باكستان: مسيحيون يجدون الأمان عند جيرانهم المسلمين بعدما استبد بهم الخوف من أعمال انتقامية تستهدفهم
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
روى طارق رسول أنّ الجيران المسلمين علّقوا بسرعة آيات قرآنية على أبواب منازل جيرانهم المسيحيين على أمل تجنّب حدوث أعمال عنف.
استيقظ القس جاويد بهاتي الذي يعيش في حيّ جارانوالا بشرق باكستان من النوم على صوت مكبّر الصوت في أحد المساجد يدعو إلى الاحتجاج إثر اتّهامات لمسيحيين بالتجديف، فجمع عائلته وركض إلى الشارع حيث كان جيرانه يلوذون أيضاً بالهرب.
وقال بهاتي لوكالة فرانس برس الخميس غداة نزول مئات المسلمين إلى الشوارع وإحراقهم منازل لمسيحيين وكنائس إنّ "بعضهم كانوا يركض حافيا وبعضهم فرّ بعربات ريكاشة. لقد عمّت الفوضى المكان".
وأضافت شقيقته نايلة بهاتي "كان الأطفال يصرخون +أركضوا أهربوا الشيوخ قادمون! سيهاجموننا+".
ويعتبر التجديف من القضايا الحساسة في باكستان حيث قتلت حشود غاضبة أشخاصا اتّهموا بإهانة الإسلام أو النبي محمد.
والمسيحيون الذين يشكلون حوالى 2 في المئة من سكان باكستان يحتلون واحدة من أدنى درجات المجتمع في هذا البلد، وهم أهداف متكررة لمزاعم كاذبة بالتجديف.
ويعيش أكثر من خمسة آلاف شخص في الحي المسيحي في جارانوالا، معظمهم عمال نظافة يتقاضون أجورا زهيدة ويقيمون في منازل ضيقة يتقاسمها ما يصل إلى 18 شخصا من الأقارب.
ومع انتشار الذعر والفوضى في المكان، نزل سكان مسلمون لمساعدة جيرانهم المسيحيين.
وقال القسّ بهاتي "جاءت الحشود من خارج المنطقة، لكنّ المسلمين المحليين هنا ساعدونا وحاولوا إنقاذنا".
- آيات قرآنية -وروى طارق رسول من الشارع نفسه الذي هرع إليه بهاتي، أنّ الجيران المسلمين علّقوا بسرعة آيات قرآنية على أبواب منازل جيرانهم المسيحيين على أمل تجنّب حدوث أعمال عنف.
وقال رسول وهو رجل مسلم يبلغ 58 عاما لوكالة فرانس برس "كانت امرأتان تركضان. فتحت لهما باب منزلي وتركتهما تدخلان. كانتا قلقتين جداً لكنّني أرحتهما".
وازداد عدد الحشود ومعه الغضب خلال اليوم، وقام المئات بأعمال شغب في الشوارع.
وبحلول الليل، كانت قد أُحرقت ونُهبت أربع كنائس وعشرات المنازل والمتاجر على الأقلّ، بحسب ما أفاد فريق من وكالة فرانس برس في مكان الحادث.
وفتح عمران قادري، وهو مسلم ملتح، منزله لامرأتين مسيحيتين.
وقال قادري وهو يقف إلى جانب بهاتي "ما زالتا في منزلنا. عائلتي ساعدتهما وقدّمت لهما الطعام وأمضتا الليلة معنا".
وفرّت بارفين بيبي مع أفراد أسرتها الثمانية بعدما أيقظها أطفالها الصغار وهم يصرخون "المسلمون قادمون ليحرقوا منازلنا!".
وتابعت بارفين التي كانت بصحبة زوجتَي ابنيها وأطفالها "أخذنا عربات ريكاشة للذهاب إلى جيراننا المسلمين. كان الباب مفتوحاً ودخلنا جميعا".
وأضافت وقد وقفت بين أنقاض منزلها إنّ مضيفيها قالوا لها "لا تقلقي، أنت بأمان هنا".
وقال لفرانس برس عدد من المسيحيين الذين عادوا إلى منازلهم الخميس لتفقّد الأضرار إنّ أكثر من 300 شخص فرّوا في الساعات الأولى من أعمال الشغب، لكنّ المئات ذهبوا ليل الأربعاء ويوم الخميس للبقاء مع أقاربهم في مدن أخرى.
وأوقفت الشرطة أكثر من 100 شخص يشتبه في ارتباطهم بأعمال العنف، فيما تبحث عن شقيقين مسيحيّين متّهمين بتدنيس القرآن.
ورغم تفريق الحشود الغاضبة وحراسة الحي الآن، فإنّ كثراً من سكانه ما زالوا يخشون العودة إليه.
وبالنسبة إلى القس بهاتي، فقد سببت العودة مزيدا من الألم لعائلته. وقال "لقد دُمّر منزلي. كان هذا كلّ ما أملكه. الآن كيف سنعيش هنا مجدداً؟".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: 72 قتيلاً جراء الفيضانات في منطقة الهيمالايا الهندية وعمليات الإجلاء مستمرّة شاهد: لبنانيون يتظاهرون أمام البرلمان تنديداً بقانون مراقبة رأس المال توقيف رئيس نقابة الأفران في تونس بسبب أزمة نقص الخبز المسلمون باكستان بيشاور، باكستان أعمال شغب كنيسة المسيحيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: المسلمون باكستان بيشاور باكستان أعمال شغب كنيسة المسيحية فرنسا إسرائيل دراسة الهند قتل أوكرانيا الضفة الغربية الحرب في أوكرانيا فلسطين البيئة فرنسا إسرائيل دراسة الهند قتل
إقرأ أيضاً:
وزير الداخلية التركي يعلن عن إجراء غير مسبوق لضمان أمان المواطنين في العيد
أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن بدء حملة مراقبة جديدة تهدف إلى تعزيز الأمان المروري خلال عطلة العيد، حيث سيتم تكليف 720 من موظفي الأمن، بينهم 636 من الشرطة و84 من الدرك، بالسفر كركاب على متن الحافلات. وتهدف الحملة إلى مراقبة سلوك سائقي الحافلات وضمان التزامهم بقوانين المرور.
مراقبة صارمة لالتزام السائقين بالقوانين
أوضح الوزير أن الموظفين المكلفين بالمراقبة سيتأكدون من تطبيق السائقين لقوانين المرور، بما في ذلك احترام حدود السرعة، استخدام حزام الأمان، والالتزام بالقواعد المرورية الأساسية. وأضاف أن الهدف من هذه المراقبة هو ضمان وصول المواطنين إلى أسرهم بأمان خلال العطلة.
تحذيرات للحد من الحوادث المرورية
اقرأ أيضامرحلة جديدة في سوق العقارات التركي.. غرامات ضخمة للمخالفين
الأحد 30 مارس 2025في تصريح له، دعا الوزير المواطنين إلى توخي الحذر أثناء القيادة، قائلاً: “من فضلكم، لا تتجاوزوا السرعة المقررة، ولا تهملوا ربط أحزمة الأمان سواء في السيارات أو الحافلات. الرحلات تهدف إلى جمعكم مع أحبائكم وليس لتفرقتكم”.
744 ضحية في حوادث مرورية خلال العامين الماضيين