ما الدعامة .. الحرب الحرب !
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
*( السيدة : الدعامة مرقونا من ديارنا …. الدعامي : ما الدعامة الحرب الحرب …. السيدة : والله مرقونا هم وقتلوا زول وبشتنونا الله يضرهم …. الدعامي : حبوبة نحن الدعامة ذاتهم وقالوا ليك نحن كعبيين .. السيدة : ما شاء الله .. الله يحفظكم .. لا لا ما كعبين )*
* *هذا ملخص لحديث سيدة مسنة مع أحد جنود الميليشيا نقله فيديو وجد رواجاً واسعاً .
* *يلخص الحوار بدقة تامة المحاولات الفاشلة التي تقوم بها الميليشيا لنقل داء الإنكار المزمن منها إلى المواطنين، بإنكار ما رأتهم أعينهم، وما وقع عليهم من عدوان، وتحويل المسؤولية عنه إلى ( لا طرف ) إذا جاز التعبير، والنظر إلى تحميل المسؤولية إلى الطرف الفاعل “كمزاعم” من خصوم “كاذبين” : ( “قالوا ليك” نحن كعبين ) !*
* *وينقل أيضاً الحقيقة التي تحاول الميليشيا طمسها، وهي أن “الحقائق” في هذه الحرب يعرفها المواطنون مباشرةً بالمعايشة الساخنة العصية على المحو بالتنظير التدليسي البارد، وأن أي طرف يحاول جعل نفسه وسيطاً بينهم وبين الحقائق، ليعدلها، أو ليلغيها ويفرض حقائق أخرى، سيكون جهده حرثاّ في بحر !*
* *هذا التركيز من جانب الميليشيا على “الحرب”، وتجنبها الحديث عن “الحرب على المدنيين” سببه علمها بأن “الحرب على المدنيين” تحيل مباشرة إليها لأنها خصصت للمدنيين جزءاً كبيراً من عملها الحربي !*
* *كذلك يؤكد الفيديو ما هو معلوم بالضرورة، وهو أن ما تريده الميليشيا، من تحويل المسؤولية عن جرائمها إلى “الحرب” لا يمكن أن يحدث إلا بطريقة الإكراه، فالإكراه هو الذي اضطر هذه السيدة، الواقعة تحت رحمة الميليشيا، إلى التراجع “اللفظي” عما رأته بنفسها و”التظاهر” باعتماد رواية الميليشيا بأن الجنود الذين أتوها في منزلها وشردوها إنما يمثلون الحرب لا الميليشيا !*
* *الطرف الوحيد الذي يتقبل هذا الاحتيال الميليشياوي للمواطنين، وحتى لنفسه ولعضويته هو “تقدم”، ولست بصدد إحصاء الأمثلة، فهي أكثر من أن تُحصى في مقال واحد، لكن تكفي الإشارة إلى مثالين عن قبولها هذا الاحتيال ومشاركتها فيه حتى ضد نفسها عند وقوع العدوان عليها : المثال الأول هو نعي حزب المؤتمر السوداني لرئيس فرعية الحزب بمحلية كرينك بغرب دارفور ( له الرحمة والمغفرة )، فرغم أن النعي قد احتوى على الاعتراف باغتياله بـ ( رصاص قوات الدعم السريع )، ورغم أن هذا يعني أنه قُتِل أثناء هجمة من الميليشيا على المدنيين لا معركة مع الجيش قد تصعٌِب معرفة مطلِق الرصاصات عليه، إلا أنه خلا تماماً من أي كلمة إدانة أو هجوم على الميليشيا، وبدلاً من ذلك لعن الحرب : ( برحيله الحزين يلتحق بآلاف المدنيين الأبرياء الذين أُزهِقت أرواحهم جراء هذه “الحرب” اللعينة )*
* *المثال الثاني : بيان “زعمت” الشهير الذي أصدره حزب الأمة القومي، فهو قد رأى الميليشيا تفعل في داره ما فعلت، ومع ذلك غالطها، وحوَّل رؤيته للجنود واعترافهم إلى مجرد ( زعم )، وأعطى قيادة الميليشيا فرصةً للنفي واتهام خصومها، وهو ما قامت به فعلاً، وهو ما لم يعلق عليه إلى اليوم !*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يشدد على دور الأطباء وأهمية المسؤولية الجماعية في مكافحة ختان الإناث
أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن بدء فعاليات مؤتمر "بالطو أبيض ضد ختان الإناث" ، وذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان واللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث والنقابة العامة للأطباء، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر يُعد محطة فارقة في مسار الجهود الوطنية والدولية للتصدي لهذه الممارسة الضارة التي تنعكس آثارها السلبية على صحة الفتيات وانتهاك حقوقهن الإنسانية.
