أكد مندوب روسيا الدائم لدى اليونيسكو رينات ألياوتدينوف أن مناقشة تقرير الإفلات من العقاب على انتهاك حقوق الصحفيين فضح ازدواجية المعايير لدى الغرب.

وأشار ألياوتدينوف أن مناقشة تقرير اليونسكو الخاص بالإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في حق الصحفيين حول العالم للفترة بين 2022 و2023، والذي تجاهل حقوق الصحفيين الروس المنتهكة، كشف ازدواجية معايير الغرب الذي لا تحركه سوى مصالحه الجيوسياسية.

وأضاف المندوب الروسي إلى أن الجلسة التي عقدت في باريس "وجهت ضربة قوية لمصداقية دول الغرب مجتمعة، حيث كشفت بوضوح شديد ازدواجية معاييرها، فالغرب ما دام ادعى أنه يؤيد حرية التعبير وسلامة الصحفيين"، حسب تعبيره.

ولفت ألياوتدينوف إلى أن الجلسة اثبتت أن كلامهم (الغرب) ونداءاتهم فارغة تماما ولا قيمة لها، مؤكدا أن دول الجنوب العالمي رأت جوهر نظام الغرب القائم على مصالح جيوسياسية بحتة، مشددا على أنهم (دول الجنوب العالمي) كانوا غاضبين وصوتوا ضد التقرير، حسب وصفه.

ووفقا له فإن تقرير المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي ينتهك جميع مبادئ الحياد والمساواة التي تلتزم بها المنظمة، والتي من واجبها إدانة جميع الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين دون تمييز.، مؤكدا بأن التقرير الذي رفض الموافقة عليه أعطي صفة "أخذ العلم" فقط.

ولفت المندوب الروسي إلى أنه من الناحية الإجرائية تم اعتماد القرار من قبل أقلية من الوفود، "جميع الوفود العربية وتوابعها"، ولكن أكثر من 20 دولة من أصل 39 عضوا في المجلس، لم توافق على التقرير، وهي المرة الأولى التي لا تتم الموافقة على تقرير اليونسكو الخاص بالصحفيين.

ووفقا للسفير الروسي، فإن هذا الموضوع يقوض شرعية التقرير كمصدر للمعلومات حول سلامة الصحفيين، كما أوضح ألياوتدينوف أن النص أصبح "مصدرا للمعلومات المضللة".

وأكد مندوب روسيا أنه من الإنجازات المهمة للجلسة أيضا، أن أمانة اليونسكو اعترفت للمرة الأولى علنا بأن المنهجية التي تستخدمها لتقييم الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، هي وثيقة داخلية، مشيرا إلى أنها وثيقة غير متفق عليها من قبل الأعضاء، ما يجعلها غير صالحة، حسب وصفه.

وأضاف ألياوتدينوف: "لقد كشفت المناقشات التي دامت لثلاثة أيام عن طبقة واسعة من المشاكل، لكنها الآن لن تختفي تحت السجادة، لأن هذه المناقشة العلنية أظهرت لبلدان الجنوب العالمي، وفود الأغلبية العالمية، نفاق الغرب وسخريته، وهذا المشهد المخزي لن يختفي بسهولة، وسيبقى هذا الموضوع الآن موضوعا مهما وثابتا في اليونسكو، وسوف نروج له على نطاق أوسع على مستوى البلدان".

يشار إلى أن هيئة البرنامج الدولي لتنمية الاتصالات التابعة لليونيسكو، عقدت في يوم الأربعاء الماضي بباريس اجتماعا اعتياديا، حيث وضع على جدول أعمال الاجتماع، تقرير اليونسكو حول الصحفيين والذي لم يتم الموافقة عليه في نوفمبر الماضي، بسبب الموقف الروسي وعدد من الدول التي أشارت إلى التعتيم على المعلومات المتعلقة بمقتل الصحفيين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ازدواجية المعايير الافلات من العقاب الصحفيين الروس المندوب الروسي اليونيسكو إلى أن

إقرأ أيضاً:

