علي جمعة: ذكر الله يلين القلوب القاسية ويمنح الطمأنينة ويقاوم البلاء الداخلي
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ربنا سبحانه وتعالى يبين لنا الخطة الرشيدة التي يجب أن يتعامل بها البشر إذا ما نزل بلاءٌ، حيث قال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الفطرة الإنسانية السليمة تتوجه إلى الله تعالى، حيث تحيي في النفس معنى جليلًا، وهو معنى "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فيلتجئ الإنسان إلى الله، وينسى ما يُشرك.
لكن ليس البشر سواء؛ فهذا حال غالبية الناس الذين لم تُعكر فطرتهم، ولم تُغبَّش أحوالهم، ولم يُقطع عليهم الطريق.
غير أن هناك طائفة من البشر قد قُطع عليهم الطريق وغُبِّشت قلوبهم وأحوالهم مع الله سبحانه وتعالى. وقطع الطريق يكون أولًا بهوى النفس الأمارة بالسوء، ويكون ثانيًا بالشيطان، وثالثًا بحب الدنيا الذي استقر في القلب وأخذ ينكت فيه نُكَتًا حتى صار قلبًا أسود.
فالمعوقات والمشوشات والمغبِّشات على النفس في طريقها إلى الله سبحانه وتعالى كثيرة. قال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}، فلو توافق ذلك مع {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} لعفا الله عنهم وسامحهم فيما كانوا قد أشركوا من قبل.
ولكن بعض الناس تعوقهم العوائق. فما تلك العوائق؟
• العائق الأول: قسوة القلب
فقسوة القلب عائق كبير يمنع الإنسان من السير إلى الله سبحانه وتعالى.
• العائق الثاني: مصدر قسوة القلب
تأتي قسوة القلب من:
1. النفس الأمارة بالسوء.
2. الهوى.
3. حب الدنيا الذي يسيطر على القلب حتى يصبح أسود من الداخل.
أما العائق الخارجي فهو الشيطان الذي يوسوس للإنسان ويزين له الأعمال السيئة، ويضع العقبات في طريقه نحو الله للتغبيش والتشويش. قال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
إذن، هناك عنصران:
• داخلي: قسوة القلب.
• خارجي: وسوسة الشيطان.
كيفية التغلب على قسوة القلب والشيطان: الإنسان العاقل ينبغي أن يربي نفسه ويقاوم قسوة القلب .
قسوة القلب تنتهي بالذكر، فيلين القلب بذكر الله.
الشيطان يبتعد بالذكر، فهو وسواس خناس، كلما سمع ذكر الله أو الأذان ذهب بعيدًا. قال تعالى: {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا}.
فالتذكر والذكر يدفعان الشيطان ويعيدان الإنسان إلى الطريق الصحيح.
قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}، وقال أيضًا: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. فالطمأنينة ضد القسوة، كما قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}.
فذكر الله يلين القلوب القاسية ويمنح الطمأنينة، ويقاوم البلاء الداخلي (قسوة القلب) والخارجي (وسوسة الشيطان).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة ذكر الله فضل ذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب المزيد سبحانه وتعالى قسوة القلب قال تعالى إلى الله
إقرأ أيضاً:
كيف تعود طفلك على الصلاة
الصلاة ركن من أركان الإسلام، وأغلب الأسرة تبحث عن وسيلة لتعويد طفلها على الصلاة ومن أجمل وأغلى ما يمكن ان تقديمه لطفلك هوه التعود علي الصلاه ، لأنها تعزز بداخله حب الله والمحافظة على الصلوات، وتبدأ مرحلة تعويد الطفل على الصلاة بين سن السادسة والسابعة، مع تعليمه وترك الحرية له للصلاة وقتما يشاء، لأنه غير ملزم بها حتى سن العاشرة.
من فوائد الصلاة والسلام على النبي: اسمك يُعرض على رسول الله بيان فضل محبة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلاممتى يمكنك البدء مع طفلك ؟ إن تعليم الطفل على الصلاة مع عدم الإلحاح عليه فيها يبدأ ما بين السادسة والسابعة، مع تعليمه وترك الحرية له يصلي وقت شاء ذلك فمازال إليه فرصة للتدريب وحب الصلاة حتى سن العاشرة، لأن إجبار الطفل لن يفيد، أما الترغيب هو أفضل الأساليب المتبعة في تربية الأطفال . طرق سهلة ومفيدة في تعويد طفلك على الصلاة.
إعتاد على الصلاة أمامه، فالأطفال يقلدون الكبار، فسيبدأ من تلقاء نفسه بإتباع نفس الحركات التي تقومين بها في الصلاة. إحرص على أن يعتاد طفلك منذ الخامسة أو الرابعة على أن يحضر صلاة الجمعة مع والده، وأن يشهد ويشارك في صلاة العيدين. حدث طفلك دوما عن حب الله، وكيف يحب سبحانه وتعالى من يصلي له ويشكره. قوم بتحفيظ الطفل آيات قرآنية بسيطة، ومن الأفضل التأكيد على ما تم حفظه في السنوات الأولى في المدرسة ليكون سهلا عليه متابعة الصلاة بها.
قول له هيا بنا نذهب لنلقى الله، واعلميه أن الله سبحانه وتعالى يرانا ونحن واقفون أمامه للصلاة، ويسعد بنا أمام ملائكته. قوم بتعريف الطفل بالأنبياء، من خلال القصص والحكايات البسيطة السلسة، وحببيه في الدين، فهذا السن خير سن للتعلم وتحقيق ثبات المعلومات. أهم نقطة في الموضوع أن لا تجبريه أبدا على الصلاة وكون صبور جدا فتعويد طفلك على الصلاة أكبر، وأعظم إنجاز لك.