عمر ابو رصاع يكتب … سوريا يا حبيبتي
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
#سواليف
#سوريا_يا_حبيبتي
كتب الحراكي والمفكر #عمر_أبو_رصاع
يبدو أن العرب من كثرة ما تفاءلوا عند حدوث تغيير ثم أصيبوا بخيبة أمل، قرروا هذه المرة مع سقوط الأسد أن يقلبوا الاسطوانة!
أرى الاغلبية الساحقة متشائمة ويائسة وغير متحمسة، وفي أحسن مستوى “لديهم مخاوف”.
لا أخفيكم أن حالتي عكس ذلك عبر عمري كله! عندما اجتاح صدام الكويت وهلل من هلل وتفاءلوا بتحرير القدس ورؤوا صدام على القمر، كانت رؤيتي ولأسباب ليس هنا مقام سردها أن النتائج ستكون كارثية وصدام لا يمكن أن ينتصر والعراق مقبل على كارثة ومعه الأمة.
عندما ضرب ابن لادن ابراج التجارة وعندما وصل الإخوان للحكم في مصر …..حتى عندما جرت عملية ٧ اكتوبر، كنت غير راضي ولا مقتنع وفي اقل مستوى متخوف جدا من النتائج كما بعد عملية ٧ اكتوبر، وايضا ليس هنا مقام التفصيل والشرح.
هذه المرة أنا على عكس السواد الاعظم، متفائل جدا بسوريا، ولا ادري لماذا لا نلاحظ الإيجابيات المبشرة:
١- وحدة سوريا الشعب والدولة رغم كل التكهنات عن التقسيم والانقسام، فلا حمام دم وقع ولا البلد دخلت حالة فوضى، عكس كل التوقعات.
٢- أقل مستوى ممكن تخيله بعد سقوط الطاغية من أعمال نهب أو تخريب أو انتقام، رغم ما يمكن توقعه على نقيض ذلك.
٣- خطاب قوى الثورة والشرع على رأسها، مدني وحضاري جداً وتطمينات للجميع واحترام لكل المكونات والاتجاهات والحريات الشخصية، على نقيض كل التوقعات والتكهنات بعكس ذلك.
٤- حكومة بدأت عملها فورا ومن اليوم الثاني، بل وبدأ الناس كما تصلنا المعلومات تلمس تحسن في أمور معاشية مهمة، كتوفير الكهرباء والخبز، خلافاً لما هو متوقع.
٥- أجهزة الدولة لم تتفكك، خلافا لما هو متوقع
٦- الكيان يضرب في بلطجة معهودة لا معنى لها ولا جدوى لآليات متهالكة لا تصلح لشيء إلا المتحف، وليس لها أي قيمة استراتيجية في أي صدام محتمل مع الكيان، الكيان مع ذلك يريد أن يعربد ويدعي الانجاز لنفسه في عملية عسكرية بلا قيمة عسكرية، لكن لها قيمة مركزية بالنسبة لنا فسوريا الأم لا يمكن أن تكون إلا ضد الكيان.
٧- سقوط الطاغية المدوي، جاء بطريقة صدمت واخرست الشبيحة، لم يمنحهم أي لطمية مستقبلية على الاطلاق، تبين أنه ارنب فر بالسر لا يعنيه شيء إلا نفسه بهذا المستوى من الأنانية الشخصية، لم يمنحهم موتا يليق بمقاتل، ولله الحمد حتى لا يقرفونا في العشرين سنة القادمة باسطوانة شهيد الأمة والعروبة و…الخ بل فر لصاً جباناً، لم يمنحهم حتى خطاب هزيمة يمسحون به دموعهم.
المجد والخلود والجنة للشهداء، وإن شاء الله التقدم والرفاه والنماء لسوريا الحبيبة، سوريا التي تليق بهذا الشعب الجميل، شعب يستحق الحياة، وعاشت دمشق عاصمة الأمويين عربية حرة أبية، وعاصمة أن شاء الله للإنسانية الحقة ورسالة الحق سبحانه لخير كل الناس. مقالات ذات صلة محاذير برنامج تقسيط ومخاطره على متقاعدي الضمان.! 2024/12/14
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
هل ندرك قيمة تحرير معتقل محكوم بالمؤبد؟!
