موقع 24:
2024-12-14@08:52:14 GMT

خروج الأسد شيء... وسقوط دمشق شيء آخر

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

خروج الأسد شيء... وسقوط دمشق شيء آخر

أطاح التعامل الطائفي بالنظام السوري، وأتعب شعبه كثيراً. ومن الخطأ الذهاب من الطائفية إلى اتجاهات متشددة.

قبل كل شيء لا يختلف اثنان في أن سقوط أي حاكم ديكتاتور هو حق كل شعب. كما أنه لا شك في أن هذه اللحظة الراهنة قد لا يحتمل فيها السوريون الموضوعية في توصيف ما حصل في بلدهم. وهو أيضاً رد فعل مفهوم جداً، حيث إن من يعاني الظلم والقمع والأفق المسدود، ومن يعيش في خوف غير قادر على الإنصات لخطاب موضوعي.


ولكن، مع ذلك، حباً في سوريا، ودفاعاً عن الأمة العربية الإسلامية، من المهم الاحتكام للموضوعية في شأن يتصل بشعب وبقطعة نفيسة من الخريطة العربية والإسلامية.
أولاً: الربط بين سقوط الأسد وسقوط دمشق ربط غير مريح بالمرة، لأن الأسد انسحب من الحكم السوري بناء على صفقة أو تسوية... كما أن الحديث عن سقوط مدينة يكون عندما يتم غزوها، وأغلب الظن أن المعارضة السورية، بحكم موقعها وانتمائها، لن تتوخى تعبيرات، مثل سقوط دمشق أو سقوط حمص...
ثانياً: من المهم أن تتنبه المعارضة السورية إلى أن حضور تركيا إردوغان صديق بشار في الأمس، وانقلاب موقف روسيا حليفة النظام السوري على امتداد عقود، إنما يسرق منها وهج الإنجاز، مما يحتِّم عليها بناء مشروعية سياسية في قادم الأيام.
أيضاً لا شك في أن الشعب السوري والنخب الواعية الوطنية، وهي كثيرة في سوريا، تدرك جيداً أن بشار لم تتم إزاحته لأنه ديكتاتور، لذلك فإن الطرف الذي ناضل بعذاباته وصبره وتحمَّل القهر والقمع والسجون وصعوبات الحياة والخوف هو الشعب السوري الذي وحده المناضل ضد الديكتاتورية. أما الدول التي تغيرت مصالحها ورأت في التخلص من النظام تحقيقاً لمصالحها لا يمكن للشعب السوري وللنخب الواعية التعويل عليها في بناء سوريا الجديدة، لأنها تريد أن تبني سوريا على مقاس مصالحها، لا على مقاس مصلحة الشعب السوري. ويجب أن يلتقط الشعب السوري ونخبه هذه اللحظة والتباساتها.
ولعل ما حدث بعد خروج الأسد من تطاوُلٍ إسرائيلي واستهداف لمؤسسات الدولة وتاريخها ولمراكز البحوث دليل على أن هدف الشعب السوري يختلف كثيراً عن أهداف إسرائيل وتركيا؛ ذلك أن هدفهما ألا تكون سوريا دولة إقليمية، وألا يتوفر لها ما يجعلها قادرة على القيام بأي صداع لإسرائيل.
كذلك ونحن نفكك تشابك الأحداث، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى اليوم، سنجد أن هناك خيطاً ناظماً لكل الأحداث؛ بدءاً من العدوان على غزة واستدراج «حزب الله»، وسقوط طائرة الرئيس الإيراني واغتيال إسماعيل هنية واغتيال حسن نصر الله وتصفية مئات من حزبه، وصولاً إلى خروج الأسد. ومع هذا الخيط الناظم تدخلت خيوط أخرى على هامش التغييرات الحاصلة في موازين القوى، مع كل حدث من الأحداث المذكورة. وهنا يتضح حجم الخسائر عند التعويل على إيران. ولعل اغتيال إسماعيل هنية فوق أراضيها، وبعده حسن نصر الله، كانا كافيَيْن جداً لخروج الأسد، حتى من دون أن يظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الصورة التي لن يغادرها بسهولة.
التحدي الكبير والمهم هو ألا تسقط دمشق. هذا هو الأساس والجوهر. والوقت لا يرحم، وتجارب الثورات العربية بيَّنت بالكاشف حجم مزالق ومخاطر الانتقال الديمقراطي. وقدر السوريين أن يعتبروا ويستوعبوا الدروس، وأن يقفوا رغم التعب والمعاناة الطويلة ومواجهة تحديات جديدة كي لا تضيع سوريا في دوامة الأطماع ومصالح تركيا وإسرائيل. لطالما كانت سوريا طرفاً، ولا يليق بها ولا بشعبها أن تصبح موضوع لعبة مصالح خارجية.
فسوريا بلد التاريخ والعراقة والحضارة والإبداع والعلم والثقافة والخيال البديع، ويجب أن تبقى وتكبر أكثر فأكثر. لذلك لا بد من القطع مع الطائفية، والمضي قدماً نحو ثقافة وطنية مواطنية عربية. لقد تحقق الصعب بتضافر عوامل عدة، ولكن الأكثر صعوبة هو القادم.
وهنا لا بد من القول إن سوريا للسوريين وللعرب أيضاً، ومن واجب الدول العربية والإسلامية حمايتها ومساندتها كي لا تسقط دمشق ولا تسقط سوريا في لعبة أطماع الخارج الذي لا يعنيه غير مصالحه وبوصلة السياسة وموازين القوى. أما نحن العرب، فسوريا تعنينا دائماً، ومن دون مصالح، لأنها قطعة من الوجدان العربي ليس سهلاً خسارتها.
لقد أطاح التعامل الطائفي بالنظام السوري وأتعب شعبه كثيراً، ومن الخطأ الذهاب من الطائفية إلى اتجاهات متشددة.
وحسبنا أن الوعي السوري بالجمال والفكر والثقافة حماية حضارية له.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا الشعب السوری

