موقع 24:
2025-03-18@06:44:04 GMT

هل يسقط النظام العراقي بعد سقوط النظام السوري؟

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

هل يسقط النظام العراقي بعد سقوط النظام السوري؟

لطالما كان تاريخا العراق وسوريا متشابكان بعمق، ويتشكلان من خلال الصراعات المشتركة، والموروثات الاستعمارية، وتحديات الحكم، وتظهر فيهما التعقيدات المحلية والجيوسياسية، مما يشكل مصائر أنظمته.

وفي العقود الأخيرة، شهد كلا البلدين اضطرابات داخلية هزت أسسهما.  ورغم أن العراق لم يشهد تقسيماً واضحاً كما في سوريا، إلا أن نظامه السياسي يتأرجح بشكل خطير على مقربة من مزالق مماثلة.

إن أوجه التشابه بين البلدين لا يمكن إنكارها، ويجب على العراق أن يتعلم دروسا حاسمة من الانهيار المأساوي في سوريا لتجنب مصير مماثل. إن بعض القضايا السياسية والاقتصادية يمكن أن تزعزع استقرار الحكومات الاستبدادية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى انهيارها .
بدأ انزلاق سوريا إلى الفوضى مع احتجاجات الربيع العربي عام 2011، التي أشعلتها المطالبات بالإصلاح السياسي، ووضع حد للفساد، والمزيد من الحرية. وبدلاً من معالجة المظالم المشروعة، رد نظام بشار الأسد بالقمع. وأدى هذا النهج التعسفي إلى تفاقم الانقسامات، التي أدت إلى الحرب الأهلية. ثم تطور هذا الصراع إلى ساحة معركة بالوكالة بين القوى الإقليمية والدولية، وتسبب في خلق أزمة إنسانية، وتفتيت الدولة، وظهور الجماعات المتطرفة. وكان عجز النظام السياسي السوري عن التكيف مع احتياجات الشعب واعتماده على الاستبداد من الأسباب الرئيسة للكارثة.
وفي السياق العراقي نجد تحديات مماثلة حيث يواجه العراق، رغم أنه ليس في حالة حرب أهلية، العديد من نفس القضايا الأساسية التي ابتليت بها سوريا. فالفساد والحوكمة الضعيفة اللذين ابتلي بهما كلا البلدين قوضا ثقة الناس وأديا إلى خيبة الأمل على نطاق واسع.
في سوريا، ركزت المحسوبية لنظام الأسد الثروة في أيدي نخبة صغيرة، في حين كافح العديد من المواطنين مع الفقر والبطالة. كما أعاق العراق، على الرغم من ثروته النفطية الهائلة، الفساد المستشري وسوء الحكم وسوء الإدارة. ووفقًا لمنظمة الشفافية الدولية، يصنف العراق باستمرار من بين أكثر البلدان فسادًا على مستوى العالم، وتسبب ذلك في احتجاجات على سوء الخدمات العامة والفقر.
إن التوترات الطائفية والعرقية التي اتسم بها النظام السياسي العراقي، الذي يعتمد بشكل كبير على المحاصصة الطائفية، جذرت الانقسامات بدلاً من تعزيز الوحدة الوطنية.
وكذلك في سوريا حيث اندلعت الحرب الأهلية بسبب القمع الطويل الأمد لفئات عديدة من المجتمع في ظل نظام بشار الأسد. وتعكس هذه الديناميكية التوترات العرقية والطائفية المستمرة في سوريا والعراق.
إن التدخلات الخارجية جعلت من سوريا ساحة معركة للقوى الدولية والإقليمية، حيث تتنافس دول مثل الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا على النفوذ، وبالمثل يعاني العراق من تدخل خارجي سافر.
فالنفوذ الإيراني من خلال الميليشيات الولائية، والوجود العسكري الأمريكي، والتجاوزات التركية على الحدود العراقية يخلق توازنًا غير مستقر للوضع الداخلي العراقي. وكثيرا ما تؤدي هذه التدخلات إلى تفاقم الانقسامات المحلية وتآكل السيادة الوطنية.

كما شهد العراق وسوريا موجات من السخط الشعبي والاحتجاجات تطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي ووضع حد للفساد.
في عام 2011 تحولت الاحتجاجات والمظاهرات في سوريا إلى حرب أهلية وحشية. وفي العراق، شهدت الاحتجاجات عام 2019 وما بعدها خروج الآلاف إلى الشوارع، مطالبين بإصلاح النظام السياسي ومحاربة الفساد. في حين قدمت الحكومة العراقية بعض التنازلات، مثل إقالة الوزارة وإجراء انتخابات جديدة، إلا أن المشاكل العميقة مازالت دون حل، مما زاد من استياء ونفور المواطنين .
لم يكن سقوط سوريا حتمياً. فقد كان نتاج نظام سياسي رفض الإصلاح، وأساء إدارة التنوع، واستخف بمطالب شعبه. ويخاطر العراق بالسير على نفس المسار إذا استمر في تجاهل الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار.
وعلى الرغم من أن العراق قد لا ينزلق إلى الفوضى التي اجتاحت سوريا، إلا أن البلاد ليست محصنة ضد عدم الاستقرار.
إن استمرار الفساد المنهجي وسوء الحكم والانقسامات الطائفية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاضطرابات.
يتوجب على النخب السياسية في العراق أن تفهم بأن المحاصصة الطائفية والفساد، وكبت الحريات وقمع الأصوات المعارضة وانفلات الميليشيات الولائية سوف لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة. وإذا أرادت تجنب مصير النظام السوري، فعليها التحرك عاجلا لإعادة بناء الثقة، وتعزيز القانون، وتنفيذ الإصلاح السياسي الشامل لبناء نموذج حكم مستقل عن التدخلات الخارجية، مع إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية .
وعلى الزعماء السياسيين أن ينظروا إلى معاناة سوريا باعتبارها تحذيراً، وقد تكون العواقب مدمرة مثل تلك التي شاهدناها عبر الحدود.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد العراق فی سوریا

