سلطان بلا سلطة.. .. بلا جنبية !
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
عام 1958 رزق علي بن مبخوت العرادة مولوداً ذكراً، أسماه “سلطان” وهكذا أراد له أن يكون، سلطان ، وهي مكانة عالية تتجاوز مكانة شيخ القبيلة أو أمير منطقة وحتى رئيس دولة .
وخلال حياته ، أظهر سلطان العرادة حنكة وذكاء ، وقدرات متميزة ، إدارية ، سياسية وعسكرية، ولولا التأثيرات السعودية التي أفسدت كل مناحي الحياة في اليمن ، لتمكن سلطان العرادة من تحقيق حلم والده .
للمملكة الجارة رأيها الخاص في اليمن ، وهي منذ عقود تعمل لتحديد مصير اليمن واليمنيين و وأد أحلامهم بشتى الوسائل .
لا مجال هنا لسرد سيرة العلاقات السعودية ـ اليمنية أو استعراض بعض محطاتها لإثبات حجم التدخل السعودي في اليمن ودورها في إضعافه وإفقار شعبه ، ويكفي هنا أن نتأمل صورة فوتغرافية نشرتها وسائل إعلامية تابعة للمملكة ، وهي تجمع سلطان العرادة مع من يسمى ” قائد القوات المشتركة “. والقوات المشتركة هي “اسم الدلع ” للتحالف العسكري الذي يشن الحرب على اليمن منذ 2015 ، ويقودها حاليا الفريق الركن فهد بن حمد السلمان ، وهو عسكري سعودي تولى هذه المنصب نهاية أغسطس الماضي .
في الصورة ، يجلس سلطان العرادة إلى جوار القائد السعودي ، وهو يرتدي زيا شعبيا يمنيا ، لكن ينقصه أهم عنصر في الزي ، وهي الجنبية، ومع أنه حاول إخفاء هذا النقص بفانلة سوداء ، إلا أنه بدا أشبه بمتهم يَمْثُلُ للتحقيق، أو كمريض يتهيأ لدخول غرفة العمليات .
العرادة سلطان ، تم استدعاؤه لدخول العمليات فعلا ، لكنها عمليات من نوع آخر ، عمليات “لاستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب “، كما جاء في النسخة السعودية من وكالة سبأ المقيمة في الرياض، بلا جنبية ولا حتى قائش .
ويظهر خلف سلطان علم سعودي ” إكس لارج ” وفوق رأسه على الجدار يقبع سلاطين السعودية ، الأحياء والأموات والنص نص .
مليونا كيلومتر ، مساحة شاسعة للسعودية ، ومع ذلك يصر سلاطينها على مد سلطتهم إلى اليمن ، بينما يكتفي سلاطين اليمن بأقل القليل على غرار : سلطان لحج ، سلطان الحواشب ، سلطان المكلا .. سلطان الصبيحة .. وأكبر سلطان يمني كان يعرف بـ “سلطان المهرة وسقطرى”.
نعود إلى الصورة ، إلى جوار العرادة يجلس الضابط السعودي ، أو ما يسمى ” قائد القوات المشتركة ” وخلفه يظهر علم لوزارة الدفاع السعودية وشعارها .
وبحسب التعريف الرسمي لوزارة الدفاع السعودية ومهامها : “هي إحدى الوزارات السيادية في المملكة العربية السعودية المُكلفة بالتنظيم الإداري والعملياتي واللوجستي المتعلق مباشرة بالأمن القومي والقوات المسلحة، وعلى عاتقها تقع مسؤولية الدفاع عن أراضي وحدود المملكة ومصالحها من التهديدات الخارجية “.
لا يوجد في مهام الدفاع السعودية ما يشير إلى أنها تحمي مصالح اليمن أو حدودها ، ولا يعنيها وحدة اليمن أو مصالح شعبها ، ولا يعنيها في اليمن سوى مصالحها ، ومن أجل ذلك أنشأوا التحالف العسكري ضد اليمن ، وما يطلق عليه حاليا “القوات المشتركة” وتحت علم السعودية وضمن الدفاع السعودية يعمل هذا الضابط السعودي .
قبل استدعاء سلطان العرادة ، استدعي تحالف العدوان سلاطين يمنيين كثراً، بعضهم إلى أمريكا ، ومنهم إلى أبوظبي أو الرياض ، والهدف المعلن “استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب”، بينما الهدف الحقيقي هو حماية الكيان الصهيوني والثأر له ، وتحقيق المخطط الأمريكي الإسرائيلي في « شرق أوسط كبير» يمكن تقسيمه على عدد كبير من السلاطين العرب الصغار .
ومع كل ذلك، لا زلت أرى في العرادة سلطانا أكبر مما يريده له سلاطين السعودية.. فهل يمكن له أن يثق ويعمل مع من يحدد له ما يلبس.. مع من يمنعه من ارتداء الجنبية، بينما يرقص مع الأمريكي بالسيف ؟ .
aassayed@gmail.com
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السعودية تحذر من تحركات تركية شرق اليمن وتكشف عن تكتل جديد مدعوم من أنقرة
الجديد برس|
أبدت السعودية، الأحد، قلقاً من التحركات التركية في مناطق سيطرتها شرقي اليمن، في وقت تشهد فيه محافظة حضرموت النفطية استعدادات لإشهار تكتل سياسي جديد تدعمه أنقرة، وفق مصادر محلية.
ووجهت حسابات سعودية تتبع المخابرات هجوماً حاداً على قيادات في حزب الإصلاح (جناح الإخوان المسلمين في اليمن)، متهمة إياها بالتعاون مع تركيا لترتيبات تهدف إلى إعلان التكتل الجديد في حضرموت خلال الأيام المقبلة.
وكشف القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، صالح العولقي، أن أنقرة تسعى لتسليم قيادة التكتل لأبو عمر النهدي، الذي وصفه بـ”القيادي البارز في تنظيم القاعدة”، والمقرب من رئيس الإدارة السورية المؤقتة، أحمد الشرع.
ويأتي التوقيت التركي، وفق المراقبين، كضربة لمساعي السعودية للسيطرة على حضرموت، خاصة بعد يوم واحد فقط من إعلان “حلف القبائل” المدعوم سعودياً عن توجهه نحو الحكم الذاتي خلال حشد قبلي كبير في وادي حضرموت.
وتحاول تركيا، كما يبدو، تعزيز نفوذها في شرق اليمن مستفيدةً من السيناريو السوري، بعد أن تراجع حضورها سابقاً بسبب الضغوط السعودية والإماراتية.