جمع النقود بالمساجد.. أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، جاء مضمونه كالتالي: ما حكم الشرع في جمع النقود في المسجد ما بين الخطبة الأولى والخطبة الثانية؟.

وقالت دار الإفتاء برئاسة الدكتور نظير عياد، في إجابتها عن السؤال، إنه لا يجوز للأشخاص تخطي رقاب الناس خلال أداء صلاة الجمعة في المساجد، وجاء ذلك في مذاهب الفقهاء.

مذاهب الحنفية في حكم الشرع في جمع النقود في المسجد ما بين الخطبة الأولى والخطبة الثانية

قالت الحنفية إن تخطي الصفوف يوم الجمعة لا بأس به لكن يجب توافر شرطين، وهما:
الأول: أن لا يؤذي أحدًا به بأن يطأ ثوبه أو يمس جسده.
الثاني: أن يكون ذلك قبل شروع الإمام في الخطبة، وإلا كره تحريمًا، ويستثنى من ذلك ما إذا تخطى لضرورة؛ كأن لم يجد مكانًا يجلس فيه إلا بالتخطي؛ فيباح له حينئذٍ مطلقًا.

مذاهب الشافعية في حكم الشرع في جمع النقود في المسجد ما بين الخطبة الأولى والخطبة الثانية

وذهبوا الشافعية إلى أن تخطي الرقاب يوم الجمعة مكروهٌ؛ وهو أن يرفع رجله ويخطي بها كتف الجالس، أما المرور بين الصفوف بغير ذلك فليس من التخطي.

مذاهب الحنابلة في حكم الشرع في جمع النقود في المسجد ما بين الخطبة الأولى والخطبة الثانية

وقالوا الحنابلة إنه يكره لغير الإمام والمؤذن بين يدي الخطيب إذا دخل المسجد لصلاة الجمعة أن يتخطى رقاب الناس إلا إذا وجد فُرجَةً في الصف المتقدم، ولا يمكنه الوصول إليها إلا بالتخطي؛ فإنه يباح له ذلك.

مذاهب المالكية في حكم الشرع في جمع النقود في المسجد ما بين الخطبة الأولى والخطبة الثانية

وذهبوا المالكية إلى أنه يحرم تخطي الرقاب حال وجود الخطيب على المنبر ولو كان لسد فُرجَةٍ في الصف، ويكره قبل وجود الخطيب على المنبر إن كان لغير سد فُرجَةٍ ولم يترتب عليه إيذاء أحدٍ من الجالسين، فإن كان لِسَدِّ فُرجَةٍ جاز.

وأكدت دار الإفتاء إلى أنها تميل إلى الرأي الأخير، وترى أن جمع النقود في المسجد يوم الجمعة حال وجود الخطيب على المنبر أمرٌ غير جائزٍ شرعًا؛ لأن فيه تخطي الرقاب وانشغال الحاضرين لسماع الخطبة عن سماعها، وكلاهما أمرٌ منهيٌّ عنه شرعًا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النقود المسجد الصلاة

إقرأ أيضاً:

هل الرياح الشديدة عذر يبيح جمع الصلاة.. اعرف لماذا اختلف الفقهاء؟

بسبب ما تتعرض له مصر هذه الأيام من عواصف ورياح شديدة بدأ البعض في البحث عن إجابة لسؤال: “هل يجوز  جمع الصلاة بسبب الرياح الشديدة؟”، وهذه الفتوى تحديدا من القضايا الفقهية التي اختلف حولها العلماء، حيث جاء في الأحاديث النبوية ما يدل على جواز الجمع بين الصلوات في حالات معينة كالمطر الشديد، إلا أن مسألة الجمع بسبب الرياح الشديدة ما زالت محلا للاختلاف بين الفقهاء.

رأي المالكية والحنابلة

اتفق فقهاء المالكية والحنابلة في هذا المجال، فقرروا جواز جمع الصلاة بسبب الرياح الشديدة والطين، مستندين إلى قاعدتهم الفقهية التي تقضي بأن الرخصة في الجمع تكون للمشقة، فقد قاموا بمقارنة الرياح والطين بالمطر، حيث رأوا أن المشقة في هذه الحالات قد توازي المشقة الناتجة عن المطر، وبالتالي يجوز الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في حالة الرياح الشديدة أو الطين، بشرط أن تكون هناك مشقة ملموسة على المصلين.

وأكد الحنابلة أن الجمع في مثل هذه الحالات يكون مشروطا بوجود الرياح الشديدة مع الظلمة والبرد في الليلة المظلمة، حيث يعد ذلك من الأسباب المبررة لتخفيف المشقة.

مذهب الشافعية

من ناحية أخرى، قصر الشافعية الرخصة في الجمع على ما وردت فيه النصوص، وهو المطر فقط، ولم يجوزوا الجمع بسبب الرياح الشديدة أو الطين.

وقد أشاروا إلى أن توسع الرخصة في هذه الحالات لا يتناسب مع أصلهم الفقهي الذي لا يرى توسيع نطاق الجمع إلا في الحالات التي ورد فيها النص، مثل المطر.

ماذا فعل النبي عند هبوب الريح؟ ردد دعاء الرياح وهذه السنن النبويةدعاء الرياح والعواصف .. ردد 22 كلمة نبوية تعطيك خيرها وتصرف شرها

مذهب الحنفية

أما الحنفية، فلم يروا أن الجمع جائزا مطلقا لغير المطر، سواء كان ذلك بسبب الرياح أو الطين، حيث اعتبروا أن الجمع لا يجوز إلا في حالة المطر الشديد.

ماذا تقول القاعدة الفقهية

رغم الخلاف الفقهي حول هذه المسألة، فإن القاعدة العامة التي يعتمد عليها الفقهاء هي أن الجمع بين الصلوات رخصة لأصحاب الأعذار الذين يواجهون مشقة في أداء الصلاة في وقتها.

 وبالتالي، ينصح المصلون الذين يواجهون مشقة حقيقية في الوصول إلى المسجد بسبب الرياح الشديدة أو الطين بمتابعة الإمام في اتخاذ قرار الجمع، مع التأكيد على أن الإمام هو المسؤول عن تحمل تبعات القرار في هذا الشأن.

متى يجوز الصلاة في المنزل؟

أكد العلماء أن الصلاة في البيت جائزة في حالات المشقة، مثل نزول المطر الشديد أو وجود صعوبة في الوصول إلى المسجد بسبب الرياح أو الطين، وذلك تأكيدا على الرخصة التي منحها الشرع في حالات الضرورة. 

فقد ثبت في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا فقال: (ليصل من شاء منكم في رحله)" رواه مسلم.

أما فيما يتعلق بالجمع بسبب الغبار، فقد أجمع الفقهاء على أن ذلك لا يعد من الأعذار التي تبيح الجمع، نظرا لأنه يعد حالة نادرة وغير شائعة.

طباعة شارك هل الرياح الشديدة عذر يبيح جمع الصلاة جمع الصلاة اختلاف الفقهاء رأي المذاهب الأربعة

مقالات مشابهة

  • أركان العمرة وحكم أدائها عن الحي والميت.. دار الإفتاء تجيب
  • سنن الجمعة الأولى من ذي القعدة 1446.. بـ 8 أمور تبيضّ صحيفتك وتمحى خطاياك
  • منتخبات المجموعة الثانية بكأس الأمم الإفريقية تختتم استعداداتها للجولة الأولى
  • منتخبات المجموعة الثانية بأمم إفريقيا للشباب تختتم استعداداتها للجولة الأولى
  • هل الرياح الشديدة عذر يبيح جمع الصلاة.. اعرف لماذا اختلف الفقهاء؟
  • زليتن والبيضاء تستضيفان المرحلة الثانية من مسابقة الدوري الليبي لكرة اليد
  • خلال لقائه بمديري الإدارات.. .وكيل أوقاف الشرقية يشدد على عدم صعود المنبر أو استخدام ميكروفون المساجد لغير المصرح لهم
  • الأوقاف تؤكد على الالتزام الكامل بتعليمات خطبة الجمعة ومنع التبرعات بالمساجد
  • ترامب: في ولايتي الثانية أنا أقود الولايات المتحدة والعالم
  • يونايتد ودبا أول المتأهلين من «الثالثة» إلى دوري الثانية