عمار يا مصر | أحمد عبد الجليل يكتب: دساتير الوطن العربى أصلها مصرى
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
حروب، انقسامات، صراعات، وتخريب، ملخص حال دول الجوار، والشاهد على ذلك ما يحدث على الأراضى الفلسطينية والسورية، إضافة إلى ما تشهده حدود مصر جنوبًا فى السودان، وأمام كل هذه الصراعات والتحديات التى تحاوط مصر، إلا أن البلاد تظل واقفة شامخة محافظة على نعمة الأمن والاستقرار، وكانت وستظل ملجئًا لكل مقهور أو مذعور.
لم تُطلق القيادة السياسية فى مصر على الفارين إليها باحثين عن الأمن، باللاجئين، ولكن أسمتهم بالضيوف، أعطتهم ما يريدون من أمان وأستقرار وسنت لهم تشريعًا يحافظ على حقوقهم وواجباتهم.
هم ضيوف ونحن أصحاب الأرض والرقم المؤثر فى الشرق الأوسط، وهذا ليس بجديد؛ فعلى مدار التاريخ السياسى تحتل مصر الريادة فى العراقة وأحد الأسباب الرئيسية فى ذلك هو أنها تعمل من منطلق دستورى وقانونى شرعت قوانينه وصاغت دستوره منذ عقود طويلة لتكون بذلك قبلة لباقى أشقائها، والدليل على ذلك أن مصر لها بصمة قانونية ودستورية فى العديد من النظم السياسية العربية.
٢٢ دولة، هى عدد الدول العربية ما بين ملكيات وجمهوريات، ٧ ممالك و١٥ جمهورية، جميعها تضم مجالس نيابية، لكن أول مجلس نيابى حقيقى فى العالم العربى ظهر فى مصر عام ١٨٦٦، وكان يُعرف بمجلس شورى النواب، ويرجع السبب فى هذا التحديد إلى أنه يعتبر أول برلمان فى العالم العربى يمتلك اختصاصات نيابية فعلية، ولم يكن مجرد مجلس استشارى، حيث مارس شعبها العمل النيابى باعتباره أحد أهم مقومات الدولة المدنية الحديثة التى تعتمد على المشاركة الشعبية، باعتبار أن الشعب شريك فى الحكم.
استعانت الدول العربية بالخبرات القانونية المصرية لصياغة دساتيرها وتشريعاتها، وكان على رأس هؤلاء عبد الرزاق السنهورى أحد أبرز أعلام الفقه والقانون فى الوطن العربى، والذى ساهم بخبرته الطويلة فى وضع دساتير عدة دول عربية كالإمارات والكويت، كما ساهم فى وضع مشروع القانون المدنى الجديد بالعراق ودمشق وليبيا، وكذلك الفقيه الدستورى الراحل يحيى الجمل والذى ساهم فى صياغة عدد من دساتير الدول العربية، من بينها الدستور القطرى.
وأيضًا الدكتور إبراهيم شحاتة، والذى كان من الأكاديميين المصريين الذين آثروا العمل خارج مصر منذ الستينيات، حيث عمل مستشارًا قانونيًا للصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية منذ ١٩٦٦ ـ ١٩٧٠، فمستشارًا أول للصندوق الكويتى بدولة الكويت، وإليه يعود الفضل فى تفعيل دور هذا الصندوق، ووضع القواعد والإجراءات الكفيلة بعملياته، وقد عمل مديرًا عامًا لصندوق الأوبك للتنمية فى فيينا، مما مهد له سُبل النجاح فى إقناع دول الأوبك العربية بتفعيل صندوق للتنمية.
بالإضافة إلى الدكتور وحيد رأفت، أستاذ القانون الدولى والذى عاصر أول أزمة دستورية فى الكويت فى ديسمبر عام ١٩٦٤، عقب استقالة الوزارة التى كان يرأسها الشيخ صباح السالم الصباح، وهى أول تجربة دستورية يخوضها له فيها رأى خاص، وأُسندت إليه مهمة إنشاء إدارة الفتوى والتشريع بالكويت وتولى رئاستها عام ١٩٦٤.
كل الأسماء السالف ذكرها مجرد نقطة فى بحر الإنجازات التى قدمها العديد من المصريين فى مجال التشريع القانونى والدستورى بشتى الدول العربية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر اللاجئون الضيوف الأمن والاستقرار الشرق الأوسط التشريعات المصرية الريادة السياسية القانون المدني مجالس نيابية العمل النيابي إبراهيم شحاتة الخبرات المصرية الدول العربية الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: مطلوب "ماستر بلان" للوطن !!
