يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من مختار شداد

على كرسيه المتحرك، صعد منصة التخرج ليتم تكريمه بعد أربعة أعوام قضاها في الجامعة، وعلى وجهه ترتسم ابتسامته الجميلة معلنة لحظة النصر والفرح، ترافقه هتافات الحضور جميعًا، فثمة خلف تلك الابتسامة معاناة كبيرة تكبدها بطل قصتنا لهذا اليوم الذي يقف على منصة التكريم حاملًا شهادته الجامعية.

للمعاناة أشكالًا مختلفة، البعض منها مؤقتة أو تبدأ في مراحل متأخرة، وقلة هم الذين يتحدون معاناتهم ويجتازون المرحلة الجامعة، فالإعاقة عند الكثير قد تكون سببًا في عزوفهم عن التعليم، فيما البعض يختار خوض التجربة وينهي الجامعة بمرتبة الشرف، على الرغم من المعاناة التي يتكبدها بشكل يومي.

أن يولد المرء معاقًا ويكمل تعليمه الجامعي بعزيمة وإصرار في بلد مزقه الحرب وتسببت بتشرد الملايين وحرمان آخرين من التعليم توقف، فتلك قصة نجاح ملهمة ومثالًا نادرا على التحدي والإصرار، في مواجهة الفشل والنكسات والعقبات.

“معاناة وحُلم”

“صادق أمين” الشاب الذي تخرج من الجامعة بعزيمة وثبات، لم يستسلم للإعاقة وظروف الحرب وتجاوز كل الصعوبات، واتخذ من الكرسي المتحرك قدمين تحمله في كل مكان.

يسرد “صادق أمين” قصته بابتسامة عريضة خلفها آمال وطموحات كبيرة، ويقول:” إعاقتي بدأت منذ الولادة، ومع مرور الوقت كانت حالتي تسوء أكثر فأكثر، حتى وصلت إلى عمر 13 سنة وما عدت أقدر أمشي نهائيًا، بالتأكيد واجهت الكثير من الصعوبات في مرحلة الدراسة مثلا درست في مدرسة خاصة بالمعاقين إلى الصف الرابع ابتدائي، ثم انتقلت إلى مدرسة حكومية ومدارس خاصة، وهنا الكثير من الصعوبات والعوائق، لكن عديتها، أيضًا الزملاء كانوا متعاونين معي، ومثل ما هناك أناس جيدين هناك أناس سيئين”.

أنهى “صادق” مرحلة المدرسة، لكن حلمه كان أبعد من ذلك، فدراسة الجامعة كانت حلمًا بالنسبة له، ومن يملك حلمًا وأملًا يحقق المستحيل، وهذا ما تميز به “صادق” فاختار تخصص “تقنية معلومات” في جامعة الجند بتعز، وهاهو يبلغ حلمه الذي رسمه قبل أعوام، ضاربًا بكل المعاناة وراء ظهره.

يتابع “صادق أمين” حديثه لـ”يمن مونيتور” قائلًا:” المباني في الجامعات الحكومية والخاصة لا تراعي ذوي الاحتياجات الخاصة من حيث البناء والتنقل داخل المبنى، وذلك بسبب وجود طوابق مختلفة ووجود درج وعدم وجود سلالم كهربائية تراعي ذوي الاحتياجات الخاصة.”

كانت الجامعة التي درس فيها “صادق” مراعية للظروف والحالة الصحية التي يعيشها، حيث عملت الجامعة على جعل كل المحاضرات التي يدرسها في الطابق الأول فقط وذلك في محاولة منها للتخفيف من معاناة “صادق” وإذا حدث أمر طارئ وتم نقل المحاضرة إلى الطوابق العلوية، يضطر زملائه في حمله مع الكرسي المتحرك إلى قاعة التدريس، بحسب حديثه.

“كلمة أخيرة”

نجاح “صادق” واحدة من القصص الملمة في المجتمع اليمني، وحالة نادرة في زمن الحرب وتردي الأوضاع التي تمر به البلاد بشكل عام، ففي الوقت الذي ترك العشرات من الشباب والأطفال بل وحتى المعلمين والأكاديميين مقاعدهم في المدارس والجامعات بسبب الظروف التي يعيشونها، في المقابل هناك من يتكبد معاناة يومية من أجل إنهاء دراسته الجامعية ومن على كرسيه المتحرك.

يوجه “صادق” في كلمته الأخيرة عدة رسائل للشباب ولذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص قائلاً:” متى ما توفرت الثقة بالنفس والإصرار والعزيمة عندها نستطيع أن نتجاوز الصعاب مهما كانت فقط كونوا ايجابيين وأصحاب تحدي”.

