الأمثال الشعبية في حياتنا تعكس تجارب حياتية سابقة، إذ تستخدم للتعبير عن المواقف بطريقة مختصرة، وتحمل في طياتها معاني عميقة، ومن بينها مثل «في ستين داهية»، الذي يُعبر عن رد فعل قاسي وعنيف ناتج عن الغدر؛ ولكن الكثير منا لا يعرف أن وراء هذا المثل قصة كبيرة.

المثل الشعبي «في ستين داهية» مستمد من قصة انتقام قيس بن مكشوم من قبيلة همدان، وفقًا لقصة وردت ضمن كتاب «قصص الأمثال».

أصل مثل «في ستين داهية».. مذا حدث؟

تعود بداية القصة إلى ما قبل الإسلام، حيث كانت الحروب مشتعلة بين قبيلتي «مذحج» و«همدان» في اليمن، الأولى كانت دائمًا تظفر بالمعارك بفضل شجاعتها ودهاء مشايخها، مما جعل الأخيرة تشعر بالهزيمة المستمرة، لكن سرعان ما فكرت «همدان» في خطة مكر وخداع للقضاء على تلك الهيبة، فاستعانت بالفرس لتنفيذ خطتها.

كان الهدف أن تستدرج مشايخ قبيلة «مذحج» الذين كانوا معروفين بذكائهم إلى حوار غير مسلح، وعندما استجاب ستون من كبار مشايخهم لهذه الدعوة، وقعوا في فخ «همدان» بدعم من الفرس، وعندما حانت اللحظة، غدر بهم الهمدانيون وقتلوهم جميعًا، مما أدى إلى تفرق قبيلة «مذحج» وتدمير قوتها، وكان من بين هؤلاء المشايخ الفارس الشجاع «قيس بن مكشوم».

بعد هذه الحادثة، قرر «قيس» الانتقام لأقاربه وأبناء قبيلته، وحينما سمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حضر إلى المدينة وأعلن إسلامه، ثم عاد إلى اليمن، لكن بمجرد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اندلعت الردة في العديد من القبائل اليمنية، فأرسل الخليفة «أبو بكر الصديق» رضي الله عنه، قيس بن مكشوم لمحاربة المرتدين.

قصة غدر وانتقام

كان لقيس هدف آخر، فإصراره على الانتقام لقبيلته كان أكبر من أي شيء آخر، وقام بثورة عنيفة ضد «همدان» والفرس، بعد أن اغتالوا مشايخ قبيلته غدرًا، انتشرت القتلى بسرعة، وبدأت جثث الهمدانيين تتناثر على الأرض، كانت الغضبة كبيرة، فحاصر قيس قصر فيروز الديلمي الفارسي في صنعاء، وأصبحت أبواب صنعاء مركزًا للاشتباك مع أي فرد ينتمي إلى قبيلة «همدان» أو الفرس.

عندما زاد عدد القتلى وبدأ الخراب يعم، تدخل كبار القوم للوساطة بين «قيس» و«همدان»، إذ حاولوا أن يوقفوا المذبحة، وبينما كانوا يقنعونه بالعدول عن انتقامه، قال لهم قيس ببساطة: «في ستين داهية»، والمعنى أن كل من قتلوا وماتوا وكل هذا الخراب مقابل موت ستين داهية من دواهي قبيلته لتعبر عن حقده ومرارة الخيانة التي تعرض لها، وأهمية الثأر لشهداء قبيلته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: في ستين داهية أصل المثل المثل الشعبي قصة فی ستین داهیة

إقرأ أيضاً:

الحشد الشعبي: ما حدث في سوريا "درس مهم للمنطقة"

قال رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض، الجمعة، إن العراق يتحسب لأي تحديات تهدد مكاسب النصر على الإرهاب، مشيرا إلى أن ما حدث في سوريا "يمثل درسا مهما للمنطقة". 

وأضاف الفياض خلال كلمة ألقاها في الملتقى الأمني لشيوخ ووجهاء محافظة الأنبار، أن "نزع سلاح الدولة السورية وإبقاء جماعات مسلحة فقط يشكل تهديدا خطيرا".

وأكد أن العراق لم يتدخل في الشؤون السورية أو أي دولة أخرى، مشددا على أن هذا النهج يمثل سياسة ثابتة للحكومة العراقية.

وأشار الفياض إلى أن احتلال هضبة الجولان من قبل إسرائيل مجددا في ظل غياب جيش سوري قوي، يعكس الوضع الصعب الذي تعانيه سوريا.

وأضاف أن أهالي الأنبار يدركون تماما معاناة حقبة تنظيم "داعش" وما خلفته من أزمات.

وقال الفياض إن القوات الأمنية العراقية أصبحت في وضع أفضل بكثير مقارنة بما كانت عليه في عام 2014، مشيرا إلى أن الحشد الشعبي "بات قوة وطنية كبيرة تمثل كل العراقيين وتتصدى لأي تهديدات تواجه البلاد".

وأضاف :"علينا الاستعداد وأخذ العبر مما حصل في دول الجوار وما حصل في العراق عام 2014".

 

مقالات مشابهة

  • الحشد الشعبي: ما حدث في سوريا "درس مهم للمنطقة"
  • وقفة نسائية تضامنية في همدان مع غزة
  • وساط قبيلة تنهي قضية قتل بين ال الزريقي من مناخة وآل عامر من أرحب بصنعاء
  • "قدوتي وأتمنى ترجع تمثل".. نشوى مصطفى تتحدث عن عبلة كامل
  • احذر الآلام المتكررة في أذن طفلك.. ترجع لأسباب عدة
  • سلة الحشد الشعبي تعود من الحلة بفوز ثمين
  • خبير استراتيجي: 7 أكتوبر كانت نقطة انطلاق لأجندات إسرائيلية مجهزة للشرق الأوسط
  • كاتب صحفي: 7 أكتوبر كانت نقطة انطلاق لأجندات إسرائيلية مجهزة للشرق الأوسط
  • صنعاء.. وقفة مسلحة لقبائل همدان تضامناً مع الشعب الفلسطيني