الكونغرس يبلغ آبل و غوغل بموعد إزالة تيك توك من المتاجر نهائيا
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
طالب رئيس لجنة مجلس النواب الأمريكي المعنية بالصين من رؤساء شركة "ألفابت" التنفيذيين، وهي الشركة الأم لغوغل وأبل، الاستعداد لحذف "تيك توك" من متاجر التطبيقات الأمريكية في 19 الشهر القادم.
وذكرت مجلة "فوربس"، أن أعضاء الكونغرس أكدوا في رسائل بعثت إلى "آبل" و"غوغل" وحتى "تيك توك" نفسه، أن حظر تيك توك قادم في كانون الثاني/ يناير ما لم تتدخل المحكمة العليا.
وسبق أن وجه رئيس لجنة الصين في مجلس النواب جون مولينار الجمهوري من ميشيغان، والعضو البارز راجا كريشنامورثي الديمقراطي من إلينوي، رسائل إلى الرؤساء التنفيذيين لشركات "آبل" و"غوغل" و"تيك توك"؛ لتذكيرهم بأن إبقاء تطبيق "تيك توك" متاحا عبر الإنترنت بعد 19 كانون الثاني/ يناير يعد انتهاكا للقانون.
وجاء في الرسائل لآبلب وغول: "لقد قدم الكونغرس وقتا كافيا (233 يوما)، وما زال العد مستمرا لبايت دانس الشركة الأم لتيك توك للعثور على مشتر للتطبيق. كما تعلمون، دون عملية بيع فإن الاحتفاظ بتطبيق "تيك توك" في متاجر التطبيقات غير قانوني"، وفقا للمجلة.
إظهار أخبار متعلقة
وبموجب القانون الأمريكي، يجب على "آبل" و"غوغل" اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان قدرتهما على الامتثال الكامل لهذا المطلب بحلول 19 كانون الثاني/ يناير 2025.
وتقول المجلة؛ إن "آبل" و"غوغل" إلى جانب شركات الاستضافة مثل "أوراكل" و"أمازون ويب سيرفيسز"، قد يواجهون غرامات ضخمة إذا استمرت في العمل مع "تيك توك" بعد الموعد النهائي للكونغرس.
وأردفت، أنه في حال عدم تمكن "تيك توك" من إقناع المحاكم الأمريكية بوقف سريان القانون، فستضطر "آبل" و"غوغل" إلى إزالته من متاجر التطبيقات في التاسع عشر من يناير، كما ستتوقف اتفاقيات "تيك توك" مع شركات السحابة الأمريكية، في خطوة قد تجعل بيانات المستخدمين الأمريكيين أكثر سهولة في الوصول إليها من الصين.
من جانبه كتب مولينار وكريشنامورثي رسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة "تيك توك" شو زي تشيو، يحثانه فيها على البدء في البحث عن مشتر، قالا: "نحث تيك توك على تنفيذ عملية بيع مؤهلة على الفور"، وقد أكدت "تيك توك" و"بايت دانس" في الملفات القانونية أنهما لا تستطيعان البيع ولن تبيعا.
وفي نيسان/ أبريل 2024، وقع الرئيس بايدن على قانون حماية الأمريكيين من التطبيقات الخاضعة لسيطرة خصوم أجانب، بهامش واسع من الدعم من كلا الحزبين السياسيين في الكونغرس.
ويطلب القانون من الشركة الأم الصينية لـ"تيك توك" بيع التطبيق لشركة غير صينية أو حظره في الولايات المتحدة.
إظهار أخبار متعلقة
وكان الدافع وراء ذلك، مخاوف من أن الحكومة الصينية قد تجبر الشركة الأم لـ"تيك توك" على استخدامه كأداة لمراقبة أو نشر الدعاية بين الأمريكيين.
