#الدبلوماسية_الاردنية.. المطاولة والتأثير الوقائي للحفاظ على امننا الوطني..سوريا إنموذجاً
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)
مُخطئ من لا يعترف ويعتز بتميز دينامية الدبلوماسية الاردنية،رؤية وانجازات، مطاولات وردع بصورة متوازنة؛ وهي التي يقودها بحصافة جلالة الملك عبدالله الثاني،ويُعبر عنها ببلاغة وجرأة ؛سياسية ومتابعات دؤوبة مع الحكومات الاخرى وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء الحالي ايمن الصفدي، لتظهر نتائج دبلوماسية إردننا الحبيب، رؤية أمنية وقائية واستشرافية لاحداث المنطقة المتلاحقة المهولة خصوصا في العامين الاخرين في غزة وسوريا ؛ لذا ليس سهلا ان نشهد ونتفكر كمتابعين اكاديميين ومن منظور علم اجتماع السياسة ، نضج دبلوماسي مُميز ولافت في نجاح دبلوماسية الدولة الاردنية، وادوارها المقدرة باستقطاب وتوافق الاطراف المتصارعة او حتى المتنافسة بعنف نحونا وإطلاقها ادوارا فاعلة على هيئة مشاورات ومبادرات من عمّان مثل دورنا في ارجاع النظام السوري السابق للجامعة العربية ونجاحنا في قبول العرب حضور رئيسها قمة الرياض الاخيرة، بعد ان طلبت عمّان إعفائها عام 2011 من قطع علاقتها مع دمشق بعيد اندلاع الثورة السورية وقمع النظام السوري للثورة بصورة دموية مدانه انسانيا ودوليا، بعد ان اتخذت الجامعة العربية قرارا بهذا الخصوص كعقاب للنظام السابق تعبيرا عن حرص الاردن على وحدة الجيرة والمصير مع سوريا، وهذا ليس غريبا علينا، فعمان التسامح واليقضة ،هي قائدة الوفاق والاتفاق دائما،وبالتالي مازلنا نقطف كأردنيين نتيجة لحنكتها المشهود بها في تفرد فهمها لحاضر الاقليم وتميزها الناجز، في قدراتها العلمية على إستشراف القادم تباعا وبذكاء سياسي عميق على هيئة انجازات اقليمية وعالمية لصالح أمن بلدنا الحبيب أولا وأول، في ظل ظروف اقليمية وعالمية اقل ما توصف به انها زئبقية التركيبة متأرجحة المواقف ، لذا من هنا يتجلى نجاح دبلوماسيتنا في تشخيصي هذا، عبر حِفاظها على مصالح وأمن بلدنا العزيز دون ان تغفل او تتباطأ عن تعميق وتكثيف تأثيرها عربيا وعالميا معا.

وما استضافتنا حاليا لاجتماع اللجنة السداسية العربية المنبثقة عن قرارات وبحضور امين عام الجامعة العربية والمبعوث العالمي لسوريا، والعديد من وزراء الخارجية الاخرين ، فهذا اللقاء انما هو تتويج لمرحلة احداث الربيع العربي والثورة السورية منذ 2011 وصولا لما هو حالي بعد حدوث التغيير العميق والانتقالي في سوريا الشقيقة، والتي تُمثل عبر التاريخ المعاصر في الاقل ،الخاصرة الانتقالية وربما الرخوة حاليا التي ترتبط راهنا وفي المستقبل بأمن وحدود الاردن بصورة عضوية من حيث الاثر والتأثير المتبادل على علاقات الاخوة والتجارة والامن في البلدين الشقيقين كجزء من عدم استقرار الاقليم بصورة قوية بعيد غزوة 7/اكتوبر العام الماضي في غزة وإنكفأ الاذرع الايرانية ارضا وجوا في لبنان، واليمن، والعراق المنطقة بعد العدوان الاسرائيلي الاخير في لبنان وسوريا بالاساس.
(2)
“مخدرات ايدلوجية..”.
لا يمكن فهم الاهتمام الكبير جدا للدبلوماسية الاردنية بجذورها الامنية والعسكرية في واقع ومآلات التغيير الذي جرى في سوريا دون استحضار ابرز المحطات الاحتكاكية مع النظام السابق وتحالفه العضوي مع ايران عبر حزب الله وهي صاحبة مضمون تصدير الثورة والمخدرات الايدلوجية عبر الاراضي السورية التي يشترك معها الاردن بحدود تصل 375 كلم، دون ان ننسى بان ايران وعبر اذرعها في الاقليم هي الداعمة لمحور “المقاومة التي تحولت للممانعة” وما تحالف النظامين الايراني والسوري السابق باصرارهما في السنتين الاخيرتين على تصدير مخدراتهم الفكرية والصناعية نحو الاردن برا وجوا وفشلهما الذريع والحمد لله امام صمود الدولة الاردنية أمنيا وعسكريا ودبلوماسيا وهي التي لم تتوانى قواتنا العسكرية البطلة عن ردع مصادر التهديد وتنفيذ مداهمات القائمين على الداعمين والمصدرين للمخدرات من الاراضي السورية نحو بلدنا بشكل مشهود عامي 2023-2024.لذا كان الاردن من اوائل الذين رحبوا بصدور القانون الامريكي في عهد الرئيس بايدن 2022 وهو”قانون مكافحة الكبتاغون ” لأنه يدعم حقنا ومصالحنا الوطنية في ردع تحالف المصدرين لمخدراتهم الايدلوجية الدامية بكل عناوينها نحو اهلنا في اردن النبلاء والطيبين عروبة واسلام.
اخيرا..
حُق لنا ان نفتخر بانجازات وطننا الواثق ونجاحاتنا الدبلوماسية بعمقها الفكري الامني والعسكري في الحفاظ والمراكمة معا على أمننا الحالي نتيجة لنجاحاتنا المشرفة في مطاولات دولتنا ورجالاتها الاشاوس مدنيين وعسكرين على المسرحيّن الاقليمي والعالمي خدمة لاهلنا الاكارم في اردننا المغالب. ..وحمى الله اشقاءنا في سوريا العزيزة على قلوبنا كأردنيين ومتعها بالامن الامان راهنا وفي المستقبل.

قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: مصر والصومال.. الأمل والتضامن والتأثير

شهد عام 1992، أزمة الصومال التي مازالت مستمرة..  فقد دمرت حرب أهلية وحشية ومجاعة البلاد، وتركت الملايين في حاجة إلى مساعدة عاجلة،  فأرسلت الولايات المتحدة قوات إلى الصومال كجزء من عملية استعادة الأمل.

 وكان هدفهم تحقيق الاستقرار وتقديم المساعدات الإنسانية،  ولكن بعد وقوع حادث مأساوي في عام 1993، حيث قُتل جنود أمريكيون في مقديشو، وغادر الجيش الأمريكي الصومال. وأدى الرحيل إلى خلق فراغ في السلطة، وترك الصومال ليدافع عن نفسه.

وفي خضم هذه الاضطرابات، تدخلت مصر كشريك حيوي للصومال، وكانت جهودها لدعم الصومال خلال أحلك أيامه جديرة بالملاحظة وتستحق الاهتمام، فقد أدركت مصر، وهي دولة أفريقية عربية، أهمية مساعدة الصومال في إعادة بناء مجتمعه والحفاظ على الاستقرار.

وتم تعزيز دور مصر في تعزيز السلام والمصالحة في الصومال خلال إعلان القاهرة لعام 1997 بشأن الصومال،  وإدراكًا لضرورة اجتماع القادة الصوماليين وحل خلافاتهم، استضافت مصر مؤتمر سلام حاسمًا في الفترة من 12 نوفمبر إلى 22 ديسمبر 1997… جمعت هذه القمة القادة السياسيين الرئيسيين في الصومال، الذين أكدوا بعد أسابيع من الحوار التزامهم بتحقيق السلام والمصالحة في بلدهم الذي مزقته الحرب. حدد الإعلان المبادئ والإجراءات اللازمة لاستعادة الوحدة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات الدولة وإنشاء هيكل حكم شامل. أظهرت قيادة مصر في تسهيل هذا الاتفاق تفانيها في الحلول التي يقودها الصومال وإيمانها بالحوار باعتباره حجر الزاوية للسلام الدائم. وبينما لا تزال التحديات قائمة، يظل إعلان القاهرة لحظة محورية في تاريخ الصومال،

لقد وقفت مصر باستمرار إلى جانب الصومال في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها. في يناير 2024، عندما انتهكت إثيوبيا سلامة أراضي الصومال وانخرطت في أعمال تقوض سيادتها، كانت مصر واحدة من أوائل الدول التي أدانت مثل هذه الأعمال، ووعدت القاهرة بدعم الصومال دبلوماسيًا وأكدت استعدادها للدفاع عن المصالح الصومالية في المحافل الإقليمية والدولية.

 وقد أظهر هذا الموقف الحازم التزام مصر باستقرار الصومال ووحدته في مواجهة العدوان الخارجي، وعلاوة على ذلك، وبينما تستعد الصومال لبدء فصل جديد من تاريخها مع بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية الصومالية التي تحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية المنتهية ولايتها، فإن مشاركة مصر ستكون حاسمة.

 ومن خلال الانضمام إلى هذه البعثة للمرة الثانية منذ عام 1994، ستجلب مصر ثروتها من الخبرة في حفظ السلام وفهمها العميق لتحديات الصومال، وتلعب دورًا حاسمًا في ضمان نجاح هذه المبادرة الجديدة من أجل الاستقرار والأمن في الصومال.

العلاقة التاريخية بين مصر والصومال

لقد رأت القاهرة فرصة لتعزيز العلاقات مع مقديشو وتقديم المساعدات خلال وقت حرج، وركزت الحكومة المصرية على الدعم الإنساني والتعليمي والدبلوماسي، وهو ما كانت الصومال في أمس الحاجة إليه.

قدمت مصر مساعدات إنسانية حاسمة خلال هذه الفترة. سلمت المنظمات المصرية الغذاء والدواء وغيرها من الإمدادات الأساسية للأسر الصومالية النازحة… كما أرسلت مصر فرق طبية للمساعدة في مكافحة الأمراض في مخيمات اللاجئين الصوماليين، كانت هذه الجهود حيوية لأن نظام الرعاية الصحية في الصومال انهار أثناء الحرب الأهلية، قدم الأطباء المصريون العلاج في المستشفيات والعيادات المؤقتة، وأنقذوا أرواحًا لا حصر لها.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت مصر الدعم اللوجستي للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ساعدت في توزيع المساعدات على المناطق الريفية في الصومال التي يصعب الوصول إليها بسبب انعدام الأمن.

كان التعليم دائمًا حجر الزاوية في السياسة الخارجية المصرية في إفريقيا.. بعد عام 1994، استثمرت مصر بكثافة في التعليم الصومالي، قدمت منحًا دراسية للطلاب الصوماليين للدراسة في الجامعات المصرية. ساعدت هذه المبادرة في تدريب جيل جديد من المهنيين الصوماليين، بما في ذلك الأطباء والمهندسين والمعلمين.

ولقد لعبت جامعة الأزهر في القاهرة دورًا هامًا. فباعتبارها واحدة من أقدم وأعرق المؤسسات الإسلامية، رحبت بالطلاب الصوماليين لدراسة الدين والقانون واللغة العربية، وعاد العديد من هؤلاء الطلاب إلى الصومال للمساهمة في إعادة بناء مجتمعاتهم.

وفي حين عانت الصومال من القتال القبلي وعدم الاستقرار السياسي، عملت مصر على تعزيز السلام.، واستخدمت نفوذها في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي للدفاع عن الوحدة الصومالية.

واستضافت مصر زعماء صوماليين لإجراء محادثات سلام، وشجعت الحوار بين الفصائل المتحاربة. ولم تكن هذه الجهود ناجحة دائمًا، لكن مصر ظلت ثابتة في دعم الحلول التي تقودها الصومال للصراع.

كما كان دعم مصر للصومال مدفوعًا أيضًا بمخاوف أمنية إقليمية، لقد شكل انهيار الصومال تهديدًا مباشرًا للبحر الأحمر وخليج عدن، فهذه المنطقة حيوية للشحن العالمي، وعدم الاستقرار قد يسمح للقرصنة والإرهاب بالازدهار… لقد أدركت مصر، بسيطرتها على قناة السويس، أهمية حماية الطرق البحرية، وكان دعم تعافي الصومال خطوة استراتيجية لضمان المرور الآمن للسفن في المنطقة.

وعلى الرغم من جهودها، واجهت مصر تحديات كبيرة في مساعدة الصومال، فقد جعل الصراع المستمر من الصعب تقديم المساعدات أو تنفيذ المشاريع طويلة الأجل، وكثيرًا ما كان عمال الإغاثة والدبلوماسيون المصريون يعملون في ظروف خطيرة.

واليوم، لا تزال الصومال تتعافى من عقود من الحرب، لكن مساهمات مصر تركت أثرًا دائمًا. فالمهنيون الصوماليون الذين درسوا في مصر أصبحوا الآن قادة في مجالاتهم، وتواصل المدارس المصرية في الصومال تعليم الشباب الصومالي، وتحافظ الدولتان على علاقات دبلوماسية قوية.

إن جهود مصر في تسعينيات القرن العشرين كانت بمثابة مثال يحتذى به للدول الأفريقية الأخرى، فقد أظهرت أن التضامن الإقليمي يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في معالجة الأزمات،ومن خلال مساعدة الصومال، عززت مصر مكانتها كقائدة في العالمين العربي والأفريقي.

إن دعم مصر للصومال يسلط الضوء على أهمية مساعدة الدول الأفريقية لبعضها البعض في أوقات الأزمات. كما يؤكد على الرابطة الدائمة بين هاتين الدولتين. وبينما تواصل الصومال رحلتها نحو السلام والاستقرار، يمكنها أن تنظر إلى الوراء وتتذكر دور مصر في بقائها ونموها.

هذه القصة تذكرنا بقوة التضامن والتأثير الدائم…..

مقالات مشابهة

  • أحمد ياسر يكتب: مصر والصومال.. الأمل والتضامن والتأثير
  • التحالف الوطني ركيزة أساسية في تعزيز الدبلوماسية الإنسانية وتطوير المجتمعات
  • الأردن: الفرصة مواتية للحفاظ على وحدة واستقرار سوريا
  • ما حجم الودائع السورية التي أثارها الشرع؟
  • رسالة بارزاني الى الأحزاب الكردية السورية: تعاونوا للحفاظ على المكتسبات
  • «تعليمية الوطني» تعتمد تقرير سياسة الحكومة لتعزيز اللغة العربية
  • الدبلوماسية العُمانية ودعم الاستقرار في سوريا
  • ما هي الدول العربية التي تقدّم أعلى «رواتب» لموظفيها؟
  • الشيباني: رفع العقوبات ضرورة للحفاظ على مقدرات سوريا وتحقيق طموحات الشعب.. فيديو
  • عماد الدين حسين: العالم يريد عملية سياسية شاملة للحفاظ على وحدة سوريا