الصين تخطط لإطلاق قطار “أسرع من الطائرات”!
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
الصين – تعمل الصين على تطوير قطار فائق السرعة يمكنه السفر بسرعة 1000 كيلومتر في الساعة تقريبا (621 ميلا في الساعة) أثناء “التحليق في الهواء” مغناطيسيا فوق السكك الحديدية.
ويعمل مهندسو السكك الحديدية في الصين على إطلاق أول قطار “هايبرلوب” يعمل بكفاءة في العالم خلال عقد من الزمن، أي ليس فقط كتصور أو نموذج تجريبي.
والهايبرلوب هو نظام نقل فائق السرعة يعتمد على أنابيب مغلقة منخفضة الضغط (تشبه فراغا جزئيا)، حيث يتحرك القطار داخل هذه الأنابيب بسرعات عالية جدا. وتستخدم التقنية قوة الرفع المغناطيسي، المعروفة بـ”ماغليف” (Maglev)، أو تقنيات مشابهة لتقليل الاحتكاك وزيادة السرعة.
وباستخدام تقنية قوة الرفع المغناطيسي الحالية، يمكن للقطارات فائقة السرعة في المستقبل أن تسافر بسرعة تفوق سرعة الطيران.
وتسعى ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم إلى بناء شبكة ضخمة من القطارات المغناطيسية لتقليص أوقات السفر.
ولدى الصين بالفعل خطان للقطارات المغناطيسية متوسطة السرعة إلى منخفضة السرعة، لكن الحكومة تركز الآن على تطوير نسخة عالية السرعة.
وحاليا، أسرع قطار يعمل في العالم هو “ماغليف شنغهاي” (Shanghai maglev) الذي يمكنه السفر بسرعة قصوى تبلغ 268 ميلا في الساعة (431 كم/ساعة). ويستطيع هذا القطار قطع المسافة البالغة 19 ميلا بين محطة “لونغيانغ” في شنغهاي ومطار “شنغهاي بودونغ الدولي” في أقل من ثماني دقائق.
وتسمح تقنية الرفع المغناطيسي للقطارات بالتحليق فوق السكة الحديدية، ما يخلق رحلة أكثر سلاسة وهدوءا، وفقا لموقع Railwaytechnology.com.
ومن المتوقع أن تسافر قطارات “هايبرلوب” عالية السرعة داخل أنبوب شبيه بالفراغ لزيادة السرعة وتقليل الاصطدام بالعوائق.
ومع ذلك، فقد ثبت أن السرعة العالية تمثل تحديا لاتصالات الهواتف المحمولة 5G، حيث أن القطار يتحرك بسرعة، ما يجعل الشبكات الحالية غير قادرة على استيعاب الاتصال بسرعة بين القطارات والمحطات القاعدية دون حدوث تقطع في الخدمة أو تأخير في نقل البيانات، وفقا لموقع Interesting Engineering.
ولحل هذه المشكلة، اقترح المهندسون تركيب كابلين متوازيين على الجدار الداخلي لأنبوب “ماغليف” عالي السرعة، وفقا لصحيفة South China Morning Post.
وتسعى المدن الصينية للحصول على الموافقة لبناء أول خط تجاري لأنابيب “ماغليف” الفراغية، والمعروف أيضا بـ”هايبرلوب”.
وتطمح الصين إلى افتتاح أول “هايبرلوب” بحلول عام 2035. ومع ذلك، فقد تم انتقاد “الهايبرلوب” باعتباره غير واقعي بسبب التكاليف العالية التي ينطوي عليها الحاجة إلى بناء بنية تحتية للسكك الحديدية جديدة بالكامل، حيث لا يمكن لقطارات الرفع المغناطيسي عالية السرعة استخدام السكك الحديدية الحالية.
ويُعتقد أن الصين هي الدولة الوحيدة التي تعمل بنشاط على تقدم هذه التقنية بعد أن تخلى عنها إيلون ماسك العام الماضي، وفقا لموقع Interesting Engineering. بينما واصلت بعض الشركات التجارية، مثل Swisspod، اختبارات “الهايبرلوب”.
المصدر: مترو
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
تغيرات في نواة الأرض.. كيف تؤثر على المجال المغناطيسي؟
كشف علماء في دراسة جديدة، أنّ: نواة الأرض الداخلية قد تكون تعرضت لتغيرات في شكلها على مدار العشرين عامًا الماضية، وهو ما يشير إلى ظواهر توصف بـ"الغامضة" في قلب كوكبنا. وعادةً ما يُعتقد أن نواة الأرض الداخلية تشبه الكرة، ولكن الأدلة الجديدة ترجّح أن حوافها قد تشوهت بمقدار 100 متر أو أكثر في بعض الأماكن.
البحث الذي قاده البروفيسور من جامعة جنوب كاليفورنيا، جون فيدال، يركّز على التغيرات في سرعة دوران النواة الداخلية للأرض. ففي عام 2010، لوحظ تباطؤ في دوران النواة، قبل أن تعود للسرعة الطبيعية، وهو ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التباطؤ والظروف التي تؤثر على حركة النواة.
ويُذكر أن النواة الداخلية للأرض تُعتبر من أهم المكونات في كوكبنا، إذ تلعب دورًا حيويًا في توليد المجال المغناطيسي الذي يحمي الحياة على سطح الأرض من إشعاعات الشمس القاتلة. هذه النواة تدور بشكل مستقل عن النواة الخارجية السائلة وعن باقي كوكب الأرض، مما يجعلها جزءًا بالغ الأهمية في النظام البيئي للكوكب.
ويعتقد العلماء أنّ: التغيرات في شكل النواة قد تكون ناتجة عن التفاعل بين النواة الداخلية الصلبة والنواة الخارجية المعدنية السائلة، التي تلامس بعضها البعض عند درجات حرارة هائلة. ويُحتمل أن هذا التلامس يكون قد تسبّب في تشوهات عند الحواف، وهو ما يفسر التغيرات التي لوحظت في سرعة دوران النواة الداخلية.
واستخدم فيدال وفريقه تقنيات حديثة لقياس الموجات الزلزالية التي تمر عبر الأرض، والتي يمكن أن تقدم دلائل عن تركيب المادة في أعماق كوكبنا، عبر تحليل الموجات الزلزالية التي تكررت في نفس الأماكن على مدار الأعوام من 1991 حتى 2023، تمكّن العلماء من رصد التغيرات في النواة الداخلية.
وتتعلق إحدى النتائج المثيرة التي طرحتها هذه الدراسة بالاهتزازات التي حدثت في المجال المغناطيسي للأرض خلال العقود القليلة الماضية. فيما يعتقد بعض العلماء أن التغيّرات التي رُصدت في النواة الداخلية قد تكون مرتبطة بتلك الاهتزازات، ما يثير تساؤلات عن مستقبل المجال المغناطيسي ومدى تأثير هذه التغيرات عليه.
كذلك، أكد فيدال أنّ: "هذا الاكتشاف قد يُساهم في توفير رؤى جديدة حول خصائص المواد الموجودة في النواة الداخلية، مثل لزوجتها، والتي ما زالت تعتبر واحدة من أكثر المسائل غموضًا في علوم الأرض".
على الرغم من أن هذه التغيرات لا تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للبشر، إلا أن فهم كيفية عمل نواة الأرض يبقى أمرًا حاسمًا لفهم المستقبل البعيد للكوكب. فمع مرور ملايين السنين، ستتحول النواة السائلة إلى نواة صلبة تمامًا، ما سيؤدي إلى توقف المجال المغناطيسي عن العمل، وهو ما سيجعل الأرض غير صالحة للحياة.
ومع ذلك، أكد فيدال أنّ: "الحديث عن توقف النواة عن الدوران أو تغيرها بشكل كبير في المستقبل القريب أمر مبالغ فيه، حيث أن هذه النتائج لا تزال قيد الدراسة ويجب توخي الحذر عند التفسير النهائي لهذه الظواهر".