ولذوي الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة أقول لهم “نحن جميعًا نستطيع ولم نخلق لنستسلم لمعوقات الحياة، إياكم والشعور باليأس والإحباط مهما كانت الظروف فنحن يا أصدقائي صناع العزيمة”.

في قصة “صادق أمين” الكثير من الدروس والعبر، وهي قصة ملهمة، في أن الإعاقة ليست سببًا أمام مواصلة التعليم وتحقيق الآمال والصعود نحو المعالي، فحتى مع عدم قدرته على الحركة فقد تخرج من الجامعة ومن تخصص ملي بالصعوبات، لكن العزيمة التي امتلكها “صادق” جعلته يتحدى كل شيء حتى الوصول لهدفه ومبتغاه.

ويُقدّر عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، قبل نشوب الحرب بنحو ثلاثة ملايين شخص، وقد أصبح هؤلاء من بين الذين هم بحاجة إلى مساعدة إنسانية أثناء النزاع، وتفاقمت أوضاعهم بفعل تزايد صعوبات الوصول إلى الخدمات، والأضرار التي لحقت بمرافق البنية التحتية، واضطرار البعض منهم للعيش في بيئات نزوح تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة والحماية، وفقا لتقارير إخبارية.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الإعاقة الحرب اليمن شاب يمني قصة نجاح ذوی الاحتیاجات الخاصة

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة دمنهور يفتتح مركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة

افتتح الدكتور إلهامي ترابيس رئيس جامعة دمنهور اليوم، مركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة، بمبنى الخدمات الطلابية والأنشطة بمجمع الأبعادية التعليمي، وذلك بحضور الدكتورة دينا محسن نائب مدير برنامج المنح الدراسية، الدكتور عماد عبد الملك خبير إدارة مشاريع التعليم العالي بمكتب التعليم والشراكات بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، و الدكتور عبد الحميد السيد المدير التنفيذي للمركز، والدكتور أحمد المحص نائب المدير، لفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والإداريين، وعدد من الطلاب ذوي الهمم وأولياء أمورهم.


 

استهل الحفل بالسلام الوطني، أعقبه آيات من الذكر الحكيم

، وفي كلمته رحب رئيس جامعة دمنهور بضيوف الجامعة الكرام، معربا عن خالص سعادته بالشراكة الفعالة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، كونها شريكا استراتيجياً للجامعة، وكذا هيئة الامديست التي تمتلك قدرات بشرية وفنية تساهم في صقل الجوانب المعرفية و المهارية وبناء القدرات لفريق العمل بمركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة.
 

خلال كلمته أعرب "ترابيس" عن بالغ سعادته بافتتاح مركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة دمنهور، مؤكداً أن الجامعة تولي اهتماما كبيرا بذوي الهمم؛ إيماناً بقدراتهم الخاصة و استكمالاً لجهود الدولة المصرية نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، مؤكداً حرص جامعة دمنهور على خلق بيئة داعمة لهم، من خلال استراتيجية واضحة لرعايتهم تستهدف تحقيق الإتاحة و الدمج والتمكين والمشاركة الفعالة، بجانب اكتشاف المواهب ورعايتها، تأكيداً للمشاركة المجتمعية الفعالة، و تفعيلًا لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة وعدم التمييز، ودمجهم بكافة أوجه الحياة الجامعية وتسخير كافة السبل لتقديم الدعم لهم، وحل أية صعوبات أو مشكلات قد تواجههم، و كذا تشجيعهم  على الابتكار والإبداع بما يطور قدراتهم لمواكبة متطلبات سوق العمل، مثمناً كفاحهم وإصرارهم على التفوق وإيمانهم العميق بالله و إرادتهم القوية، مؤكداً أن جامعة دمنهور تزخر بالعديد من النماذج المبدعة من ذوي الهمم في العديد من المجالات.

أضاف "ترابيس" أن افتتاح مركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة اليوم، يأتي تتويجاً لاهتمام جامعة دمنهور بأبنائها ذوي الهمم، من خلال تقديم مجموعة من الخدمات المتنوعة للطلاب وأولياء أمورهم، باعتبار  هذا المركز حلقة وصل بين إدارة الجامعة ومختلف الكليات، موجهاً جزيل الشكر لكل القائمين على إعداد هذا المركز المجهز بأحدث الأجهزة التي تضمن تقديم خدمات متنوعة ومتكاملة للطلاب من ذوى الإعاقات المختلفة.
 

