بوابة الوفد:
2025-01-13@09:05:07 GMT

الإفتاء: الإسلام يدعوا لإسباغ الوضوء بلا إسراف

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

الوضوء هو الركن الأساسي للطهارة في الإسلام، الذي يمهد المؤمن للوقوف بين يدي الله عز وجل، وفي تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نجد توجيهات دقيقة توضح أهمية تحقيق الطهارة بإسباغ الوضوء دون الوقوع في الإسراف.

 

إسباغ الوضوء: إحسان في العبادة

إسباغ الوضوء يعني إتمام الطهارة بشكل شامل، حيث تصل المياه إلى جميع أعضاء الوضوء المحددة في القرآن والسنة.

 يشمل ذلك غسل الوجه واليدين ومسح الرأس وغسل القدمين، مع الالتزام بالترتيب والموالاة. 

 

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان في الوضوء، وبيّن فضله العظيم، حيث قال: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره" (رواه مسلم).

الإسراف في الماء: تجاوز الاعتدال

الإسلام دين الوسطية، وينهى عن الإسراف في كل الأمور، حتى في الطاعات. فقد يُحسن شخص وضوءه باستخدام كمية معقولة من الماء، بينما قد يُفرط آخر في استخدام الماء دون أن يحقق الطهارة الصحيحة. 

 

النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراف في الماء ولو كان المسلم على نهر جارٍ، كما ورد في قوله: "لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ" (رواه ابن ماجه).

الصحابة: قدوة في الطهارة والاعتدال

كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا يُحتذى به في إسباغ الوضوء دون إسراف.

 كانوا يُتقنون وضوءهم بكمية قليلة من الماء، امتثالًا لتوجيهات النبي، مما يُظهر فهمهم العميق للتوازن بين الطهارة والاقتصاد في الموارد.

رسالة تربوية ودعوة للتأمل

توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم حول الوضوء ليست مجرد تعليمات عبادية، بل هي رسالة تربوية تدعو المسلمين للحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحقيق التوازن في حياتهم. إن الالتزام بعدم الإسراف، حتى في العبادات، يُبرز القيم السامية التي يدعو إليها الإسلام.

 وعي وتنوير

في ظل التحديات البيئية الحالية، يصبح تطبيق هذه التعاليم أكثر أهمية.

 

 المسلم، باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، يُسهم في الحفاظ على المياه ويُظهر روح الإسلام الحقيقية التي تدعو للوعي والمسؤولية تجاه الموارد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النبى صلى الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الإسلام استخدام الماء النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

حكم الصيام في رجب وما هي صحة الأحاديث الواردة عنه.. دار الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما مدى جواز العمل بالأحاديث الواردة في صيام شهر رجب؟ حيث يقول بعض الناس إن الفقهاء الذين استحبوا الصيام في شهر رجب قد جانبهم الصواب، وإنهم استندوا في قولهم هذا على أحاديث ضعيفة وموضوعة، ومنهم فقهاء الشافعية، فهل هذا صحيح؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن مما ورد في صيام شيء من شهر رجب من السُنَّة: ما رواه الإمام أبو داود عن مُجِيبَةَ الباهليَّة، عن أبيها، أو عمها، أنَّه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيَّرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: «وَمَنْ أَنْتَ؟» قال: أنا الباهلي، الذي جئتك عام الأول، قال: «فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟»، قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟»، ثم قال: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قال: زدني؛ فإن بي قوة، قال: «صُمْ يَوْمَيْنِ»، قال: زدني، قال: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قال: زدني، قال: «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ»، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها.

ومنها ما رواه الإمام البيهقي في "فضائل الأوقات" عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ لَهُ رَجَبٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ».

وروى الإمام البيهقي عن أبي قلابة رضي الله عنه قال: "في الجنة قصر لصُوَّام رجب". قال الإمام أحمد: "وإن كان موقوفًا على أبي قلابة وهو من التابعين، فمثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ عمن فوقه ممن يأتيه الوحي، وبالله التوفيق".

وذكرت دار الإفتاء أن تلك الأحاديث الواردة في صومه أو صوم شيء منه وإن كانت ضعيفة فإنَّها ممَّا يُعْمَل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند عامة العلماء في مثل ذلك، كما نقله الإمام النووي وغيره؛ قال الإمام النووي في كتابه "الأذكار" (ص: 8، ط. دار الفكر): [قال العلماءُ من المحدّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبّ العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعًا] اهـ.

وقال في "التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث" (ص: 48، ط. دار الكتاب العربي): [ويجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من الضعيف والعمل به من غير بيان ضعفه في غير صفات الله تعالى، والأحكام؛ كالحلال والحرام وغيرهما، وذلك كالقصص، وفضائل الأعمال، والمواعظ، وغيرها مما لا تعلق له بالعقائد والأحكام، والله أعلم] اهـ.

وحتَّى لو لمْ يرد في الباب هذه النصوص الضعيفة فإنَّ النصوص الصحيحة الأخرى العامَّة التي تُرَغِّب في الصيام التطوعي مطلقًا تكفي في إثبات المشروعيَّة؛ إذ إن القاعدة عندهم أنَّ العام يبقى على عمومه، والمطلق يجري على إطلاقه حتى يأتي مُخَصِّص أو مُقَيّد. انظر: "البحر المحيط" للعلامة الزركشي (5/ 8، ط. دار الكتبي)، و"التلويح على التوضيح" للعلامة التفتازاني (1/ 117، ط. مكتبة صبيح).

ومن هذه النصوص الصحيحة: ما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».

وما رواه الإمام أحمد عن صدقة الدمشقي أن رجلًا جاء إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عن الصيام، فقال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الصِّيَامِ صِيَامَ أَخِي دَاوُدَ؛ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا».

وما ذُكِر في السؤال من كون الشافعيَّة قد استدلوا على استحباب صوم رجب بحديثٍ موضوعٍ: فغير صحيح؛ قال العلامة ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الفقهية الكبرى" (2/ 54): [رُوِي في فضل صومه أحاديث كثيرة موضوعة، وأئمتنا وغيرهم لم يُعَوِّلُوا في ندب صومه عليها، حاشاهم من ذلك] اهـ.

وأوضحت أنه ينبغي أن يَحْرِص المسلمُ على العمل بفضائل الأعمال التي منها صيام رجب سواء كله أو بعضه، ولو مرّة واحدة في العمر؛ ليكون من أهل ذلك الفضل؛ قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 8): [اعلم أنَّه ينبغي لمَن بلغَهُ شيء في فضائل الأعمال أن يعملَ به ولو مرّة واحدة؛ ليكون من أهله، ولا ينبغي أن يتركه مطلقًا، بل يأتي بما تيسر منه؛ لقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتفق على صحته: «إذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ فأْتُوا مِنْهُ ما اسْتَطعْتُمْ»] اهـ.

مقالات مشابهة

  • «الإفتاء» توضح حقيقة حديث «من نشر موعد رمضان حرمت عليه النار»
  • وصية النبي الأخيرة.. كيف تفوز بالجنة في 5 خطوات
  • أجر عظيم.. فضل زيارة المريض وثوابها في الإسلام
  • حكم توزيع الصدقات على الفقراء في المقابر.. دار الإفتاء ترد
  • حكم الصيام في رجب وما هي صحة الأحاديث الواردة عنه.. دار الإفتاء تجيب
  • خير الأصحاب.. وصية النبي الذهبية في العلاقات الإنسانية
  • الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
  • حكم استقبال مقام النبي ﷺ واستدبار القبلة عند زيارته
  • حكم قول زمزم بعد الوضوء.. الإفتاء توضح
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما جهر قوم بالمحرمات إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله.. ومحبة الله مشروطة بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم