جريدة الوطن:
2024-12-17@04:47:02 GMT

أدوية الفصام تستهدف خلايا عصبية خاطئة

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

أدوية الفصام تستهدف خلايا عصبية خاطئة

 

 

أشارت دراسة جديدة أجريت على أدمغة الفئران الحيّة إلى أننا منذ ما يقرب من 70 عامًا نستهدف الخلايا العصبية الخاطئة في تصميمنا للأدوية المضادة للذهان.

ويعد فك الشبكة الهائلة لخلايا الدماغ وتحديد كيفية عمل الأدوية عليها مهمة صعبة.

فباستخدام مجهر مصغر وعلامات الفلورسنت، اكتشف فريق من الباحثين بقيادة عالم الأعصاب بجامعة نورث وسترن سيونجسيك يون، أن الأدوية الفعالة المضادة للذهان تتشبث بنوع مختلف من خلايا الدماغ عما كان يعتقده العلماء في الأصل.

وتمامًا مثل الأبحاث التي تشير إلى أن الاكتئاب قد لا يكون اختلالًا كيميائيًا في مستويات السيروتونين، قد يحتاج فهمنا لعلاجات الفصام إلى إعادة التفكير في ما إذا كانت مضادات الذهان شائعة الاستخدام تستهدف خلايا عصبية مختلفة عما هو متوقع.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور يون وزملاؤه في ورقتهم المنشورة «هناك حاجة ملحة لفهم الدوائر العصبية التي تسبب الذهان وكيف تتأثر بالعقاقير المضادة له»، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» العلمية المرموقة.

من جهته، قال عالم الأعصاب كبير مؤلفي الدراسة الدكتور جونز باركر «تم اكتشاف معظم الأدوية المضادة للذهان؛ بما في ذلك أول دواء تمت الموافقة عليه في عام 1954(الكلوربرومازين) بالصدفة. لذلك نحن لا نعرف ماذا يفعل في الواقع للدماغ. وعند اكتشافه، لاحظ العلماء أن الأدوية التي تثبط الأعراض الشائعة لمرض انفصام الشخصية مثل الهوس والهلوسة والأوهام، يبدو أنها تعمل على نظام الدوبامين في الدماغ. فعلموا أن هذه العقاقير المضادة للذهان أعاقت انتقال الدوبامين بين خلايا المخ، وكانت أقوى تلك الأدوية متوافقة مع نوع معين من مستقبلات الدوبامين المسمى D2؛ (خلايا الدماغ تسمى الخلايا العصبية الإسقاطية الشوكية والتي تتجمع داخل مخطط الدماغ وتمتد منه إما عن طرق مستقبلات D1 أو D2). فعلى عكس مستقبلات D1، التي تثير نظام الدوبامين في الدماغ، تعمل مستقبلات D2 على تهدئته.

وفي هذا الإطار، أدى ربط فعالية الأدوية المضادة للذهان بمستقبلات D2 إلى ظهور فكرة أنه في مرض انفصام الشخصية، كان المخطط مغمورًا بالدوبامين، وهو خلل كيميائي تساعد مضادات الذهان في تصحيحه. لكن الأدوية الجديدة المصممة خصيصًا لاستهداف مستقبلات D2 لم تفعل شيئًا يذكر للتخفيف من الذهان. ولم يختبر أحد في الواقع في نماذج حيوانية للذهان ما إذا كانت الأدوية المضادة للذهان منذ عقود مرتبطة بشكل تفضيلي بمستقبلات D2، لذلك ظلت آلية عملها الدقيقة غير واضحة.

وللتحقق من ذلك، قام يون وباركر وفريقهما بحقن الفئران بواحد من أربعة عقاقير تستخدم لعلاج الأمراض الذهانية، وراقبوا كيف تتصرف الحيوانات وكيف تستجيب خلايا أدمغتها. فوجدوا أن هالوبيريدول وأولانزابين، وهما نوعان من مضادات الذهان الأقدم لكنهما فعالان، كان لهما بعض التأثير على الخلايا العصبية الشوكية D2. لكن تفاعلاتهما كانت تحدث في الغالب في الخلايا العصبية D1.

وكلوزابين مضاد الذهان الأحدث والأكثر قوة مع آثار جانبية أقل، ابتعد عن الخلايا العصبية D2 وقمع بشكل كبير خلايا D1، والذي يمكن أن «يفسر تفوقه الإكلينيكي بطريقة أو بأخرى، خاصة بالنسبة لمرض انفصام الشخصية المقاوم للعلاج»، كما يقول الباحثون.

في غضون ذلك، بقي عقار MP-10، وهو عقار مرشح فشل في التجارب السريرية لمرض انفصام الشخصية، ملتصقًا بالخلايا العصبية D2.

