الثورة نت:
2025-02-12@14:57:07 GMT

اليمنيون للأمة إخلاصٌ وفِداء

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

 

 

لا نبالغُ أبداً، إنِ افتخرنَا، بأن اليمنيينَ هم حاملو لواءِ الكرامةِ العربية.
ففي الركنِ الأعزِ لشبهِ الجزيرةِ العربية، حيث تلتقي الجبالُ الشاهقةُ بالسماء، يعيشُ اليمنيون كشعبٍ ذي عزيمةٍ لا تلين.
لقد حفروا بعزائمِهم التي لا تُقهر أسماءَهم في سجلاتِ التاريخ باعتبارهم أبطالَ التضامنِ العربي. فعلى مدى عامٍ وثلاثةِ أشهر، وأسبوعٍ بعد أسبوع، يخرجُ الملايينُ منهم، إلى ميدانِ السبعين بصنعاء، عاصمتِهم، ومثلُهم في المدنِ والقرى اليمنيةِ، يخرجون إلى ساحاتِ التظاهر.


لا يمكنُ توقعُ المدَى الذي ستبلغُه صرختُهم في سماءِ العروبة، فقد جاوزتِ المدى، لا يُشْبِهُها صَوتٌ، ولا يُضاهِيها عَزم. إنهم مُصِرّون على التضامنِ مع أشقائِهم، الفلسطينيين ثم اللبنانيين فالسوريين، مُذْ بدأ العدو الإسرائيلي الأمريكي فصلاً جديداً من العدوان.
إن تصميمَهم هو منارةُ أملٍ، تنير الأزقةَ المظلمةَ في ضمائرِ الأنظمةِ والشعوبِ العربيةِ والإسلامية، وتُرشد الطريقَ إلى مستقبلٍ أكثرَ إشراقاً. وتضامنَهم الذي لا يلين هو شهادةٌ على اقتناعِهم الراسخِ بأنَ الجهادَ في سبيلِ الله – سبحانه وتعالى – ومن أجل الحريةِ والكرامةِ لا يقتصرُ على حدودِهم الخاصة، بل هو مسؤوليةٌ جماعيةٌ تربطُ بينَ الجميع.
إن الشعبَ اليمني يقف اليومَ شامخاً، وقلوبَ أبنائهِ تنبضُ بالمسؤوليةِ تجاه إخوانِه المظلومين في الوطنِ العربي.
إنهم يدركون أنَ الجهادَ من أجلِ فلسطين هو جهادٌ من أجلِ جوهرِ الدينِ والهُوية العربية، وأن مصيرَ الفردِ مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بمصيرِ الجميع.
وفي مواجهةِ الشدائدِ والأهوال، هل تراجعوا؟
بل تعززت عزيمتُهم بالمِحن التي واجهوها.
لأنَ ثورتَهم – ٢١ سبتمبر – ثورةُ أحرارٍ، يأبَون الضيمَ والخنوعَ والاستسلامَ للغزاةِ وقوى الاحتلالِ والقمع.
وكأنَّ اليمنَ – بالملايينِ مِن قلوبِ أحرارِها النابضة – يَصدُرُ عنها نشيدٌ عظيمٌ من التضامنِ والتحدي، فلا يثنيهم عنهُ قسوةُ الحصارِ، ولا يَحُولُ بينَهم وبينَ أشقائِهم شِدَّةُ المعاناة، فقد تجاوزت تضحياتُهم حُدُودَ المادياتِ، لِتَصِلَ إلى مَقامِ الإخلاصِ والفداءِ والبيعِ من الله سبحانه وتعالى.
وليس ميدانُ السبعين وحسب، فقد حوّل اليمنيون بلدَهم إلى لوحةِ مقاومة، وأصواتَهم إلى سيمفونيةٍ من التحدي، وقلوبَهم إلى حصنٍ من التضامن.
إن التزامَهم الثابتَ بقضيةِ فلسطين والأمةِ العربيةِ شهادةٌ ساطعةٌ على إيمانِهم الراسخِ بقيمِ العدلِ والحرية والاستقلال.
كم مَن دمعةٍ سكبُوها، وكم مِن نَفَسٍ أَهدَوْهُ، لِتَحيا قِيَمُ الدينِ والعروبة، وتَظلَّ رايةُ الكرامةِ خفَاقةً. فهُم مَثَلٌ يُحتذى به، في التضامنِ والإخاءِ وفي الصمودِ في وجهِ الباطلِ.
وبينما يراقبُهم أبناءُ الأمةِ، مفتونين بروحِهم التي لا تلين، يذكّرُهم اليمنيون بأنَ النضالَ من أجل الوحدةِ العربيةِ الإسلاميةِ ليس حُلماً بعيدا، بل هو حقيقةٌ حيةٌ تنبضُ بالحياةِ من خلالِ وجودِهم.
هكذا إذن، في عصرِ التفتتِ والانقسامِ هذا، يقف اليمنيون كمنارةٍ للأمل، يوبِّخون – بتضامنِهم القوي مع الأمةِ العربية – الحكامَ العربَ والمسلمين المتواطئين مع العدو والمتخاذلين القاعدين.
فليُسجّلِ التاريخ، بِحروفٍ مِن نُور، تضحياتِ هذا الشَعبِ العظيمِ، وشجاعةَ قائدِهِ الحكيم، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله سبحانه وتعالى – الذي أَثْبَتَ أنَّ العروبَةَ ليستْ مَجَرَّدَ كَلِمَاتٍ، بَلْ هيَ قِيَمٌ سامِيَةٌ، يُدَافَعُ عنها بِالأرواح.

* وزير الإعلام

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: القضية الفلسطينية تستحق التضامن والكلمة العربية الموحدة

قال الكاتب الصحفي أحمد رفعت، إن القمة العربية الطارئة في مصر حول تطورات القضية الفلسطينية، أمر في غاية الأهمية، نظرًا للأوضاع الخطيرة التي نحن بصددها تجاه القضية الفلسطينية، التي تستحق التضامن العربي، والكلمة العربية الموحدة.

وأضاف «رفعت»، خلال حديثه ببرنامج «الصحافة»، المذاع عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ المأمول من هذه القمة العربية هو اتخاذ موقف حاسم وجذري في التضامن مع الشعب الفلسطيني، إضافة إلى الدول التي تواجه القضية بشكل مباشر مثل: «لبنان، ومصر، والأردن»، مشيرًا إلى أنّ من الممكن مناقشة الأزمة السورية أيضًا في هذه القمة، ولكن القضية الفلسطينية ستكون هي القضية الأساسية.

الجهود المصرية تجاه القضية الفلسطينية

وأوضح أنّ الموقف المصري حاسم وحازم في مواجهة الأزمة الفلسطينية، لافتًا إلى أنّ مصر منذُ اللحظة الأولى وهي على وعي بمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، متابعًا: «منذُ اليوم الأول لأحداث السابع من أكتوبر وهناك تحرك مصري داعم للشعب الفلسطيني»، مؤكدًا أنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي كان على اتصال مع رؤساء عدة دول إلى أن عُقد مؤتمر القاهرة للسلام.

توسيع العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى خلق واقع للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية يستحيل الحياة معه، لتحقيق هدفه في تهجير الفلسطينيين إلى الأردن عن طريق ما قام به الاحتلال في الضفة الغربية بهدف التوسع في المستعمرات، مشيرًا إلى أنّ إجرام الاحتلال بلغ حدًا غير مسبوقا، فقد وصل عدد الشهداء بالضفة إلى 1000 شهيد من بينهم 180 طفلًا، وسيدة حامل وعائلتها.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: يغفر الله لكل عباده ليلة النصف من شعبان إلا لهذا الشخص
  • عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: التسامح والعفو فضيلة أخلاقية وعلاج نفسي
  • حكومة التغيير والبناء: الهروب المُذل للمارينز من صنعاء مثل انتصارا للإرادة الشعبية على قوى الاستكبار
  • حكومة التغيير والبناء تحذرت من المخططات الأمريكية الرامية للنيل من شعبنا
  • قصة تحويل القبلة وهل حدثت فى ليلة النصف من شعبان ؟
  • سام نجوما الأب المؤسس للأمة الناميبية
  • كاتب صحفي: القضية الفلسطينية تستحق التضامن والكلمة العربية الموحدة
  • اليمنيون يغيرون التاريخ بإهانة سيدة العالم
  • اليهود هم الخطر الحقيقي على الأُمَّــة
  • بعد العربية والكوردية.. اعتماد اللغة التركمانية بالمخاطبات الرسمية في صلاح الدين