ديمقراطيون السجون والمعتقلات
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اي عالم هذا الذي يستطيع ارسال مركباته الفضائية إلى الكواكب البعيدة بينما لا يفعل شيئا لمقارعة الظلم ؟. ولماذا انفردت بعض حكوماتنا (الديمقراطية) بسجونها وأقبيتها ودهاليزها وطواميرها وأساليبها القمعية في تعذيب المواطنين والتنكيل بهم ؟. هل لأن تلك الأنظمة الظالمة ولدت في أوساط سيئة، فاكتسبت نزعاتها الأجرامية من حاضنات، كنا نرى فيها العداوة ولا نرى اسبابها ؟.
كانت صدمة كبيرة للعراقيين والمصريين والأردنيين والمغاربة عندما شاهدوا مآسي السجون السورية، من دون ان يدركوا ان سجون بلدانهم هي نسخة مطابقة تماما لتلك السجون. وربما اكثر قتامة منها. حيث لا فرق بين صيدنايا السوري وبين سجن (طرة) المصري، وسجن (قارا) المغربي، وسجن (سواقة) أو (قفقفا) الأردني. وسجن (المرناقية) التونسي. .
انت عندما تقرأ اسماء تلك السجون: (طرة – سواقة – قارا – عدرا – قفقفا – مرناقية) تشعر انك تقرأ اسماء لعفاريت وشياطين والعياذ بالله. ولا يخدعنك أسم سجن (قصر النهاية) العراقي فهو لا يقل بشاعة عنها. .
في تلك السجون يستيقظ المواطن من نومه ليجد نفسه في مكان معتم. لا نافذة فيه ولا باب. جدران وأصفاد وصرخات مكتومة تأتيه من بعيد. تحاصره قضبان باردة. يخنقه هواء فاسد. انفاق وسراديب ومتاهات لا يعود منها الإنسان كما كان. حيث تبدأ رحلة الرعب التي لابد ان تنتهي بالهلاك او بفقدان الذاكرة، فالزمن فيها لا قيمة له، أول ما يُسلب منه عقله وتفكيره وإحساسه بالآدمية. لا الليل ليل، ولا النهار نهار. فقط ظلام دامس يغرق في بحار العزلة. .
يُقال ان احد المغيبين بدأ يسمع صوتا يهمس باسمه بلا انقطاع. في البداية ظن انه يتخيل، ولكن مع مرور الوقت اصبح الصوت اقرب ثم أقرب. الصمت أقسى من التعذيب، في الصمت تشعر ان افكارك تخونك. الطعام هناك ليس طعاماً، ولا فرق بين الماء والبول، بعض السجناء رفضوا تناوله. ليس احتجاجا بل لأنهم فقدوا الشعور بانهم أحياء. .
في تلك السجون لا يحتاج المواطن إلى التعذيب الجسدي، فالظلام والجوع والضرب المبرح يكفي لتحويله إلى شخص مجنون. ليست الأسوار هي التي تمنعه من الهروب. انه الخوف من الفرار نحو عالم محذوف من ذاكرته. .
طفل سوري يخرج من عتمة السجن بعد أن ولدته أمه داخل السجن. يلفت الانظار بجماله عند خروجه. أصيب بصدمة خارج الأسوار، فقال لأمه: يلا نرجع الى بيتنا (السجن). يا أمي هنا الهواء كثير. .
في تلك السجون هنالك أماكن تجعلك تتمنى لو ان الموت اتى لإنقاذك. في الليل يسحلونك معصوب العينين لا تسمع سوى صوت السلاسل وسعال المرضى، ثم يأخذونك إلى محجر بحجم القبر لتكتشف انك محتجر مع جثة باردة لسجين سبقك إلى الموت، فتحسده على الخلاص من الدنيا وعذاباتها. .
بعد سجن صيدنايا أضحت السجون العربية كلها محط اهتمام المنظمات الدولية ومتابعاتها. صور صادمة، وشهادات مؤلمة اصابت الكون كله بالخوف والذعر. .
من هنا نأمل ان تتبنى البرلمانات العربية خطة لاستقصاء الممارسات الإنسانية في مجال معاملة السجناء بموجب نظام العدالة الجنائية. .
وتذكروا ان البلاد التي تكثر فيها سيارات امن الدولة وتقل فيها سيارات الإسعاف هي بلاد لا تحترمك حيا أو ميتاً. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات تلک السجون
إقرأ أيضاً:
شاهد بالفيديو.. بروفيسور ومؤرخ سوداني يفجر المفاجأت: البئر التي رمي فيها سيدنا يوسف موجودة بالسودان ووالده سيدنا يعقوب كان يقيم في جبل مرة بدارفور ورحل إلى مصر بعد الواقعة
فجر بروفيسور ومؤرخ سوداني, مفاجأة كبيرة عبر مقطع فيديو تحدث فيه عن وجود السودان, من قديم الزمان وتحديداً من أيام سيدنا يوسف عليه السلام.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد أكد المؤرخ زكريا سيف الدين, أن واقعة رمي سيدنا يوسف من قبل أخوانه حدثت بالسودان.
وذكر أن “الجب” أو البئر التي رمي فيها سيدنا يوسف تقع في منطقة “عين سيرو” باقليم دارفور بغرب السودان.
كما أكد وبحسب ما نقل عنه محرر موقع النيلين, أن سيدنا يعقوب, والد سيدنا يوسف, هاجر من منطقة جبل مرة, بدارفور, إلى مصر بعد واقعة سيدنا يوسف.
ياسين الشيخ _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب