مخاوف من تشكيل جديد للمنطقة بدءاً من المشهد السوري
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
كتب عمار نعمة في" اللواء": ما حدث لم يكن متوقعا، والأكثر غرابة انه حصل دراماتيكيا منذ اقل من ثلاثة اشهر، أي منذ بدء تنفيذ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مخططه في تغيير المنطقة من البوابة اللبنانية.
يشير كثيرون إلى ان هذا المخطط بدء تنفيذه في 17 ايلول الماضي، تاريخ عمليات البيجر ضد "حزب الله"، لكن شرارة الانطلاقة كانت مع اغتيال المسؤول العسكري البارز في الحزب فؤاد شكر في 30 تموز الماضي (حتى ان البعض يلفت الى ان الشرارة انطلقت مع مقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في 19 أيار الماضي).
مهما كان تاريخ هذا الانقلاب في المنطقة، إلا ان العملية الاسرائيلية الكبرى كان محضرا لها منذ زمن وكانت تنتظر الذريعة المناسبة لفتح المنطقة على تغييرات جذرية نشهدها اليوم مع سقوط النظام السوري، وهدفها المطلق اسقاط النظام في إيران مرورا بأجنحته في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن..
والحال ان نتنياهو خرج كالفائز الأكبر في كل ما يجري وبات كشرطي المنطقة الذي يسير في مخططه قدما احتلالا وتدميرا للدولة السورية بعد لبنان، حتى صار يرسم الجغرافيا السورية التي باتت تحت التقسيم المقنع، مع جديد يتمثل في توسيع ضمه للأراضي تحت العنوان الأمني لا سيما الجولان الذي اكد على اسرائيليته للمرة الأخيرة، وهو التطور الأخطر منذ اتفاقية فك الاشتباك للعام 1974.
وبذلك يكرس نتنياهو، الذي للمناسبة صدق مع جمهور في كل وعوده منذ شنه عمليته البربرية في غزة، إسرائيل الكبرى التي سعى إليها جاهدا، هذه المرة بالمعنى الفعلي العسكري الجغرافي وليس الرسمي.
مرد الخطورة هنا ان ثمة خشية حتى ضمن متعاطفين مع النظام الجديد، من مخطط اسرائيلي لضم منطقة السويداء الدرزية إلى الجناح الإسرائيلي تحت عنوان حماية الدروز من الانتقام. في موازاة منطقة تحت السيطرة التركية شبه الكاملة شمالا من الغرب حتى الشرق، وليست "هيئة تحرير الشام" الحاكمة اليوم هي فقط المساعد في ذلك بل الجيش الوطني وفصائل تحت الإمرة التركية المباشرة والتي تتولى اليوم ضرب التنظيمات الكردية.
في هذه الاثناء شرع الحكام الجدد بالبناء الداخلي. وهم برعوا في تفادي سيناريو العراق حيث حُلت الأجهزة والجيش وكل ما يتعلق بنظام البعث السابق وشكل ذلك وبالا على العراقيين قبل ان يحكموا سيطرتهم على الوضع الأمني، فسمحوا باستمرار مؤسسات الدولة السورية ولم يقتربوا من مقدرات الدولة والخزان البشري للنظام السابق. واولوياتهم في هذه اللحظة المفصلية، تأمين الأمن والمؤسسات، قمع الفساد، تحسين الرواتب، العمل على عودة اللاجئين، وضمان استقرار البلاد لجلب الاستثمارات في بلد مفلس وعدم تغيير القوانين في هذه المرحلة الانتقالية التي لا يربطون الوعود بمدتها الزمنية.
وهم يجاهرون بنقل تجربة حكومة ادلب لكن بلبوس جديد، مدني، معتدل، يكون مقبولا من الخارج خاصة الغرب.
أما الموقف العربي العام، المصري والخليجي خصوصا باستثناء قطر، فهو قلق إلى حد التوجس. ويخشى ان يكون الحكم الجديد اخوانيا وحتى قاعديا وداعشيا، وثمة مخاوف من تمدد اخواني ربما من البوابة الأردنية لكي يصبح على اعتاب الخليج ما يهدد مجتمعاته ما دفع بعض الدول الخليجية ذات النفوذ في سوريا إلى تحرك استباقي لمواجهة هذا الأمر.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اعدام جماعي لـ 54 جندياً وسط بادية حمص السورية
الجديد برس|
في تطور يربك المشهد السوري الجديد، عاد تنظيم داعش ليؤكد وجوده القوي في سوريا بتنفيذه إعدامًا جماعيًّا لـ54 جنديًّا سوريًّا.
هذا الحدث أثار تساؤلات حول مدى قدرة التنظيم على استعادة قوته وتأثيره، وفتح الباب أمام سيناريوهات مقلقة حول مستقبل سوريا والمنطقة.
ففي بادية حمص بالقرب من منطقة السخنة كانت مجموعة من الجنود قد فرّت من الخدمة في أثناء انهيار النظام، لكن قوات داعش كانت لهم بالمرصاد، إعدامٌ ميداني لـ54 جنديًّا حمل في طياته ملامح مرحلة حساسة تمر بها سوريا.
ويؤكد الخبراء أن “داعش استغل الفراغ الأمني والسياسي الناتج عن الصراع في سوريا وعن التحولات الأخيرة في المشهد لتعزيز وجوده وتنفيذ عمليات نوعية، فبعد سنوات من القتال لا تزال البادية السورية وغيرها من المناطق تشكل ملاذًا آمنًا للتنظيم”.
فيما اكد محللون ان “التنظيم يسعى بقوة للعودة إلى الواجهة، والتغيرات المتسارعة في سوريا تمثل تربة خصبة لداعش كي ينمو ويعمل، ما يهدد استقرار المنطقة بأكملها”.
فسيطرة هيئة تحرير الشام تُشكل دافعًا للتنظيمات المتطرفة للظهور، ومحاولة حجز مكان لها في المشهد المتغير، والتحولات الراهنة في مراكز القوى.
وفي السياق ذات، هناك من يرى أن غياب وجود جيش سوري قوي يوفر مساحة لتحركات التنظيم الذي لا يعمل من منطلق قوته الذاتية فحسب، بل بدعم من جهات دولية قد تكون لها مصلحة في إعادة خلط الأوراق داخل سوريا إن لم تكن تصب في مصلحتها.
خمس سنوات مضت على إعلان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة القضاء على داعش وما زالت فلول التنظيم تتحرك من حين لآخر، المرصد السوري لحقوق الإنسان وثّق تنفيذ خلايا التنظيم 27 عملية خلال شهر تشرين الثاني الماضي توزعت بين مناطق سيطرة “قسد” والجيش السوري.