتخابات المقبلة أو لإفشال أي مبادرات دولية لا تحقق له مكاسب سياسية واضحة.
خاتمة: بين انسداد الأفق وتآكل الخيارات
“تحدث بلطف، واحمل عصاً غليظة”
“Speak softly and carry a big stick.”
وبما أن هذا المفهوم ينطبق بشكل مباشر على السياسة الأمريكية في عهد ترامب – التي جمعت بين دبلوماسية مباشرة ولكن مشروطة بالتهديد بالعقوبات أو القوة يُضيف بعدًا استراتيجيًا واضحًا
اللقاء الذي بدأ كفرصة لتخفيف التصعيد وفتح أفق تفاوضي، انتهى إلى مزيد من الغموض والتعقيد. حتى الجانب الأمريكي، الذي سعى من خلال هذا الحوار إلى تحقيق اختراق إنساني محدود عبر الإفراج عن رهائنه من أصحاب الجنسيات المزدوجة، لم يفلح في ذلك. وبقي ملف تبادل الأسرى والرهائن معلّقًا على هامش التفاوض، بلا تقدم يُذكر. كما أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق – التي تتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار وتوسيع نطاق المساعدات – لا يزال في عالم الغيب، رهينة الحسابات السياسية والأمنية المتضاربة.
وفي خضم هذا الانسداد، يبرز السؤال الكبير: هل تموت فلسطين وتبقى حماس؟ وهل تدرك الحركة أن الرأي العام الدولي – وعلى رأسه الولايات المتحدة والدول الغربية – لا يمكن أن يدعم أي خطة لإعادة الإعمار أو إدارة سياسية للقطاع في ظل وجودها؟ لماذا تصر حماس على البقاء في المشهد السياسي، ولو على حساب أرواح الآلاف من الشهداء الذين سقطوا في غزة؟ هل وصلت الحركة إلى مرحلة ترى فيها أن الغياب عن السلطة يُساوي الفناء؟
لماذا هذه المقامرة المفتوحة من حماس؟ ولماذا لا تُراجع حساباتها في ظل الإجماع الدولي، وحتى العربي، على ضرورة إدارة جديدة للقطاع؟ إلى متى ستبقى الحركة تتمسك بخيارات تُكلّف الشعب الفلسطيني المزيد من الدماء والدمار؟ على ماذا تراهن حماس اليوم؟ هل تملك فعلاً أوراقاً قادرة على تغيير المعادلة، أم أن رهاناتها قد استُهلكت بالكامل في واقع سياسي بات يرفضها من كل الجهات: صديقًا، وقريبًا، وعدوًا؟
ربما حان الوقت لتساؤل أكثر عمقًا داخل الحركة ذاتها: هل أصبحت حماس جزءًا من المشكلة بدلًا من أن تكون جزءًا من الحل؟ وإذا كان المستقبل لا يقبل بها كفاعل سياسي، فهل ستقبل بدور وطني مختلف، أم ستواصل سياسة “إما نحن أو لا أحد”؟
أسئلة مفتوحة، لكن الزمن وحده لم يعد كافيًا للإجابة. الزمن في غزة بات يُقاس بالدم

مقالات مشابهة

  • ارتفاع بورصة موسكو مع ترقب الأسواق لنتائج المشاورات الروسية الأمريكية
  • رئيس وزراء أوكرانيا: روسيا تظهر نيتها مواصلة الأعمال العسكرية
  • مجلس الوزراء يعتمد الكتل والمتناثرات القريبة من الأحوزة العمرانية في 16 محافظة
  • حزب الشعب الجمهوري يعلن رئيس بلدية اسطنبول الموقوف مرشحًا له للاقتراع الرئاسي
  • الجيش الأوغندي يقترب من الحدود السودانية.. هل يريد ابن موسيفيني تنفيذ تهديده.. رئيس حزب التحالف الديمقراطي يحذر
  • بغداد اليوم تنشر إجابات الكروي.. الأقاليم النيابية تعلق على جلسة استجواب رئيس مجلس ديالى
  • مشاورات بين مصر والمملكة المتحدة حول القضايا متعددة الأطراف والأمن الدولي
  • اللقاء الأمريكي – الحمساوي: تسوية منتظرة أم فخ سياسي منسّق؟
  • رئيس الجمهورية: لا تسامح مع الممارسات التي تمس بالوحدة الوطنية وتقسم الجزائريين
  • رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي يبحثان في جامعة حلب الصعوبات التي تواجهها