سامي، المعروف أيضًا باسم "الشاهد التوأم" لقيصر، قدم تفاصيل جديدة عن نفسه في مقابلة مع "الشرق الأوسط"، حيث أظهر هويته الحقيقية كأساة عثمان، رئيس منظمة "ملفات قيصر للعدالة".

كان سامي مهندسًا مدنيًا عندما بدأت الثورة السورية عام 2011، والتي تحولت من سلمية إلى صراع دموي نتيجة قمع النظام.

عاش سامي في ريف دمشق، حيث كانت بعض المناطق تحت سيطرة فصائل المعارضة، بينما كانت مناطق أخرى تحت قبضة الحكومة.

كان يمارس عمله مع "قيصر"، الذي عمل على توثيق الجرائم في أجهزة الأمن من خلال تصوير الجثث، والتي تعكس بشاعة التعذيب، حيث كان يلتقط صورًا لجثث تحمل علامات التعذيب والجوع.

لقد دفعهما إحساسهما بالمسؤولية إلى التعاون في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في السجون السورية، حيث تمكن "قيصر" من توثيق وفاة نحو 70 شخصًا يوميًا. بدأ الاثنان في جمع وثائق التعذيب منذ مايو 2011، حيث كان "قيصر" يهرب الصور إلى سامي عبر محركات أقراص.

وفي حديثه عن تجربته كـ"مهرّب" للأرشيف، أشار سامي إلى الصعوبات التي واجهها في حياته الأسرية، حيث حاول حماية أطفالهم من هموم هذه التجربة المروعة.

وقد عبّر عن الألم الذي يشعر به بسبب عدم إمكانية إفادتهم بحقيقة ما يجري. أسفر عملهم عن تهريب عشرات الآلاف من الصور التي تعرضت للجثث إلى خارج سوريا، وتم الكشف عنها لأول مرة في عام 2014، لتصبح جزءًا من الأدلة ضد النظام. لم تكن هذه الانتهاكات عشوائية، بل كانت سياسة ممنهجة من أعلى المستويات في النظام.

وعندما سُئل سامي عن سبب قرار الخروج عن صمته، أجاب بأن الإجابة واضحة لكل السوريين، سواء داخل البلاد أو خارجها، مشددًا على أهمية مواصلة المحاسبة على هذه الجرائم.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

هل انتصرت غزة؟

شهدت الأيام الأخيرة تصاعدا دراماتيكيا في الأحداث الميدانية في قطاع غزة، وعلى مائدة المفاوضات، سعيا لنهاية مرحلية لمعركة طوفان الأقصى، والأخيرة شكلت تحولا استراتيجيا في مسار الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بعد أشهر طويلة من القتال العنيف؛ فالساعات الماضية كانت حبلى بالكثير من البوادر الإيجابية لنهاية هذه المواجهة الدموية، التي أظهرت القوة العظمى لإرادة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه وأرضه.

"طوفان الأقصى" يمثل لحظة فارقة في التاريخ الحديث للمنطقة، كما فتح الباب واسعا أمام تساؤلات عميقة بشأن مستقبل "إسرائيل"، وفيما يبدو فإن الصراع المستمر في الأراضي الفلسطينية دخل مرحلة جديدة قد تحمل في طياتها مفاجآت وتحولات في المشهد السياسي والعسكري، سواء على الصعيد الفلسطيني أو الإسرائيلي، بل وعلى مستوى المنطقة بأسرها.

"طوفان الأقصى" لم يكن طفرة عسكرية، بل جاء كنتيجة حتمية في سياق تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، ومقدسات الشعب الفلسطيني في القدس، بالإضافة إلى الحملات العسكرية المتواصلة ضد قطاع غزة. في هذا السياق، قررت فصائل المقاومة في غزة، على رأسها حركة حماس إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق غير مسبوقة في أدواتها وتكتيكاتها من أجل ردع الاحتلال، وتوجيه ضربة قوية قاصمة للجيش الإسرائيلي، وهو ما كان.

