طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
الولايات المتحدة – طور فريق من الباحثين طريقة جديدة لمكافحة عدوى فيروس SARS-CoV-2، في خطوة قد تساهم في مواجهة تهديدات الفيروسات المستقبلية بشكل أسرع وأكثر فعالية.
في ديسمبر 2021، كان عقار “باكسلويد” بمثابة نقطة تحول في مكافحة جائحة “كوفيد-19″، حيث أثبت فعاليته في علاج الملايين. ومع ذلك، يعترف الباحثون أن هذا العقار، مثل غيره من مضادات الفيروسات، قد يفقد فعاليته في المستقبل بسبب مقاومة الأدوية.
وتتمثل الطريقة في فئة جديدة من مضادات الفيروسات التي تستهدف إنزيمات أساسية لا تقتصر على فيروس “سارس”، بل تشمل أيضا فيروسات أخرى مثل الإيبولا وحمى الضنك، بالإضافة إلى فيروسات الحمض النووي المتكاثرة في السيتوبلازم مثل الجدري.
ودرس الباحثون في مختبر قائد الدراسة من جامعة روكفلر، توماس توشل، إنزيمات “ميثيل ترانسفيراز” التي تلعب دورا رئيسيا في تكاثر العديد من الفيروسات، بما في ذلك فيروس SARS-CoV-2. وتعمل هذه الإنزيمات على تعديل أغشية الحمض النووي الريبي الخاصة بالفيروس، ما يساعده على التهرب من دفاعات الجهاز المناعي. وقد أظهرت الدراسة أن هذه الإنزيمات تمثل هدفا واعدا للعلاج المضاد للفيروسات.
ويقول توشل: “عملنا يثبت أن إنزيمات “ميثيل ترانسفيراز” هي أهداف علاجية، ما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة لمكافحة الفيروسات التي كان لدينا أدوات محدودة لمكافحتها سابقا”.
وعلى الرغم من أن معظم مضادات الفيروسات، بما في ذلك “باكسلويد”، تركز على تعطيل “بروتياز”، وهو إنزيم مختلف يكسر البروتينات في الفيروس، إلا أن توشل وفريقه نظروا إلى أبعد من ذلك. واعتقدوا أن الفيروسات ستكون أقل عرضة للهروب من العلاج الذي يستهدف إنزيمين فيروسيين مختلفين في وقت واحد.
وبعد فحص 430 ألف مركب في بداية الوباء، اكتشف الباحثون مجموعة صغيرة من المركبات التي تثبط “ميثيل ترانسفيراز NSP14” الموجود على الغطاء الفيروسي. وتم تحسين هذه المركبات كيميائيا، وأثبتت فعاليتها في تجارب خلوية وفي الفئران ضد “كوفيد-19″، حيث كانت فعالية هذه المركبات مماثلة لفعالية عقار “باكسلويد”.
وتشير النتائج إلى أن المجموعة الجديدة تستهدف الفيروس بشكل انتقائي دون التأثير على العمليات الحيوية في الجسم، ما يعني أنه من المحتمل أن تكون له آثار جانبية ضئيلة.
ومع ذلك، يحذر توشل من أن مجموعة المركبات لا تزال في مرحلة البحث وتحتاج إلى تحسينات إضافية قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام البشري.
وفي المستقبل، يخطط مختبر توشل لتوسيع نطاق هذا البحث لاستكشاف مثبطات لفيروسات أخرى مثل الفيروس المخلوي التنفسي وفيروسات الفلافونويد مثل حمى الضنك وزيكا، بالإضافة إلى العدوى الفطرية.
ويقول توشل: “يفتح هذا العمل الباب لاستهداف العديد من مسببات الأمراض، ويعد فرصة جديدة للاستعداد للأوبئة المستقبلية”.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
حلول مبتكرة لمعالجة تحديات الهجرة غير الشرعية من خلال “مؤتمر الشباب حول الهجرة”
نظمت اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة مؤتمرًا بعنوان "مؤتمر الشباب حول الهجرة غير الشرعية"، وذلك في إطار مشروع "التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية في مصر"، الممول من الجانب الهولندي.
جاء ذلك في إطار تنفيذ خطة العمل الوطنية الرابعة 2024-2026 المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية 2016-2026، والتي أُطلقت تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في أكتوبر الماضي.
يهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز وعي الشباب المصري والمهاجرين الأجانب المقيمين بمصر بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وتسليط الضوء على البدائل الآمنة التي توفرها أجهزة الدولة، مثل فرص العمل والتدريب ودعم المشروعات. كما يركز المؤتمر على بناء قدرات الشباب وتنمية مهاراتهم بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل، من خلال جلسات نقاشية وورش عمل متخصصة تجمع ممثلين عن الجهات الوطنية، منظمات دولية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص.
وأكدت السفيرة نائلة جبر، اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، على أهمية مشاركة الشباب في معالجة تعقيدات الهجرة، وأنهم قادة المستقبل في مجتمعنا، وشددت على أن أصواتهم وأفكارهم وأفعالهم حاسمة في تشكيل السياسات والاستراتيجيات لمكافحة الهجرة غير الشرعية بشكل فعال.
كما أكد كارلوس أوليفر كروز، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة مصر، أن هدف هذا المؤتمر هو المساهمة في جهود حكومة مصر لمعالجة الهجرة غير النظامية، من خلال توفير منصة للشباب، بما في ذلك المهاجرين، لتبادل المعرفة وتبادل الخبرات بشأن دوافع الهجرة غير النظامية والمخاطر المرتبطة بها ومعالجة الأسباب الجذرية، وعلى مدار يومي المؤتمر، ستتواجد أجنحة للعديد من الجهات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني التي تقدم فرصًا للشباب، حيث سيتمكن المشاركون من التعرف على كيفية التقديم والاستفادة من هذه الفرص.
واختتم المؤتمر بعرض التوصيات الرئيسية التي يقدمها المشاركون الشباب، متضمنة السبل الفعّالة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والتصدي للتصورات الخاطئة عنها، وتعزيز البدائل الآمنة للشباب، كما سيتم في إطار المؤتمر اختيار من 20 إلى 30 شابًا ليكونوا "سفراء الشباب" لنشر الوعي بمخاطر الهجرة غير الشرعية في مجتمعاتهم وإحداث تأثير إيجابي.
هذا ويُعد المؤتمر منصة فريدة لتمكين الشباب وتشجيعهم على تبني حلول مبتكرة لمعالجة تحديات الهجرة غير الشرعية، مع التركيز على تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والدولية والمجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.