قال الموسيقار العالمي أحمد الصعيدي إنه في بداياته يتبع أسلوب تقليد الغرب في تلحين الموسيقى، حيث كان يمزج بين النغمات الشرقية والغربية، وهو ما شكل قاعدة له في التلحين الذي جمع بين الأصالة والحداثة.

وكشف الصعيدي خلال لقائه مع الإعلامية إيمان أبوطالب في برنامج "بالخط العريض" على قناة الحياة عن العديد من جوانب مسيرته الفنية ورؤيته لمستقبل الموسيقى في العالم العربي.

 

وأضاف أن زوجته، التي هي عازفة "تشيللو"، تشاركه العزف أحيانًا، ما يعكس التناغم بينهما على الصعيدين الشخصي والفني.

وفيما يتعلق بموسيقى المهرجانات، أبدى الصعيدي رأيه بأن عنصر الموسيقى في المهرجانات ليس مسيئًا في حد ذاته، لكنه انتقد كلمات هذه الأغاني التي وصفها بأنها "خروج عن النص"، مشيرًا إلى أن الكلمات تكون في الغالب بعيدة عن الفضاء الفني الذي ينبغي أن تحققه الموسيقى.

 وأوضح الصعيدي أن أوروبا تعرف بتنوعها الثقافي، حيث تمزج بين الأوبرا والباليه، من جهة، وبين الديسكو والراب، من جهة أخرى، ما يعكس توازنًا بين الفنون الكلاسيكية والموسيقى المعاصرة.

وعبر عن استيائه من سياسة دار الأوبرا المصرية، مؤكدًا أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالأغاني التجارية على حساب الفنون الكلاسيكية مثل الباليه والموسيقى السيمفونية.

ولفت الصعيدي أيضًا إلى أن عمله الموسيقي "طقوس الربيع" كان من أصعب أعماله، حيث وصفه بالمعقد للغاية. 

وقال إن هذا العمل تطلب 20 بروفة لتقديمه بشكل مثالي، في حين أن عادة لا تتجاوز البروفات 5 أيام، ما يبرز التحدي الكبير الذي واجهه في هذا المشروع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الخط العريض الإعلامية إيمان أبوطالب المزيد

إقرأ أيضاً:

محاولة انتباه «للرزحة»

خلال الأسابيع الماضية أقامت لجنة كتّاب وأدباء شمال الشرقية مع بعض الفرق الأهلية في ولاية بدية ندوة حول الشاعر ماجد بن سالم الحجري، قدمت فيها بعض القراءات كما أقيمت الفنون الشعبية بقصائد الشاعر. تمثل الفنون الشعبية أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمعات، لأن كثيرًا منها حافظ للقيم المجتمعية وتركيبته السكانية، كما أنها تشكّل الثقافة المجتمعية والتكوين الهوياتي، مما يُمكن أن يناقش من منظورات سوسيولوجيا الثقافة والفن. ويعتبر فن (الرزحة) في عُمان واحدًا من أهم الفنون الشعبية الرجالية، إذ إنه ينتشر في كثير من المناطق ويؤدى بطريقة واحدة تقريبا مع اختلاف في التفاصيل. والرزحة يُمكن تعريفها على أنها فن شعبي رجالي استُخدم في بدايته -وفقًا لبعض الروايات الشفهية- في الحروب للاستنهاض أو الرثاء، ولذلك تجد في بعض أنواعه يتسم بالسرعة والحماسة، وفي بعضها بالبطء والحزن وهي التي تسمى «النواحِ». ويوجد الفن في كثير من المناطق العمانية، وفي السنوات الماضية بدأ كثير من المهتمين بالتداخل مع بعضهم وتعارفوا وتأثر بعضهم ببعض.

لذلك فإن من المهم أن تتوافر الجهود للاهتمام بالرزحة وشعرائها وما تمثله من تراث وحافظة للذاكرة والتاريخ. يحاول هذا المقال أن يلتفت لأهمية الرزحة وضرورة الاهتمام بها.