عندما نتحدث عن "انتصار غزة"، فإننا نتحدث عن صمودٍ أسطوري لشعب غارق في المعاناة والآلام، من حصار مستمر، وعدوان عسكري إسرائيلي متكرر، وخذلانٍ عربي، وتواطؤ غربي، فقطاع غزة -الذي يمثل نحو 1 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية- ليس مجرد رقعة جغرافية، بل هو رمزٌ للمقاومة، والإرادة التي لا تلين.

إذا كان النصر العسكري لا يتحقق في غزة بالحسم، بالنظر إلى تفاوت القوى العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، فإن غزة انتصرت في صمود أهلها وثباتهم على أرضهم، وانتصرت في إرغام الاحتلال على الجلوس على طاولة المفاوضات، وانتصرت بإخفاء عشرات الأسرى الإسرائيليين لخمسة عشر شهرا دون معرفة مصيرهم
على مدار الأشهر الماضية، ارتكب الاحتلال عدوانا شاملا على قطاع غزة، حمل معه دمارا هائلا وآلاما كبيرة على الصعيدين الإنساني والمادي، رغم ذلك، ظل الشعب الفلسطيني في غزة يواجه تلك التحديات بثبات، مما أوجد نوعا من الإصرار على عدم الاستسلام، ما دفع الاحتلال للتراجع خطوتين للخلف. فالشعب الفلسطيني في غزة بمقاتليه وسكانه، أعطى العالم دروسا في الثبات، ومن أن إرادة الشعوب لا يمكن كسرها بسهولة.

إتمام اتفاق وقف إطلاق النار يحمل دلالات هامة على الصعيدين الإقليمي والدولي، فعلى المستوى الإقليمي، تعكس الصفقة قدرة القوى الفلسطينية على تعزيز وحدة الصف في مواجهة التحديات الميدانية والعسكرية، وهي بذلك تفتح الطريق أمام تحركات سياسية جديدة تسهم في الضغط على الاحتلال لتقديم المزيد من التنازلات.

إذا كان النصر العسكري لا يتحقق في غزة بالحسم، بالنظر إلى تفاوت القوى العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، فإن غزة انتصرت في صمود أهلها وثباتهم على أرضهم، وانتصرت في إرغام الاحتلال على الجلوس على طاولة المفاوضات، وانتصرت بإخفاء عشرات الأسرى الإسرائيليين لخمسة عشر شهرا دون معرفة مصيرهم، رغم الاستعانة بطائرات التجسس الأمريكية والبريطانية على مدار الساعة في رصد تحركاتهم ومعرفة أماكن تواجدهم.

وانتصرت غزة حين أكدت المقاومة أنها باقية وتتمدد عكس ما كان يريد الاحتلال، في نهاية الأمر قد يكون السؤال الصحيح ليس "هل انتصرت غزة؟"، بل "متى سينتهي هذا الصراع ويُحقق للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة؟".

مقالات مشابهة

  • الأمن السوري ينجح في تحرير عناصره من فلول الأسد باللاذقية
  • الأمن السوري يحرر مختطفيه وقائد فلول الأسد يفجر نفسه
  • في مسقط رأس الأسد.. خطف وكمائن وقتلى مع الأمن السوري الجديد (فيديو)
  • فلول النظام يقتلون ويأسرون عناصر من الأمن السوري بريف القرداحة (شاهد)
  • هل انتصرت غزة؟
  • حاكمة المركزي السوري تتعهد بتعزيز استقلالية البنك.. ماذا عن رواتب الموظفين؟
  • حاكمة المركزي السوري تتعهد بتعزيز استقلال البنك.. ماذا عن رواتب الموظفين؟
  • وزير الخارجية السوري يعتزم التوجه إلى تركيا في أول زيارة رسمية
  • حاكمة المركزي السوري: البنك لديه ما يكفي لدفع الرواتب بعد زيادة 400%
  • تاج محل السوري: أعجوبة الأسد العالمية الثامنة