محللون: الإبقاء على الدستور الحالي يعني الثورة المضادة في سوريا
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
أجمع محللون سياسيون تحدثوا لبرنامج "مسار الأحداث" على أن حكومة تصريف الأعمال في سوريا تملك صلاحية تجميد العمل بالدستور الحالي وتجميد عمل مجلس الشعب، واعتبروا أن هذه الإجراءات طبيعية في الظرف الذي تمر به سوريا.
وكشف مصدر في الإدارة السياسية بدمشق للجزيرة أنه سيتم تجميد العمل بالدستور الحالي، إضافة إلى تجميد عمل مجلس الشعب بشكل مؤقت، وأشار إلى أنه ستشكل لجنة من خبراء قانونيين وحقوقيين للنظر في الدستور وإجراء التعديلات اللازمة.
وبشأن أبعاد هذا القرار، وصف عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الشمال بإدلب الدكتور كمال عبدو هذه الخطوة بأنها "جيدة جدا"، لأنها "ستقطع الطريق على أنصار النظام السابق ومؤسساته للعودة مجددا"، مضيفا "ولو تم الإبقاء على الدستور الحالي أو مجلس الشعب الحالي فسنصبح بعد أيام قليلة أمام ثورة مضادة".
كما اعتبر عبدو أن هذه الخطوة هي "تأكيد على شرعية الحكومة الجديدة وعلى الخطوات التي ستقوم بها في المستقبل القريب إن شاء الله"، مؤكدا أن الحكومة الانتقالية لا تملك صلاحيات إقرار دستور جديد أو أي شيء آخر، ولكن القضايا الإجرائية القانونية بشأن الدستور أو غيره ستطرح بالتأكيد أمام الشعب السوري بأكمله.
إعلانمن جهته، أكد الباحث السياسي من دمشق مؤيد غزلان قبلاوي أن تجميد العمل بالدستور وعمل مجلس الشعب هو إجراء وقائي ومهم لحماية المسار السياسي الذي انتظره السوريون، مشيرا إلى أن الدستور القديم لم يطبق أصلا.
وقال قبلاوي إنه "لا يمكن الآن العمل تحت دستور لا يوافق طبيعة الثورة ويعارض تماما الحقائق والوقائع على الأرض".
واعتبر الكاتب والباحث السياسي محمود علوش أن الإجراءات التي تقوم بها حكومة تصريف الأعمال هي حالة طبيعية تقوم بها أي سلطة جديدة تنجم عن تحول سياسي كبير في بلد ما.
وقال علوش إن النقاش حاليا لا يتعلق بمدى مشروعية هذه الإجراءات التي هي نوع من إظهار القوة من قبل الحكومة الانتقالية، لكنه أوضح أن نقاش القضايا السياسية -ومنها مشروع الدستور- "يحتاج إلى انخراط مختلف مكونات المجتمع السوري في العملية".
وحسب علوش، فإن مسار التحول في سوريا يرتكز على مسارين: الأول هو ملء الفراغ الناجم عن انهيار النظام عبر المسارعة إلى تشكيل حكومة لديها مهمات أساسية واضحة، والمسار الثاني -وهو الأكثر تعقيدا- يتعلق بتدشين الأرضية لعملية التحول الانتقالي في سوريا، بمعنى بدء التحضير للقضايا السياسية التي تشكل جوهر التحول السياسي، مسألة الدستور والنظام السياسي الجديد.
وتم تكليف المهندس محمد البشير برئاسة حكومة انتقالية سورية تستمر حتى مطلع مارس/آذار المقبل، علما بأن البشير كان يرأس "حكومة الإنقاذ" في إدلب التي كانت معقلا لفصائل المعارضة في شمال غربي سوريا على مدى الأعوام الماضية.
وفي خضم الإجراءات التي تقوم بها السلطة الجديدة أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى دعمها عملية الانتقال السياسي في سوريا، على أن يفضي هذا المسار إلى حكومة شاملة وغير طائفية تحقق للشعب السوري تطلعاته في الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية.
إعلانوبشأن الموقف الدولي، شدد علوش على أهمية أن يحظى التحول السياسي في سوريا بشرعية دولية، والتي من شروطها -كما يقول المتحدث- أن ترتكز السلطة الجديدة في سوريا بشكل أساسي على فكرة أن يكون هناك اشتراك لمختلف مكونات الشعب السوري أو المكونات السورية الطائفية والعرقية والإثنية في السلطة الجديدة أو السلطة المنوط بها تشكيل أو الإشراف على عملية الانتقال السياسي.
ويعتقد عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الشمال أن أي سلطة في العالم تستمد شرعيتها من الشعب و"الشعب السوري أعطى اليوم مشروعية داخلية لهذه السلطة"، مشيرا إلى التصريحات الأميركية التي قال إنها أكدت أن الولايات المتحدة الأميركية ستعترف بالنتائج التي ستتمخض عن العملية السياسية في سوريا.
يذكر أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد -الجمعة- دعم واشنطن قيام حكومة مدنية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وهروبه إلى موسكو الأحد الماضي، جاء ذلك خلال لقاء في بغداد بين بلينكن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدستور الحالی مجلس الشعب فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الشيخ محمد بن زايد للرئيس الشرع: استقرار سوريا وتعزيز أمنها هو مصلحة للمنطقة
في تطور لافت يعكس توجهات السياسة الإماراتية تجاه الأزمة السورية، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، موقف بلاده الثابت في دعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.
جاء ذلك خلال جاء ذلك خلال استقباله ـ في قصر الشاطئ بأبوظبي ــ الرئيس أحمد الشرع الذي يقوم بزيارة عمل إلى دولة الإمارات، حيث جرى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وخلال اللقاء، رحب خلال اللقاء بالرئيس الضيف متمنياً له النجاح والتوفيق في قيادة بلده خلال المرحلة المقبلة وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو التنمية والأمن والاستقرار.
الشرع يتوجه إلى الإمارات في ثاني زيارة لدولة خليجية
وشدد الشيخ محمد بن زايد على حرص الإمارات على استقلال سوريا وسيادتها، مؤكداً تضامن بلاده مع الشعب السوري الشقيق ودعمها لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق تطلعاته في الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة .
كما تناول الاتصال تطورات الأحداث الجارية في سوريا، حيث أكد الجانبان أهمية التنسيق المستمر وتكثيف الجهود لدعم الشعب السوري وحماية وحدة أراضيه
وأشار الشيخ محمد بن زايد إلى أن الإمارات تدعم كل ما يحقق تطلعات الشعب السوري نحو الاستقرار والتنمية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية السورية وعدم تعريضها للخطر
يُذكر أن هذه الزيارة تأتي في سياق تحولات سياسية تشهدها سوريا، حيث أعلنت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق ومدن أخرى في ديسمبر 2024، ما أدى إلى إنهاء عقود من حكم حزب البعث وعائلة الأسد.
وتسعى الإدارة السورية الجديدة إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الإقليمية والدولية، في إطار جهودها لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن الإمارات كانت من أوائل الدول العربية التي أعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018، في خطوة اعتُبرت تمهيداً لإعادة سوريا إلى محيطها العربي. وفي مارس 2022، استقبل الشيخ محمد بن زايد الرئيس السوري بشار الأسد في أبوظبي، حيث أكد أن سوريا تُعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية.
وتعكس هذه المواقف الإماراتية التزاماً بدعم استقرار سوريا ووحدتها، وتؤكد على أهمية التعاون العربي المشترك لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.