حكم السلام على النبي في الصلاة بصيغة الخطاب
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الصيغة المشهورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقولنا في التشهد «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ» قد خوطبت بها الأمة كافة، وهي عامة في كل زمان ومكان، وتخصيصها بحال دون أخرى هو تخصيص بلا مخصص ولا دليل.
وأوضحت الإفتاء أنه رغم اختلاف صيغ التشهد بين الصحابة رضي الله عنهم فقد اتفقوا على أن السلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم يكون بصيغة «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ»، وهذا موضع تواتر لا شك فيه، وبناء عليه ترك أكثر أهل العلم وعلى رأسهم الأئمة الأربعة العملَ برواية "السلام على النبي"؛ لأنها موقوفة، وعملوا جميعًا بالمرفوع المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهو السلام عليه بصيغة الخطاب: «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ».
السلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الصلاة بصيغة الخطاب
وأكدت الإفتاء أن عبارة «السلام عليك أيها النبي»، ثبتت في التشهد عن جماعة من الصحابة يصل إلى حد التواتر، وبه أخذ الأئمة الأربعة وجماهير علماء الأمة سلفًا وخلفًا، بل نقل الإمام أبو محمد بن حزم الإجماع على ذلك؛ فقال في كتابه "الفِصَل في المِلَل والأهواء والنِّحَل" (1/ 76، ط. مكتبة الخانجي): [وكذلك ما أجمع الناس عليه وجاء به النصُّ من قول كل مُصَلٍّ فرضًا أو نافلةً: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته] اهـ.
واتفقت روايات الأحاديث على بعض ألفاظ التشهد واختلفت في أخرى، فما اتفقت عليه هى عبارة: «السلام عليك أيها النبي»، وقد أشار إلى هذا التواتر الإمام أبو جعفر الطحاوي في "شرح معاني الآثار"؛ حيث يقول رحمه الله (1/ 265): [قد تواترت بذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الروايات فلم يخالفها شيء؛ فلا ينبغي خلافُها، ولا الأخذُ بغيرها، ولا الزيادة على شيء مما فيها] اهـ.
فمن رُوي عنه حديث التشهد وفيه عبارة «السلام عليك أيها النبي»: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وابن مسعود، وأبو موسى، وجابر بن عبد الله إن كان محفوظًا، وعبد الله بن عمر، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس، وعائشة، وسلمان الفارسي، ومعاوية بن أبي سفيان، وكعب بن عجرة، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم، كلهم يقول في حديثه: «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ» أو «سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ»، وعامة أسانيدهم صحيحة أو حسنة، وهي بمجموعها تبلغ درجة التواتر.
كما ورد ذلك عن التابعين وتابعيهم؛ كعلقمة بن قيس النخعي، والحسن البصري، وطاوس، وإبراهيم النخعي وغيرهم مقطوعًا عليهم، مما يعني أن التشهد بذلك تَعَلَّمَه التابعون من الصحابة واستمروا عليه وعلموه لمن بعدهم.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (ح 218): [عن عبد الجبار، عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: علمني أبي كلمات زعم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه علمه إياهنَّ، وزعم عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمه إياهنَّ: «التَّحِيَّاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ الْمُبَارَكَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَالسَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، قال الطبراني: لا يُروَى هذا الحديث عن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عمر رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة] اهـ. وإسناده مسلسل بالضعفاء لا تقوم به حجة، ومتنه منكر، والمحفوظ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما تقدم.
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه: فقد رواه جماعة من أصحابه عنه، وفى حديثهم جميعًا: «السلام عليك أيها النبي»، فمِمَّن رواه عنه: أبو وائل شَقِيق بن سَلَمة في "الصحيحين" و"السنن"، والأسود بن يزيد، وأبو الأَحوَص عَوف بن مالك، وعَلقَمة بن قيس، وأبو عبد الرحمن السُّلَمِي، وعمرو بن ميمون، وعامر الشَّعبِي ولم يسمع من ابن مسعود، وسعيد بن فَيرُوز، وأبو الكَنُود الأَزدي، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود وفي سماعه من أبيه خلاف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم النبي محمد النبي صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه عبد الله بن بن مسعود ه ا الن
إقرأ أيضاً:
وصايا النبي : دعاء مستجاب لك إذا استيقظت فجأة في الليل
تعد الأذكار والدعاء من الأعمال المستحبة التي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مختلف أوقات اليوم، بما في ذلك عند الاستيقاظ ليلاً.
وفقاً لنصوص السُنَّة النبوية، يمكن اغتنام هذا الوقت بالدعاء والذكر لتقوية الصلة بالله والاستفادة من بركات الليل.
الأذكار المستحبة عند الاستيقاظ ليلاًورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة توضح الأذكار التي يمكن ترديدها عند الاستيقاظ.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبّ من الليل كبّر عشرًا، وحمد عشرًا، وقال: سبحان الله وبحمده عشرًا، وسبحان الله الملك القدوس عشرًا، واستغفر عشرًا، ولبّى عشرًا، ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشرًا، ثم يفتتح الصلاة."
دعاء مستجاب عند الاستيقاظفي حديثٍ رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته."
هذا الدعاء يشير إلى أهمية استثمار لحظات الاستيقاظ بالدعاء، حيث تعد تلك اللحظات فرصة عظيمة للحصول على الاستجابة والدعاء المقبول.
أهمية هذه الأذكاريعد الليل وقتًا مميزًا للتقرب إلى الله، إذ تغمره السكينة والهدوء، مما يسهل الخشوع والتأمل. أذكار الاستيقاظ من النوم تعمل على تقوية الإيمان وتنقية النفس من الغفلة، بالإضافة إلى تعزيز الشعور بالطاقة الإيجابية والرضا.
استثمار الوقت في الصلاةتشير الأحاديث النبوية إلى أن الاستيقاظ ليلاً يمكن أن يكون مقدمة للصلاة، حيث إن من توضأ وصلى بعد الدعاء نال الأجر العظيم وقُبلت صلاته.
هذه الوصايا النبوية تذكرنا بضرورة أن تكون لحظاتنا مليئة بالذكر والشكر لله، وخاصة في أوقات الليل التي تحمل بركات وتجليات ربانية.