وطعنت "تيك توك" في القانون أمام محكمة الاستئناف القوية في مقاطعة كولومبيا، مشددة على أن إجبار الأمريكيين على سحب استثماراتهم من مثل هذه المنصة الشعبية للاتصالات أو حظرها، يشكل انتهاكا لحق الأمريكيين المنصوص عليه في التعديل الأول في التواصل بالطريقة والمكان اللذين يرونهما مناسبين، لكن الشركة خسرت قضيتها؛ حيث قضت المحكمة الأسبوع الماضي بأن الكونغرس بإقراره القانون، "تصرف فقط لحماية" حقوقهم في التعبير "من دولة أجنبية معادية".
وتعهدت "تيك توك" بالاستئناف أمام المحكمة العليا الأمريكية.
والأربعاء، قالت وزارة العدل الأمريكية؛ إنه إذا نفذ الحظر في 19 الشهر القادم، فلن يحظر مباشرة الاستمرار في استخدام "تيك توك" من مستخدمي "آبل" أو "غوغل"، الذين قاموا بالفعل بتثبيت التطبيق، لكنها أقرت بأن الحظر المفروض على تقديم الدعم، سيجعل التطبيق في نهاية المطاف غير قابل للاستخدام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية تيك توك غوغل الولايات المتحدة الولايات المتحدة غوغل أبل تيك توك المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرکة الأم تیک توک
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك الرئيس الشريك لـ«ترامب».. رحلة صعود تثير قلق الأمريكيين
يصعد في السياسة بنفس سرعة صواريخه التي يطلقها في الفضاء، وأصبح جزءًا من صناعة القرار في الولايات المتحدة، بل ويتدخل في سياسات بعض الدول، تغيرات عدة طرأت على حياة الملياردير العالمي إيلون ماسك، مالك شركتي «سبيس إكس» و«تسلا»، والرئيس التنفيذي لمنصة التواصل الاجتماعي «إكس» خلال الأشهر الماضية، حتى أصبح شخصية محورية في أمريكا.
ربما كانت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حين كان مرشحًا للانتخابات الأمريكية في بلتر ببنسلفانيا، اللحظة الفارقة في حياة إيلون ماسك السياسية، فرغم معارضته السابقة لدونالد ترامب، إلا أنه أعلن بعد محاولة الاغتيال دعمه المطلق للمرشح الجمهوري، وبعد فوزه في الانتخابات، أصبح مقربًا من «ترامب»، كما حصل على وظيفة جديدة بإدارته.
تحاول «الوطن» في تحليلها الكشف عن الوظيفة الجديدة للملياردير الأمريكي، وتدخلاته المتكررة في السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وأيضًا تدخلاته في الدول الأوروبية وعلاقته مع الرئيس ترامب.
الوظيفة الجديدة.. وزارة الكفاءة الحكوميةبعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وبدء إعلانه عن أبرز المرشحين بإدارته، كلف إيلون ماسك بوظيفة جديدة لأول مرة داخل البيت الأبيض، وهي وزارة الكفاءة الحكومية، التي يرمز إليها بالأحرف «DOGE»، وهي اختصار لكلمة «Department of Government Efficiency» والتي ستعمل على إصلاحات اقتصادية وتقليل الإنفاق الحكومي الفيدرالي، وغيرها من المهام التي سيقودها «ماسك» رفقة رجل الأعمال الآخر فيفيك راماسوامي.
ما وزارة الكفاءة الحكومية DOGE؟وزارة الكفاءة الحكومية ليست وكالة حكومية رسمية ولن يكون لها سلطة رسمية لخفض الإنفاق الفيدرالي، لكنها تعتزم العمل مع المشرعين في الكونجرس ومكتب الإدارة والميزانية لمحاولة الحد من الإنفاق، لكن كيف خرجت فكرة الوزارة الجديدة إلى النور؟
قبل الإعلان رسميا عن تشكيل الحكومة، وخلف الأبواب المغلقة، كان دونالد ترامب ومستشاروه يتحدثون منذ أشهر عن تشكيل لجنة يقودها كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الأعمال لتفحص الإنفاق الحكومي، وفي عدة مناسبات، أعرب إيلون ماسك عبر منصته «إكس»، التي يستخدمها كمنبر لأفكاره وسياساته ودعم ترامب، عن اهتمامه بالانضمام إلى لجنة كفاءة الحكومة التي تهدف إلى القضاء على اللوائح والإنفاق غير الضروري.
وفي أغسطس الماضي، نشر «ماسك» صورة لنفسه جرى إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي خلف منبر يحمل علامة «إدارة كفاءة الحكومة»، مع الاختصار «DOGE»، قائلًا: «أنا على أتم الاستعداد للخدمة»، وبعد فوز دونالد ترامب أعلن تشكيل اللجنة رسميًا بقيادة ماسك ورامسوامي.
فريق صغير جديد في البيت الأبيضتقول مؤسسة مركز الدراسات التنظيمية بجامعة جورج واشنطن الأمريكية والخبيرة الاقتصادية سوزان دودلي، إنه حتى الآن لا يُعرف طبيعة عمل برنامج DOGE الجديد، ومن المرجح تقديم المشورة إليه من قبل «ماسك» و«راماسوامي» ولكن في الواقع سيجري تنفيذه من قبل الموظفين في مكتب الإدارة والميزانية، وربما من خلال فريق صغير جديد في جزء من البيت الأبيض.
ترى «سوزان»، خلال حديثها لـ«الوطن»، أن برنامج DOGE سيطلب توصيات من الجمهور حول المجالات التي يمكن للحكومة أن تكون أكثر كفاءة فيها سواء في البرامج التي تمولها أو أيضًا اللوائح التي تصدرها، أي التي تفرض تكاليف على القطاع الخاص والمجتمع المدني.
تحديات عديدة تواجه DOGEيختلف الجميع حول مقدار عدم الكفاءة في الحكومة، أو ما إذا كانت كبيرة جدًا، فإذا كانت الحكومة الفيدرالية كبيرة جدًا وغير فعالة، وإذا نجحت DOGE في تقليص حجمها وجعلها أكثر كفاءة، فسيفيد ذلك الاقتصاد الأمريكي، بحسب سوزان دودلي.
تحديات عديدة تواجه هذه الوزارة، وهي نفسها التحديات التي تواجه إيلون ماسك، الذي يعول عليه الأمريكيون بشكل كبير في استعادة قوة الولايات الاقتصادية وتقليص حجم الإنفاق الحكومي.
الخبير الاقتصادي والمدير السابق لمكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي دوجلاس هولتز إيكن، يقول لـ«الوطن»، إنه رغم اسم الوزارة التي سيديرها إيلون ماسك، فإن ليس لها أي صلة بالحكومة الفيدرالية، فهي على الأقل حتى الآن، شأن خاص تمامًا يديره إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، مشيرًا إلى أنها ستقدم اقتراحاتها وتوصياتها إلى مكتب الإدارة والميزانية «OMB» في البيت الأبيض.
يؤكد «إيكن» أنه يمكن لمكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض التأثير على اللوائح الصادرة عن الحكومة الفيدرالية، وسيتطلب الأمر قانونًا من الكونجرس لتغيير الإنفاق الحكومي الفيدرالي.
يضيف المدير السابق لمكتب الميزانية بالكونجرس، إن «DOGE» تحظى باهتمام هائل ويجب أن تؤثر توصياتها على أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ، وإذا نجحت في إبطاء نمو الإنفاق بشكل كبير واستقرار الدين الفيدرالي، فإن الاقتصاد الأمريكي ككل سينمو بشكل أسرع ويؤدي إلى مستوى معيشة أفضل، لكن «إيكن» أضاف جملة ربما تعني الكثير وهي «تأثير توصياتها على أعضاء مجلسي الكونجرس هو أمر مستبعد».