من يقرأ هذا العنوان –ويعرفنى –يربط ذلك بالهندسة أو بالتخطيط العمرانى ! وفى الحقيقة أنا لا أقصد ذلك بالضبط –وإن كان يعتبر هذا الإعتقاد –جزء من كل –أرجوه لبلدنا –فى مجال تقسيم الوطن إلى أقاليم إقتصادية متكاملة –وملامح وطن جميل منسق تنسيقًا جيدًا –وليس بمعنى (التنسيق الحضارى إياه) –ولكن تنسيق بين ما هو على سطح أرض الوطن من بشر ووسائل إنتاج ونقل وخدمات –وبين ما فى باطن الأرض من ثروات تعدينية وبترولية –وبين ما يحيط بالوطن من بحار (أبيض وأحمر ) وبين شريان الحياة الذى يشق قلب الوطن وهو النيل العظيم –كل هذه العناصر –مع تصور لإدارة الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية –كل هذه العناصر هى –الهيكل العظمى واللحم والدم –الذى يتشكل به جسم الوطن "مصر" –لكن الشيىء الذى يأتى ليستكمل إتساق هذه المنظومة –هى المخ –الرأس –التى تقوم بدور رئيسى فى عملية تنسيق العناصر وترابطها –وتركيبها –وتشغيلها –وعلاقة كل عنصر بأخر – بقوة إليه تعطيه "باور" أو قوة دفع للتقدم والعمل بإنتظام –دون توقف –ودون جلطات –فى أحد الشرايين –ونظام محكم بدستور عصرى –وقوانين واضحة تربط وتقيد المجتمع كله –دون تخبط –ودون إزدواجية –وإلغاء الحالات المزاجية من التعامل فى شئون الوطن !
دولة تعمل على إسترداد روحها بإلتزام وثيق بالقانون –دولة تتميز بعناصر أخلاقية حميدة –مستمدة من تراثها وعقائدها الدينية الإسلام والمسيحية -دولة لها تقاليد متوارثة –يجب أن تعتمد على العرف الجارى بين أهلها –وتقننه –فالقانون المحترم –هو تقنين لأعراف الوطن –ووضعه فى صيغ تسمح بالتعامل من خلاله برضاء كامل.
إن المخطط العام للوطن –يحتاج حكومة أقل عددًا فى تعداد وزرائها –وحاملى حقائب المسئولية الوطنية.
مطلوب ترشيد هيئات ومؤسسات الدولة –وإلغاء من لا فائدة له –فورًا –دون خوف –ودون عمل حسابات لأثار جانبية –فالقرارات الناجعة - تتمتع بعنصر الوقت –وسرعة اتخاذ القرار!!
مطلوب فى ماستر بلان الوطن –طرق سريعة (طبقًا للمواصفات العالمية) –منفذة دون فساد –مطلوب تفريغ المدن –من هوجة المركبات –وعدم تناسق (هارمونية) أنواعها فوق الأسفلت –فنحن نرى عربة كارو قوة 3 حمار –بجانب أحدث سيارات العالم –بجانب سيارة نقل بمقطورة –ونصف نقل تحمل أكثر مما هو مسموح به.
مطلوب إخراج (الترافيك) خارج المدن –مطلوب تطبيق قانون مرور صارم –وزرع إشارات مرور محترمة –وتخطيط الشوارع –يمين ويسار –وقادم وذاهب –وعودة كراسة الإشارات بمراكز المرور –لكى لا يسمح لأى مواطن بقيادة سيارة دون امتحان صارم فى القواعد والأدب (طبعًا فى المرور).
مطلوب إستزراع كل (خرابة فى البلد ) –مطلوب القبض على كل (حارق لصندوق قمامة فى الشارع).
مطلوب تطبيق حرفى للقانون دون إستثناء أو مجاملات.
كل هذا لا يتأتى فى ظل نظام إدارى –قائم أو فى ظل تقسيم الوطن إلى محافظات عفى على تقسيمها الزمن والتاريخ والجغرافياوالجيولوجيا –والإيكولوجى !!
إنتهى عمر هذا التقسيم الإفتراضى –وفقد شرعيته -وفرضيته -مطلوب وطن جديد –وذلك ممكن تنفيذه وبسهولة شديدة –فقط نحتاج لإدارة سياسية وإدارية –للقيام به –ويمكن وضع هذا التصور بأيادى وعقول مصرية –كما أنه ليس عيبًا أبدًا أن نستورد عقول أجنبية لوضع هذه الإستراتيجية بالمشاركة –فنحن نستورد أجانب لكرة القدم وفى (أتفه) الأسباب –وأعضاء البنك الدولى موجودين فى أسيوط –وفى الواحات –مش عيب !!
إن وضع إستراتيجية – وماستر بلان للدولة –كيف نرى مصر سنة 2030 –مهم جدًا –المهم وجود خطة واضحة - لها تكلفة ولها زمن محدد –ولها جدول زمنى تحت الإشراف على تنفيذه.
من جهاز أو وزارة –أسوة بوزارة السد العالى -وزارة لمشروع قومى للدولة –تحت عنوان مصر غدًا –وليس مصر اليوم !! –وليس مصر الأن !!
نحن أحوج ما نكون إلى حلم كبير –نعيش من اجل تحقيقه لأولادنا –وأحفادنا !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
[email protected] Hammad