فيدان: أقنعنا روسيا وإيران بعدم مساعدة الأسد قبل سقوطه
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده أقنعت كلا من روسيا وإيران بعدم التدخل عسكريا في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة المسلحة، الذي أدى إلى إسقاط الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال فيدان في مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية إن "الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين، والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكريا في المعادلة.
وأضاف "بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء، عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة".
واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وإيران، لكان "انتصار المعارضة استغرق وقتا طويلا، وكان هذا الأمر سيكون دمويا"، وفق تعبيره.
وقال أيضا "لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد رجلا (يستحق) الاستثمار. فضلا عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك في العالم لم تعد هي نفسها".
وإثر هجوم استمر 11 يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة إدارة العمليات العسكرية فجر الأحد الماضي من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.
إعلانوخلال سنوات الصراع التي استمرت منذ عام 2011 وحتى سقوطه، كانت روسيا وإيران داعمتين رئيسيتين لنظام بشار الأسد، وتدخلتا عسكريا وماليا للحيلولة دون الإطاحة به مع تداعي نظامه عام 2012، عندما خسر معظم الأراضي السورية لصالح فصائل المعارضة، قبل أن تتدخل أطراف دولية في الصراع وتتغير خريطة السيطرة.
ولم تؤكد أو تنفي كل من موسكو وطهران ما أشار إليه الوزير التركي بشأن تدخل أنقرة للحيلولة دون مساعدة نظام الأسد قبل سقوطه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات روسیا وإیران
إقرأ أيضاً:
الحق يقال في أول مقابلة مع هاكان فيدان
بقلم : هادي جلو مرعي ..
تابعت المقابلة التي أجراها الزميل عدنان الطائي لحساب قناة utv وهي المقابلة الأولى من نوعها التي تجريها شبكة تلفزة عراقية مع وزير الخارجية التركي السيد هاكان فيدان، وهو أمر لافت حيث بقيت وسائل الإعلام العراقية، ولفترة ليست بالقليلة تروج لنوع من التزاحم غير الملائم في ملفات عدة، ويظهر تركيا كعدو محتمل للعراق بالرغم من اللقاءات المستمرة والتفاهمات السياسية، وإتفاقيات بلغت في زيارة واحدة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان الى بغداد 27 إتفاقية تخص المياه والزراعة والإسكان والإعمار والأمن ومكافحة الإرهاب، وتبادل تجاري كبير جدا، وحدود مشتركة، وعلاقات تاريخية نتيجة لتجاور لاينقطع، وثقافة مشتركة على المستويات الدينية والعرقية، ووجود أقليات على جانبي الحدود، حيث رفض الوزير الإشارات التي ترسلها بعض الجهات العراقية الى الجمهور بأن هناك حالة عداء تركية تجاه العراق. الزميل عدنان الطائي، وهو مقدم برامج عمل في قنوات فضائية عدة، وإستقر به المقام في قناة utv التي أسست قبل سنوات قليلة، ولكنها تفوقت على قنوات أخرى، وزاحمت بعضها على الريادة أدار الحوار مع رئيس الدبلوماسية التركية بعناية فائقة، وسأله في جملة محاور تتعلق بطبيعة الأوضاع على الحدود، والتحول الكبير في سوريا، ونوع العلاقة مع العراق، وهواجس الأمن والإرهاب، والتعاون المشترك في ملف الإقتصاد والمياه، ووجود الأقليات، والمخاوف التي عبرت عنها بغداد بعد زوال نظام الأسد، ووصول قوى قريبة الى تركيا الى السلطة، مع حجم التزاحم بين قوميات وطوائف سورية عدة، وقلق الحكومة العراقية من تطورات الأحداث خاصة وإن النظام الذي أطيح به كان حليفا لإيران والعراق، ورأي السيد فيدان بالحكومة العراقية، وعلاقة أنقرة بالقوى السياسية الفاعلة، خاصة القوى والأحزاب السنية والشيعية، والعلاقة المتطورة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني الذي وصفه بأنه يقوم بدور إيجابي، والخطوات التي يتبعها الرئيسان في مجال السياسة والأمن والعلاقات الخارجية، والخدمات التي تقدمها الحكومة العراقية في مجال البنية التحتية. واضح تماما تركيز وزير الخارجية التركي في حديثه ل utv على اهمية التعاون في مجال الأمن، مع إشاراته المتكررة للتهديد الذي يشكله حزب العمال التركي، ودعوة رئيسه عبدالله أوجلان لوقف العمليات العسكرية والإنخراط في عملية سلام دائمة، والتعاون الذي يبديه السوداني والبرزاني في مجال حل المشاكل الأمنية، ونظرة الرئيس أوردوغان الى الطوائف والقوميات في العراق، وهي نظرة متقدمة تنم عن حرص على تجاوز الخلافات، مع إنتباهة لضرورة أن لايكون هناك صدام مسلح يتسبب في مشاكل عميقة، منوها الى العلاقة التاريخية مع إيران بوصفها حليفا موثوقا في بعض الملفات، ومنافسا في ملفات أخرى مع الحرص على إبقاء قنوات إتصال مباشرة بين طهران وأنقرة، وإن تركيا قد أبلغت الرئيس السوري الجديد بأهمية العمل على جمع السوريين بكل مكوناتهم، وعدم التفريق بينهم، وإنهاء أي هاجس خوف من هذه الطائفة، أو تلك القومية لتكون سوريا مكانا آمنا للجميع.