تضارب المصالح.. وإثراء ماسك لنفسهصعود نجم إيلون ماسك دفع البعض للتعبير عن مخاوفه بشأن إثراء ماسك لنفسه، وصعود أسهم شركاته مستفيدًا من وظيفته، وهنا يجب الإشارة إلى أن الدعم المادي الكبير الذي قدمه الملياردير العالمي لـ«ترامب»، الذي وصل إلى 277 مليون دولار، كانت أحد أبرز الأسباب وراء توليه وظيفته كونه شخصية مقربة منه.
خبراء في الاقتصاد الأمريكي تحدثوا لـ«الوطن» عن تضارب المصالح الذي قد ينشأ بين منصب «ماسك» وإمبراطوريته التجارية، لكن مستشاري «ترامب» حريصون على جلب قادة الشركات البارزين ورجال الأعمال لتجميع قائمة رفيعة المستوى داخل اللجنة.
يعود دوجلاس هولتز للحديث مرة أخرى حول ما إذا كان إيلون ماسك سيثري نفسه من خلاله وظيفته، قائلًا إن هناك قلق بالفعل من أن «DOGE» ستركز على اللوائح الخاصة بطبيعة عمل شركتي «تسلا» أي صناعة السيارات، و«سبيس إكس» أي الفضاء، ومنصة «إكس» وغيرها من المشاريع التجارية المرتبطة بإيلون ماسك، ومع ذلك، حتى الآن، لا توجد إجراءات أو تحركات عامة تدعم مثل هذا القلق.
يضيف: «أنفق ماسك مبلغًا هائلًا من المال لدعم حملة ترامب، والمشرعون يدركون تمامًا قدرته على دعم الحملات السياسية، وقد أدى هذا إلى رفع مكانته في السياسة الأمريكية».
يؤكد المدير السابق للجنة الميزانية بالكونجرس، أن أي اقتصاد في العالم يجب أن يستفيد من الإنجازات الريادية لأشخاص مثل إيلون ماسك، وستكون هناك حاجة إليه في المستقبل أيضًا، لكنه أشار إلى أن السؤال المهم في الوقت الحالي هو ما إذا كان قادرًا على توليد إجراءات تتحكم بشكل كبير في الإنفاق المستقبلي: «إذا كان الأمر كذلك، فسيكون ذلك شيئًا لم يحققه أي شخص آخر حتى الآن».
السعي لتحقيق مكاسب تجاريةيقول المسؤول السابق في الوزارة الدفاع الأمريكية والباحث أول في مركز شيكاغو للشؤون العالمية جوشوا بوسبي، إن إيلون ماسك لديه تضارب مصالح أساسي، فهو لديه مصالح مالية على المستوى الدولي والمحلي، ويسعى إلى تحقيق مكاسب تجارية في مواجهة المنافسين من خلال نفوذه داخل الحكومة الأمريكية، مضيفًا أنه تمكن من تضخيم قيمة صافي ثروته من خلال ارتباطه بـ«ترامب» وارتفاع قيم سوق الأسهم لشركاته.
لكن العلاقة بين الاثنين ربما لن تدوم طويلًا كما يرى البعض، منهم «بوسبي» الذي أكد أن «ترامب» سيمل من شخص يتظاهر بأنه رئيس مشارك غير منتخب وسوف يدفعه في النهاية إلى الخروج من مداره، ومن المرجح أن تكون هناك مشاكل بين «ترامب» و«ماسك»: «هناك رئيس واحد فقط ولن يرغب ترامب في أن يُنظر إليه على أنه لعبة ماسك».
ماسك يلازم الرئيس المنتخب كظلهمنذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، يظهر إيلون ماسك بجانبه باستمرار، سواء في منتجع بالم بيتش الخاص بترامب في فلوريدا أو المحافل الدولية، إذ سافر معه إلى باريس لحضور احتفال افتتاح كاتدرائية نوتردام، وهناك قابل ماسك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعزز علاقته به، كما شارك في اجتماعات ترامب الخاصة، والمكالمات الهاتفية، كما رافقه عندما التقى الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والجمهوريين في الكونجرس في واشنطن، وشارك في مكالمة مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي.
المثير للاهتمام أيضًا، أن إيلون ماسك لم يكن يدعم ترامب في الماضي، وسبق أن هدد بالانسحاب من المجالس الاستشارية للبيت الأبيض خلال ولايته الأولى، بعد أن قال الرئيس ترامب حينها، إنه سينسحب من اتفاقية باريس للمناخ.
يقول «إيكن» إنه من الواضح أن ترامب يستفيد من الدعم المالي الذي يقدمه ماسك ومكانته البارزة، مضيفا: «من غير الواضح ما الذي قد يحصل عليه ماسك من هذه العلاقة، وهو ما أعتقد أنه السبب الذي يجعل بعض الناس يشتبهون في أنه يستغل هذه الفرصة لوضع سياسات تصب في صالح مشاريعه التجارية».
إيلون ماسك.. الرئيس الثانيبرز اسم ماسك بشكل كبير أيضًا عن ترامب خلال الفترة الأخيرة، بل أن البعض اعتقد أنه هو من سيقود الولايات المتحدة وليس دونالد، فيما وصفه البعض بـ«الرئيس الثاني»، كما أطلقت عليه صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أنه يتصرف كرئيس، رغم أن الولايات المتحدة لم تنتخب إيلون ماسك.
المثير للجدل في العلاقة بينهما هو إيلون ماسك نفسه، ففي الماضي، قال «ماسك» إن «إكس» يجب أن يكون محايدًا سياسيًا لكي يستحق ثقة الجمهور، لكن الآن، أصبحت المنصة منبرًا للترويج لسياسة ترامب والحزب الجمهوري، وأصبحت موجزات الأخبار والموضوعات الشائعة التي تنظمها المنصة سياسية بشكل صريح.
ماسك يتراجع عن معتقداتهصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قالت إن تحول إيلون ماسك السياسي، والذي بدأ منذ نحو عامين، يكشف شيئًا واحدًا فقط، وهو استعداده التام للتراجع عن معتقداته التي عبر عنها علنًا، وليس هذا فحسب، بل أيضًا استمر «ماسك» في التناقض مع نفسه، إذ نشر خلال الأشهر التي سبقت الانتخابات إنه لن يمول أي من المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، لكن بعد ذلك، جرى الكشف عن ربع مليار دولار أمريكي قدمها للمرشح الجمهوري، وهو الأعلى قيمة بين كل المانحين، سواء لحملة ترامب، أو للمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس.
أمريكيون: نخشى من علاقة ترامب وماسكتحدثت «الوطن» مع بعض الأمريكيين حول علاقة «ماسك» و«ترامب»، وعبروا عن مخاوفهم من كون رجل أعمال يتحكم في السياسة الأمريكية لهذه الدرجة، تقول سابرينا مارتين، إن الكثير من الأمريكيين يشعرون بالقلق بشأن العلاقة بينهما: «ماسك أذكى من ترامب وهو ثري للغاية، ويحظى باهتمام أكبر من وسائل الإعلام خلال هذه الفترة، ولقد قرأت أن ترامب يشعر بالغيرة، وحتى لو لم يعد ماسك موضع ترحيب في شركة ترامب بثروته الهائلة، فلا يزال بإمكانه التأثير على السياسة».
بينما تقول أدريانا ويلر، إن إيلون ماسك هو وجه الرأسمالية الذي يخبر الرئيس المنتخب بما يجب عليه فعله، وترامب هو شريكه المستعد لأن كلاهما من المنتفعين من القطاع الخاص، مضيفة: «ما يريده ماسك هو السلطة لدعم ثروته، علاقتهما قد تدفع الناس إلى التمرد».
في حين قال آخرون، إن نوايا «ماسك» قد تكون مدفوعة بمعتقداته الشخصية، والعديد يرى أن التدخلات رفيعة المستوى من جانب المليارديرات الذين لديهم أجنداتهم الخاصة يمكن أن تكون إشكالية وربما ضارة بالمؤسسات الديمقراطية، ويتعين على الشخصيات المؤثرة أن تأخذ في الاعتبار الآثار الأوسع نطاقاً لأفعالها على المشهد السياسي وثقة الجمهور في العمليات الديمقراطية.
هل يصعد ماسك بقطاع الاتصالات؟لكن ماذا عن قطاع الاتصالات وإيلون ماسك؟ المحلل في قطاع الاتصالات في مؤسسة «نيو ستريت» للأبحاث ومؤسسة «بروكينجز» بلير ليفين، يقول لـ«الوطن»، إنه لم ير قط رجل اتصالات مساهم رئيسي في الإدارة الأمريكية ومن حيث التأثير على الرئيس، مشيرًا إلى أن «ذلك وضع غير مسبوق».
يقول «ليفين» الذي عمل سابقا في لجنة الاتصالات الفيدرالية بالولايات المتحدة، إن تأثير إيلون ماسك سيكون سياسيًا، بتحويل موارد الحكومة لربط المناطق ذات الكثافة المنخفضة من الألياف إلى الأقمار الصناعية، وسيؤثر على سياسة الطيف، لكنه لن يخلق أي طفرة في الطريقة التي يستخدم بها الأمريكيون خدمات الاتصالات بشكل عام.
ويضيف: «ستستفيد ستارلينك من تحويل موارد الحكومة لربط المناطق ذات الكثافة المنخفضة من الألياف إلى الأقمار الصناعية والاستفادة من التغييرات في سياسة الطيف لصالح مزودي الأقمار الصناعية»، مؤكدًا أن إيلون ماسك لم يحاول الحصول على وظيفة في إدارة ترامب، لكنه يريد أن يكون له تأثير من خلال اختيار السياسات والموظفين.
إيلن ماسك يستعرض قوتهكانت أولى القرارات التي استعرض من خلالها إيلون ماسك عضلاته في السياسة الداخلية الأمريكية، وهو الوحيد حتى الآن قبل عودة دونالد ترامب، يتعلق بمشروع الإنفاق الحكومي الذي أعده الجمهوريون نهاية العام الماضي، واستخدم منصته «إكس»، والتي يهاجم فيه من يريد ويبرز ما يراه مناسبًا، لرفضه القانون قائلًا: «لا ينبغي أن يتم تمرير هذا القانون»، وبعدها أعلن دونالد ترامب معارضته تمامًا للمشروع.
كان المشروع والذي يعرف بـ«القرار المستمر» يهدف إلى تأجيل الموعد النهائي لتمويل الحكومة من خلال استمرار الإنفاق بمستويات عام 2024 حتى مارس المقبل، وكسب المزيد من الوقت للكونجرس لوضع خطة ميزانية طويلة الأجل للسنة المالية 2025، وهو ما عارضه وهاجمه وسخر منه إيلون ماسك.
تدخل ماسك فيما يتعلق بقانون الإنفاق، دفع بعض الديمقراطيين إلى الإشارة إليه ساخرين باسم «الرئيس ماسك»، كما دفع أحد أعضاء الكونجرس الجمهوريين يوم الأحد إلى مقارنة ماسك برئيس الوزراء.
تأثير المليارير الأمريكيلم تسلم أوروبا من إيلون ماسك، وظهر تأثيره بعد ساعات فقط من فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، بعد أن شارك في مكالمة ثنائية مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، ثم قيل إنه قابل مسؤول إيراني بارز في نيويورك، وبعدها تحدث إليه الرئيس الإسرائيلي لمحاولة التأثير على ترامب بشان صفقة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، لكن ليس هذا كل الحكاية، ما يحدث في بريطانيا وألمانيا أكبر بكثير.