إقرأ أيضاً:

مبررات الجدل حول زيارة :- وزير خارجية سوريا ” أبو عائشة” لبغداد!

بقلم : د. سمير عبيد ..

تمهيد أكثر من ضروري:-
أ:-فمن الانصاف العودة للوراء قليلاً. فعندما بدأ الحراك السوري الشعبي ضد ديكتاتورية نظام بشار الأسد عام ٢٠١١ جميعنا وقفنا مع هذا الحراك لانه كان حراكاً نقيا ومحقاً وحمل شعارات تطالب بالحقوق العادلة . ولكن عندما تم استعمال نفس السيناريو الذي استعملته واشنطن والرياض ودول خليجية ضد الغزو السوفيتي لافغانستان وعندما تم تجميع الحركات الجهادية والمتطرفة في المنطقة والعالم وأشرفوا على تدريبها وتمويلها واعطائها جوازات سفر لسفرة واحدة نحو افغانستان ( لان حال وصولهم لافغانستان ألغت السعودية ودول الخليج تلك الجوازات بدون علم تلك الحركات الجهادية وقادتها – وهذا اول سبب لانقلاب بن لادن وجماعته ضد واشنطن والرياض واعتبروها خيانة ).وكان ارسال تلك الحركات الجهادية الى افغانستان بحجة صد المد الأحمر الكافر المتمثل بالغزو السوفيتي / الشيوعي!.
ب:-وبعد الحراك السوري الشعبي النقي بأشهر قليلة تم شحن جميع الحركات الجهادية والمتطرفة وحتى الارهابية إلى سوريا بتمويل خليجي ب 200 مليار دولار – حسب شهادة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم — ولوجست تركي وإشراف أميركي غربي اسرائيلي ( وهنا انقلب المشهد لان المستهدف سوريا وشعبها وليس النظام ) ودعمنا النظام حينها وكنا ننادي بالحوار والتنازل من النظام من اجل إنقاذ سوريا . ولكن عندما انغمس النظام باستراتيجية الدم وصار يمارس نفس أساليب تلك الحركات ( حينها توقفنا فورا عن دعم النظام لانه انغمس بالإجرام ايضا) ثم دخل النظام بسياسات غريبة عجيبة حتى يوم سقوطه وفرار رئيسه بشار الأسد وجلوس ابو محمد الجولاني مكانه والذي اصبح اسمه احمد الشرع من جهة ، واصبح اسم وزير الخارجية من ” ابو عائشة ” إلى اسعد الشيباني من جهة اخرى … وسارت الأمور حتى وصلنا للمجازر الكارثية في الساحل السوري ضد العلويين والشيعة والمسيحيين والتي استنكرها العالم ومجلس الامن بشدة . ولم يفعل نظام الشرع إلا بتوصية للجزارين” الجيش الإنگشاري الجديد” بعدم تصوير مشاهد افعالهم الاجرامية !
أولا :-
لقد رفض وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني ” ابو عايشه ” زيارة للعراق مراراً وحتى عندما تقررت اجتماعات التمهيد للقمة العربية رفض ابو عائشة زيارة العراق على اثر رفض حضور احمد الشرع ” الجولاني ” القمة في العراق مستقبلا . وبسبب ذلك نقلت الاجتماعات إلى القاهرة . ويفترض بالعراق تسجيل موقف اسوة بدول العالم عندما تعرض لهكذا اذلال ( نعم مارس الشرع والشيباني إذلالًا للدولة العراقية ) وبدلا من التوسل للعراق عسى ينسى مافعله احمد الشرع ” الجولاني ” بالعراقيين عندما كان الساعد الايمن للارهابي ابو مصعب الزرقاوي . وللأسف لم نلحظ حتى التمنع التكتيكي من العراق بعدم حضور اجتماعات القاهرة لارضاء الرأي العام العراقي ( بل ذهب فؤاد حسين مهرولا نحو القاهرة واخذ ابو عائشة الشيباني بالأحضان ) !
ثانيا :
وعندما حدث مسلسل الإجرام الطائفي والنازي والارهابي ضد العلويين والشيعة والمسيحيين في الساحل السوري والذي يفترض بالعراق ان يأخذ موقف من خلال :-
١- اعلانه عدم الالتزام بمقررات اجتماعات الوزراء في القاهرة والتي من اجل الجولاني والشيباني نقلت من بغداد للقاهرة !
٢- استدعاء السفير السوري في بغداد وطلب مغادرته العراق ولو مؤقتا !
٣-وإعلان العراق الالتزام بالقمة العربية في بغداد وغير مستعد لاستقبال نظام اباد العلويين والمسيحيين والشيعة ( واذا نقلت القمة من العراق نحو بلد آخر .. فالعراق لن يلتزم بالحضور )