خلال كلمته؛ ثمن رئيس جامعة دمنهور اهتمام القيادة السياسية بذوي الهمم، لافتاً إلى أن مصر بقيادة الرئيس السيسي تعيش العصر الذهبي لذوي الهمم، من خلال الاهتمام غير المسبوق لدعم حقوقهم، وتوفير الإمكانيات لتسهيل حياتهم، كما ثمن أيضا جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برئاسة الدكتور محمد أيمن عاشور لدمج الطلاب ذوي الهمم بالجامعات المصرية، وإطلاق العديد من المبادرات لدمج الطلاب ذوي الهمم، والتي كان آخرها مبادرة "تمكين"، التي أطلقتها الوزارة  بالتعاون مع حملة "مانحي الأمل" العالمية، للتوعية بحقوق وواجبات الطلاب ذوي الهمم داخل الجامعات المصرية، وتوفير فرص متكافئة لهم.

من جانبه أكد الدكتور عبد الحميد السيد المدير التنفيذي لمركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة أن افتتاح هذا المركز يأتي تعزيزاً لجهود الجامعة لدمج أبنائها من ذوي الهمم في الحياة الجامعية، وتلبية كافة احتياجاتهم، وتيسير سبل الإتاحة لهم، و تعظيم الإستفادة مما تقدمه الجامعة من خدمات تعليمية و صحية و اجتماعية، الي جانب انخراطهم بمختلف الأنشطة الطلابية.

خلال الحفل؛ هنأت الدكتورة دينا محسن، أسرة الجامعة بافتتاح المركز اليوم، موجهةً الشكر والتقدير لرئيس الجامعة على التعاون والشراكة الفاعلة ودعمه اللامحدود لإنجاز المركز بسرعة دون أية عقبات، وتوحيد الجهود المبذولة داخل الجامعة للعمل تحت مظلة واحدة، من خلال المركز لتكوين بيئة أكاديمية داعمة للطلاب ذوي الإعاقة وتقديم الاستشارات لهم و لأعضاء هيئة التدريس والعاملين وكل من يتعامل معهم داخل الجامعة،

مثمنةً جهود الجامعة لضمان الوصول المتساوي للتعليم لذوى الإعاقة، مشيرة إلى أن دور الأمديست يتمثل في تقديم التدريب والتوجيه الفني وتوفير الأثاث والمعدات بالتكامل مع دور الجامعة المتمثل في توفير الوصول المادي والموارد البشرية.


 

كما قدم الدكتور عماد عبد الملك الشكر  لرئيس الجامعة و كل من ساهم في إنجاز هذا العمل الدؤوب من أجل مستقبل أفضل للطلاب، متمنياً إنشاء العديد من المراكز في كافة ربوع الدولة المصرية لخدمة الطلاب ذوي الاعاقة، مؤكداً أن إنشاء مراكز خدمات ذوى الإعاقة فى جميع الجامعات الحكومية المصرية يعد جزء من مبادرة التعليم العالي للمنح الدراسية الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و المدعوم من وزارة التعليم العالي منذ عام 2015.


 

شهدت فعاليات الافتتاح عرض فيلم مسجل للسيدة سارة منكارا المستشار الخاص للحقوق الدولية لذوي الإعاقة بوزارة الخارجية الأمريكية، أعربت خلاله عن سعادتها بالتعاون مع جامعة دمنهور متمنية أن يحقق المركز الأهداف التي تم إنشاؤه من أجلها، ووجهت كلمة تحفيزية للطلاب ذوي الإعاقة لحثهم على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من خدمات المركز.


 

اختتم الحفل بإهداء درع الجامعة للدكتورة دينا محسن، عماد عبد الملك، وذلك تقديراً لجهودهم وتعاونهم المثمر لافتتاح المركز، وعقب قص شريط الافتتاح تفقد رئيس الجامعة والوفد المرافق له مركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة، وتم التقاط الصور التذكارية مع الطلاب وأسرهم.

مقالات مشابهة

  • محافظ قنا ورئيس جامعة جنوب الوادي يشاركان في احتفال اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة
  • جامعة حلوان تعلن عن لجان طبية لإعفاء ذوي الإعاقة من التجنيد
  • محافظ شمال سيناء يؤكد على الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة
  • محافظ شمال سيناء: مزيد من التيسيرات والتسهيلات لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة
  • عثمان ميرغني ..مشكلتكم.. ليست الحرب !!…..
  • الجامع الأزهر يناقش دور ذوي الهمم في المجتمع خلال الملتقى الأسبوعي
  • "أحسن صاحب": منصة الإبداع التي تكسر حواجز الإعاقة
  • رئيس جامعة دمنهور يفتتح مركز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة
  • مرصد الأزهر: ذوو الاحتياجات الخاصة في غزة يواجهون معاناة مضاعفة تحت وطأة الحصار
  • خلال 8 سنوات فقط.. قصة نجاح شركة العاصمة التي أبهرت العالم بالقصر الرئاسي