هل لنا أن ندرك معنى أن يتحرّر معتقل لدى هذا الاحتلال الغاشم وقد حكم عليه بالمؤبد مدى الحياة، أي أنهم يريدون له أن يموت في السجن ثم بعد موته تنقل جثته إلى ثلاجة الموتى أو مقبرة الارقام، حتى أن أهله وشعبه لا يحظون باستلام جثته ودفنها بما يليق بها من مكانة وتكريم لشخص دفع حياته كلها ثمنا لحرية شعبه؟
هل جرّبت مشاعر معتقل لا توجد حدود لنهاية حبسته؟ وهو بالمناسبة لا يقارن بين من هو محكوم عشرين أو خمس وعشرين سنة؛ لأن هذا لحكمه نهاية بينما المؤبد لا نهاية لحبسته إلا أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هناك فينتقل إلى الرفيق الأعلى ويبقى حسرة في قلوب أهله وذويه.
هؤلاء قد قضوا في السجن بغالبيتهم ما يزيد عن عشرين سنة واشتعلت رؤوسهم شيبا، لقد رأيتموهم شيبا ولم تروهم أيام شبابهم، هذا الشيب المنتشر في الرأس كان لعذابات السجن ولبؤس حياة تجعل الولدان شيبا، ثم عوامل التعرية فيه كان لها الأثر البالغ على هذا الانتشار الأبيض
ثم إن هؤلاء قد قضوا في السجن بغالبيتهم ما يزيد عن عشرين سنة واشتعلت رؤوسهم شيبا، لقد رأيتموهم شيبا ولم تروهم أيام شبابهم، هذا الشيب المنتشر في الرأس كان لعذابات السجن ولبؤس حياة تجعل الولدان شيبا، ثم عوامل التعرية فيه كان لها الأثر البالغ على هذا الانتشار الأبيض.
هل ندرك أن أملهم الوحيد هو فقط صفقة تبادل يفتح الله بها عليهم أبواب السجن؟ وهل ندرك أن الوفاء الذي جسّده من أفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار كان بطريقة عظيمة لا مثيل لها في واقع أدار العالم كله ظهره لهم القريب قبل البعيد؟ لقد وعدوهم وانطلقوا من السجن ليعملوا المستحيل، لقد صنعوا طوفانا عظيما من أجل هذه اللحظات العظيمة.
هل ندرك حجم الخيبة والمرارة التي تملّا الصدر والقلب لمعتقل تركه تنظيمه عشرات السنين دون أن يعمل على تحريره، أو أن يحاول المرّة تلو الأخرى ليبعث الأمل ويبدّد مشاعر الألم من الإهمال وعدم القيام بالواجب التنظيمي المطلوب؟
هل ندرك أن هذا النفر العزيز من السنوار والضيف والشيخ صالح ووو.. قد نذروا حياتهم للوصول إلى هذه اللحظة؟ كان بإمكانهم كما فعل الكثيرون أن يركزوا ربابتهم ويسندوا ظهورهم على تاريخهم النضالي ويسيروا مرفوعي الرأس على ما قدّموا وكفى الله المؤمنين القتال، ولكنهم فعلوا العكس وبذلوا كل وقتهم وجهدهم وعصروا أدمغتهم وتفانوا بإراداتهم وعزائمهم..
هؤلاء الذين أدركوا معنى الحريّة ومعنى أن تحرّر أسيرا محكوما بالمؤبد وتنقذه من فم الموت عنوة، هؤلاء قلوبهم من ذهب وقد صنعوا منها مفتاحا ذهبيا لفتح هذه السجون المتوحّش سجّانها.
ليتنا ندرك قيمة هؤلاء الأحرار سواء كان المحرر بكسر الراء أو المحرّر بفتحها. فالحرية لا يعرف قيمتها إلا الأحرار الذين صفت نفوسهم من أية شائبة من شوائب العبودية إلا لله، ولن يدرك قيمة تحرير المؤبد من يرتع في حسابات دنيوية لا تعطي وزنا لقيمة الحريّة التي غابت شمسها عنا طويلا.