إقرأ أيضاً:

لافروف كلمة السر.. كواليس الساعات الأخيرة قبل خروج بشار الأسد من سوريا

كشف تقرير لوكالة رويترز للأنباء، اليوم عن كواليس الاتصالات التي أجراها الرئيس السوري السابق بشار الأسد، مع روسيا وإيران في محاولة لتأمين الدعم في مواجهة الجماعات المسلحة التي وصلت إلى دمشق وأنهت حكمه في الثامن من ديسمبر الجاري. 

وقالت "رويترز" نقلا عن 10 مصادر مطلعة على المحادثات، أن الرسالة التي وصلت إلى بشار الأسد مفادها "لن يكون هناك إنقاذ عسكري من روسيا، التي ساعد تدخلها في عام 2015 في تحويل مجرى الحرب الأهلية لصالح الأسد، أو من حليفه القوي الآخر إيران".

وقالت المصادر أنه تم توضيح ذلك لبشار الأسد في الأيام التي سبقت خروجه، عندما سعى للحصول على المساعدة من مختلف الجهات في سباق يائس للتشبث بالسلطة وتأمين سلامته.

وقال ثلاثة دبلوماسيين إقليميين إن بشار الأسد زار موسكو في 28 نوفمبرالماضي، بعد يوم من هجوم الفصائل المسلحة على محافظة حلب الشمالية وشن هجوم خاطف عبر البلاد، لكن دعواته للتدخل العسكري لم تجد آذانا صاغية في الكرملين الذي لم يكن راغباً في التدخل.

وقال هادي البحرة، رئيس المعارضة السورية الرئيسية في الخارج، إن الأسد لم ينقل حقيقة الوضع إلى مساعديه في الداخل، نقلاً عن مصدر داخل الدائرة المقربة من الأسد ومسؤول إقليمي.

وأضاف البحرة: "لقد أخبر قادته ومساعديه بعد رحلته إلى موسكو أن الدعم العسكري قادم، ولكنه كذب عليهم كانت الرسالة التي تلقاها من موسكو سلبية".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين يوم الأربعاء إن روسيا بذلت الكثير من الجهد في المساعدة على استقرار سوريا في الماضي لكن أولويتها الآن هي الصراع في أوكرانيا.

وبعد أربعة أيام من هذه الرحلة، في الثاني من ديسمبر، التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالأسد في دمشق بحلول ذلك الوقت، كان المتمردون من جماعة هيئة تحرير الشام قد سيطروا على حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وكانوا يتقدمون جنوبًا مع انهيار الجيش السوري كان الأسد منزعجًا بشكل واضح أثناء الاجتماع، واعترف بأن جيشه ضعيف للغاية بحيث لا يمكنه شن هجوم.

وقال دبلوماسي إيراني كبير لرويترز إن الأسد بدا منزعجا بشكل واضح خلال الاجتماع، واعترف بأن جيشه ضعيف للغاية بحيث لا يستطيع المقاومة الفعالة.

لكن الأسد لم يطلب قط من طهران نشر قوات في سوريا، وفقا لمسئولين إيرانيين كبيرين قالا إنه يفهم أن إسرائيل قد تستخدم أي تدخل من هذا القبيل كسبب لاستهداف القوات الإيرانية في سوريا أو حتى إيران نفسها.

وبعد استنفاد خياراته، قبل الأسد أخيرا حتمية سقوطه وقرر مغادرة البلاد، منهيا حكم عائلته الذي يعود تاريخه إلى عام 1971.

وقال ثلاثة أعضاء من الدائرة الداخلية للأسد إنه أراد في البداية اللجوء إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث استولى المتمردون على حلب وحمص وكانوا يتقدمون نحو دمشق.

وقالوا إن الإماراتيين رفضوا ذلك خوفا من رد فعل دولي عنيف لإيواء شخصية خاضعة لعقوبات أمريكية وأوروبية لاستخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية في حملة على المتمردين، وهي الاتهامات التي رفضها الأسد باعتبارها ملفقة.

ومع ذلك، فإن موسكو، على الرغم من عدم رغبتها في التدخل عسكريا، لم تكن مستعدة للتخلي عن الأسد، وفقا لمصدر دبلوماسي روسي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.

وقال مسئولان إقليميان إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي حضر منتدى الدوحة في قطر يومي السبت والأحد، قاد الجهود الدبلوماسية لتأمين سلامة الأسد، حيث أشرك تركيا وقطر في الاستفادة من علاقاتهما مع هيئة تحرير الشام لتأمين خروج الأسد الآمن إلى روسيا.

وقال مصدر أمني غربي إن لافروف فعل كل ما في وسعه لتأمين رحيل الأسد الآمن.

وكشفت ثلاثة من المصادر أن قطر وتركيا اتفقتا مع هيئة تحرير الشام لتسهيل خروج الأسد، على الرغم من إدعاءات رسمية من قبل البلدين بعدم وجود اتصالات مع هيئة تحرير الشام، التي صنفتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة كمنظمة إرهابية.

وأوضحت ثلاثة من المصادر إن موسكو نسقت مع الدول المجاورة لضمان عدم اعتراض أو استهداف طائرة روسية تغادر المجال الجوي السوري وعلى متنها الأسد.

وقال مسئول حكومي تركي إنه لم يكن هناك طلب روسي لاستخدام المجال الجوي التركي لرحلة الأسد، رغم أنه لم يتطرق إلى ما إذا كانت أنقرة عملت مع هيئة تحرير الشام لتسهيل الهروب.

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلق إمدادات القمح إلى سوريا.. وأوكرانيا تؤكد استعدادها لتوريد الحبوب
  • لافروف كلمة السر.. كواليس الساعات الأخيرة قبل خروج بشار الأسد من سوريا
  • سوريا تحتفل في الجمعة الأولى بعد سقوط الأسد     
  • الفنانة منى واصف تعلق على المشهد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • الشرع يوجه رسالة إلى الشعب السوري في أول جمعة بعد سقوط النظام (شاهد)
  • الجولاني يوجه رسالة إلى الشعب السوري في أول جمعة بعد سقوط النظام (شاهد)
  • الإستراتيجية الأميركية في سوريا وسقوط نظام الأسد
  • خبير سياسي: يجب على الشعب السوري التوحد للحفاظ على مؤسسات الدولة المتبقية
  • الأزهر يطالب الدول العربية باتخاذ موقف سريع من العدوان الإسرائيلي على سوريا