كيف تؤثر مهارات القراءة على دماغنا؟
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
السويد – كشفت دراسة جديدة، منشورة في مجلة Neuroimage، أن القراءة تؤثر بشكل كبير على بنية الدماغ.
وفي دراسة شملت أكثر من 1000 مشارك، تم تحليل بيانات الدماغ لاكتشاف الاختلافات بين القراء الماهرين وغير الماهرين. وأظهرت النتائج أن هناك مناطق دماغية معينة، خاصة في النصف الأيسر، مرتبطة بشكل كبير بقدرة القراءة.
وركزت الدراسة على منطقتين في النصف الأيسر للدماغ، هما الفص الصدغي الأمامي والتلفيف هيشل، حيث يعتبران حاسمين في معالجة اللغة. ويساعد الفص الصدغي الأمامي، على وجه الخصوص، في ربط وتصنيف المعلومات ذات المعنى، مثل ربط شكل الساق أو حركتها عندما نقرأ الكلمة “ساق”. بينما التلفيف هيشل، الذي يحتوي على القشرة السمعية، يساعد في معالجة الأصوات، وهو ما يعتبر أساسيا لربط الحروف بالكلمات.
وتبين أن القراء الماهرين كانوا يملكون مساحة أكبر في هذه المناطق الدماغية مقارنة بالقراءة الأقل مهارة، ما يسهل عليهم فهم الكلمات والنصوص.
وقال الباحثون إن ما قد يبدو غير بديهي هو العلاقة بين القراءة والقشرة السمعية، وهي منطقة مسؤولة عن معالجة الأصوات. فرغم أن القراءة تعتبر مهارة بصرية في الأساس، فإن القدرة على ربط الحروف بالأصوات تعتبر أساسا لتطوير مهارات القراءة. لذا، فإن الوعي الصوتي يعد مهارة حيوية تبدأ منذ الطفولة وتساعد في تعلم القراءة.
وتم ربط التلفيف هيشل الأيسر الأكثر سمكا بمهارات قراءة أفضل، في حين أن التلفيف الأيسر الأرق كان مرتبطا بعسر القراءة، ما يبرز دور هذه المنطقة في تمكين الدماغ من معالجة الأصوات والكلمات بشكل أفضل.
وتشير الدراسات إلى أن القشرة السمعية في النصف الأيسر تحتوي على المزيد من الميالين، وهو مادة دهنية تساهم في تسريع الإشارات العصبية. وهذا العزل العصبي يساعد الدماغ على معالجة المعلومات بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وفي المقابل، يعتبر الفص الصدغي الأمامي هو المنطقة الأكثر سمكا في الدماغ، حيث يقوم بدمج المعلومات المعقدة، ما يساعد على تعزيز مهارات القراءة والتفكير النقدي.
ويتغير الدماغ عندما نتعلم مهارات جديدة أو نمارس المهارات المكتسبة. وعلى سبيل المثال، لوحظ أن سمك القشرة في مناطق اللغة يزداد لدى الأشخاص الذين درسوا اللغة بشكل مكثف. وبالمثل، يُحتمل أن القراءة تساهم في تطوير بنية التلفيف هيشل والفص الصدغي لدى الأفراد.
وإذا أصبحت القراءة مهارة أقل أهمية في المستقبل، فقد تؤثر هذه التغيرات في الدماغ على قدرتنا على تفسير وفهم العالم من حولنا وعقول الآخرين. وفي النهاية، تُظهر هذه الدراسة أن القراءة ليست فقط نشاطا شخصيا، بل هي أيضا وسيلة لتطوير الدماغ وتعزيز قدرتنا على التفكير المعقد والفهم العميق.
التقرير من إعداد مايكل رول، أستاذ علم الأصوات في جامعة لوند.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: أن القراءة
إقرأ أيضاً:
محافظ القاهرة يتفقد مكتبة «إقرأ نون السحار» والمخصصة للقراءة المجانية لطلاب المدارس بمدينة نصر
أجرى اليوم الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة مكتبة " اقرأ نون السحار " بمدينة نصر والتي تقدم خدمة القراءة المجانية، حيث التقى بمجموعة من طلبة وطالبات المدارس الذين عبروا عن سعادتهم لوجود مكتبات مجانية بهذا المستوى المتميز الذى يشبع لديهم هواية القراءة بالمجان.
وأكد محافظ القاهرة أن المكتبة التى تشهد إقبال كبير من الطلاب والشباب تمثل خطوة مهمة نحو تفعيل توجيهات القيادة السياسية الرامية لتعزيز البنية الثقافية والتعليمية في مصر، وذلك ضمن رؤية الدولة لتأصيل الثقافة وتنمية المجتمع بما يخدم أهداف الوطن التنموية، فهذه المكتبة تُمثل إضافة نوعية لمكتبات مصر العامة، حيث تقدم بيئة محفزة على القراءة والمعرفة، وتوفر فرصًا واسعة لجميع أفراد المجتمع للوصول إلى روافد الثقافة والعلوم.
وأضاف الدكتور إبراهيم صابر أن هذه المكتبة التي أقامتها الدولة، تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بنشر المكتبات العامة في الأحياء كافة، إيمانًا منه بأهمية الدور الذي تقوم به المكتبة في نشر الوعي، وتعميق المعرفة والعلم، وكذلك لتشجيع النشء على القراءة والبحث ورفع المستوى الثقافي".
وأشار محافظ القاهرة، إلى أن المكتبة تقوم بتقديم مواد تعليمية متميزة وخدمات ثقافية موجهة لجميع الفئات العمرية والمجتمعية في المنطقة بهدف نشر الثقافة والمعرفة، بما يعزز الثقافة العامة ويشجع على التعلم المستمر، ويجعل المكتبة مركزًا للابتكار الفكري والثقافي.
وتقع المكتبة على محور شينزو أبي، بمدينة نصر، وتبلغ مساحتها الكلية 625 مترًا مربعًا، منها 105 مترًا مربعًا مخصصة للقراءة للكبار، و16 مترًا مربعًا مخصصة للأطفال، كما تضم المكتبة مساحة خارجية تصل إلى 300 متر مربع، وتخصص كحديقة مفتوحة، وتحتوي على 6000 كتاب في مجالات المعرفة كافة.