موقع النيلين:
2025-01-14@23:09:53 GMT

ما الدعامة .. الحرب الحرب !

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

*( السيدة : الدعامة مرقونا من ديارنا …. الدعامي : ما الدعامة الحرب الحرب …. السيدة : والله مرقونا هم وقتلوا زول وبشتنونا الله يضرهم …. الدعامي : حبوبة نحن الدعامة ذاتهم وقالوا ليك نحن كعبيين .. السيدة : ما شاء الله .. الله يحفظكم .. لا لا ما كعبين )*

* *هذا ملخص لحديث سيدة مسنة مع أحد جنود الميليشيا نقله فيديو وجد رواجاً واسعاً .

وما قاله الجندي ليس مجرد كلمات عنَّت له عفو الخاطر، وإنما هو تعبير حرفي عما تريده الميليشيا من تحويل المسؤولية الرئيسية عن جرائمها إلى “الحرب” كشيء منفصل عنها !*
* *يلخص الحوار بدقة تامة المحاولات الفاشلة التي تقوم بها الميليشيا لنقل داء الإنكار المزمن منها إلى المواطنين، بإنكار ما رأتهم أعينهم، وما وقع عليهم من عدوان، وتحويل المسؤولية عنه إلى ( لا طرف ) إذا جاز التعبير، والنظر إلى تحميل المسؤولية إلى الطرف الفاعل “كمزاعم” من خصوم “كاذبين” : ( “قالوا ليك” نحن كعبين ) !*

* *وينقل أيضاً الحقيقة التي تحاول الميليشيا طمسها، وهي أن “الحقائق” في هذه الحرب يعرفها المواطنون مباشرةً بالمعايشة الساخنة العصية على المحو بالتنظير التدليسي البارد، وأن أي طرف يحاول جعل نفسه وسيطاً بينهم وبين الحقائق، ليعدلها، أو ليلغيها ويفرض حقائق أخرى، سيكون جهده حرثاّ في بحر !*

* *هذا التركيز من جانب الميليشيا على “الحرب”، وتجنبها الحديث عن “الحرب على المدنيين” سببه علمها بأن “الحرب على المدنيين” تحيل مباشرة إليها لأنها خصصت للمدنيين جزءاً كبيراً من عملها الحربي !*

* *كذلك يؤكد الفيديو ما هو معلوم بالضرورة، وهو أن ما تريده الميليشيا، من تحويل المسؤولية عن جرائمها إلى “الحرب” لا يمكن أن يحدث إلا بطريقة الإكراه، فالإكراه هو الذي اضطر هذه السيدة، الواقعة تحت رحمة الميليشيا، إلى التراجع “اللفظي” عما رأته بنفسها و”التظاهر” باعتماد رواية الميليشيا بأن الجنود الذين أتوها في منزلها وشردوها إنما يمثلون الحرب لا الميليشيا !*

* *الطرف الوحيد الذي يتقبل هذا الاحتيال الميليشياوي للمواطنين، وحتى لنفسه ولعضويته هو “تقدم”، ولست بصدد إحصاء الأمثلة، فهي أكثر من أن تُحصى في مقال واحد، لكن تكفي الإشارة إلى مثالين عن قبولها هذا الاحتيال ومشاركتها فيه حتى ضد نفسها عند وقوع العدوان عليها : المثال الأول هو نعي حزب المؤتمر السوداني لرئيس فرعية الحزب بمحلية كرينك بغرب دارفور ( له الرحمة والمغفرة )، فرغم أن النعي قد احتوى على الاعتراف باغتياله بـ ( رصاص قوات الدعم السريع )، ورغم أن هذا يعني أنه قُتِل أثناء هجمة من الميليشيا على المدنيين لا معركة مع الجيش قد تصعٌِب معرفة مطلِق الرصاصات عليه، إلا أنه خلا تماماً من أي كلمة إدانة أو هجوم على الميليشيا، وبدلاً من ذلك لعن الحرب : ( برحيله الحزين يلتحق بآلاف المدنيين الأبرياء الذين أُزهِقت أرواحهم جراء هذه “الحرب” اللعينة )*

* *المثال الثاني : بيان “زعمت” الشهير الذي أصدره حزب الأمة القومي، فهو قد رأى الميليشيا تفعل في داره ما فعلت، ومع ذلك غالطها، وحوَّل رؤيته للجنود واعترافهم إلى مجرد ( زعم )، وأعطى قيادة الميليشيا فرصةً للنفي واتهام خصومها، وهو ما قامت به فعلاً، وهو ما لم يعلق عليه إلى اليوم !*

إبراهيم عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الافراح الجماهيرية بتحرير مدني فقط هو الرد على الميليشيا وحواضنهم السياسية!!

الافراح الجماهيرية بتحرير مدني فقط هو الرد على الميليشيا وحواضنهم السياسية!!
فرح عارم يعم كل اجزاء السودان، وخارج السودان وطوفان من الجماهير السودانية تخرج فرحا، والله صورة واحدة من مدينة واحدة تكفي ليتأكد الميليشيا وحواضنهم كم هم مكروهين ومنبوذين في هذا الوطن. هل تتخيلون ان هؤلاء الهياكل العظمية على شكل انسان في الفيديو هم مواطنون تم تحريرهم من ايدي الميليشيا المجرمة بعد تحرير مدني ؟!! وبعد كل هذه المأسي يأتي مستشاري الميليشيا الذين لاهم لهم غير قبض رواتبهم بالدولار والتنعم على حساب المواطن ليصرحوا باكاذيبهم بأن الميليشيا جاء من اجل المواطن، والمواطن ضد الجيش ويريدون من الميليشيا ان تحكمهم !!! ولن نرد عليهم الا بهذه الاهازيج وصور الجماهير السعيدة بهزائهمهم.

الجيش لن يقف في مدني وأفراح السودان لن تقف حتى تحرير اخر ارض في دارفور الحبية، من الجزيرة كل القوة نحو نيالا والجنينة وزالنجى وكل شبر دنسه هؤلاء المجرمين.

د. عنتر حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحملة المشتركة لوقف الحرب: «مليشيات الحركة الإسلامية» ارتكبت «جرائم مروعة» ضد المدنيين في ودمدني
  • استهداف سد مروي يكشف عن طبيعة الأهداف الخفية لحرب الميليشيا
  • التحالف الديمقراطي للمحامين: الجيش السوداني وحلفاؤه ينفذون إعدامات ميدانية موثقة ضد المدنيين في الجزيرة
  • سفير واشنطن لدى الاحتلال: لم نطلب وقف الحرب رغم استهداف المدنيين بغزة
  • انتهاكات كتائب الإسلاميين ضد المدنيين في الجزيرة!
  • بعد تأييد إعدام قاتل القمص أرسانيوس كاهن كنيسة السيدة العذراء.. مراحل القضية
  • رصاص: تخليص أهل دارفور من سيطرة الميليشيا وأعوانها
  • لماذا يتعقد المشهد السياسي في غزة؟.. تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار يزيد معاناة المدنيين.. وإسرائيل: ثلث الرهائن لقوا حتفهم
  • الافراح الجماهيرية بتحرير مدني فقط هو الرد على الميليشيا وحواضنهم السياسية!!
  • نحو سودان جديد