خوفا من توسع الصراع في اليمن.. دعوات إسرائيلية لتجاوز الملف النووي الإيراني بإسقاط النظام
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
تزايدت المطالبات الإسرائيلية للتدخل في إيران وإنهاء نظام الحكم الحالي، وسط حديث أن جيش الاحتلال يقوم حاليا بصياغة خطط محدثة لمهاجمة المنشآت النووية، بينما تحاول إيران الرد، بعدما "فقدت معظم محور تهديدها ضد إسرائيل"، وذلك من خلال جماعة أنصار الله "الحوثي في اليمن، وبعض الجهات المسجلة في العراق.
وفي مقال لرامي سيمني، نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" جرى وصف "إسقاط نظام آيات الله" بأنه هدف أصبح على مرمى البصر، وأن سرعة رد فعل إسرائيل، التي تخترق دون تردد عمق سوريا، تدل على معلم تاريخي.
وجاء في المقال أن "هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، أصبحت مجموعة من الخيول البرية النبيلة التي لا تتوقف عن الركض، والاستراتيجية الإسرائيلية للهجوم في الأشهر الأخيرة ضد حماس وحزب الله وإيران، هي استراتيجية الخيول الجامحة على طريقة عوفر وينتر، التي يجب إعادة ضمها إلى الجيش الإسرائيلي، وتجمع بين عقيدة الحرب الأمريكية للإدارات الجمهورية والصدمة والرعب، إضافة إلى القصف والتدمير وإخراج العدو من توازنه".
وأوضح أنه "بعد أكثر من عام من حرب السيوف الحديدية (المسمى الإسرائيلي لطوفان الأقصى) وتهديد استراتيجي خطير على وجودنا، تجد إسرائيل نفسها في نسخة مشابهة لعيد حانوكا، الذي جرى في عشيته تدمير حلقة الخنق التي كانت تهدد بإفنائنا.. أعتقد أنه خلال وقت قصير، سنرى تغيرا جذريّا في السياسة الأوروبية لصالح إسرائيل وتشديد السياسة تجاه المسلمين، قرارات المحكمة الهزلية والمعادية للسامية في لاهاي ستصبح غبارا، العالم ينتمي للأقوياء".
وأضاف: "كذلك الحال مع غالبية دول الخليج الفارسي، التي كانت مع الهند العملاقة ومعظم دول "الستان"، التي تحيط بإيران تحت تهديد مباشر من محور إيران، إيران منعت ازدهار المنطقة بأسرها، من خلال خلق حالة من عدم الاستقرار، القصف (قصف منشآت أرامكو السعودية)، السيطرة والإرهاب، كلها تراقبنا بالإعجاب وبمشاعر من الشكر، تنتظر أن تختبئ تحت جناح إسرائيل الشجاعة، التي سيطرت على أعدائها في لبنان وغزة، وتسببت في إسقاط نظام الأسد الوحشي، الذي كان مدعوما من روسيا وإيران".
وقال؛ إنه "في اللغة الجيوسياسية العالمية، يعني ذلك شيئا واحدا فقط: مع نهاية الحرب، ستصبح إسرائيل دولة محط أنظار من قبل غالبية دول القارة - مع موجات من الفوائد الاقتصادية والعسكرية تفوق الخيال.. هل أبالغ؟ أين كنا بالضبط قبل عام؟ لا يوجد مثيل لذلك في تاريخ الشعوب".
واعتبر أن "التدمير فقط لصناعة الأسلحة النووية لن يجدي، إذا بقيت آيات الله، الشعب الإيراني ينتظر تقليد الثوار في سوريا، لذلك، لا يجب على إسرائيل أن تتوقف عن مسيرة الصدمة والرعب، يجب إسقاط نظام آيات الله، التدمير فقط لصناعة الأسلحة النووية لن يجدي، يجب على إسرائيل أن تضرب المراكز الاقتصادية الإيرانية".
وفي ذات السياق، كشفت الصحيفة في تقرير آخر، أن "الجيش الإسرائيلي يقوم هذه الأيام بصياغة خطط محدثة لمهاجمة المنشآت النووية في إيران، وذلك أيضا بسبب الخوف من أن يؤدي تفكك المحور وإضعاف حزب الله إلى دفع طهران إلى القيام بعمل، وهو اختراق نحو الطاقة النووية العسكرية".
وقال التقرير؛ إن "هناك أسبابا أخرى لذلك: دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خلال شهر تقريبا، وهو ما يشير إلى الواقع الذي قد يتشكل في عام 2025".
ونشر جيش الاحتلال فيديوهات وصورا تظهر أسلحة وعتاد الجيش السوري التي تم تدميرها بعد سقوط النظام، بينما ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 1800 قذيفة ثقيلة، على أهداف للجيش السوري بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وأكد التقرير أن "إسقاط كمية كبيرة من المتفجرات في سوريا، هو خطوة دراماتيكية استمرت بشكل رئيسي 48 ساعة، وتهدف إلى الانتقاص من القدرات الأساسية للجيش السوري، من أجل منع وقوعها في أيدي المتمردين. تضيف الصحيفة الإسرائيلية، وبناء على الاستعدادات المسبقة لانهيار نظام الأسد، أعد سلاح الجو الإسرائيلي خطة هجومية واسعة النطاق لتدمير القدرات العسكرية المتقدمة على الأراضي السورية، منها الأسلحة الاستراتيجية".
وفي شأن متصل، أكد المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي، أن إيران تحضر للانتقام من "إسرائيل"، قائلا؛ إنه "قبل الحرب، كانت ساحة اليمن شبه غير موجودة بشكل نشط في أنظمة الاستخبارات، ولم تُعدّ ساحة تهديد، لكن الآن هي تحضر الأرض لتأخذ مكانا مهمّا في محور الشر".
وقال أشكنازي؛ إنه "في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن الحوثيين من اليمن يحاولون أن يتصدروا في ما تبقى من محور الشر الإيراني في المنطقة، في الساعات الأربع والعشرين الماضية، أطلق الحوثيون أربع طائرات مسيرة متفجرة من طراز "صمد"، التي يسميها الإيرانيون والحوثيون بـ"يافا"، تم اعتراض طائرتين مسيرتين من قبل سلاح الجو، واحدة في البحر قبالة خليج إيلات والأخرى فوق رمال خربة، الطائرتان الأخريان اختفتا، ويُعتقد أنهما سقطتا في أراض مفتوحة".
وأضاف أن "الطائرات الأربع سلكت مسارا مشابها للمسار الذي سلكته الطائرة المسيرة التي ضربت بداية هذا الأسبوع مبنى سكنيّا في يافا، وتسببت في أضرار كبيرة دون إصابات. في الجيش الإسرائيلي، يلاحظون تزايدا في تورط الحوثيين في الهجمات ضد إسرائيل، وإيران تشغل الحوثيين جزئيّا بسبب توافر قدراتهم، بينما يحاول الحوثيون تحقيق ضربات مؤثرة ضد الأصول الإسرائيلية: موانئ البحر في أشدود وحيفا، محطات الكهرباء التابعة لشركة الكهرباء، منصات الغاز قبالة سواحل إسرائيل".
وأكد أن "الحوثيين طوروا مسارات طيران تتحدى قيم الدفاع الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي، ومسار الطائرات الصغيرة يعبر سيناء من الشرق إلى الغرب، وهي تخرم إلى البحر الأبيض المتوسط من منطقة دلتا مصر، ثم تتجه شمالا وتدخل فوق شمال قطاع غزة إلى إسرائيل، مما يصعب على الرادارات تصنيفهم، مسار الطيران في إسرائيل يدور حول المناطق الحدودية وفوق الطرق الرئيسية".
وأضاف أنه "في الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو، يدعون أنه يجب اتخاذ إجراءات ضد التهديد القادم من اليمن، وهذا يتطلب تحويل الانتباه الاستخباري وإعداد الأنظمة العملياتية لهذا الغرض، وقبل الحرب، كانت ساحة اليمن شبه غير موجودة بشكل نشط في أنظمة الاستخبارات، ولم تُعدّ ساحة تهديد، والتقييم في إسرائيل، هو أن السبب يعود إلى أن إيران فقدت معظم محور تهديدها ضد إسرائيل، وأنها تحاول دفع ما تبقى إلى مقدمة المسرح، وهذا بالدرجة الأولى الحوثيون وبعض المليشيات في العراق".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اسرائيل ايران الحوثي أمريكا الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
بقاء الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط بالجنوب اللبناني: أي خيارات لدى لبنان وحزب الله؟
انسحبت إسرائيل من القرى الحدودية في جنوب لبنان باستثناء خمس نقاط، وسط تأكيد الرئاسة اللبنانية على ضرورة الانسحاب الكامل والتوجه إلى مجلس الأمن لإلزام إسرائيل بتنفيذ القرار 1701. في المقابل، يواجه حزب الله خيارات معقدة بين رفض السيطرة الإسرائيلية وضغوط داخلية وخارجية، مع إبقاء الخيار العسكري مفتوحًا.
جاء انسحاب الجيش الإسرائيلي من كلّ القرى الحدودية في جنوب لبنان، باستثناء النقاط الخمس بالتزامن مع انتهاء مهلة تطبيق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وفي موازاة ذلك دخل الجيش اللبناني إلى تلك القرى بشكلٍ تدريجي، بسبب وجود متفجّرات في بعض الأماكن، وأضرار بالطرقات.
