الإفتاء تُحذر من الشماتة في الموت وعواقبه الوخيمة
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشماتة في المصائب، سواء كانت موتًا أو غير ذلك، من الخصال الذميمة التي تنافي القيم الإنسانية السامية، وتتناقض مع تعاليم الشريعة الإسلامية.
الشماتة تظهر قسوة القلب
فالشماتة تُظهر قسوة القلب وانعدام التعاطف، وهي سلوك يأباه أصحاب المروءات وتنهى عنه النفوس المستقيمة.
النهي الشرعي عن الشماتةوأوضحت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية حرمت الشماتة وحذرت من عواقبها الوخيمة.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الشماتة تتنافى مع سنة الحياة التي قررها الله تعالى، والتي تقوم على تقلب الأحوال بين السعادة والحزن، والغنى والفقر.
فمن شمت اليوم قد يجد نفسه غدًا في موضع المشموت به، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].
الشماتة تهدد التماسك المجتمعيوشددت دار الإفتاء على أن الشماتة لا تهدد الفرد فقط، بل تُضعف التماسك المجتمعي وتشيع الكراهية بين أفراده، مؤكدة أن الإسلام يدعو إلى التراحم والتعاون بين الناس في مواجهة المصائب، وليس التشفي أو الفرح بمآسي الآخرين.
واختتمت دار الإفتاء رسالتها بالتأكيد على أهمية التحلي بالتراحم والابتعاد عن الشماتة، لما لها من أثر سلبي على النفس والمجتمع، داعية الجميع إلى الالتزام بأخلاق الإسلام التي تقوم على العدل والرحمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشماتة في الموت حديث النبي دار الإفتاء المصري النبي صلى الله عليه وآله وسلم شريعة الإسلام دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حكم المجاهرة بالذنوب والمعاصي وبيان خطورة ذلك
قالت دار الإفتاء المصرية، إن كل إنسان مُعرَّض للوقوع في الخطأ، ولكن الإصرار على الذنوب وعدم التوبة منها وخيم العواقب، في الدنيا والآخرة؛ فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.
وممَّا يعظُم به الذنب أن يتمّ المجاهرة به، بأن يرتكبَ العاصي الذنب علانية، أو يرتكبه سرًّا فيستره الله عزَّ وجلَّ لكنَّه يُخبر به بعدَ ذلك مستهينًا بسِتْر الله له؛ فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ» متفق عليه.
والمراد بالمجاهرة مَنْ يُعلن فعله بالمعصية؛ أي الذي يخبر الناس بها، ويشتهر بها؛ يقول العلامة زين الدين عبد الرؤوف المناوي الشافعي في "فيض القدير" (5/ 11، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(إلا المجاهرين)؛ أي: المعلنين بالمعاصي المشتهرين بإظهارها الذين كشفوا ستر الله عنهم] اهـ.
وأوضحت الإفتاء أن النصوص الشرعية الكريمة من الكتاب والسنة المطهرة اتضح أن من ارتكب ذنبًا أو إثمًا عليه أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، كما عليه أن يكثر من الاستغفار وتلاوة القرآن والصلاة والصدقة: ﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 39].
وأوضحت الإفتاء أنه ورد أن هذه القربات تمحو الخطايا، داعية الله تعالى قبول التوبة من التائبين وأن يهدينا جميعًا الصراط المستقيم.
قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53].
وقال جل شأنه: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 133-135].
وقال عز من قائل: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام البخاري: «وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».