الجزيرة:
2025-01-14@22:51:19 GMT

سياسة إيران تجاه سوريا الجديدة.. ترقب وخطوط حمراء

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

سياسة إيران تجاه سوريا الجديدة.. ترقب وخطوط حمراء

تُلقي العلاقات الإيرانية السورية بظلالها على المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط منذ عقود، وكثيرا ما وُصفت هذه العلاقة بالإستراتيجية، ولكن التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا دفعت إلى إعادة تقييمها، لا سيما في سياق المتغيرات الدولية والإقليمية الأخيرة.

وثمة تساؤلات عن شكل ومستقبل هذه العلاقات على ضوء عدة عوامل حاسمة، أبرزها المواقف المتبادلة تجاه القضايا الأمنية والسياسية في المنطقة، والخطوط الحمراء التي تضعها طهران فيما يتعلق بالملف السوري، ودور إيران في دعم "محور المقاومة"، وكذلك دورها في الاستثمار الاقتصادي داخل سوريا.

إبقاء العلاقة

في الوضع الراهن، يبدو أنه ليس من الصعب التنبؤ بشكل دقيق بمستقبل العلاقات الإيرانية السورية، بحسب أستاذ اقتصاد التنمية في جامعة بيرمنغهام مرتضى أفقه الذي قال للجزيرة نت إن هذه العلاقة سوف تعتمد على مواقف النظام الجديد في سوريا تجاه إسرائيل من جهة، ومع إيران من جهة أخرى، بالنظر إلى تاريخ الصراع العسكري بين إيران وفصائل المعارضة.

لكن الباحث السياسي مهدي عزيزي يرى أن مصير سوريا سياسيا سيقرره الشعب السوري، وستكون هناك حكومة مقبلة على أساس الانتخاب، ومع وجود عملية سياسية ديمقراطية ستتعامل طهران معها بحكمة وعقلانية.

إعلان

ويضيف للجزيرة نت أن الحكومة السورية الجديدة لم تمس بأمن إيران والأمن العام في المنطقة، وطهران تعتبر سوريا جزءا مهما من محور المقاومة.

عزيزي: مع وجود عملية سياسية ديمقراطية في سوريا ستتعامل طهران معها بحكمة وعقلانية (الجزيرة)

واعتبر عزيزي أن مستقبل سوريا لم يتضح حتى الآن، ويعود ذلك برأيه إلى طبيعة تركيبة السكان ووجود خلافات بين الفرق المسلحة، فضلا عن التدخلات الخارجية، والجميع يريد الحفاظ على مصالحه: "لذلك لا أتوقع أي شي حتى تستقر الأمور في سوريا".

وحدد الباحث الإيراني حالة واحدة يمكن أن تمنع طهران من التعامل مع الحكومة السورية الجديدة، وهي إذا اتخذت من إيران عدوا لها أو إذا اتهمت طهران بأنها ما زالت تقف مع نظام الأسد.

أما مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان، فأكد أن بلاده مستعدة للحفاظ على العلاقات الإيجابية مع النظام الجديد بسوريا إذا استعد هو لذلك، مشيرا إلى أنه لم تتضح بعد ملامح هذا النظام وطبيعة القوى التي ستشكله، مما يصعب معرفة طبيعة تطور العلاقات الإيرانية معه.

أصلاني: طهران تعتبر أن تفكك سوريا سيكون على حساب المنطقة بأسرها (الجزيرة)

ومع ذلك، تبقى الصورة الكاملة للنظام السياسي الجديد غير مكتملة، بحسب تصريحات صدقيان للجزير نت، الذي قال فيها إن الجميع ينتظر اتضاح المشهد لاتخاذ قرارات بشأن طبيعة العلاقات المستقبلية.

بدوره، يقول أستاذ العلاقات الدولية والمحلل في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية عباس أصلاني إن عديدا من المسؤولين الإيرانيين العسكريين والسياسيين أعلنوا دعمهم لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، مؤكدا أن طهران تعتبر أن تفكك سوريا أو الدعوة إلى عدم الاستقرار فيها سيكون على حساب المنطقة بأسرها.

إيران وإسرائيل

وفي ما يتعلق بالموقف الإيراني تجاه الهجمات الإسرائيلية على سوريا مؤخرا، قال عزيزي إن إيران دانتها واعتبرتها انتهاكا للسيادة السورية، في حين يقول أصلاني إن طهران دعت إلى حماية الحكم الجديد بسوريا وطالبت المجتمع الدولي والجهات الفاعلة الإقليمية إلى وقف الهجمات الإسرائيلية، التي تراها إيران بمثابة جهود لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار داخل سوريا.

إعلان

واعتبر أصلاني أن طهران تدرك أن "سوريا الضعيفة" هي ما تريده إسرائيل، إذ تخشى تل أبيب من نقل الأسلحة المتقدمة إلى الحكومة السورية الجديدة وتعتبره أمرا خطيرا بالنسبة إليها.

وعن خطوط إيران الحمراء تجاه النظام الجديد في سوريا، حددها عزيزي بانتهاك المقدسات الدينية والشيعية في سوريا، وكذلك المس بأمن المنطقة والإقليم، خاصة العراق.

ملف الاقتصاد

وفي الشأن الاقتصادي، يقول بيمان مولوي أستاذ المحاسبة والاقتصاد المالي ومؤسس معهد مولو الإيراني إن طهران اتجهت إلى الاستثمار في الدول الحليفة لها للحفاظ على قوتها السياسية، وحاولت أن ترسخ هيمنتها "ولكن في الاقتصاد، عندما تتخذ أي خيار، فإنك تخسر الآخر"، وفق رأيه.

