هل على المرأة عدة إذا توفي زوجها قبل الدخول بها؟ .. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (رجل عقد على امرأة، ومات عنها قبل الدخول بها، وقبل حصول خلوة شرعية معتبرة، فهل يجب عليها أن تعتد؟ وكيف تكون عدتها؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن الشرع الشريف قد أوحب على المرأة التي توفي عنها زوجها إن كانت من غير ذوات الحمل أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام، يستوي في ذلك المدخول بها وغير المدخول، والصغيرة والكبيرة، ومن تحيض ومن لا تحيض، فكلهنَّ داخلات في عموم قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجًا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٍ وَعَشۡرًا﴾ [البقرة: 234].
قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (3/ 183، ط. دار الكتب المصرية) عند قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجًا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٍ وَعَشۡرًا﴾ [البقرة: 234]: [عدة الوفاة تلزم الحرة والأمة والصغيرة والكبيرة والتي لم تبلغ المحيض، والتي حاضت واليائسة من المحيض والكتابية دخل بها أو لم يدخل بها إذا كانت غير حامل، وعدة جميعهن إلا الأمة أربعة أشهر وعشرة أيام، لعموم الآية في قوله تعالى: ﴿يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٍ وَعَشۡرًا﴾] اهـ.
وقد ثبت حكم العدة أيضًا بالسُّنَّة المطهرة، ففي حديث زينب بنت أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» متفقٌ عليه.
وعلى ذلك تواردت نصوص فقهاء المذاهب الأربعة، وحُكي إجماعًا. ينظر: "المبسوط" للعلَّامة السرخسي الحنفي (6/ 30)، و"مِنَح الجليل" للعلَّامة عليش المالكي (4/ 311، ط. دار الفكر)، و"منهاج الطالبين" للعلَّامة النووي الشَّافعي (ص: 255، ط. دار الفكر)، و"المغني" للعلَّامة ابن قُدامة الحنبلي (8/ 115)، و"الإقناع في مسائل الإجماع" للعلَّامة ابن القطان (2/ 44، ط. الفاروق الحديثة).
هذا وتبدأ عدة من توفي عنها زوجها عقيب الوفاة مباشرة؛ لأنَّ سبب وجوب العدة الوفاة، فيُعتبر ابتداؤها من وقت وجود السبب، فإن لم تعلم بالوفاة حتى مضت العدة فقد انقضت عدتها.
قال العلامة أكمل الدين البابرتي الحنفي في "العناية شرح الهداية" (4/ 329، ط. دار الفكر): [ابتداء العدة في الطلاق عقيب الطلاق (وفي الوفاة عقيب الوفاة)؛ لأن سبب وجوب العدة الطلاق أو الوفاة (فيعتبر ابتداؤها من وقت وجود السبب)، فإن لم تعلم بالطلاق أو الوفاة حتى مضت مدة العدة فقد انقضت عدتها] اهـ.
وقال الشيخ محمد عليش المالكي في "منح الجليل" (1/ 174): [وأما عدة الوفاة فتحسب من يوم الموت] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "منهاج الطالبين" (ص: 256): [وعدة الوفاة: من الموت] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (8/ 106) في عدة الوفاة: [فصل: وتحسب العدة من الساعة التي فارقها زوجها فيها، فلو فارقها نصف الليل، أو نصف النهار، اعتدت من ذلك الوقت إلى مثله، في قول أكثر أهل العلم] اهـ.
وبناءً على ما سبق، وفي واقعة السؤال: فالواجبُ على المرأة التي توفي عنها زوجها قبل الدخول بها هو أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام بالتاريخ الهجري، وتبدأ في حساب هذه العدة من يوم وفاة زوجها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء خلوة شرعية الحمل الأرملة الزواج الزوجين العدة الوفاة المزيد عدة الوفاة
إقرأ أيضاً:
حسام موافى: تركيب الصمام لا يؤثر على قدرة الشخص على الإنجاب والعمر
قال الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، أن نسبة الوفاة بين الأشخاص الذين قاموا بتركيب صمام قلب ليست مرتفعة.
وأضاف حسام موافي خلال برنامج "رب زدني علمًا" على قناة "صدى البلد"، أن تركيب الصمام لا يؤثر على قدرة الشخص على الإنجاب، ولا ينعكس سلبًا على عمره.
وأشار حسام موافي إلى أن لكل فرد الحق في اختيار شريك حياته، وفي حال وجود أي مرض، سواء كان مزمنًا أو جراحيًا، فإن من حق الشخص المعني أن يقرر ما إذا كان سيستمر في العلاقة أو يرفضها.
حسام موافى ينفى ترويجه للأعشاب والمنتجات الطبيةأخبار التوك شو| حسام موافي ينفعل على الهواء.. تحذير عاجل من الأرصاد بشأن الطقس.. المفتي يطالب الحكومة بزيادة حملات التوعيةحسبى الله ونعم الوكيل .. انفعال حسام موافي على الهواء لهذا السببحسام موافى يكشف علاقة حمض الفوليك بالاصابة بالنقرسحسام موافى: علاج حالات الفشل الكبدي أو الكلوي يتطلب تشخيصا دقيقاالعمر بيد اللهوأكد حسام موافي أيضًا أن العمر بيد الله، ولا يمكن لأحد التنبؤ بموعد الوفاة، كما أن الأمراض أو التدخلات الجراحية قد لا تؤدي إلى الوفاة بشكل سريع.
وقال حسام موافي: "من نعم الله أنه أخفى موعد الموت عنا، فهي من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله، وهذه رحمة منه بنا، فنحن لا نعلم متى وكيف سنرحل".
وأشار حسام موافي إلى أن رفض بعض الفتيات أو الشباب للزواج بسبب وجود مشكلة صحية لدى الطرف الآخر، قائلاً: "ماذا لو أصيب أحد الزوجين بمرض خطير بعد الزواج؟ هل سيؤدي ذلك إلى الطلاق؟ يجب أن نؤمن بما كتبه الله لنا".