قصة المثل الشعبي «في ستين داهية».. ترجع لانتقام قيس بن مكشوم من قبيلة همدان
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
الأمثال الشعبية في حياتنا تعكس تجارب حياتية سابقة، إذ تستخدم للتعبير عن المواقف بطريقة مختصرة، وتحمل في طياتها معاني عميقة، ومن بينها مثل «في ستين داهية»، الذي يُعبر عن رد فعل قاسي وعنيف ناتج عن الغدر؛ ولكن الكثير منا لا يعرف أن وراء هذا المثل قصة كبيرة.
المثل الشعبي «في ستين داهية» مستمد من قصة انتقام قيس بن مكشوم من قبيلة همدان، وفقًا لقصة وردت ضمن كتاب «قصص الأمثال».
تعود بداية القصة إلى ما قبل الإسلام، حيث كانت الحروب مشتعلة بين قبيلتي «مذحج» و«همدان» في اليمن، الأولى كانت دائمًا تظفر بالمعارك بفضل شجاعتها ودهاء مشايخها، مما جعل الأخيرة تشعر بالهزيمة المستمرة، لكن سرعان ما فكرت «همدان» في خطة مكر وخداع للقضاء على تلك الهيبة، فاستعانت بالفرس لتنفيذ خطتها.
كان الهدف أن تستدرج مشايخ قبيلة «مذحج» الذين كانوا معروفين بذكائهم إلى حوار غير مسلح، وعندما استجاب ستون من كبار مشايخهم لهذه الدعوة، وقعوا في فخ «همدان» بدعم من الفرس، وعندما حانت اللحظة، غدر بهم الهمدانيون وقتلوهم جميعًا، مما أدى إلى تفرق قبيلة «مذحج» وتدمير قوتها، وكان من بين هؤلاء المشايخ الفارس الشجاع «قيس بن مكشوم».
بعد هذه الحادثة، قرر «قيس» الانتقام لأقاربه وأبناء قبيلته، وحينما سمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حضر إلى المدينة وأعلن إسلامه، ثم عاد إلى اليمن، لكن بمجرد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اندلعت الردة في العديد من القبائل اليمنية، فأرسل الخليفة «أبو بكر الصديق» رضي الله عنه، قيس بن مكشوم لمحاربة المرتدين.
قصة غدر وانتقامكان لقيس هدف آخر، فإصراره على الانتقام لقبيلته كان أكبر من أي شيء آخر، وقام بثورة عنيفة ضد «همدان» والفرس، بعد أن اغتالوا مشايخ قبيلته غدرًا، انتشرت القتلى بسرعة، وبدأت جثث الهمدانيين تتناثر على الأرض، كانت الغضبة كبيرة، فحاصر قيس قصر فيروز الديلمي الفارسي في صنعاء، وأصبحت أبواب صنعاء مركزًا للاشتباك مع أي فرد ينتمي إلى قبيلة «همدان» أو الفرس.
عندما زاد عدد القتلى وبدأ الخراب يعم، تدخل كبار القوم للوساطة بين «قيس» و«همدان»، إذ حاولوا أن يوقفوا المذبحة، وبينما كانوا يقنعونه بالعدول عن انتقامه، قال لهم قيس ببساطة: «في ستين داهية»، والمعنى أن كل من قتلوا وماتوا وكل هذا الخراب مقابل موت ستين داهية من دواهي قبيلته لتعبر عن حقده ومرارة الخيانة التي تعرض لها، وأهمية الثأر لشهداء قبيلته.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: في ستين داهية أصل المثل المثل الشعبي قصة فی ستین داهیة
إقرأ أيضاً:
مجزرة حي وسوق فروة الشعبي.. شاهد آخر على الوحشية الأمريكية
الثورة نت/ ماهر الخولاني
مدنيون نساء وأطفال.. ومنازل وأحياء مكتظة بالسكان، وأسواق شعبية، ومحلات تجارية، ومقابر، ومنشآت وأعيان مدنية، هذا هو بنك أهداف العدو الأمريكي منذ بدء عدوانه الهمجي على الشعب اليمني الذي أقدم مساء أمس الأحد على استهداف حي وسوق فروة المكتظ بالسكان في أمانة العاصمة.
بينما كان سكان حي فروة الشعبي في مديرية شعوب آمنين في منازلهم، والحركة التجارية ما تزال مستمرة في الحي والسوق، إذا بهم تحت الأنقاض بين شهيد وجريح ومكلوم على إثر عدوان أمريكي سافر استهدفهم بكل وحشية.
أشلاء متناثرة ومتفحمة، دماء الشهداء والجرحى في كل مكان بما في ذلك سقوف المحلات، مواطنون تحت الأنقاض، دمار هائل في المنازل والممتلكات من محال تجارية وسيارات وغيرها، رعب في نفوس الأطفال والنساء، ناجون يبحثون عن أقربائهم وأحبائهم، في مشهد مروع وجريمة غير مبررة في حي وسوق شعبي مكتظ بالسكان.
أكثر من 12 شهيداً و34 جريحاً حالة بعضهم حرجة بينهم نساء وأطفال وشيوخ ما زالوا في غرف العناية المركزة حتى الآن، هي حصيلة المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الأمريكي النازي على حي وسوق فروة.
جريمة لا يمكن وصفها ومشاهد تدمي القلوب وتكشف بجلاء أكثر حجم الإجرام الأمريكي الفاشي المستمر ضد الشعب اليمني، وتعكس حالة الفشل التي وصل إليها باستهدافه للأحياء السكنية والأسواق الشعبية والمنشآت والأعيان المدنية الخدمية ليراكم بذلك رصيده الإجرامي في اليمن.
طفل ذهب ليشتري الخبز لأسرته من أحد الأفران في سوق فروة، فحوله القصف إلى أشلاء، وآخر ذهب لشراء بعض حاجيات أسرته من محل مجاور لمنزله، غير أن أهله لم يعثروا على شيء منه سوى بعض أعضائه المتفحمة.
استهداف متعمد للمدنيين
يعلم الجميع أن حي وسوق فروة من أكثر الأماكن ازدحاماً وكثافة سكانية، والحركة فيه لا تتوقف حتى ساعات الليل الأخيرة، فهو امتداد لأحياء وأسواق صنعاء القديمة، ويضم مبان قديمة، لكن الغارات الأمريكية الإجرامية لا تفرق بين الأحياء السكنية والأهداف العسكرية لأن الهدف منها هو قتل أكبر عدد من اليمنيين.
تؤكد هذه الجرائم تعمد العدو الأمريكي الواضح استهداف المدنيين بشكل مباشر دون مراعاة لأي حرمات أو قوانين أو معاهدات أو مبادئ إنسانية.
عمل جبان أقدمت عليه أمريكا، كما تفعل ربيبتها إسرائيل في غزة، فبعد عجزها عن مواجهة القوات المسلحة اليمنية، لجأت إلى قتل المدنيين، في دليل آخر على تجردها من كل القيم والمبادئ الإنسانية.
وهم أمريكي
ثمة وهم تعيشه الإدارة الأمريكية بأن تصعيد العمليات العسكرية ضد اليمن وشعبه سيكسر إرادة اليمنيين ويثنيهم عن نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني، لكن العدو لا يعي ولا يدرك بأن الشعب اليمني لن تثنيه أن قوة في العالم عن موقفه المبدئي في نصرة إخوانه الفلسطينيين.
تخبط أمريكي واضح قاده لارتكاب المجازر والجرائم المروعة بحق المدنيين، من أجل تخويف وإرهاب الشعب اليمني الذي تكسرت وما تزال كل أدوات القتل والإرهاب والإجرام أمام صموده وعزيمته وبسالته.
صرخات تحدي
ورغم المأساة التي عاشها أهالي حي وسوق فروة نتيجة القصف الأمريكي الوحشي، سمع العالم أجمع صرخات الضحايا من تحت الأنقاض وهم يلملمون جراحهم تتحدى العدو الأمريكي والصهيوني، وتؤكد أن الجرائم الصهيوأمريكية لن تزيدهم إلا قوة وعزم وإصرار لمواجهة هذا العدو النازي.
وفيما كانت دماؤهم تسيل، أكد أهالي حي فروة أن آلة القتل الأمريكية لن تخيفهم أو ترعبهم، وصرخوا فداءً لغزة واليمن بأروحهم ودمائهم، وأن دماءهم ليست أغلى من دماء أهل غزة الأبطال، وأنهم مع غزة حتى زوال الكيان الغاصب وتحقق الفتح الموعود.
كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن العدو الأمريكي يغرق اليوم في بحر الصمود الأسطوري للشعب اليمني كما غرق المعتدون الذين سبقوه على مر التاريخ القديم والحديث، فهاهم أطفال اليمن وغزة، ينامون تحت القصف ويستهدفهم العدوان نفسه، ليقتل أحلامهم، ويزرع الموت حيثما امتد ظل العدو الذي سيزول لا محالة.
إرهاب أمريكي
وأمام هذا المشهد المتكرر تمضي أم الإرهاب أمريكا في حربها الإجرامية ضد الشعب اليمني كأنما الحرب أصبحت عملاً روتينياً في بلد لم تعد تحصى فيه الندوب، ضاربة بكل القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط أمام مرأى ومسمع من العالم الذي يقابل ذلك بالصمت، في تواطؤ واضح غدت معه حقوق الإنسان خطاباً فارغاً يتلوه القتلة والمجرمون بعد الانتهاء من مجازرهم.
ما حدث في حي وسوق فروة ليس مجرد جريمة، بل هو إرهاب دولة يزداد معه وضوحاً الوجه الحقيقي للعدو الأمريكي الذي اختار أن يحول سوقاً شعبياً إلى ساحة من الضحايا المدنيين.
مجزرة حي وسوق فروة، قصة جديدة تضاف إلى سابقاتها تحكي حجم الاجرام والوحشية الأمريكية، ودليل يضاف إلى سجل مفتوح من جرائم العدوان الأمريكي الأرعن، وتكشف مجدداً فصلاً أكثر دمويةً وإجراماً، وما جرائمه بحق المدنيين، إلا اعترافاً بالفشل.
أصوات نشاز تبرر الجرم
وفي خضم هذا الإجرام الأمريكي الذي يدينه أي شخص يحمل ذرة من الإنسانية والضمير الحي، من المؤسف أن نرى البعض يشذّون عن الموقف السوي، ويحملهم الحقد إلى مباركة القصف الأمريكي على بلدهم، بعد أن باعوا ضمائرهم بالمال المدنس.
وفي الوقت الذي يتضامن فيه أحرار العالم مع الشعب اليمني، ويثنون على موقف اليمنيين في نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني، يخرج البعض من المرتزقة ليبرروا للعدو الأمريكي والإسرائيلي هذه المجازر المروعة وبكل سذاجة وتفاهة.
يبررون الإجرام الأمريكي الصهيوني، ويدعون إلى استمراره بعد أن أصبحوا أدوات رخيصة وأبواق لتشجيع استهداف المدنيين، دفنوا كرامتهم تحت أقدام الداعم والممول، أما العاقل أياً كان مذهبه أو توجهه، فهو من يفرّق بين الخلاف الداخلي، وبين واجب الاصطفاف ضد العدو الخارجي.
سقوط إنساني
الجريمة النازية التي ارتكبها العدو الأمريكي في حي وسوق فروة، ستبقى وصمة عار في جبين من ارتكبها، ومن برر لها، ومن صمت عنها، فهي ليست مجرد ضربة جوية، بل صفعة للضمير الإنساني، وانهيار أخلاقي في عالم يتفرج على دماء تتناثر فوق أرصفة وشوارع الأسواق.
ولن ينسى العالم الحر صرخات الجرحى وهم يهتفون بعبارات الثبات مع غزة في مشهد لا يتكرر إلا في يمن الإيمان والمدد والنصرة، من نذروا أرواحهم ودماءهم وقدموا التضحيات الجسام في سبيل الانتصار للشعب الفلسطيني.