أستاذة اقتصاد سياسي: إعادة إعمار سوريا تحتاج 100 مليار دولار كبداية
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
علقت الدكتورة زينة منصور، أستاذة الاقتصاد السياسي، على وضع الاقتصاد السوري واحتمالية إعادة إعمار سوريا، مشيرة إلى أنه لا يوجد مستحيل إذا توفرت الموارد المالية اللازمة لإعادة بناء وترميم البنية التحتية والدمار الذي لحق بالمحافظات السورية.
الخارجية: هناك رغبة مصرية صادقة في مساعدة سوريا (فيديو) مصطفى بكري: الأطراف الخارجية سيكون لها تدخلات في سوريا بالمرحلة المقبلة (فيديو)وأكدت خلال لقائها في قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الخسائر تتراوح بين 500 مليار دولار إلى تريليون دولار (1000 مليار)، وكبداية تحتاج سوريا لإعادة الإعمار إلى حوالي 100 مليار دولار، وتساءلت: «هل من الممكن إعادة إعمار سوريا مرة أخرى؟»، مشيرة إلى أن الإجابة على هذا السؤال تتوقف على القرار السياسي والإرادة السياسية، بالإضافة إلى حجم الضغوط الدولية الإيجابية التي قد تؤدي إلى الوصول إلى تسوية سياسية تمكن من بدء مشروع إعادة البناء، وهو ما يتطلب تمويلًا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأوضحت أن السيطرة النفطية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من التسوية الدولية والتوافق بين القوى الفاعلة على الأراضي السورية، مثل الدورين الروسي والأمريكي.
وأشارت إلى أنه في الفترة القادمة سيتم العمل على إعادة هيكلة النظام السوري، والعودة إلى القرارات الدولية من أجل بناء سوريا من جديد، وتشكيل النظام الجديد وإعداد الدستور.
وأضافت أن سوريا تحتاج إلى إعادة هيكلية سياسية واقتصادية، بالإضافة إلى إعادة الإعمار الذي يتطلب مساعدات دولية وصناديق تمويلية، وكذلك عودة ملايين السوريين المنتشرين في مختلف أنحاء العالم إلى وطنهم.
ولفتت إلى أن دول الخليج العربي تقدم يد العون لإعمار سوريا، بشرط عودة السوريين إلى وطنهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سوريا إعمار سوريا اقتصاد سوريا النظام السوري بوابة الوفد إلى أن
إقرأ أيضاً:
مستقبل الاقتصاد السوري
13 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة:
مستقبل الاقتصاد السوري في ظل التحرير بين اعادة الاعمار والعقوبات
حوراء الياسري
الاقتصاد في سوريا صعب ومعقد، ويتأثر بالعديد من الأمور مثل النزاعات، الأوضاع الأمنية، العقوبات، وعمليات إعادة البناء. وهناك بعض المؤشرات المهمة التي تحدد طبيعة الاقتصاد السوري في القريب المنظور
*الاستقرار الامني
عندما تنخفض حدة النزاع في بعض المناطق، قد تبدأ سوريا في التركيز على جهود إعادة البناء، وهذا يحتاج إلى استثمارات كبيرة ومساعدة من الدول الأخرى.
يمكن أن تعمل الحكومة السورية الجديدة على جذب المستثمرين الأجانب، خصوصًا في المجالات المهمة مثل الطاقة والمشاريع الأساسية.
*التأثيرات الاقتصادية في المنطقة
*العلاقات مع الدول القريبة، خاصة مع دول الخليج أو تركيا، يمكن أن تؤثر في الاقتصاد في سوريا.
*العقوبات الاقتصادية
العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على الحكومة السورية قد تستمر في إعاقة الاقتصاد، لأنها تؤثر في التجارةوالاستثمار.
*الأوضاع المعيشية
الأزمة الاقتصادية الحالية تقلل من فرص الحياة لدى الناس، مما يؤثر في استهلاكهم والنمو الاقتصادي.
*اقتصاد الظل ” الكبتاغون “
بما في ذلك تجارة الكبتاغون، يؤثر إلى حد بعيد على الاقتصاد السوري، خاصة في الأوقات الصعبة التي تعيشها البلاد.
هذه التجارة وغيرها من الأنشطة غير القانونية تساهم في دخول عملة صعبة إلى البلاد، وهذا يمكن أن يعطي تأثيرًا جيدًا لفترة وجيزة عن طريق زيادة الأموال المتاحة في السوق المحلي.
يمكن أن يؤثر اقتصاد الظل على الاقتصاد الرسمي بشكل سلبي، حيث تتجنب الكثير من الشركات دفع الضرائب أو الالتزام بالقوانين. وهذا يقلل من إيرادات الحكومة، ويؤثر على نحو سيئ على الخدمات العامة.كما ان تجارة الكبتاغون وتهريب المخدرات تزيد الفساد في الحكومة والأمن. هذا الفساد يمكن أن يضعف الدولة أكثر، ويستمر في الاقتصاد غير القانوني.
