هل تشهد ٢٠٢٥ مولودًا جديدًا للديمقراطية؟.. مصادر تؤكد تأسيس حزب جديد يضم قوى
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
ميلاد كيان سياسى جديد فى الحياة الحزبية المصرية، هو الحدث الأبرز على الساحة الأيام الماضية، خلال ٥ أيام عقد اتحاد القبائل العربية فعاليتين منفصلتين مع عدد كبير من رموز السياسة والبرلمان سواء السابقون أو الحاليون، الأولى الثلاثاء قبل الماضى، والثانية الأحد الماضى، لمناقشة عدة قضايا سياسية على رأسها تدشين ائتلاف وطنى واسع بين مختلف الكيانات الحزبية الوطنية.
طبقًا لشخصيات سياسية بارزة شاركت فى اللقاءين، دارت النقاشات خلال الفعاليتين حول ضرورة أن يكون هناك حركة حزبية جديدة، خاصة أن قيادات ٣٠ يونيو أو ممن شاركوا فى صناعة ٣٠ يونيو مبعدون من المشهد السياسى وهو الرأى الذى تبناه ضياء رشوان منسق عام الحوار الوطنى وأحد الذين شاركوا فى لقاء الأحد الماضى بأحد الفنادق الفخمة بالتجمع الخامس، وتأكيدًا على ضرورة تدشين حزب جديد أكد السيد القصير، وزير الزراعة السابق «أن الفترة الماضية لا توجد هناك مشاركة من المواطنين وهذه مسألة تحتاج إلى إعادة النظر».
لكن السؤال الذى فرض نفسه على الحدث السياسى الجلل: هل يحق لاتحاد القبائل العربية وهو جمعية أهلية المشاركة فى الحياة السياسية؟، السؤال نفسه طُرح داخل لقاء الأحد وكانت له عدة ردود أبرزها ما قاله سامح عاشور، نقيب المحامين الأسبق، والذى أكد أن هناك تغييرات تحدث فى المنطقة وأن أزمة غزة تثبت أنه ليس هناك قبلية أو جهوية أو أى سلطات وأنه من المفترض أن يكون هناك مشاركة من جميع القوى الوطنية.
عصام شيحة السياسى والحزبى المعروف وأحد المشاركين فى اللقاء قال لـ«الفجر» إن قانون الأحزاب السياسية رقم ٤٠ لسنة ١٩٧٧ وضع شروطًا محددة لنشأة الأحزاب إذا توافرت هذه الشروط فى أى مجموعة من المواطنين جاز لهم الإعلان عن الحزب، منها إذا توافر ٥ آلاف عضو ولديهم مقر والشخصيات التى ستشرف على الحزب ليست ممنوعة من ممارسة الحقوق السياسية وليس لديهم قضايا مخلة بالشرف، ومن ثم يستطيعون إنشاء حزب قولًا واحدًا.
وعن الكيان السياسى الجديد المزمع تدشينه من رحم اتحاد القبائل العربية قال «شيحة» إن انطلاقة الحزب تبدو أنها انطلاقة قوية والأشخاص القائمون على الحزب هناك الكثير منهم محل ثقة فى المجتمع، كما أن هيئة المكتب متضمنة شخصيات عامة ووزراء سابقين ونوابا سابقين وحاليين وأتصور أن ذلك سيترتب عليه إثراء الحياة السياسية والحزبية المصرية، وأضاف: «أنه فى إطار التحالف وفى ظل الظروف التى تمر بها الدولة المصرية وفى ظل الصراعات الإقليمية والضغوط الدولية الأمر يستلزم تحالفًا واسعًا بين قوى ٣٠ يونيو وأنا شخصيًا أؤيد تشكيل هذا التحالف لدعم ومساندة الوطن».
سؤال آخر تردد بمجرد الحديث عن ولادة كيان سياسى جديد، هل سيسحب الحزب الوليد البساط من حزب مستقبل وطن ممثل الأغلبية فى البرلمان، أحد النواب السابقين حضر اللقاء الأول الذى عقد يوم الثلاثاء الماضى بأحد فنادق القاهرة وقال إن الحزب الجديد المزمع تأسيسه لن يكون بديلًا لمستقبل وطن ولكن نظير له أو مماثل له، سيكون هناك حماة وطن ومستقبل وطن والتحالف الجديد متقاربة أومتماثلة وهناك ركن آخر للمعارضة وهذا أمر جيد لأنه إذا كان لديك حزب واحد فقط مسيطر ستحدث المشاكل بسبب ذلك، لكن إذا كان هناك ٤ أحزاب بأربعة كيانات سياسية مقربة من الحكومة سيكون ذلك فى مصلحة الوطن، ومن يريد المعارضة لديه منبر آخر للمعارضة، مضيفًا: «البرلمان القادم ليس به أغلبية لكن به أكثرية ممكن للحزب الجديد أن يشكل ائتلافًا ويصبح ائتلاف الأغلبية وليس حزب الأغلبية والفرق رهيب بينهما».
ماذا عن المعارضة؟ هل من الممكن أن تصبح فاعلة فى ظل وجود كيان جديد يسعى للائتلاف مع الأحزاب السياسية الأخرى، سؤال أيضًا مطروح، خاصة فى ظل وجود شخصيات معارضة بارزة شاركت فى اللقاءين.
د. عبد الحميد كمال البرلمانى السابق والباحث فى العلوم السياسية والمحليات، أحد رموز المعارضة التى شاركت اللقاء، أكد على ترحيبه بأى حراك سياسى يخدم الوطن ويساهم فى تحسين الحياة الاقتصادية والحزبية فى البلاد، لا سيما وأن الأسماء المتصدرة المشهد فى الكيان الجديد تضم قامات سياسية كبيرة ووطنية ووزراء سابقين مشهودا لهم بالكفاءة، لكنه حذر فى الوقت نفسه من أن يتم استنساخ نفس التجارب الحزبية التى ظهرت خلال الآونة الأخيرة وتحديدًا خلال العشر سنوات الماضية لأن ما حدث كان عبارة عن تدوير للأغلبية ولم يقدم البرلمان المأمول منه، ما أدى إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لدى المواطنين.
وأكد أن وجود شخصيات معارضة فى مثل هذه الفعاليات يعكس مدى تقدير دور المعارضة وأن الجميع يعمل من أجل الوطن، متوقعًا حال تأسيس الكيان الجديد بشكل رسمى أن يتحول إلى تحالف سياسى يضم تحت مظلته أحزابًا أخرى تعكس كافة الاتجاهات السياسية سواء موالاة أو معارضة من أجل إنقاذ الوطن بشكل حقيقى بما يصب فى مصلحة المواطن والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل عادل.
يذكر أنه من المقرر أن يدير الحزب الجديد مجلسًا يضم سبعة أسماء بارزة، بينهم شخصيات سياسية ووزراء سابقون، وتشمل قائمة الأسماء المرشحة للمجلس المهندس إبراهيم العرجانى، رئيس اتحاد القبائل والعائلات المصرية على عبدالعال، رئيس مجلس النواب السابق،خمسة وزراء سابقين، نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى،السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: كيان سياسي جديد اتحاد القبائل العربية الحياة الحزبية المصرية تأسيس حزب جديد قانون الاحزاب السياسية ضياء رشوان سامح عاشور عصام شيحة تحالف 30 يونيو مستقبل وطن البرلمان المصرى المعارضة السياسية الحياة الاقتصادية الحراك السياسي الاحزاب المصرية مجلس النواب الشخصيات العامة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التحالفات الحزبية
إقرأ أيضاً:
تحذيرات فانس في ميونيخ.. هل أصبحت أمريكا تهديداً للديمقراطية الأوروبية؟
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، مقالا، للصحفي جدعون رتاتشمان، قال فيه إنه: "عندما صعد جيه دي فانس على المنصة في مؤتمر ميونيخ للأمن، الأسبوع الماضي، أصدر تحذيرا صارما. إذ قال نائب الرئيس الأمريكي، للسياسيين والدبلوماسيين المجتمعين إنّ: حرية التعبير والديمقراطية تتعرضان للهجوم من قِبَل النخب الأوروبية".
وأبرز المقال الذي ترجمته "عربي21"، قول دي فانس: "إن التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر في مواجهة أوروبا ليس روسيا، وليس الصين، بل التهديد من الداخل".
وتابع المقال: "إذا كان فانس يأمل في إقناع جمهوره، بدلا من إهانته ببساطة، فقد فشل. والواقع أن خطابه أتى بنتائج عكسية بشكل مذهل، حيث أقنع العديد من المستمعين بأن أميركا نفسها تشكل الآن تهديدا لأوروبا". وفي الحشد خارج قاعة المؤتمر، قال سياسي ألماني بارز لكاتب المقال: "كان ذلك هجوما مباشرا على الديمقراطية الأوروبية".
وقال دبلوماسي كبير: "من الواضح جدا الآن أن أوروبا وحدها". وعندما سأله الكاتب عما إذا كان ينظر الآن إلى الولايات المتحدة باعتبارها خصما، أجاب: "نعم".
وقال: "إن الحكم الأكثر إيجابية الذي سمعه بشأن الخطاب هو أنه "هراء صبياني"، لكنه يستهدف جمهورا أمريكيا وبالتالي يمكن تجاهله بأمان. ولكن إذا ما فكّكنا خطاب فانس، ووضعناه في سياق قرار دونالد ترامب بالتعامل مع فلاديمير بوتين، مع تهميش أوكرانيا وأوروبا، فسوف يتضح لنا أن الحروب الثقافية الأمريكية والأمن الدولي والسياسة الأوروبية لم يعد من الممكن فصلها".
وأشار إلى أنّ: "ما فعله فانس كان تقويض أفكار الحرية والديمقراطية والقيم المشتركة التي دعمت التحالف الغربي لمدة 80 عاما. وفي عالمه لم تعد معركة الحرية في أوروبا تدور حول ردع روسيا الاستبدادية والعدوانية، كما كانت الحال مع هاري ترومان أو رونالد ريغان. إن معركة فانس من أجل الحرية هي معركة لإنقاذ "الحضارة الغربية"، كما حددها إيلون ماسك وآخرون، من التهديدات المزدوجة المتمثلة في الهجرة الجماعية و"فيروس العقل المستيقظ".
وشدد على أنّ: "الواقع هو أن أيديولوجية إدارة ترامب تعني أنها تشعر الآن، في جوانب مهمة، بقدر أعظم من التقارب مع بوتين مقارنة بفولوديمير زيلينسكي. ويُنظَر إلى بوتين باعتباره محاربا يقاتل من أجل بلاده ومن أجل القيم المحافظة؛ في حين يُنظَر إلى الأوكراني باعتباره متطفلا لديه كل الأصدقاء الخطأ في أوروبا".
كذلك، استنتج كاتب المقال أنّ: "إدارة ترامب تنظر إلى أقصى اليمين الأوروبي باعتباره حليفها الحقيقي. وفي مناشدته أمثال حزب البديل من أجل ألمانيا بالترحيب به في الحكومة، يدعو فانس أوروبا إلى التحول إلى نسخة أكبر من المجر تحت حكم فيكتور أوربان -دولة استبدادية ناعمة مع نقطة تقارب مع روسيا بوتين-. وكان من الواضح أن فانس وجد الوقت في ميونيخ للقاء أليس فايدل، الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا، ولكن ليس مع المستشار أولاف شولتز".
وقال إنه: "قبل أن نفكر في العواقب المترتبة على ما قاله فانس على أوروبا، ينبغي لنا أن نتوقف لنلاحظ نفاقه العميق. فقد حاول ترامب الإطاحة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020. ويفترض نائبه أن يلقي محاضرة على الأوروبيين حول احترام الديمقراطية؟".
وأشار إلى أنّ: "حجج فانس كانت عبارة عن "ماذا عن" كلاسيكية على الطريقة الروسية، حيث إنّه صرف الانتباه عن هجوم إدارة ترامب على المؤسسات الديمقراطية الأمريكية والخيانة الوشيكة لأوكرانيا -مع حكايات عن الاضطهاد المزعوم للناشطين المناهضين للإجهاض في بريطانيا-. سواء كان يعتقد أن أيّ من هذا له أهمية نفسية بحتة. إن العواقب الاستراتيجية لأوروبا هي المهمة".
وذكر أنه: "من الواضح أن ترامب ينوي عقد صفقة بشأن أوكرانيا مع بوتين على رؤوس زيلينسكي والأوروبيين. وقد يؤدي ذلك إلى عواقب مأساوية على أوكرانيا، التي قد يُطلب منها قريبا قبول خسارة الأراضي دون ضمانات أمنية للمستقبل. والبديل هو محاولة الاستمرار في القتال دون مساعدة أميركية".
وأكد المقال على أنّ: "العواقب على بقية أوروبا مثيرة للقلق أيضا. ولكن ماذا عن أوروبا؟ إن بوتين يريد سحب قوات حلف الناتو من كامل الإمبراطورية السوفييتية السابقة. ويعتقد المسؤولون الأوروبيون أن ترامب من المرجح أن يوافق على سحب القوات الأمريكية من دول البلطيق وربما أبعد إلى الغرب، مما يترك الاتحاد الأوروبي عُرضة لجيش روسي تحذر حكومات حلف الناتو من أنه يستعد لصراع أكبر خارج أوكرانيا".
ورأى الكاتب أنه: "من الواضح أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر حليفا موثوقا به للأوروبيين. ولكن طموحات إدارة ترامب السياسية لأوروبا تعني أن أميركا أصبحت الآن أيضا عدوا، تهدّد الديمقراطية في أوروبا وحتى الأراضي الأوروبية، في حالة غرينلاند".
إلى ذلك، تساءل: "فماذا علينا أن نفعل إذن؟" وردّ بالقول: يتعين على الأوروبيين أن يبدأوا في الاستعداد بسرعة لليوم الذي يتم فيه إزالة الضمان الأمني الأمريكي لأوروبا بشكل نهائي. ويجب أن يتضمن ذلك بناء صناعات دفاعية مستقلة. وينبغي أن يعني هذا أيضا إبرام ميثاق دفاعي أوروبي متبادل، خارج حلف الناتو، يمتد إلى ما هو أبعد من الاتحاد الأوروبي ــ ليشمل بريطانيا والنرويج وغيرهما.
وفي السياق نفسه، لم يستبعد الكاتب أن ترامب سوف يستخدم أي نفوذ لديه لإجبار حلفاء أميركا الأوروبيين على الامتثال في قضايا تتراوح من التجارة والأمن إلى سياساتهم الداخلية. وهذا يعني أن أوروبا لابد أن تبدأ الآن العملية المؤلمة المتمثلة في "إزالة المخاطر" من علاقتها بالولايات المتحدة، والبحث عن مجالات الاعتماد الخطير على أميركا وإخراجها من النظام.
وقال إنّ: "إسناد البنية الأساسية الحيوية إلى ماسك من شأنه أن يخلق ثغرة جديدة ضخمة. كما أن إدارة ترامب ستضع ضغوطا هائلة على الأوروبيين لشراء المزيد من الأسلحة الأمريكية. وفي ظل الظروف الحالية سيكون هذا حماقة".
وخلص المقال الذي ترجمته "عربي21" إلى أنّ: "العديد من الأوروبيين سوف يرفضون هذه الأفكار، ويرفضونها باعتبارها مستحيلة. لكنهم بحاجة إلى أن يفهموا أن حريتهم أصبحت الآن على المحك. وكان فانس محقا في ذلك. ولكن ليس بالطريقة التي كان يعتقدها".