٤- هكذا مواقف تجعل الشعب العراقي يلتف حول الحكومة ، وتجعل للعراق صوتا وقيمة مفقودتان منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الساعة ( ولكن وللأسف لم يفعل العراق كل هذا وبقي بمواقف متذبذبه وبردات فعل باهته تعود عليها الشعب العراقي المخطوف ! )
ثالثا:-
وعندما تحركت مجاميع عراقية ملثمة للقيام بأعمال ” مرفوضة ومستهجنة ” ضد العمال السوريين في العراق سارع وزير الخارجية السوري ” ابو عائشة ” للاستنكار. علما لم يستنكر ابو عائشة المجازر البشعة التي نفذها رفاقه في الساحل السوري. فقرر زيارة العراق والغريب ذهب وزير الخارجية العراقي مهرولاً للعناق مع ابو عائشة اسعد الشيباني الذي تدلل وتمنع من زيارة العراق قبل ايام ( ولا ندري هل هرولة فؤاد حسين نحو ابو عائشه كونه سوري من القومية الكردية .. ام فعل ذلك فؤاد حسين لاستفزاز الساسة الشيعة والمسيحيين في العراق واستفزاز المنكوبين في الساحل السوري، ام رسالة من فؤاد حسين للقطريين والأتراك اللذان نصبا نظام الجولاني احمد الشرع في دمشق ؟) .. لا بل طارت الحكومة العراقية والسوداني فرحاً انه اخيرا تنازل ابو عائشة وقرر زيارة بغداد ودون احترام الناس المنكوبة في الساحل السوري ودون احترام الناس المتعاطفة معهم في العراق من شيعة ومسيحيين وانسانيين !
رابعا:
أنا كمواطن عراقي مع السلام ومع نبذ العنف ونبذ الطائفية والثأر ومع المتغير الذي حصل في سوريا ليكون بديلا معقولا عن الديكتاتورية الأسدية ولكني ضد النازية والسادية التي استعملها نظام الشرع في الساحل السوري ضد الأطفال والنساء والشيوخ . ولكني متزمت حد الشوفينية تجاه قيمة وكبرياء بلدي العراق ولن اقبل باهانة او تقزيم اسم ومكانة وهيبة العراق. ومن مَنْ؟ من مجموعة كانت بالأمس تفخخ وتفجر في شوارع العراق وبغداد لقتل العراقيين ؟ وبالفعل قتلت آلاف العراقيين لنصرة تنظيمات أرهابية باعتراف العالم اجمع ! . فمعروف جدا وفي جميع العالم وداخل المحافل العالمية القانونية والحقوقية انه لا تسقط جرائم القتل والإرهاب والجرائم ضد الإنسانية بالتقادم الزمني على الإطلاق ( فكيف اصبح الارهابيون والمجرمون يتدللون على العراق والعراقيين بدلا من الاعتذار للشعب وللعراق ؟ ) اين السبب ؟ السبب لانه لا توجد في العراق حكومة ونظام سياسي يستميتان من اجل حقوق وكرامة العراق والعراقيين، ولا توجد حكومة ونظام سياسي يحترم ويقدس دماء العراقيين لهذا اعتبرتنا وتعتبرنا الدول “حايط إنصيص” وسنبقى هكذا مادام هذا النظام الحاكم بهذا التشرذم والضعف ،وبهذه التبعية للخارج !
سمير عبيد
١٥ اذار ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • مئة يوم على سقوط الأسد: مستقبل سوريا أشد غموضاً
  • العراق يعلن ضبط أكثر من طن من حبوب الكبتاغون المخدرة قادمة من سوريا
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في كلمة خلال مؤتمر بروكسل التاسع للمانحين حول سوريا: الشعب السوري احتفل بالخلاص من نظام الأسد لكن المعاناة ما تزال مستمرة بسبب هذا النظام
  • الذكرى الرابعة عشر للثورة.. سوريا بدون نظام الأسد
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • التقسيم والدولة الشيعية: جدل جديد في الفضاء السياسي العراقي
  • للمرة الأولى بعد سقوط الأسد.. احتفالات في أنحاء سوريا بالذكرى الـ14 لانطلاق "الثورة السورية"
  • إجراءات أمنية مشددة في سوريا تزامنا مع إحياء ذكرى الثورة
  • مبررات الجدل حول زيارة :- وزير خارجية سوريا ” أبو عائشة” لبغداد!
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي