الإفتاء: الإسلام يدعوا لإسباغ الوضوء بلا إسراف
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
الوضوء هو الركن الأساسي للطهارة في الإسلام، الذي يمهد المؤمن للوقوف بين يدي الله عز وجل، وفي تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نجد توجيهات دقيقة توضح أهمية تحقيق الطهارة بإسباغ الوضوء دون الوقوع في الإسراف.
إسباغ الوضوء: إحسان في العبادة
إسباغ الوضوء يعني إتمام الطهارة بشكل شامل، حيث تصل المياه إلى جميع أعضاء الوضوء المحددة في القرآن والسنة.
يشمل ذلك غسل الوجه واليدين ومسح الرأس وغسل القدمين، مع الالتزام بالترتيب والموالاة.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان في الوضوء، وبيّن فضله العظيم، حيث قال: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره" (رواه مسلم).
الإسراف في الماء: تجاوز الاعتدالالإسلام دين الوسطية، وينهى عن الإسراف في كل الأمور، حتى في الطاعات. فقد يُحسن شخص وضوءه باستخدام كمية معقولة من الماء، بينما قد يُفرط آخر في استخدام الماء دون أن يحقق الطهارة الصحيحة.
النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراف في الماء ولو كان المسلم على نهر جارٍ، كما ورد في قوله: "لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ" (رواه ابن ماجه).
الصحابة: قدوة في الطهارة والاعتدالكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا يُحتذى به في إسباغ الوضوء دون إسراف.
كانوا يُتقنون وضوءهم بكمية قليلة من الماء، امتثالًا لتوجيهات النبي، مما يُظهر فهمهم العميق للتوازن بين الطهارة والاقتصاد في الموارد.
رسالة تربوية ودعوة للتأملتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم حول الوضوء ليست مجرد تعليمات عبادية، بل هي رسالة تربوية تدعو المسلمين للحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحقيق التوازن في حياتهم. إن الالتزام بعدم الإسراف، حتى في العبادات، يُبرز القيم السامية التي يدعو إليها الإسلام.
وعي وتنويرفي ظل التحديات البيئية الحالية، يصبح تطبيق هذه التعاليم أكثر أهمية.
المسلم، باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، يُسهم في الحفاظ على المياه ويُظهر روح الإسلام الحقيقية التي تدعو للوعي والمسؤولية تجاه الموارد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبى صلى الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الإسلام استخدام الماء النبی صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
حكم قضاء صلاة التراويح لمن فاتته.. الإفتاء توضح الحل
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز قضاء صلاة التراويح لمن فاتته، مستدلة بما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا لم يُصلِّ من الليل؛ منعه عن ذلك النوم أو غلبته عيناه، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة» (رواه ابن حبان في صحيحه).
وأوضحت الدار أن صلاة التراويح من السنن المؤكدة التي يُثاب فاعلها ولا يأثم تاركها، وبالتالي فإن من لم يتمكن من أدائها في وقتها خلال الليل يمكنه قضاؤها في النهار بعد شروق الشمس بمدة تقدر بثلث الساعة وحتى قبل صلاة الظهر.
وأشارت الإفتاء إلى أن هذا الحكم مستمد من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقضي النوافل التي تفوته، مما يدل على جواز قضاء صلاة التراويح لمن فاتته في وقتها.
ورد فيها أن صلاة التراويح سبب لمغفرة الذنوب؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: «كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ».
وجاء أنها سبب لنيل أجر قيام ليلة لمَن صلّاها مع الإمام وبقي معه حتى ينصرف؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الرجلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ).
وورد أنها سنَّةٌ مؤكدة للرجال والنساء، وقد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله؛ فعَنْ أبِـي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.
وروي َعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِـينَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: "أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم صَلَّى ذَاتَ لَـيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَـمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ»؛ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ . متفق عليه، وَعَنها أيضًا رَضِيَ اللهُ عَنْـهَا قالتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأحْيَا لَيْلَهُ، وَأيْقَظَ أهْلَهُ" متفق عليه.