موقع 24:
2024-12-14@08:36:58 GMT

أزمة نظام.. وسوء تقدير

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

أزمة نظام.. وسوء تقدير

لم يكن سقوط النظام السوري بلا أسباب أو مقدمات. كانت أسباب عديدة تعتمل في داخله وتتراكم من دون أن يعيرها بشار الأسد أي اهتمام، أو يعمل على ضبطها أو يعمل لها حساباً، إما لسوء تقدير، وإما لثقة مفرطة بأنه يمسك بكل الخيوط، وإما لقصر نظر في معالجتها ما جعلها تصل إلى الحد الذي وصلت إليه، وفرضت عليه مغادرة البلاد.

كانت الحركات الشعبية التي انطلقت عام 2011، والتي تطالب بإصلاحات سياسية مجرد إرهاصات أولية تدعو إلى ضرورة سلوك طريق سياسي مختلف في التعاطي مع القضايا الداخلية والمطالب الشعبية قبل أن تتعسكر وتأخذ منحى العنف الإرهابي المتطرف.

لم يدرك يومها بشار الأسد أن عليه أن يبدأ نهجاً جديداً يقوم على تحقيق مطالب سياسية واجتماعية مشروعة قبل أن تستفحل الأوضاع وتتوسع رقعة سيطرة المجموعات المسلحة إلى حد أن اضطرت روسيا إلى التدخل عسكرياً عام 2015 لحماية النظام، ومن ثم تدخّل مجموعات مسلحة أخرى مثل حزب الله والحرس الثوري الإيراني لدعمه، إلى أن بسط النظام سلطته على معظم الجغرافيا السورية، باستثناء مناطق في الشرق والشمال.
اعتقد النظام أنه بات في مأمن، وأن الأوضاع يمكن معالجتها مع مرور الوقت، ثم دخلت أطراف إقليمية (روسيا وتركيا وإيران) على الخط في محاولة منها للتوصل إلى صيغة للتسوية السياسية الداخلية من خلال منصة أستانا، كما أصدر مجلس الأمن القرار رقم 2254 بالإجماع، والذي يلزم دمشق بتسوية سياسية مع المعارضة وصولاً إلى مصالحة وطنية، وإقامة نظام ديمقراطي تعددي جامع، وتعديل الدستور، بما يعنيه ذلك من وضع نهاية لنظام الحزب الواحد.
كل الجهود والمحاولات التي بذلت خلال السنوات القليلة الماضية بهذا الخصوص فشلت، حتى بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية ومشاركتها في أعمال القمم العربية، حيث تم تشكيل لجنة عربية للعمل على تحقيق تسوية سياسية إلا أنها لم تنجح في مهمتها.
نصائح كثيرة من الحلفاء والأصدقاء قدمت للنظام كي يعيد تصويب البوصلة، ويقود مصالحة وطنية مع المعارضة، والمباشرة بإصلاحات سياسية، خصوصاً مع تشديد الحصار الاقتصادي والعقوبات التي فرضت على سوريا، وباتت تشكل أزمة اجتماعية واقتصادية ومعيشية خانقة على السوريين، كما انعكست على القوات المسلحة المفترض أنها تقوم بحماية النظام.
ربما اعتقد النظام أنه في حال قيادة مشروع المصالحة مع المعارضة فإنه سوف يقدم تنازلات قد تفضي في نهاية المطاف إلى نهايته، أو ربما كان يشعر بأن المظلة الأمنية الروسية ودعم الحلفاء له يشكلان له مصدر حماية، وبالتالي فإنه ليس مضطراً إلى تقديم تنازلات.
لم يدرك بشار الأسد خلال الأشهر الأخيرة أن البيئة الإقليمية والدولية تغيرت، وأن أوهام القوة تلاشت، وأن المصالحة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي مهدت لها روسيا باتت ضرورية، وأن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق مع أنقرة على حلول للوجود العسكري التركي على الأراضي السورية، وعلى وضع الجماعات المسلحة في الشمال. كما لم يدرك أن الحليف الروسي الذي يخوض حرباً في أوكرانيا ضد حلف الأطلسي لم يعد قادراً على دعمه كما كان الحال من قبل، وأن حزب الله والحرس الثوري الإيراني ليسا قادرين على دعمه كما كان في السابق، ولعل الخطأ الأكبر كان سوء التقدير تجاه القوات المسلحة السورية التي كانت تعاني سوء الأوضاع المعيشية وفقدان القيادة والسيطرة، ما جعلها تستنكف عن القتال لصد الهجوم الأخير للجماعات المسلحة التي استولت على السلطة.
الآن، المهم هو سوريا كوطن وشعب، بما يعنيه ذلك من وحدة ترابية، ووحدة وطنية، وسلم أهلي، واستقرار سياسي، ودرء مخاطر التقسيم في إطار حوار وطني صادق يقود إلى الدولة المدنية، وينتج سلطة ديمقراطية جامعة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا

إقرأ أيضاً:

إخوان سوريا يدينون العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية.. دليل تخادمية النظام

أدان فرع جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على الأراضي السورية عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، داعيا المجتمع الدولي إلى "وضع حد لهذا العدوان".

وقالت الجماعة في بيان عبر منصة "إكس"، مساء الثلاثاء، "تجدد جماعة الإخوان المسلمين في سوريا التهنئة والتبريك لشعبنا السوري الحر بالنصر العزيز الذي تحقق بفضل وكرم الله عز وجل، ثم بصبر وثبات الشعب السوري، وتضحيات أبنائه من ثوارنا الأبطال الميامين، سائلين الله تعالى أن يتم الفرح، ويهيّئ لشعبنا أمر رشد وخير".

إدانة الغارات الصهيونية غير المسبوقة.. في عزّ فرحة السوريين الكبرى بسقوط نظام الإجرام الخائن#تصريح_إعلامي#إخوان_سورية

بسم الله الرحمن الرحيم
((وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ))..
تجدّد جماعة الإخوان المسلمين في سورية… — إخوان سورية (@IkhwanSyriaAR) December 10, 2024
وأضافت أنه "في الوقت الذي كان فيه شعبنا الأبي منشغلا بفرحته الكبرى بسقوط نظام الطاغية المجرم بشار الأسد، ولملمة جراحه الغائرة التي أحدثها النظام في الجسد السوري خلال العقود السابقة، أجرى الكيان الصهيوني سلسلة غير مسبوقة من الغارات الجوية، والتوغلات العدائية في عمق الأراضي السورية".

وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "أعلن بكل صفاقة أن القصف الذي شمل مواقع عسكرية ومنشآت استراتيجية وطائرات وسفناً حربية، وغيرها، كان الهدف منه تدمير مقدّرات الجيش السوري، وعدم وصولها لأيدي من وصفهم بالمعارضة المسلحة".

وتابعت الجماعة بالقول "إننا إذ نعلن إدانتنا واستنكارنا الشديدين لهذا العدوان الصهيوني المتمادي، وتحميله المسؤولية كاملة عن تداعياته وآثاره، فإننا نلفت إلى أن هذه الهجمات العدوانية الخطيرة، تؤكد مجدداً وبوضوح، الدور الخياني، والسياسة التخادمية، التي كان يوفرها النظام الزائل البائد للكيان الصهيوني، حيث لم يُقدِم الكيان على مثل هذه الهجمات والغارات، بكمّها وكيفها، إلا بعد أن أصبحت البلاد، بمقدراتها وثرواتها ملكا للشعب السوري الحر".


ودعا البيان المجتمع الدولي إلى "وضع حد لهذا العدوان، الذي جاء منغصاً لفرحة السوريين الكبرى، وشاغلاً لهم عن الأعباء الضخمة التي تنتظرهم في طيّ صفحة مآسي الماضي، والتطلع لمستقبل مشرق للشعب السوري، الذي عانى الأمرين تحت حكم نظام عائلة الأسد".

وشنت دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية مئات الغارات على مناطق متفرقة من سوريا مستهدفة منشآت دفاعية ومراكز بحثية ومقرات تابعة للمؤسسة العسكرية، وذلك بالتزامن مع توغلها في الأراضي السورية جنوبا.

وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ ما يصل إلى 250 طلعة جوية منذ سقوط نظام الأسد الأحد الماضي، مستهدفا مواقع عسكرية سورية بهدف منع وقوع الأسلحة الاستراتيجية، بما في ذلك الطائرات والصواريخ والأسلحة الكيميائية، في أيدي المعارضة.

مقالات مشابهة

  • هواجس اليوم التالي في سوريا
  • مصطفى بكري: تطورات سوريا أحدثت خللًا في النظام الإقليمي العربي
  • الفنانة منى واصف تعلق على المشهد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • سوريا.. نظام الأسد يترك وراءه اقتصادا منهارا
  • بداية مرحلة جديدة لبناء سوريا.. الجولاني يدعو السوريين إلى الاحتشاد في الميادين احتفالًا بسقوط النظام
  • الإستراتيجية الأميركية في سوريا وسقوط نظام الأسد
  • قطر تعتزم إعادة فتح سفارتها في سوريا قريبًا
  • ماذا يحدث في كوريا الجنوبية؟.. أزمة سياسية تهدد مستقبل البلاد بسبب الأحكام العرفية
  • إخوان سوريا يدينون العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية.. دليل تخادمية النظام