قال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن هذا المؤتمر يندرج ضمن سلسلة من خمس فعاليات تُقام بين 11 و20 ديسمبر 2024،وذلك في إطار المشروع القومي للتنمية البشرية "بداية"، الذي يضع بناء الإنسان المصري وتمكينه في صدارة أولوياته.
أضاف أن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، ألقى كلمة مسجلة في افتتاحية المؤتمر شدد فيها على أهمية هذه الفعاليات كجزء لا يتجزأ من مسيرة التنمية المستدامة في مصر تحت مظلة المشروع القومي للتنمية البشرية "بداية"، مؤكدًا أن ختان الإناث يمثل انتهاكًا جسديًا ونفسيًا واجتماعيًا بحق الفتيات، مشيرًا إلى ضرورة إبراز دور الأطباء في التصدي لهذه الممارسة التي اكتسبت غطاءً طبيًا في بعض الحالات،كما استعرض الجهود والخطوات الحكومية لتشديد العقوبات ورفع مستوى الوعي بمخاطر هذه الجريمة.
ولفت إلى أن الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان،
شدد في كلمته على أن التغيير الحقيقي يبدأ من مثل هذه المبادرات، داعيًا كافة الأطراف، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، إلى تحمل مسؤولياتهم في مكافحة هذه الجريمة،معربًا عن امتنانه العميق لكل الشركاء والخبراء والشباب المتطوعين الذين ساهموا بجهودهم في نجاح فعاليات المؤتمر.
أشار الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المؤتمر
ضم نخبة من الشخصيات المؤثرة التي قدمت مداخلات ثرية لرسم خارطة طريق لمكافحة هذه الظاهرة، حيث تناولت الدكتورة سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، أهمية صون حقوق الأطفال ودور المجتمع في القضاء على العنف الموجه ضد الفتيات، مستعرضة دور خط حماية الطفل (16000) في استقبال الشكاوى وتقديم الحماية للناجيات.
من جانبها، أكدت المستشارة أمل عمار، رئيس المجلس القومي للمرأة، على ضرورة تمكين النساء والفتيات لضمان بيئة آمنة تسهم في تنمية قدراتهن وتحقيق طموحاتهن، مع استعراض الجهود المبذولة من قِبل اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث خلال الأعوام الماضية.
بدوره، أشار الدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، إلى أهمية الدور المحوري للأطباء في نشر الوعي وتعزيز السلوكيات الصحية السليمة.
وأكدت السيدة جيرمين حداد، الممثل المساعد ومدير البرامج بصندوق الأمم المتحدة للسكان، أن ختان الإناث لا يقتصر على كونه ممارسة طبية خاطئة، بل هو تحدٍ ثقافي واجتماعي عميق يستوجب شجاعة وتكاتفًا لتجاوزه، مشددة على أهمية دور الأطباء كرواد للتغيير في مجتمعاتهم.
تابع " عبدالغفار " أن المؤتمر اشتمل على سلسلة من الجلسات وورش العمل التي تطرقت إلى قضايا متعددة، منها الآثار الصحية والنفسية الناتجة عن ختان الإناث وتأثيرها على الفتيات، والإشكاليات القانونية والطبية المرتبطة بهذه الممارسة ، ودور الفرق الطبية في تغيير العادات الاجتماعية والثقافية المؤدية إلى استمرار هذه الظاهرة.
كما شهد المؤتمر عروضًا تفاعلية ومسرحية قدّمها الشباب المتطوعون بأسلوب إبداعي لإبراز أبعاد القضية، وفي إحدى الجلسات، تحدث الدكتور عمرو حسن، مستشار وزير الصحة والسكان لشؤون السكان وتنمية الأسرة، عن أخلاقيات المهنة، داعيًا زملاءه الأطباء إلى رفض ضغوط الأهل في إجراء جريمة الختان، والالتزام بميثاق الشرف الطبي الذي يُحرّم هذه الممارسة لما تسببه من أضرار فورية ومستقبلية على الفتيات.
وأكد أن المسؤولية الأخلاقية والنفسية والقانونية تقع على عاتق كل من يوافق على تنفيذ هذه الجريمة بحق طفلة قاصر، مشددًا على أهمية تقديم الأطباء للمشورة الصحيحة التي توضح خطورة ختان الإناث للأهل، وضرورة التزامهم بالممارسات الطبية السليمة.
جدير بالذكر أن مؤتمر "بالطو أبيض ضد ختان الإناث" يعد مثالًا واقعيًا على التعاون الفاعل والعمل الجماعي الذي يسعى نحو خلق بيئة آمنة وصحية لجميع الفتيات في مصر،ويجسد المؤتمر رؤية وطنية طموحة للتنمية المستدامة التي تضع حماية حقوق الفتيات وصون كرامتهن في صدارة أولوياتها، من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لفتيات مصر.