الاعلامي فيصل القاسم يوجه رسالة هامة إلى أبناء سوريا: لا تصدقوا غير هذه الرواية!
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
سرايا - كتب الإعلامي السوري فيصل القاسم، مقالًا بعنوان: (أهلنا السوريون: لا تصدقوا غير هذه الرواية!) يحذر في السوريين من الالتفات إلى بعض الروايات التي تتحدث عن طريقة سقوط نظام بشار الأسد.
وقال فيصل القاسم :" أهلنا في سوريا ستسمعون من الآن فصاعداً روايات عديدة حول سقوط النظام. هل سقط فعلاً بعملية عسكرية شنتها قوى المعارضة السورية؟ هل استسلم بموجب اتفاق؟ هل كان وراء العملية قوى إقليمية ودولية ساعدت قوى المعارضة على إنجاز هذا النصر العظيم؟ هل ساهمت إسرائيل وأمريكا بسقوط النظام؟ هل اتفقت روسيا وأمريكا وتركيا وإسرائيل على إسقاط النظام، فنفذت الفصائل السورية المهمة؟ هذه بعض نظريات المؤامرة التي ستسمعونها من جهات عدة، ومعظمها طبعاً عبارة عن تلفيقات وأكاذيب لا تمت للحقيقة بصلة مطلقاً، وكل من يروج لمثل هذه النظرية التافهة يحاول بطريقة أو بأخرى أن يقلل من قيمة النصر السوري على أعتى نظام إرهابي عرفه التاريخ الحديث في العالم أجمع.
و أضاف :" لقد قضيت أياماً وأنا أدقق وأبحث في العامل الخارجي. هل فعلاً كان الثوار السوريون مجرد منفذين لعملية دبرت في الخارج؟ والجواب بعد التدقيق والتمحيص لا أبداً، فالنصر صناعة سورية بحتة، ربما بدعم ثانوي من بعض الجيران، لكن التخطيط والتنفيذ كان سورياً بامتياز، فالجنود والقادة الذين فتحوا دمشق سوريون أقحاح، والأسلحة صناعة محلية بحتة، والطائرات المسيرة التي دكت معاقل الجيش الأسدي المهزوم كانت سورية، والعقول التي أدارت العملية عقول سورية، والأهداف التي تكمن وراء العملية التاريخية أهداف وطنية سورية بالدرجة الأولى."
وتابع : "لا تصدقوا أن قوى إقليمية ودولية كبرى كروسيا وأمريكا وإسرائيل وتركيا قد اتفقت على تنفيذ العملية، فهذا كذب بواح هدفه حرف الأنظار عن الجهد السوري العملاق. لا أحد يستطيع أن ينكر الدعم التركي ودعم بعض العرب الخيريين، لكن العملية ليست خارجية قطعاً. هل تعلمون أن روسيا أكبر وأقوى داعم للنظام الساقط فوجئت بالعملية ولم تستطع إيقافها بشهادة وزير الخارجية الروسي لافروف في تصريح خاص، فقد اعترف الروس بأن جيش النظام في حلب كان جيشاً منهاراً أصلاً ولا يستطيع ولا يريد أن يواجه الثوار، أولاً لأنه عاجز تماماً، وثانياً لأنه كان يفتقر إلى الروح القتالية، فلم يكن يمتلك أي حماس لمواجهة قوى المعارضة، فهو جيش جائع مسحوق كان يعيش على حبة بطاطا طوال اليوم أحياناً لأن ثروات سوريا كانت في حسابات عائلة الأسد وشركائها في الخارج، بينما كان السوريون شعباً وجيشاً يموتون من الجوع والبرد وانعدام معظم أساسيات الحياة، لا بل إن بشار وزوجته كانا يبيعان الكهرباء لدول مجاورة بالدولار، بينما كانت الكهرباء مقطوعة عن سوريا بأكملها معظم الوقت. باختصار، لقد فقد النظام حاضنته العسكرية منذ سنوات بعد انتهاء المعارك في سوريا عام ألفين وخمسة عشر، ومنذ ذلك الحين بدأ الانهيار الرهيب على كل الأصعدة، وخاصة على الصعيد العسكري. وقد اعترف لي كثيرون في الجيش لاحقاً بأنهم كانوا جوعى، واستشهد أحدهم بمقولة نابليون الشهيرة إن الجيوش تزحف على بطونها، أي أن الجيوش لا تستطيع القتال على معدة فارغة. لا شك أن الروس فكروا بمواجهة قوى المعارضة في بداية الزحف على حلب، لكنهم فوجئوا بأن الجيش السوري منهار وراح عشرات الألوف من الجنود والضباط يهربون كالفئران فقررت روسيا فوراً وقف عملياتها الجوية ضد قوى المعارضة، بعد أن أدركت أن جيش النظام منته.
ألف مبروك لسوريا والسوريين هذا النصر المؤزر، وسيكون النصر أحلى وأجمل عندما ننجح في إعادة بناء سوريا إنسانياً وعمرانياً."
وزاد :" وحتى الإيرانيون أنفسهم لمسوا الشيء نفسه، فقرروا الانسحاب من المعارك فوراً، لأنهم لا يستطيعون مواجهة الثوار لوحدهم دون الجيش السوري والطيران الروسي. يجب أن تصدقوا أن الإيرانيين وميليشياتهم انسحبوا بسرعة البرق أمام زحف الثوار لأنهم عرفوا أن المعركة خاسرة. لقد تفاجأ الإيرانيون بسرعة سقوط الجيش الأسدي مثل الروس. وقد قال لي مستشار وزارة الخارجية الروسية السيد رامي الشاعر شخصياً إن عملية تحرير حلب كانت بسرعة البرق لأن جيش النظام هرب بسرعة قياسية، ولأن سكان حلب أنفسهم كانوا ينتظرون المخلص ليخلصهم من واقعهم المرير، فرحبوا بالثوار ترحيباً حاراً، وقد كانت فصائل المعارضة عند حسن ظن الحلبيين، فعاملتهم كأشقاء بطريقة شهد العالم كله على كياستها ودماثتها وطيبتها وحسن أخلاقها. وقد أضاف السيد الشاعر لي شخصياً بأن كل المدن السورية ستستقبل الثوار بنفس الطريقة التي استقبلهم بها أهل حلب. وهذا ما حصل فعلاً، فقد انطلقت جحافل قوى المعارضة إلى حماة، فقاوم الجيش السوري فيها لساعات قليلة فقط ثم انهار كأحجار الدومينو، وسرعان ما انطلق الثوار إلى ريف حمص الذي حرروه بلمح البصر، ولم يستمر حصار حمص سوى يوم أو أكثر قليلاً. في هذه الأثناء تمكنت الفصائل الشعبية في السويداء بسلاحها البسيط من هزيمة كل فرق وألوية النظام في المحافظة وطردت كل الفروع الأمنية ورموز السلطة، ثم تبعتها درعا التي هزمت أيضاً كل فيالق النظام، وبدأت تزحف في اتجاه دمشق. في هذه الأثناء كان الثور قد حرروا حمص وخلال سويعات فتحوا العاصمة دمشق بعد أن هرب كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، وقبلهم طبعاً ما يسمى برئيس الجمهورية الذي شحنه الروس على عجل إلى قاعدة حميميم ثم إلى موسكو. ولا ننسى أن آلاف الجنود كانوا قد هربوا إلى العراق أو تاهوا في العراء داخل سوريا، أو استبدلوا ملابسهم العسكرية بملابس مدنية."
وبين :" حتى الأمريكيون والإسرائيليون هرشوا رؤوسهم عندما شاهدوا الانهيار السريع لجيش النظام، وبدأت إسرائيل تأخذ احتياطاتها فوراً دون سابق تخطيط لأنها بدورها لم تتوقع هذا السقوط المدوي لجيش النظام. وقد وصلت أنباء هروب الجيش السوري إلى كل عواصم القرار في العالم، فبدأ الجميع يسلم بأن النظام قد انتهى ولا بد من التعامل مع الأمر الواقع الذي فرضته قوى المعارضة على الأرض، بدليل أن الغرب بات اليوم يدرس إزالة هيئة تحرير الشام عن لائحة الإرهاب. ولعل أكبر دليل على أن إسرائيل نفسها لم تتوقع هذا السقوط المريع للنظام وجيشه أنها بدأت بشن غارات جوية على كل القواعد العسكرية السورية الجوية والبرية والبحرية، لأنها باتت تعتبرها معادية بعد أن سقط بشار وجيشه. وهذا يؤكد على أن النظام كان على مدى نصف قرن يعمل بوظيفة كلب حراسة لإسرائيل، وكانت تل أبيب تعتبر كل أسلحته وقواعده في أيد أمينة. أما عندما سقط النظام فبدأت تخشى على نفسها، فراحت تحرق كل المواقع والترسانات السورية."
باختصار، من حق السوريين أن يفرحوا فرحاً عظيماً بهذا الانتصار الحقيقي والتاريخي على أبشع نظام فاشي في العالم، فلو كان جيش النظام قادراً على المواجهة لما تحقق النصر بهذه السرعة الرهيبة، ولكان كل حلفائه من روس وإيرانيين وعرب وأجانب قد ساندوه ودعموه لمواجهة الثوار. ألف مبروك لسوريا والسوريين هذا النصر المؤزر، وسيكون النصر أحلى وأجمل عندما ننجح في إعادة بناء سوريا إنسانياً وعمرانياً، ولا شك أن هذا الشعب العظيم قادر على ذلك إذا تمكن من التغلب على المؤامرات الداخلية والخارجية الكثيرة التي تواجهه وعلى لعبة الأمم القذرة التي بدأت تطل برأسها في سوريا، وهذا أكبر دليل على أن تحرير سوريا كان جهداً سورياً لم يعجب الكثير من الأقربين والأبعدين، لكن بإذن الله فإن السوريين لهم بالمرصاد.
إقرأ أيضاً : بعد سقوط النظام .. أين يختبئ رجل الظل ماهر الأسد؟إقرأ أيضاً : "هذه أرضنا" .. حاخامات يهود يؤدون مع أطفالهم صلواتهم بالقرب من جبل الشيخ داخل الأراضي السورية - فيديو إقرأ أيضاً : صور أقمار اصطناعية تُظهر سحب روسيا لبعض قواتها ومعداتها العسكرية من سوريا
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#العراق#سوريا#اليوم#الله#الشعب#فيصل#الجميع#جبل#العظيم#العسكريين#موسكو
طباعة المشاهدات: 1157
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 14-12-2024 11:05 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فيصل سوريا روسيا العالم روسيا اليوم سوريا سوريا سوريا روسيا سوريا العالم العسكريين العراق الجميع اليوم سوريا الشعب العظيم سوريا الله روسيا العالم العراق سوريا اليوم الله الشعب فيصل الجميع جبل العظيم العسكريين موسكو قوى المعارضة الجیش السوری سقوط النظام جیش النظام لا تصدقوا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
أبرز الفئات التي شملها قرار الداخلية السورية إلغاء بلاغات منع السفر
دمشق – كان أيهم الراشد، المعتقل السوري السابق والموظف في القطاع العام، من ضحايا بلاغات منع السفر منذ الإفراج عنه في عام 2016، بعد مرور سنتين أمضاهما معتقلا في الأفرع الأمنية "بتهم باطلة".
وعندما أُفرج عن الراشد وجد نفسه مفصولا من وظيفته وممنوعا من السفر بموجب بلاغ صدر بحقه لصالح محكمة الإرهاب بتهمة "تمويل مجموعات مسلحة" في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
ويقول للجزيرة "جُردت من كافة حقوقي، وأصبحت عالقا في البلاد طوال تلك السنوات دون عمل، ولكن مع سقوط النظام البائد ذهبت لاستخراج جواز سفر، وفي دائرة الهجرة فوجئت بأن بلاغ منع السفر لا يزال موجودا".
قرار رسميوكان الراشد قد قدّم قبل شهر طلبا في محكمة الإرهاب لرفع قرار المنع عنه، إلا أنه لم يتم ذلك بعد. وينتظر الرجل الأربعيني تنفيذ قرار وزارة الداخلية وعودة دوائر الدولة إلى العمل ليتم إلغاء البلاغ ليتمكن عندئذ من استصدار جواز سفر.
وأصدرت وزارة الداخلية السورية في حكومة تصريف الأعمال، الأحد الماضي، قرارا يقضي بإلغاء أكثر من 5 ملايين بلاغ منع سفر أصدرتها جهات رسمية بحق مواطنين سوريين في عهد النظام المخلوع.
وتضمن القرار، بحسب بيان للوزارة، إلغاء جميع البلاغات المتضمنة "طلبات توقيف ومراجعة وإعلام وتخلف عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية الصادرة بحق المواطنين السوريين زمن النظام البائد".
#خاص القائد أحمد الشرع
لا تجنيد إجباري في سوريا بل سيكون الجيش تطوعي #سوريا pic.twitter.com/sr5RSViwGv
— محمد بلعاسMohamed Belaas (@blaas083) December 15, 2024
وأوضح البيان ذاته أن بلاغات منع السفر كانت قد صدرت عن عدة جهات منها قيادة الجيش والقوات المسلحة، والأفرع الأمنية والعسكرية، ومكتب الأمن القومي، والقيادة القطرية لحزب البعث.
إعلانأما صادق حسين (27 عاما)، المطلوب للخدمة الإلزامية في جيش النظام السابق، فعبّر عن سعادته بصدور هذا القرار، معتبرا أنه بمثابة "طاقة فرج" له وللكثير من العسكريين السابقين الذين يريدون مغادرة البلاد بحثا عن العمل والاستقرار.
ويقول للجزيرة نت "تأخرت الحكومة في إصدار هذا القرار، لكنه سيفتح آفاقا أمامي وأمام كثير من الشبان الذين كانوا ممنوعين من السفر لأسباب تتعلق بالخدمة الإلزامية أو الاحتياطية".
حرية الحركةوعانى ملايين السوريين، خلال حكم النظام السابق، من تقييد حريتهم في الحركة والسفر خارج البلاد بموجب بلاغات منع سفر صدرت بحقهم بشكل تعسفي على خلفية آرائهم السياسية أو مشاركتهم في الثورة أو تعرضهم للاعتقال، فضلا عن ملايين الشبان ممن تم استدعاؤهم للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية في جيش النظام المخلوع.
يُذكر أن كثيرا من السوريين العائدين إلى بلدهم مؤخرا قد تفاجؤوا، مع وصولهم إلى المطارات أو المعابر الحدودية، بصدور بلاغات منع سفر بحقهم من جهات تابعة لحكومة النظام السابق، مما يحتم عليهم مراجعة دوائر الدولة لتسوية أوضاعهم ليتمكنوا من السفر مجددا.
في السياق، أفاد المكلف بتسيير أعمال إدارة الهجرة والجوازات بدمشق وليد عرابي بأن وزارة الداخلية رفعت "كافة البلاغات والتعاميم التي أصدرها النظام البائد بقصد تقييد حرية المواطنين في الحركة والسفر خارج البلاد، سواء تلك الصادرة عن جهات أمنية بحق أشخاص مطلوبين إلى الأفرع، أو الصادرة عن وزارة الدفاع والمرتبطة بالتجنيد الإلزامي".
وأضاف عرابي للجزيرة نت أنه تم الإبقاء على بلاغات منع السفر بحق بعض الأفراد لحفظ حقوق الدولة، و"هؤلاء ممن لديهم ملفات قضائية أو أمنية أو مالية لا تزال قيد الدراسة والبحث ضمن مؤسسات الدولة".
أما عن موعد دخول القرار حيز التنفيذ، فيشير عرابي إلى أن "العمل قد بدأ بالفعل لإلغاء التعاميم عبر الحاسب المركزي، وخلال فترة قصيرة سيتم الانتهاء من ذلك ليتمكن المواطنون من الحصول على الجوازات والسفر".
من جانبه، أشار المحامي عادل خليان إلى أن قرار الوزارة لا يشمل المطلوبين للعدالة بموجب أوامر قضائية سواء بضبط شرطة أو ادعاء شخصي أو ما شابه ذلك، "فهؤلاء لن يُسمح لهم بالسفر إلا بعد الحصول على موافقة المحكمة المختصة أو إجراء كشف بحث، لأنهم غالبا يرتبطون بجرائم جنائية مثل المخدرات والسلب والنهب والاحتيال والتزوير وغيرها".
إعلانوأوضح خليان -في حديث للجزيرة نت- أنه بإمكان الموظفين الحكوميين الراغبين في السفر مراجعة الوزارة التي يعملون بها للحصول على الموافقة الأصلية على طلبهم.
وأكد أن القرار لم يتح لعناصر الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية في حكومة النظام السابق استخراج جواز سفر إلا بعد تقديم طلب إلى مكتب جهاز الأمن الداخلي في الإدارة العامة بدمشق، للحصول على الموافقة المطلوبة لاستخراج الجواز.