السقوط الحتمي

#السقوط_الحتمي
بقلم: د. #هاشم_غرايبه

مقال الإثنين: 17 / 3/ 2025
التاريخ كتاب مفتوح لمن شاء أن يتعلم، والمتأمل في أحداثه يجد أنه لا شيء حدث كان عشوائيا، بل كل أحوال الأمم والحضارات، صعودا أو سقوطا، كانت مبنية على مقدمات وعوامل أدت الى تلك النتيجة.
لذلك يعمد المفكرون الى الدراسة المقارنة لأحداث التاريخ، لاستقراء العوامل التي أدت الى ارتقاء أمم وانتكاس أخرى.
أحد هؤلاء هو المفكر الفرنسي “ايمانويل تود”، الذي ذاع صيته بسبب كونه أول من تنبأ بسقوط الاتحاد السوفياتي، وذلك في في كتابه “السقوط الأخير” الذي نشره عام 1976، في ذروة الحرب الباردة، وفي الوقت الذي كان فيه العالم متقاسما بين القطبين، ولم يكن يخطر ببال أحد ذلك السقوط، الذي لم يكن بسبب التفوق العسكري للغرب ولا لانتصار الرأسمالية على الاشتراكية، بل تنبأ بها “تود” بسبب توفر عوامل النخر الداخلي الديموغرافي في الكتلة الشرقية.
في دراسته هذه لم يلجأ “تود” الى أدوات التحليل السياسي التقليدية، بل استطاع من خلال الدراسات الديمغرافية، أن يُشرّح المجتمع السوفياتي، وأن يصل إلى استنتاجات ثبتت صحتها بعد ثلاثة عشر عامًا، فجعلت منه أحد أبرز فلاسفة وعلماء عصره.
المنهج الذي اتبعه مبني على الديمغرافيا، والتي هي فرع من علم الاجتماع والجغرافيا البشرية، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق ومكونات النمو مثل معدلات المواليد والوفيات والهجرة، ونسب الأمراض، والظروف الاقتصادية والاجتماعية، ومتوسط الأعمار والجنس، ومستوى الدخل..الخ.
يعود “تود” اليوم الى الأضواء بعد أن نشر كتابه الجديد “هزيمة الغرب” في بداية هذا العام، ورغم أن هذا الكتاب نشر بالفرنسية ولم يترجم بعد الى أية لغة أخرى، إلا أنه أثار الجدل، كونه نشر في هذا الوقت بالذات، الذي انغمس فيه الغرب مباشرة في نزاعات مسلحة في اكرانيا وفي الشرق الأوسط، ويبحث قادته عما يرفع من المعنويات وليس نشر الإحباط.
لكن الكاتب يؤكد أنه لا ينتمي لأية أيديولوجيا، بل يقرأ المشهد بشكل علمي بعيد عن المؤثرات، ويبين أن علامات السقوط المجتمعي تبدأ عادة بتفكك مجموعة من القيم تعتبر روافع حضارية، فالحضارات لا تقيمها القوة العسكرية التي قد تنجح بتحقيق ازدهار اقتصادي نتيجة رفع سرعة عجلتي التصنيع والتجارة، وبالتالي تحريك الأسواق بسبب رفع الوتيرة الاستهلاكية، لكن المجتمعات كائن حي ينمو ويترعرع، وعلته أنه يظل عرضة للتفكك والاضمحلال أو الترابط والتماسك، بحسب سيادة القيم العليا فيه أو تراجعها.
يقول أن المجتمع الغربي تزايدت فيه عوامل الاضمحلال، فمن ناحية النمو السكاني فهو في الاتجاه السالب، لسيادة مفاهيم المثلية، واضمحلال مؤسسة الأسرة، وغلبة الفردية التي فرضتها ثقافة النيو ليبرالية، مما قطع أوصال العلاقات العائلية.
وهو يرصد سقوط القيم العليا، فيقول إنها ظهرت جليا في حالة التجييش المجتمعي في التعاطف مع قضية صحيفة “ايبدوا”، فرغم تفاهة القضية وسخف ما كان يقدمه رساموها من قيم التعالي على ثقافات الآخرين ومعتقداتهم، إلا أنها جُعلت قضية الحرية الأولى، مما كشف مدى تعمق النزعات اليمينية المتطرفة في الضمير الجمعي الغربي.
مثلما كشفت الازدواجية في المزاج الشعبي عند التعامل مع حربين حدثتا في زمن واحد، في أوكرانيا وفي القطاع، حجم الغياب المدقع لقيم العدالة وحقوق الآخرين.
عالم الرياضيات الأمريكي “بيتر تورشين” ينبه الى المصير ذاته في كتابه (End Times)، وهو يستخدم المعادلات الرياضية للوصول الى النتائج، ويقول انه وفريقه جمعوا خلال الثلاثين عاما الماضية بيانات عما يقرب من 200 أزمة حدثت خلال الـ 5000عام الماضية، ويحذر مما حذر منه “تود” اذا لم تقم حكومات الغرب بإجراءات فورية لمنع ذلك التدهور.
ما لا يذكره الفلاسفة الغربيون ويرفضون الاعتراف به، وأهم بكثير مما أوردوه، أنه لا يحفظ القيم العليا غير إقامة منهج الله، فهذه القيم لم يبتدعها الإنسان، بل وجد نفسه مفطورة عليها، أي هي جزء من طبيعته البشرية، لذا فالخالق هو الأعلم بما يعززها وينميها، وبما يضعفها ويلغي تأثيرها، وبما ان منهجه حوى كل ذلك، لذا فانتهاجه هو الوسيلة الأمثل لصلاح المجتمعات وازدهار الحضارات، ومغنيا عن كل نصائح الفلاسفة وتحذيراتهم.
ولما كان الغرب معاديا لمنهج الله ومحاربا لمتبعيه، فالحتمية التي منها يحذرون واقعة.

مقالات مشابهة

  • السقوط الحتمي
  • وزارة الإعلام : نؤكّد أنّ هذا الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية التي تكفل حماية الصحفيين خلال أداء مهامهم، وندعو الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها في محاسبة الجناة
  • الذهب يرتفع مع استمرار المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية
  • الذهب يستقر مع استمرار المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية
  • التقرير الطبي يحسم مستقبل حمزة المثلوثي مع الزمالك
  • برلماني: تحسن ملحوظ للاقتصاد المصري رغم التوترات الجيوسياسية بالمنطقة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يفضل التضحية بحياة المختطفين من أجل مصالحه
  • لسه ليه عمر.. الإنقاذ النهري ينتشل شاب ققز في النيل
  • الاعيسر يبحث مع اليونسكو التعاون في استعادة وترميم الآثار السودانية
  • رئيس صندوق الاستثمار الروسي: 150 شركة أمريكية تعمل في روسيا وملتزمون بتعزيز التعاون بين البلدين