في الواقع، لقد جعل MP-10 نشاط D1 غير الطبيعي أسوأ. وبعبارة أخرى، كانت الفعالية السريرية للدواء مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتفاعله مع الخلايا العصبية D1؛ فتلك التي عمدت إلى تطبيع الخلايا العصبية المفرطة النشاط D1 خففت الذهان بشكل أفضل؛ وهو اكتشاف يقلب فهمنا لهذه الأدوية رأساً على عقب.

لذلك كتب الباحثون «ان هذه النتائج تقدم تفسيرًا جديدًا لفعالية الأدوية المضادة للذهان». ويقترحون «أن الخلايا العصبية الشوكية D1، وليس الخلايا المعبرة عن D2 قد تكون محركًا رئيسيًا للذهان وأن تطبيع نشاطها قد يكون مؤشرًا رئيسيًا على فعالية مضادات الذهان».

وفي حين أن النتائج تشكل ضربة لعقود من البحث، إلا أنها تساعد في تفسير سبب نجاح بعض الأدوية المضادة للذهان مثل كلوزابين.

وعلى الرغم من أننا يجب أن نضع في اعتبارنا أن الدوبامين ليس الناقل العصبي الوحيد المرتبط بالذهان؛ تقدم النتائج أيضًا بصيصًا من الأمل في أن يتمكن الباحثون من تصحيح المسار واستخدام هذه الأفكار الجديدة لتصميم علاجات محسّنة أكثر لمرض انفصام الشخصية.وكالات


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سوريا تستحق الحياة: دعوة لدعم الشعب واستعادة الاستقرار وتحذير من قوى الثورة المضادة

#سواليف

#سوريا تستحق الحياة: دعوة لدعم #الشعب واستعادة الاستقرار وتحذير من #قوى_الثورة_المضادة

بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة

جاء البيان الختامي لاجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا ليحمل أملاً جديداً للشعب السوري الذي عانى طويلاً من ويلات الحرب والتشريد والانقسام. هذا البيان الذي صاغته الدول العربية بروح المسؤولية والتضامن، يشكل لحظة فارقة تعيد التأكيد على الالتزام العربي بدعم سوريا في هذه المرحلة الدقيقة. إن الوقوف إلى جانب الشعب السوري واحترام إرادته وخياراته يمثل رسالة إنسانية وسياسية عميقة، تؤكد أن سوريا ليست وحدها، وأن أشقاءها العرب يقفون معها على طريق إعادة البناء واستعادة الكرامة الوطنية.

مقالات ذات صلة ما هي عقوبة عدم استخدام الغماز في الأردن؟ 2024/12/14

لا شك أن السنوات العصيبة التي مرت بها سوريا خلفت جروحاً عميقة في نسيجها الاجتماعي، وأثرت على كل مناحي الحياة فيها. ومع ذلك، فإن الشعب السوري أثبت على مر السنين قدرته على الصمود في وجه المحن، وتشبثه بحق العيش بحرية وكرامة في وطنه. اليوم، ومع صدور هذا البيان، تبدو الفرصة سانحة لإعادة الحياة إلى سوريا، وإطلاق عملية انتقالية سياسية شاملة تمثل كافة أطياف الشعب السوري، بما يضمن مشاركة عادلة للمرأة والشباب والمجتمع المدني. هذه العملية، التي ترتكز على مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254، تمثل حجر الأساس لبناء سوريا جديدة تستجيب لتطلعات شعبها، وتضع حداً لدوامة العنف والانقسام.

ومع هذا الأمل المتجدد، لا بد من التحذير من قوى الثورة المضادة التي تسعى لإجهاض حلم وأمل الشعب السوري وثورته التي دفع ثمنها غالياً من دمائه ومعاناته. إن أي محاولات لإعادة سوريا إلى الوراء أو فرض حلول تخدم مصالح ضيقة على حساب تطلعات الشعب لن تؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى والانقسام. إن الشعب السوري يستحق أن تُحترم تضحياته، وأن تُمنح الفرصة لقيادة سورية جديدة تثبت قدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار والعدالة.

إن الدعوة إلى دعم القيادة السورية الجديدة ومنحها فرصة لإثبات قدرتها على إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة الأمن والاستقرار تعكس فهماً عميقاً لحاجة سوريا إلى حلول عملية ومستمرة. ومع ذلك، فإن الفوضى ودخول سوريا في نفق مظلم لن يكون في مصلحة أحد، سواء داخل سوريا أو في المحيط الإقليمي أو الدولي. استقرار سوريا هو ركيزة لاستقرار المنطقة بأكملها، وأي تهديد لهذا الاستقرار يعني تبعات خطيرة تمتد إلى ما وراء حدود سوريا.

إن عودة اللاجئين والمهجرين إلى وطنهم هي إحدى الأولويات الملحة التي لا يمكن تجاهلها. ملايين السوريين يعيشون اليوم في ظروف قاسية بعيداً عن وطنهم، محرومين من أبسط حقوقهم في العيش بسلام وأمان. هؤلاء السوريون ينتظرون بشغف اللحظة التي يعودون فيها إلى ديارهم، ليشاركوا في بناء وطنهم واستعادة حياتهم الطبيعية. لذلك، فإن العمل على توفير الظروف المناسبة لعودتهم الطوعية، سواء من خلال ضمان الأمن والاستقرار أو تقديم الدعم الإنساني، هو واجب أخلاقي وإنساني يجب أن يلتزم به الجميع. التعاون مع منظمات الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية يمكن أن يسهم بشكل كبير في تيسير هذه العودة وضمان حقوق اللاجئين.

إعادة الإعمار ليست مجرد عملية مادية لإعادة بناء ما دمرته الحرب، بل هي أيضاً عملية معنوية تستهدف استعادة ثقة الشعب السوري بنفسه وبوطنه. سوريا بحاجة إلى استثمار كبير في بنيتها التحتية، ولكنها بحاجة أيضاً إلى بناء مؤسسات قوية تحمي حقوق المواطنين وتخضع لمبادئ القانون والدستور. إن الحفاظ على مؤسسات الدولة وتعزيز قدراتها يعد عاملاً أساسياً لمنع الانزلاق نحو الفوضى، وضمان أن تكون هذه المؤسسات في خدمة الشعب، لا أداة لقمعه أو تهميشه.

وفي سياق متصل، لا يمكن تجاهل التحديات الأمنية التي تواجه سوريا والمنطقة بأكملها. مكافحة الإرهاب يجب أن تبقى أولوية مشتركة، فالإرهاب لا يزال يشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي. التصدي لهذا الخطر يتطلب تعاوناً عربياً ودولياً يضمن دحر التنظيمات المتطرفة، ويفسح المجال أمام سوريا لتستعيد استقرارها وتبني مستقبلاً آمناً بعيداً عن العنف والتطرف.

إن هذا البيان يعكس روح التضامن العربي مع سوريا، ويبعث برسالة واضحة إلى العالم بأن سوريا دولة عربية يجب أن تبقى مستقلة وموحدة. أي تدخلات خارجية أو محاولات للنيل من سيادة سوريا ووحدة أراضيها يجب أن تُرفض بشكل قاطع. السوريون وحدهم هم من يقررون مستقبلهم، وهم يستحقون الدعم الكامل لتحقيق طموحاتهم في وطن يحترم حقوقهم ويحتضن تنوعهم.

ختاماً، لا يمكن إلا أن نشيد بمخرجات هذا الاجتماع التي تعكس التزاماً حقيقياً بدعم سوريا وشعبها. هذه اللحظة تتطلب تضافر الجهود من الجميع، عربياً ودولياً، لتمكين الشعب السوري من تجاوز محنته والانطلاق نحو مستقبل أفضل. سوريا تستحق أن تعود حرة ومستقرة، دولة يحكمها القانون والعدالة، وتكون نموذجاً للأمل والصمود. الشعب السوري يستحق أن يعيش بكرامة وحرية في وطنه، بعيداً عن الخوف والمعاناة. لنمد أيدينا إلى سوريا، ولنكن جزءاً من هذا الحلم الذي طال انتظاره، مع الحذر من كل محاولات الالتفاف على إرادة الشعب السوري وثورته العادلة.

مقالات مشابهة

  • روسيا.. تطوير خلية عصبية تساعد على استعادة الشبكات العصبية التالفة في الحبل الشوكي
  • تقنية نانوية تدمر الخلايا السرطانية
  • القراءة تغير بنية الدماغ
  • إلى معسكر الثورة المضادة: رسالة لن تُنسى
  • ينقل النحاس إلى الخلايا المناعية.. عقار جديد لسرطان نادر لدى الأطفال
  • بشرى لمرضى السكري.. تقنية الخلايا الجذعية قد تُغير الحياة
  • ضبط مخزن أدوية غير مرخص بداخله كميات من الأدوية غير مصرح بتداولها فى أسيوط
  • سوريا تستحق الحياة: دعوة لدعم الشعب واستعادة الاستقرار وتحذير من قوى الثورة المضادة
  • استشاري: بعض القراءات الصحية للساعات والخواتم الإلكترونية خاطئة
  • علماء يحولون بكتيريا الجلد إلى لقاح موضعي