باعتبارها فنّا شعبيًا، فإن الرزحة كانت نتاج المجتمع وهمومه وذكرياته وما مرّ عليه من أفراح ومآسٍ، ولذلك فإن كثيرًا من القصائد -التي تتوفر لدينا اليوم على الأقل- قد حفظت بعضًا من الذاكرة التاريخية المجتمعية، فانظر مثلا إلى الشاعر عامر بن سليمان الشعيبي، الملقّب (المطوع)، يصف معاناة مجتمعه مع مرض الجدري والطاعون فيقول:

(رسّي فمسكد وشطّن بالحديد/ وفي نهار الخمس فظّي بالخبار

قولّهم قدام عرفوا اللي مضى/ بعد شهر الصوم في تالي الفطار

ما ترك من ربعنا الأمر انقضى/ إلا سعاد البخت وطوال العمار

روّحوا شبّان في حسن الشباب/ كتّهم هالعوق بو حبّ الصغار)

إلى أن يقول:

(الطعن والجدري جميع تولفن/ اللي اتقى باليمنى تعطل باليسار

وآخر حفّار القبر منهم شرد/ ودّر الأولاد فالحلّة وسار

وانتهى الميّت مهمّل في البلد/ م الضحى إلى دورها نصف النهار

قلم الجدري كتب فينا كتاب/ كتبة الوستاد في صمّ الحجار)

وكثيرا من هذه القصائد قد حفظت الذاكرة المجتمعية، وتحدثت بلسان المجتمع في كثير من الأحيان، لكن بسبب عدم التدوين الجادّ لها فإن كثيرا منها فُقدت بوفاة من يحفظونها، وما بقي منها لم يلتفت له بعد التفاتة جادة تحاول دراسته وحفظه بطريقة أكثر استدامة ووعيا. لذلك فإن الحفاظ عليه يحمي رواية تاريخية نبعت من المجتمع، لا من النخبة المثقفة أو العالمة بمختلف توجهاتها ومشاربها، كما أن محاولة الحفاظ على فن الرزحة يحافظ على قيم اجتماعية عديدة نشأت عليها أجيال كثيرة وتربّوا عليها، ولو لم تقف إلا على محاولات التواصل مع الآخر في المجتمع بطريقة تناسبه، مع تعلّم مهارات الذكاء الاجتماعي والعاطفي، إضافة للاستماع لتجارب الحياة ممن سبق أن خاضها -لوجود كثير من كبار السن في مثل هذه المحافل- ومجالسة الرجال مما يولّد الخشونة لكفى. أضف عليه أن في كثير من أشعاره حكمًا ومواعظ ونصائح بلغة تناسب الجاهل والمتعلم.

مخاطر اندثار فن الرزحة كثيرة، وفضلا عن اختفاء روايات تاريخية ومجتمعية وذاكرة شعبية حفظها شعر الرزحة، فإن هذا الاندثار يعني فقد قيمة ثقافية امتدت لعصور طويلة، ساهمت في تشكيل هوية كثير من المجتمعات العمانية، سواء بالشعر أو بتأدية الفن نفسه أو غيره، وفي حال هذا الغياب، ومع تداعي المحددات الأخرى، فإن الاستبدال بمحددات أخرى يصبح أكثر سهولة، فإن كان هذا الأخير أساسًا متحقق الآن، فكيف به إذا فُقدت هذه المركزيات الهوياتية والثقافية واندثرت. وقد يقول قائل إن الاعتقاد باندثارها أمر حالم لأنها موجودة في محافل كثيرة ولا زالت تؤدى في كثير من المناطق، أقول إنه ليس كذلك إذا دُرست نظرة الأجيال الجديدة لمثل هذه الفنون وتفضيلهم للحياة الأكثر فردانية وحداثة، باعتبار أن مثل هذه الفنون تمثل بقايا ماضوية يُمكن أن تكون مزهريات للمشاهدة في المهرجانات أو الفعاليات فقط وليس لها قيمة اجتماعية أو ثقافية حقيقية، لذلك تجد أن كثيرا منهم في أوقات حدوثها يكتفون بالنظر والمشاهدة فقط، دون محاولة المشاركة فيها أو تعلمها على الأقل، وهذا ينطبق على الأطفال بالطبع، فإذا اعتادت الأجيال على ذلك، وتعاقبت عليه، لم يبقَ من مثل هذه الفنون شيء إلا الإطار الخارجي الهامشي فقط.