في منتصف شهر ديسمبر الماضي، وقف نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة اليميني المتطرف، مبتسمًا إلى جانب إيلون ماسك تحت صورة لدونالد ترامب في منتجع مار إيه لاجو، منزل الرئيس المنتخب في فلوريدا، وقيل حينها، إن ماسك استثمر 100 مليون دولار للحزب لمنافسة حزب العمال داخل بريطانيا، وأثار ذلك جدلًا في الداخل البريطاني.
أوروبا قلقة من ماسك.. وتدخلات متكررة لا تتوقفلكن الأكثر الإثارة، هو أن ماسك أعلن بشكل مفاجئ أن نايجل فاراج يجب أن يستقيل من زعامة حزب الإصلاح البريطاني اليميني، في محاولة منه لهز المؤسسة السياسية البريطانية مرة أخرى، وقال «ماسك» عبر منصته: «يحتاج حزب الإصلاح إلى زعيم جديد، فاراج لا يملك المؤهلات اللازمة»، ولا زال زعيم الحزب يحاول استمالة إيلون ماسك إلى صفوفه.
وفي ألمانيا يدعم إيلون ماسك حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب يميني أيضًا، بينما هاجمت الحكومة الألمانية «ماسك» مرارًا وتكرارًا لتدخله في السياسة الألمانية، خاصة مع قرب موعد الانتخابات الألمانية في فبراير المقبل.
يقول كارستن ويلاند، وهو دبلوماسي ومستشار في البرلمان الألماني، إن إيلون ماسك يمينيًا دائمًا، وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني يؤيد «ترامب»، لذلك يحاول مساعدتهما وسحق القوى السياسية الأخرى، مؤكدًا أنه يبحث عن فرصه الاقتصادية في صورة أوسع جنبًا إلى جنب مع السلطة السياسة، وهو اندماج خطير بين السلطة الاقتصادية والسياسية.
يضيف: «دوره لا علاقة له بالسياسة الخارجية، أعتقد أن ترامب يقدره تقديرًا عاليًا ولهذا السبب فهو يتبعه في كل مكان وترامب يسمح له بالذهاب إلى كل مكان، لكنني متأكد من أنه يسعى أيضًا إلى تحقيق مصالحه التجارية في نفس الوقت، ومن المثير للغضب أن يتدخل في العمليات الديمقراطية في البلدان مثل الانتخابات».
270 مليون دولار لدعم ترامب في الانتخابات الأمريكيةووفقًا لمسعود معلوف، السفير اللبناني الأسبق لدى واشنطن والخبير في الشأن الأمريكي، إن دعم إيلون ماسك لحملة ترامب الانتخابية بـ270 مليون دولار جعله مقربًا جدًا من الرئيس المنتخب لدرجة أن الكثير يطلقون عليه «الرئيس الشريك»، أي أنه يشاركه في الكثير من السياسات، وأحيانًا يتصرف من نفسه في أمور يعتقد أنها مفيدة لنفسه وللولايات المتحدة ولترامب.
ووصف «معلوف» تدخلات إيلون ماسك في سياسات بعض الدول الداخلية بأنها «غير لائقة»، مضيفًا: «دعم ماسك لليمين في ألمانيا أدى إلى توتر وانزعاج في برلين وهذا أمر غير مرغوب ولا أعتقد أن ترامب رحب بذلك، وإن كان ترامب من اليمين لكن في الوقت نفسه تصرفات ماسك تحرج الولايات المتحدة عالميًا، فليس من مصلحتها أن تظهر بأنها تتدخل في الانتخابات بإحدى الدول الأوروبية التي تعتبر من أقرب حلفائها، أي أن ماسك أحيانًا يتصرف تصرفات متسرعة قد لا تؤدي إلى أمور جيدة بالنسبة لعلاقات واشنطن العالمية».
بيتر ليفين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تافتس الأمريكية، يرى أن إيلون ماسك هو شخص يحول كميات غير مسبوقة من الثروة إلى سلطة، وهي ظاهرة عالمية، مشيرًا إلى أن «ماسك» يستفيد ماليًا من «ترامب»، فلديه العديد من المصالح التي تتأثر بحكومة الولايات المتحدة لكنه يرى أن علاقتهما لن تدوم طويلًا: «من المرجح أن يقرر ماسك أن ترامب عبء أكثر من كونه مساعدة، أنا مندهش من أنهما لا يزالان ودودين الآن ولا أتوقع أن تستمر علاقتهما».
وفيما يتعلق بتدخل «ماسك» في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، يقول: «النقطة الرئيسية هي أن ماسك منحاز إلى اليمين المتطرف، لذا سيكون ودودًا مع الحكومات والسياسيين اليمينيين ومعاديًا لليبراليين، وينطبق نفس الشيء عمومًا على الرئيس ترامب، إن التوتر الذي يقلقني ليس بين الولايات المتحدة ودول أخرى، بل بين الديمقراطية الليبرالية والفاشية الجديدة، أعتقد أن ماسك سيؤيد الفاشية الجديدة».
هل يصبح إيلون ماسك رئيسا للولايات المتحدة؟صعود نجم إيلون ماسك في السياسة الأمريكية وتحوله لصاحب قرار، دفع البعض لربما التساؤل، حول سعى رجل الأعمال في المستقبل ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة، وهو ما نفاه دونالد ترامب بالفعل، لكن هل يمكن أساسًا أن يكون رئيسًا؟
ديفيد باتيمان، أستاذ السياسة في جامعة كورنيل والخبير في الكونجرس، يقول لـ«الوطن»، إن القانون الأمريكي يمنع إيلون ماسك من الترشح للانتخابات، لأن هناك شرط دستوري ينص على أنه يجب على الرؤساء أن يكونوا مواطنين أمريكيين بالولادة، لكن ماسك مولود في جنوب إفريقيا.
وأكد «باتيمان»، أن ترشح ماسك للانتخابات في المستقبل لن يحدث إلا بتغيير الدستور، ولا يستطيع دونالد ترامب أو غيره تغييره، سواء كان للأفضل أو للأسوأ، وإذا حاول بالفعل، فمن المتوقع أن تقرر المحكمة العليا أن هذا الشرط غير دستوري، خاصة أن المحكمة العليا تهتم بنتائج السياسات أكثر من اهتمامها بأي شخص بعينه، كما يتعين على نائب الرئيس أن يكون مؤهلًا لتولي منصب الرئيس، لذا لا أعتقد أنه قد يصبح نائبًا للرئيس أيضًا.
ما الفرق بين إيلون ماسك وجون ماكين؟وسبق أن ترشح جو ماكين للانتخابات الأمريكية رغم أنه مولود في بنما وليس الولايات المتحدة، لكن «باتيمان» قال إنه لم يكن هناك أي استثناء لـ«ماكين»، فهو لم يولد في الولايات المتحدة، لكنه كان مواطنًا أمريكيًا عند الولادة لأنه كان ابنًا لمواطنين أمريكيين، إذ تنتقل الجنسية الأمريكية من خلال الوالدين أو بالولادة على أرض أمريكية.
كما أوضح أيضًا أن جو ماكين ولد في منطقة بنما، والتي كانت أيضًا تحت الولاية القضائية الأمريكية في ذلك الوقت، لكن النقطة الأساسية هي أن «ماكين» كان مواطنًا أمريكيًا بالولادة الطبيعية، بينما «ماسك» لم يكن أمريكيًا عند ولادته.