لبنان ٢٤:
2024-12-14@11:03:38 GMT

تطويق.. سيناريو يكشف مصير حماس في لبنان

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

إثر سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، فجر الأحد الماضي، بادرت حركة "حماس" إلى إصدار بيانٍ يُرحب بـ"ذاك السقوط"، مُباركة للشعب السوري الخطوة التي فعلها.   الموقف الذي طرحتهُ "حماس" ليس مُستغرباً، وفق ما يقول مرجع عسكريّ لبنانيّ سابق لـ"لبنان24"، مشيراً إلى أن "حماس" كانت قريبة من الثورة السورية منذ أن بدأت في العام 2011، وذلك من خلال قيادييها خالد مشعل واسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل قبل أشهر.

  ما أعلنته "حماس" كان متوقعاً جداً، فهي لا تريدُ الإنفصال عن سوريا بقيادتها الجديدة، علماً أنها لم تنفصل عن الأسد سياسياً خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعدما تم ترميم العلاقات بين الطرفين عقب العام 2017 وتحديداً من خلال القيادي في حركة "حماس" الراحل صالح العاروري الذي استهدفته إسرائيل مطلع العام الجاري في ضاحية بيروت الجنوبية.   عملياً، كان العاروري "العنصر الأساس" لإعادة ربط "حماس" بالمحور السوري، فيما كان أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد السيد حسن نصرالله "عرّاب" هذا الالتقاء على أساس أمرٍ واحد وهو إنشاء ما يُسمى بـ"جبهة وحدة الساحات" التي كانت تضمّ سوريا، حزب الله، وحماس، فيما إيران كانت الداعم الأول والأساس لها.   ولكن.. السؤال المطروح حالياً بعد "ترحيب حماس" بقيادة سوريا الجديدة هو التالي: كيف سيتعامل "حزب الله" معها في لبنان؟   لا تنكر مصادر مقربة من "حماس" الدور الذي أدّاه "حزب الله" من أجل الحركة وقطاع غزة عبر حرب الإسناد التي بدأها يوم 8 تشرين الأول 2023 إبان عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه تقول إنّ الحركة كانت مع خيارات الشعب السوري منذ بداية الثورة وقبل أن يُعلن "حزب الله" مساندته لدمشق قتالياً قبل أكثر من 12 عاماً.   تعتبر مصادر "حماس" أنَّ الدعم الذي كانت تتلقاه من سوريا لن ينقطع، سواء على الصعيد السياسي أو المعنوي، مشيرة إلى أنَّ الحركة استطاعت كسر الحصار المفروض عليها قبل حرب غزة الأخيرة، وساهمت في إدخال السلاح إلى هناك وتطوير منظومتها القتالية فيما لم يكن لدى سوريا أي مساهمة مباشرة في ذلك نظراً لانقطاع العلاقات بين الحركة ودمشق لسنوات عديدة.   على صعيد "حزب الله"، فإن تعاطيه مع "حماس" سيبقى على حاله، بحسب ما يقول المرجع العسكري السابق، ويشير إلى أنه "ليس من مصلحة حزب الله كسرَ أي قطب من أقطابِ محور المقاومة في لحظة حرجة وتحديداً عند انهيار النظام السوري"، ويقول: "حماس موجودة في لبنان لكن دورها سيتم تطويقه أكثر لاسيما أن بوادر وقف إطلاق النار في غزة تقترب وسط تقديم الحركة لتنازلات أبرزها السماح بوجود قوات إسرائيلية في غزة بشكل مؤقت بعد إنهاء القتال، مع طرح تسليم عدد من الأسرى الإسرائيليين".
وفق المصدر، فإن "حماس" باتت مُطوقة في غزة وأيضاً في لبنان، ولهذا السبب فإن "طوق نجاتها" الأخير بات مرتبطاً بـ"حُكم سوريا الجديد"، وهذا ما يفتح الباب أمام إمكانية لجوئها إلى هناك مُجدداً.   لكن في الوقت نفسه، فإن "حزب الله"، وإن أراد "ضبط" حماس في لبنان، فإنه يتوجب عليه أولاً ضبط نفوذها العسكري، وهذا الأمر واردٌ بدرجة كبرى أكثر من أي وقتٍ مضى لأسباب عديدة أبرزها عدم قدرة الحزب الآن على استفزاز الداخل اللبناني بعدما خسر سنده الأكبر وهو النظام السوري، وأيضاً بعد الخسائر العسكرية التي مُني بها إبان حربه الأخيرة مع إسرائيل.   لهذا السبب، فإن "حزب الله"، وإثر قرار وقف إطلاق النار في لبنان، بات ملزماً، وفق المرجع، بمنع أي تحركات قتالية لـ"حماس" أو غيرها ضمن منطقة جنوب الليطاني، لأن هذا الأمر سيعرض بيئته من جديد لخطرٍ كبير، وهذا ما لا يستطيع الحزب تحمّله خلال المرحلة المقبلة وتحديداً بعد الخسائر الجمّة، عسكرياً واستراتيجياً.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

هل كانت أسلحة الجيش السوري خطرا حقيقيا على إسرائيل؟

ما أن سقط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد حتى سارعت الطائرات الإسرائيلية في تنفيذ غارات على طائرات وسفنا حربية وقواعد عسكرية وأنظمة دفاع جوي وصواريخ أرض أرض في مناطق واسعة من جغرافيا سوريا.

وفي غضون 48 ساعة، قال الجيش الإسرائيلي إن "طائراته شنت قرابة 500 غارة استهدفت أكثر من 130 هدفا، وأنه قضى على قرابة 85% مما وصفها بالقدرات الاستراتيجية للجيش السوري".

وبمراجعة الترسانة العسكرية لنظام الأسد، فقد كان الجيش السوري يعتمد على أسلحة روسية تعود في معظمها إلى ستينيات القرن الماضي، بينما دخلت أحدثها الخدمة في الثمانينيات مثل طائرات (ميغ 29 وسوخوي 24 وسوخوي 22 وميغ 25 وميغ 21)، إضافة إلى مئات المروحيات الروسية.

كما كان الجيش السوري يمتلك أنظمة دفاع جوي روسية من طراز (إس 200) إضافة لمنظمة (بانتسير-إس1) متوسطة المدى، بالإضافة إلى صواريخ أرض أرض روسية من طراز (سكود-س) يصل مداها إلى أكثر من 300 كيلو متر، وصواريخ (سكود-د) يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلومتر.

وكذلك يمتلك الجيش آلاف الدبابات من نوع (تي-90، وتي-72، وتي-64، وتي-55) الروسية، في حين يضم أسطوله البحري غواصتين من طراز أمور الروسية، وفرقاطتين من طراز بيتيا، إضافة إلى 16 زورق صواريخ روسيا من طراز أوسا و5 كاسحات ألغام روسية من طراز ييفينغنيا و6 زوارق صواريخ تير إيرانية.

إعلان

وفي حين يقول مسؤولون إسرائيليون وخبراء عسكريون إن تل أبيب نفذت واحدة من أكبر العمليات الهجومية في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي، لمنع وصول الأسلحة الاستراتيجية إلى قوات المعارضة السورية، يقلل آخرون من جدوى العملية وينظرون لها باعتبارها عملية استعراض سياسي ينفذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدين أن معظم الأسلحة المستهدفة تعود إلى ستينات القرن الماضي ولا تشكل أي تهديد حقيقي لإسرائيل.

استراتيجية واضحة

"لا يمكن حصر الأسلحة التي دمرتها إسرائيل في غاراتها المتواصلة على سوريا، لكنها دمرت أعداد كبيرة من مستودعات الأسلحة والصواريخ، كما دمرت معظم قطع الأسطول البحري وجميع مقرات القوات البحرية"، هكذا علق المحلل العسكري خالد المطلق على ما يجري، مشيرا إلى أن الضربات الإسرائيلية لم تستهدف مخازن الأسلحة الكيميائية.

وأضاف المطلق وعقيد ركن سابق في الجيش السوري في حديث للجزيرة نت أن الغارات الإسرائيلية دمرت مقرات اللواء 155 في ريف دمشق وبطاريات الدفاع الجوي (بانتسير-إس) وهي أحدث منظومة دفاع جوي وصلت لسوريا، إضافة إلى مراكز البحوث العلمية ومصانع السلاح في بلدة جمرايا بريف دمشق وحي برزة في العاصمة دمشق وبلدة مصياف في ريف حماة.

وأكد أن معظم أسلحة الجيش السوري بما فيها الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي قديمة للغاية ومتهالك ولا تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيلي، لكن القصف استهدف الأسلحة الاستراتيجية مثل صواريخ الأرض أرض في القطيفة بريف دمشق وفوج الدفاع الجوي الذي يضم صواريخ (بانتسير-إس)، إضافة لكمية كبيرة من الصواريخ والأسلحة الإيرانية المخزنة في مخازن الجيش السوري في جبل المانع ومصياف وحمص والمطارات العسكرية، وقد تم تدمير هذه الأسلحة بشكل كامل.

وشدد المطلق على أن الغارات الإسرائيلية تؤكد وجود استراتيجية واضحة لتدمير أسلحة الجيش السوري وليس استعراض للقوة كما يرى البعض، وذلك في ظل عدم ثقة إسرائيل في حكام سوريا الجدد بحكم أنهم ينتمون لتنظيمات إسلامية، على حد وصفه.

إعلان

وحول قدرة الحكومة السورية القادمة على إعادة بناء جيش وطني وتسليحه بشكل جيد، قال إن "هذا الأمر سيخضع للاتفاقيات الدولية وعقيدة الجيش الجديد، خصوصا وأن سوريا على حدود إسرائيل التي لن تسمح هي والدول الغربية الداعمة لها بتعزيز الجيش السوري أو تسليحه بأسلحة متطورة"، متوقعا أن يكون لسوريا جيش صغير يعمل كحرس حدود لا يتجاوز عدد جنوده 50 ألف جندي على غرار الجيش اللبناني.

استهداف دقيق

من جانبه، أوضح العقيد السابق في الجيش السوري هشام المصطفى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت مئات الغارات الدقيقة واستهدفت قرابة 40 موقعا عسكريا، ودمرت مخازن الأسلحة وخاصة الصواريخ البعيدة ومتوسطة المدى ومنظومات الدفاع الجوي ومراكز الأبحاث العلمية والمطارات العسكرية، وخاصة في درعا والقنيطرة ودمشق (جنوب) وحمص وحماة (وسط) واللاذقية وطرطوس غرب سوريا، بالإضافة لمواقع محدودة في شمال شرق سوريا مثل الحسكة ودير الزور.

وقال المصطفى وهي قيادي في "الهيئة الوطنية السورية" في حديث للجزيرة نت إنه "لا يمكن أن نؤكد أن القصف الإسرائيلي استهدف الأسلحة الكيميائية لكنه دمر بشكل كامل معامل ومصانع أسلحة في حلب وحماة والتي كان ينتج بعضها الصواريخ والأسلحة الكيميائية".

وردا على سؤال إذا كانت الأسلحة المستهدفة تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل، أكد المصطفى أن صواريخ أرض أرض روسية الصنع من طراز (سكود-س) التي يصل مداها إلى أكثر من 300 كيلو متر، وصواريخ (سكود-د) التي يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلومتر، يشكل تهديدا حقيقا لإسرائيل.

وشدد على أن القصف الإسرائيلي العنيف والذي بدأ فور سقوط نظام الأسد مباشرة، يؤكد أن إسرائيل لا ترغب في أن تصل صواريخ سكود البعيدة ومتوسطة المدى إلى يد المعارضة السورية، كما لا ترغب في وجود معامل ومصانع تمكن المعارضة من صناعة صواريخ جديدة أو تطوير أسلحة جديدة بقدرات عالية.

إعلان

وإذا أضفنا السيطرة والتوغل داخل المنطقة العازلة ومناطق في جنوب سوريا، فهذا يؤكد أن إسرائيل لديها مطامع في الأرض السورية كما يؤكد المصطفى، لافتا إلى أن إسرائيل كانت مرتاحة بشكل كامل من وجود نظام الأسد وهي تخشى من أي سلطة قادمة في سوريا.

وأردف قائلا "الضربات الإسرائيلية تجمع بين مخاوف تل أبيب، بالإضافة إلى رغبتها في توجيه رسائل للحكومة السورية القادمة بأننا موجودون وقادرون على تدمير أي سلاح قد يشكل خطرا علينا، وأعتقد أنه سيكون هناك جولات بين الحكومة السورية القادمة وإسرائيل في مجلس الأمن للمطالبة بوقف هذه الهجمات وإعادة الجولان المحتل والمناطق المحتلة أخيرا".

وشدد على أن الحكومة القادمة في سوريا تستطيع تطوير منظومة الأسلحة وإعادة بناء جيش وطني سواء عن طريق شراء أسلحة جديدة أو عبر صناعة أسلحة معينة، وخاصة أن الثورة السورية نجحت في صناعة طائرات شاهين المسيرة، وهذا لن تستطيع إسرائيل منعه في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • المستقبل الذي يراد للمنطقة انطلاقا من سوريا
  • لبنان يشكّل لجنة طوارىء لمتابعة مصير المفقودين والمخفيين بسجون سوريا
  • لماذا كانت إسرائيل جاهزة للحدث السوري؟
  • سوليفان يكشف عن وضع حماس بعد أحداث سوريا ولبنان
  • كاتب صحفي: 7 أكتوبر كانت نقطة انطلاق لأجندات إسرائيلية مجهزة للشرق الأوسط
  • أميركيّ حاول جاهداً الإنضمام لـحزب الله.. تقرير يكشف انتقاله إلى لبنان لتحقيق هدفه
  • هل كانت أسلحة الجيش السوري خطرا حقيقيا على إسرائيل؟
  • ما الذي يجري في سوريا؟!
  • عزت الرشق: نبارك للشعب السوري حريته بعد عذاب وصبر