يُمكن المواءمة بين الحياة الحديثة وحفظ التراث من خلال عدة خطوات يُمكن البدء بها، منها التوثيق الرقمي والأرشيفات الالكترونية من خلال وجود المنصات المتخصصة في توثيق فن الرزحة ويُمكن أن تحتوي على تسجيلات مرئية وصوتية، وإضافة قصائد الرزحة للعالم الرقمي وإنشاء مكتبة إلكترونية مفتوحة يُمكن الوصول إليها بسهولة. ومنها استخدام وسائل الإعلام الحديثة لإنتاج الأفلام الوثائقية سواء الطويلة أو القصيرة التي تسلط الضوء على تاريخ الرزحة مثلا أو الأحداث المعاصرة المتعلقة بها، بالإضافة للمحتوى التفاعلي على منصات التواصل الاجتماعي، وهذا الأخير تقوم به بعض الحسابات الفردية التي تحاول توثيق بعض اللقطات أو الأشعار، لكنها تحتاج لجهود أكثر تكثيفا، كما يُمكن أن يتم إدخال بعض المشاهد أو المفاهيم المتعلقة بالفن في الأفلام أو المسرحيات لإعطائها بعدا ثقافيًا أكبر. ومنها كذلك التوسع في المهرجانات أو الفعاليات السنوية التي تحتفي بالفن وشعرائه وفرقه الشعبية.

وأخيرا، وهو واحدٌ من أهم الأمور التي يجب أن يُلتفت لها، أن يكون هناك بحث أكاديمي يتطرق للأدب الشعبي العماني المتعلق بالرزحة، على أن يعالجه من عدة منظورات أو إطارات منهجية منها التاريخي والاجتماعي والثقافي واللغوي، كما يُمكن أن يتم تمويل مثل هذه الأبحاث من قبل الجامعات أو الوزارات أو النادي الثقافي أو الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وغيرها من المؤسسات الثقافية.

وأخيرًا، أسجّل هنا هذه الدعوة لإقامة مشروع وطني شامل لتوثيق الرزحة والشعر المرتبط بها، وأن يُنقذ ما تبقى من التاريخ الشفهي الذي يحتفظ به كبار السن في الغالب من أجل حمايته من الاندثار وحفظه لدراسته والاستفادة منه، فعلى الرغم من مرور ذكر الرزحة في الموسوعة العمانية، إلا أن ذلك غير كافٍ، لأنه فن وُجد في مناطق كثيرة من عمان وتشعّب، واهتم به كثير من الشعراء القدماء والمعاصرين، فيجب دارسة هذه الحالة الأدبية والفنية والنظر لإنقاذه باعتباره إنقاذًا لمحدد هوياتي وثقافي، فني ومجتمعي، يجب حمايته من الزوال وإعادة دراسته والاستفادة منه لدراسة الأحداث التاريخية، فإن مثل هذا المشروع لا يواءم «رؤية عمان 2040» في أولوية «المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية» فحسب، بل إنه قادر على أن يخلق رافدًا سياحيًا واقتصاديًا يُمكن استغلاله لتعزيز الهوية الوطنية والترويج السياحي لعمان من خلاله إبراز واحد من أهم فنونها الشعبية.

مقالات مشابهة

  • معرض لأساتذة كلية الفنون الجميلة للمرة الأولى منذ تأسيسها في مركز الفنون البصرية
  • «صلاح جاهين بين الفن والتاريخ» ندوة في دار الكتب والوثائق القومية
  • حاسة إني بحلم.. زوجة عصام صاصا تحتفل بعودته
  • أبرزهم أحمد السقا وحسن الرداد.. نجوم الفن يتوافدون على عزاء سيد السبكي
  • بحضور نجوم الفن والرياضة.. 50 صورة من عزاء شقيق أحمد السبكي
  • نجوم الفن يتوافدون على عزاء شقيق المنتج أحمد السبكي
  • محاولة انتباه «للرزحة»
  • نجوم الفن والرياضة في عزاء شقيق المنتج أحمد السبكي
  • تصريح البرير الذي لا يساوي طرف جلابيته
  • آلة الأرغن تُبهر عشّاق الموسيقى بدار الأوبرا السلطانيّة مسقط