بالإضافة إلى مشاكل اجتماعية وصحية كبيرة. فهي تزيد نسبة الإدمان والجرائم، مما يؤثر سلباً على المجتمع والاقتصاد.
يمكن ان تستفيد الجماعات المسلحة من الأنشطة الاقتصادية غير الرسمية، مما يساعد على استمرار النزاع وعدم الاستقرار. هذا يعرقل جهود إعادة البناء والتنمية الاقتصادية الشاملة.لذا، على الرغم من أن اقتصاد الظل قد يقدم بعض المكاسب المالية السريعة، إلا أن نتائجه على المدى الطويل تعتبر خطيرة وغير قابلة للاستمرار. كل هذه المؤشرات تؤثر بشكل رئيسي على اهم ملف من ملفات الحكومة السورية الجديدة وهو ملف إعادة الإعمار،حيث تشهد العديد من المدن والمناطق في سوريا حاجة ماسة إلى إلى إعادة بناء أساسياتها مثل المنازل والطرق والخدمات العامة.
ان مستقبل إعادة الإعمار في سوريا يعتمد على الاستقرار السياسي والأمني ،والتمويل، كما اسلفنا ليتسنى للحكومة الجديدة ان تحقق تقدمًا في هذا المجال،حيث ان استمرار النزاعات، أو ظهور توترات جديدة،يعيق جهود الإعمار وستتأثر سلبًا. اما بخصوص التمويل قد يكون من الصعب الحصول على هذه الأموال؛ بسبب العقوبات الاقتصادية على النظام السوري.
لذا لابد من رفع العقوبات المفروضة على سوريا
لفتح المجال امام الاستثمار الأجنبي الذي سيكون مهمًا لجذب الأموال المطلوبة لإعادة البناء، ولكن يجب تغيير السياسات والظروف الاقتصادية لجذب المستثمرين.
ومنظمات المجتمع المدني الدولية التي توفر الدعم الإنساني ويجب أن تترافق جهود إعادة الإعمار مع تقديم المساعدة الإنسانية للسكان الذين تأثروا بالصراع. وهذا يحتاج إلى تنسيق كبير بين المنظمات الدولية والدول التي تقدم الدعم.
أهم الدول الداعمة لعملية إعادة الإعمار هي روسيا بكل تأكيد بشكل عام، تسعى روسيا لتحقيق مجموعة من المصالح الاقتصادية والاستراتيجية والسياسية في سوريا، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية.
تتجاوز طموحات روسيا في الاستثمارات في سوريا الأهداف العسكرية والسياسية لتشمل عدة قطاعات اقتصادية واستراتيجية.
واهم تلك القطاعات هو النفط: تمتلك روسيا استثمارات في قطاع النفط السوري، حيث تعمل شركات روسية مثل “زاروبيج نفط” في مجال التنقيب والإنتاج. تعتبر سوريا بوابة محتملة لتصدير النفط إلى أوروبا.
الغاز: هناك اهتمام كبير بالاستثمار في احتياطيات الغاز البحرية في البحر المتوسط، مما يعزز من إمكانية تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر سوريا.
بعد استقرار الاوضاع، ستتحول سوريا إلى ساحة واسعة لإعادة الإعمار، وقد تسعى روسيا للحصول على عقود لبناء البنية التحتية، وتجديد المحطات الكهربائية، وتنفيذ المشاريع السكنية.
وتمتلك سوريا احتياطات ضخمة من الفوسفات، وهناك استثمارات روسية في هذا المجال، خصوصاً في الاستخراج والتصدير.
كما توجد تجربة مبكرة للاستثمار الروسي في الأراضي الزراعية السورية، حيث تهدف روسيا إلى استغلال الأراضي الخصبة لتصدير المنتجات الزراعية. أما بالنسبة للموانئ، فإن ميناء طرطوس يعتبر ذا أهمية استراتيجية كقاعدة للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط، مما يعزز من نفوذ روسيا عسكرياً واقتصادياً. كما تبذل روسيا جهوداً لتعزيز اللغة والثقافة الروسية في سوريا، مثل افتتاح المدارس الروسية، مما يعكس اهتماماً بالاستعمار الثقافي بجانب الاستثمارات الأخرى.
اما الصين هي الاخرى لديها الرغبة في الاستثمار في سوريا، ولكن هذه الرغبة تتأثر بذات العوامل،السياسية والاقتصادية والأمنية. تطمح الصين لتعزيز مبادرة “الحزام والطريق”، من خلال الاستثمار في البنى التحتية والموانئ حيث تمثل موانئ مثل طرطوس واللاذقية أهمية استراتيجية لتوسع الصين في البحر الأبيض المتوسط ، كما يمكن ان تبدي الصين اهتمامًا بالمساهمة في جهود إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية، خاصة في المناطق التي تم تحريرها.