من جانبها أكدت الرئاسة اللبنانية ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب، وأعلنت عن التوجّه إلى مجلس الأمن الدولي لإلزام "إسرائيل" بتنفيذ القرار 1701.
وفي بيانٍ صادر عنها اليوم الثلاثاء نتيجة اجتماعٍ جمع الرئيس جوزاف عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء نواف سلام، جددت الرئاسة "التزام لبنان الكامل بالقرار 1701، على الرغم من الخروق الإسرائيلية المتكرّرة".
وأكّد البيان الذي تلته المتحدّثة الرسمية باسم الرئاسة، نجاة شرف الدين "دور الجيش اللبناني وجهوزيته للانتشار في جنوب لبنان بما يضمن أمن الجنوبيين". وذكّر ببيان الرئيسين الأميركي والفرنسي عشية قرار وقف إطلاق النار لجهة تأكيد فرنسا والولايات المتحدة العمل مع "إسرائيل" لتنفيذ القرار 1701 بالكامل.
وأعلن بيان الرئاسة عن أنّ المجتمعين لفتوا إلى أنّ وجود "إسرائيل" في الجنوب هو احتلال مع تمسّك لبنان باستعادة أراضيه بكافة الوسائل. وأشار البيان إلى أنّ المجتمعين سيتابعون التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى "إسرائيل".
وأمس، دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون رعاة اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان إلى تحمّل مسؤولياتهم لتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي في الموعد المحدّد، وإعادة الأسرى.
خيارات حزب اللهومع التغيرات التي شهدتها الأشهر الأخيرة، تكثر التساؤلات في الداخل اللبناني حول موقف حزب الله وخياراته حيال بقاء الجيش الإسرائيلي في نقاط داخل الأراضي اللبنانية.
Related"ولا ليوم واحد".. نعيم قاسم يُعلن رفض حزب الله تمديد انسحاب إسرائيل من لبنان رفضاً قاطعاًتشييع حسن نصر الله في 23 شباط.. ونعيم قاسم: قرارات حزب الله تُتخذ وفق تقديراته الخاصةإسرائيل تحتفظ بقواتها في خمس نقاط حدودية جنوب لبنان بعد انقضاء مهلة تطبيق اتفاق وقف إطلاق الناروفي حين يجد الحزب نفسه بين رفض بقاء إسرائيل في هذه النقاط، وبين ضغوط داخلية وخارجية وظروف تصعّب اتخاذه الخيار العسكري، فإنه يحاول التعاطي بحذر مع الموقف، وترك المجال الأساسي للدور الرسمي الذي تتولاه الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الرسمية ورؤسائها، من دون أن يستبعد نهائياً الخيار العسكري من المعادلة، وهذا ما يقود إلى شيءٍ من الضبابية التي لاتزال تكتنف مشهد الأسابيع المقبلة في جنوب لبنان.
وعن هذا الالتباس في الموقف بالإضافة إلى وجود أسرى من الحزب لدى إسرائيل، يجيب الحزب على لسان مسؤول الارتباط والتنسيق فيه وفيق صفا الذي قال في مقابلة تلفزيونية مساء الاثنين 17 فبراير إنّ "موضوع أسرى حزب الله خلال الحرب الأخيرة، سيتناوله الأمين العام للحزب نعيم قاسم، الذي يتابع الموضوع".
وعن الهدنة والأوضاع المحلية، قال المسؤول في حزب الله، "إنّنا موعودون من رئيس الجمهورية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضينا في الـ18 من فبراير وإطلاق سراح الأسرى"، مشيراً إلى أنّه في ما يخص الخروقات وبقاء الاحتلال، "هو متروك للدولة، وسيكون لنا موقف في ذلك".
كما أضاف، أنّه: "في ما يتعلق باستهداف عناصر أو قادة من حزب الله، سيكون لدينا قرار واضح وسنقوله للناس".
وكان الأمين العام للحزب قال يوم الأحد في 16 شباط إن "إسرائيل يجب أن تنسحب بالكامل في 18 فبراير، وإن على الدولة اللبنانية ألا تقبل بأي بقاء في نقاط خمس أو غير ذلك، وأنه لا توجد أي ذريعة لبقاء الاحتلال، ويجب ان يكون موقف الدولة اللبنانية صلباً وحاسماً" وفق تعبيره.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: لا انسحاب للجيش الإسرائيلي من بعض المناطق بجنوب لبنان حتى نهاية فبراير قوافل العائدين للشمال متواصلة ومقتل جندي إسرائيلي "بالخطأ" وإصابات بغارتين على النبطية جنوب لبنان سكان جنوب لبنان يتحدون التهديدات الإسرائيلية ويعودون إلى قراهم بعد انقضاء مهلة الستين يومًا نبيه بريإسرائيلحزب اللهجنوب لبنان