وأضاف للجزيرة نت أن إيران تراقب الاتجاهات الاقتصادية لسوريا مع حساب التكلفة والاستثمار فيها، وهي دولة لن ترفض أي استثمار لإعادة إعمارها.

بيمان: إيران تراقب الاتجاهات الاقتصادية لسوريا مع حساب التكلفة والاستثمار فيها (الجزيرة)

وقال مولوي إنه بإمكان سوريا أن تلعب دورا مهما في "حرب الممرات"، وهي الحرب التي ستكون برأيه مهمة في العالم وستكون من أهم ركائز الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في المستقبل، لا سيما مع المخاطر التي تتهدد الممرات في الشرق الأوسط، مما دفع دولا مثل الصين والهند للبحث عن بدائل أقل خطورة، وهنا ستكون سوريا مهمة للجميع (الهند والصين، وأميركا وأوروبا).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی سوریا

إقرأ أيضاً:

لا غزة ولا لبنان الهم صار في طهران

في ذروة التمدد الايراني المثير للمخاوف والقلق في بلدان المنطقة، وفي ذروة تصريحات ومواقف متباهية لمسٶولين إيرانيين بأن إيران في عهد النظام الديني قد تمكنت من الوصول الى البحر المتوسط وهو ما لم يحققه غيرهم على مر التاريخ، في ذلك الوقت حيث كان من المفترض أن يشعر الشعب الايراني بسعادة غامرة من جراء ذلك، فقد انتفض بوجه النظام وردد شعارات معادية ضده وقد كان الشعار الأبرز والاكثر لفتا للنظر هو شعار: "لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران!".
هذا الشعار تحديداً، رسم خطاً فاصلاً ومتقاطعا بين الشعب الايراني والنظام والذي لفت الانتباه أكثر هو إن موقف الشعب من تدخلات النظام في المنطقة كان مشابها لموقف المعارضة الايرانية الرئيسية للنظام"المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" من التدخلات التي يقوم بها في المنطقة، وبطبيعة الحال فإن هذا الموقف الشعبي قد جسد رفضا لنهج وسياسات النظام ولاسيما على المبدأ الذي روج له النظام منذ بداية تأسيسه أي تصدير الثورة، بما يدل إن الشعب الايراني والمعارضة الايرانية يرفضان هذا المبدأ.
غزة ولبنان، إلى جانبهما سوريا، لئن قد جسد قوة النظام وسطوته لكنه لم يكن آخر الطريق بالنسبة له لأن تراجعه يعني وضعه في موقف أقرب ما يكون للعد التنازلي لنهايته، ذلك إنه مثل ذلك الممتطي أسداً ما أن يترجل إلا وقد وجد نفسه بين فكي الأسد! وانحسار الدور والتواجد الايراني في المناطق الثلاثة التي أشرنا إليها مع وجود بوادر ومؤشرات تؤكد أن الدور قادم على العراق واليمن، يضع النظام ليس في موقف محرج أمام شعبه وإنما موقف يمكن وصفه بالمرعب ولاسيما وأن الأعوام الأربعة القادمة هي أكثر الأعوام ضيقا ونكدا منذ تأسيسه وقد تكون فترة صيروته فريسة لأنياب الدهر الذي لا يرحم من عصف به الحال وضاقت به الدنيا.
التحذير النوعي الذي وجهه المرشد الأعلى للنظام لكل من يتحدث عن التأثيرات السلبية لما حدث للنظام في سوريا وفي غزة، ولبنان، لا يبدو أنه كان كافياً لفرض ذلك الحظر الذي يريده خامنئي، حيث أن التصريحات السلبية من جانب المسٶولين في تزايد مستمر أما على الصعيد الشعبي فحدث ولا حرج.
بهروز إثباتي، وهو قائد كبير في الحرس الثوري، كشف في كلمته عن العديد من الجوانب السلبية في أوضاع النظام بعد الذي حصل له في المنطقة أخيراً وبالأخص في سوريا، إذ الى جانب اعترافه "خسرنا بشدة في سوريا" فقد ذكر كلاما مختلفا عن الذي دأب عليه النظام بخصوص سقوط نظام بشار الأسد، فقد أكد أن "الشعب السوري انتفض لإزالة نظام فاسد" والأنكى من ذلك أنه اعتبر أن "روسيا كانت من العوامل الرئيسية في انهيار سوريا والأسد"، لكن الكلام الأهم والأكثر تأكيداً  لضعف النظام الإيراني وتخوفه من مجريات الأمور الحالية الحاصلة جاء في توضيحه أن "أمريكا سترد إذا هاجمنا مواقعها وستضرب عشرات المواقع لنا".
كلام هذا القائد في الحرس الثوري، هو الأقرب للواقع في إيران من غيرها من التصريحات المتماهية في ممارستها للكذب والخداع والقفز على الحقيقة، إذ أنه وبعد أن لم يعد هناك من غزة ولا لبنان، فإن الهم كله صار في طهران.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: يجب محاسبة الإدارة السورية الجديدة من خلال أفعالها
  • إيران تجري محادثات سرية مع موسكو لتعزيز النووي
  • سياسة تونس الخارجية.. تذبذب أم تكيف مع الأوضاع؟
  • إيران تعين «رؤوف شيباني» ممثلاً خاصاً لها في سوريا
  • إيران تطلق سراح ناشطة ألمانية
  • من إيران.. مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن يعرب عن ''قلقه الشديد'' ويعرض على طهران طلبًا واحداً
  • ما علاقة مناورات إيران العسكرية بالتطورات الإقليمية وعودة ترامب؟
  • المبعوث الأممي لليمن ‘‘غروندبرغ’’ يصل إلى إيران
  • تقرير استخباراتي..حزب القوات اللبنانية يهاجم سفير إيران في طهران: جلبتم الدمار والخراب
  • لا غزة ولا لبنان الهم صار في طهران