بالرغم من أن سوريا ليست دولة رئيسية في إنتاج النفط، إلا أن هناك اهتمامًا بالاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة. تسعى الصين لإنشاء منطقة صناعية مشتركة في سوريا، مما يدل على رغبتها في تعزيز التجارة والصناعة بين البلدين.
ومع ذلك، يواجه الاستثمار الصيني في سوريا تحديات كبيرة مثل العقوبات الأمريكية والأوضاع الأمنية غير المستقرة، مما يحد من إمكانية تنفيذ المشاريع الكبيرة في الوقت الحالي. بشكل عام، ترى الصين في سوريا فرصة لتعزيز نفوذها الاقتصادي في الشرق الأوسط، لكن تنفيذ هذه الخطط معقد ويعتمد على تطورات الوضع السياسي والاقتصادي في المنطقة.
وكما نتوقع أن تتبوأ دول الخليج الكبرى دورًا بارزًا في استثماراتها في سوريا من خلال ملف اعادة الإعمار من خلال امتلاك دول مجلس التعاون الخليجي وبالخصوص السعودية والامارات خبرات غنية في مجال إعادة الإعمار، مما يمكنها من المساهمة في البناء والتطوير للبنية التحتية، بما في ذلك الطرق والموانئ والمطارات والمنشآت العامة والمساكن.
اما في مجال الاستثمارات في الطاقة والموارد الطبيعية واهمها النفط والغاز هناك اهتمامًا متزايدًا من دول الخليج لاستغلال احتياطيات النفط والغاز، خاصة بعد تحرير المناطق من السيطرة السابقة.
واما الخدمات والسياحة يمكن أن تُعيد سوريا إحياء مكانتها كوجهة سياحية تاريخية، مما يفتح آفاقاً استثمارية لدول الخليج، التي تمتلك خبرات واسعة في تطوير المنتجعات والفنادق.
وبخصوص الخدمات المالية يتطلب بناء قطاع مالي قوي في سوريا جذب البنوك والشركات الخليجية، التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تمويل مشاريع الاستثمار.
ومن المتوقع أن تقدم دول الخليج مساعدات اقتصادية تهدف إلى تعزيز الاستقرار، مما يسهم في جذب الاستثمارات الجديدة وتحسين بيئة الأعمال.
ويمكن أن يكون تعزيز النفوذ الإقليمي عبر الاستثمارات هدفاً استراتيجياً، حيث تسعى دول الخليج لمواجهة أي تأثير إيراني أو غيره في سوريا بعد انتهاء حكم الأسد.
ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الاستثمارات تعتمد بشكل كبير على الاستقرار السياسي الجديد في سوريا، ورفع العقوبات الدولية، بالإضافة إلى الوضع الأمني. كما أن الهدف النهائي لدول الخليج قد يكون تعزيز نفوذها الإقليمي وتحقيق توازن القوى في المنطقة.
واما دور العراق في الاقتصاد السوري في المستقبل القريب سيكون متنوعًا ومعقدًا بسبب العلاقات الجغرافية والسياسية والاقتصادية بين البلدين.
حيث لوحظ في السنوات الأخيرة ان التبادل التجاري بين العراق وسوريا محدود نسبيًا. وتشير البيانات إلى أن صادرات سوريا إلى العراق في عام 2023 لم تتجاوز 58 مليون دولار، بينما كانت صادرات العراق إلى سوريا حوالي 27 مليون دولار. هذا يدل على أن التجارة ليست لها تأثير كبير على الاقتصاد السوري في الوقت الحالي، ولكن قد تكتسب أهمية في المستقبل مع تطورات الوضع السياسي.
واما العلاقات المصرفية والاستثمارية توضح المؤشرات ان العلاقات المصرفية بين البلدين غير موجودة نتيجة العقوبات المفروضة على سوريا، مما يعيق الاستثمارات العراقية المباشرة في سوريا. ومع ذلك، هناك بعض الخطط الاستثمارية العراقية الطموحة لمستقبل العلاقات، مثل تصدير الطاقة والاستيراد من البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا.
وبسبب النزاع المستمر في سوريا، يمكن أن يؤدي أي تحسن في الوضع السياسي إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع العراق، خصوصًا في مجالات مثل الطاقة والزراعة. الأوضاع غير المستقرة في سوريا قد تؤثر على تكاليف النقل والشحن، مما ينعكس على أسعار السلع المستوردة بين البلدين.
وكما يمكن أن يسهم الاستقرار الأمني في سوريا في تعزيز التجارة مع العراق، خاصة في المناطق القريبة من الحدود. وقد يكون لهذا تأثير إيجابي على الاقتصاد السوري من خلال زيادة الاستيرادات والصادرات وتعزيز الاستثمارات المشتركة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts