البوابة نيوز:
2025-01-15@09:51:41 GMT

منير أديب يكتب: لماذا يكره المتطرفون الآثار؟

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التنظيمات الإسلاموية تتمرد على الهوية الوطنية.. وتشن حملات دائمة على الماضى بكل تفاصيله

كل تنظيمات الإسلام السياسى لديها مشكلة فى الآثار، سواء فى المعنى الخاص بها أو المبنى التى تظهر عليه؛ لأن هذه التنظيمات لم تقرأ آيات الله فى الكون، ولم تُدرك حقيقة الأثر وأهميته التى طالبنا الله بتدبرها، فالآثار ليست مجرد حجارة، لكنها دليل على صنع الله فى البشر.

ولا يستطيع الإنسان أنّ يعيش حاضره ولا أنّ يصنع مستقبله إلا بماضيه، والأثر باختصار شديد هو ما يُمثل هذا الماضي، وهو فى نفس الوقت من يصنع المستقبل، ولذلك نجد أغلب آيات الله تدعو إلى النظر إلى الماضى وتدبره وتعلمه، وغالبًا ما يكون ذلك عبر الآثار التى يخلفها لنا الأقدمون.

وهذا يبدو واضحًا فى العديد من الآيات الصريحة، ومنها على سبيل المثال ما جاء فى سورة الحديد، قوله تعالى: "ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ"، وهو ما يُعنى أنّ الأثر مهم للمستقبل، فلا مستقبل للنّاس بدون تدبره، فالآثر قد لا يكون حسيًا، وهذا يبدو مهمًا فى التدبر.

كما جاء فى سورة الروم، "فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِى الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا. إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِى الْمَوْتَىٰ. وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، ثم جاء فى سورة غافر، "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ. كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِى الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ".

صحيح بعض الآيات الكريمات تتحدث عن الأثر بمعناه وليس بمبناه، ولكن الآيات الكريمات لم تخل من الدعوة إلى الاتعاظ بالأثر والمطالبة بالحفاظ عليه، فهو بمثابة الضرورة الدينية التى لا يمكن التخلى عنها، بل يدعونا الدين إلى الاحتفاظ بها.

فهم المتطرفون أنّ المسلمين حديثو عهد بالإسلام، وبالتالى وجود الآثار قد يدفعهم لعبادتها، وفى هذا نوع من الجهل مخلوطٌ بالوصاية التى يفرضها هؤلاء المتطرفون على عقول النّاس، بدعوى أنّ هذا جائز دينيًا وأنّ هذا غير جائز.

المتطرفون لا يتعظون ولا يُريدون لغيرهم أنّ يتدبروا فى خلق الله، ولذلك لا يرون أهمية للماضى بهذا الأثر، لذلك تجد أغلبهم يكرهون كل ما يذكرهم بهذا الماضى أو كل ما يدعوهم للتدبر والتأمل، فضلًا عن الفهم غير الصحيح للدين.

فبدءًا من حركة طالبان وانتهاءً بتنظيم داعش ومرورًا بتنظيم الإخوان المسلمين والتنظيمات ذات الخلفية السلفية المنحرفة.. كل هؤلاء يعتبرون الآثار مرادفًا للكفر، عندما يُساوون بين الأثر والصنم الذى كان يُعبد من دون الله.

هؤلاء المتطرفين لا يُكفرون الأثر، بل يُكفرون كل من يدعو للحفاظ عليه، ولا يهتمون به، ولا يُرون أهمية فى دراسة التاريخ ولا الآثار، بل يُجرمون فكرة الاعتناء بالأثر، ومن هنا قاموا بتكسير هذه الآثار لأنها مصدر فتنة المسلمين، ولأنها كانت تُعبد من دون الله، وأنها قد تُعبد مرة أخرى!

ولعل هذا يُفسر حملة التنظيمات الإسلاموية الأكثر تطرفًا على الآثار عندما تُسيطر على بقعة جغرافية ما، فإنها تقوم إما بهدمها أو التخلص منها وغلق المتاحف التاريخية التى يتم الاحتفاظ فيها بهذه الآثار، بل يقضون على كل ما يدعو لتذكر الماضى أو حتى الإيمان به، بخلاف ما يُدعو الله له.

هوية الوطن دائمًا يُعبر عنها الأثر، بل يحفظها فى ذاكرته؛ وهذه التنظيمات تتمرد على الهوية الوطنية، فى الحقيقية هى تُريد أنّ تستبدل ثقافة الشعوب بما تفهمه هى عن الدين، حيث تختصر هذا الدين فى القتل وإسالة الدماء وكراهية الماضي.

هؤلاء يكرهون الحاضر ويُكرهون النّاس على المستقبل، كما أنهم يُخاصمون الماضى بكل ما فيه، ولذلك لا تجدهم يحترمون أثرًا ولا يُحافظون عليه، بل يشنون حملات دائمة على الماضى بكل تفاصيله.

لابد من مواجهة هذه التنظيمات بمزيد من الاحتفاظ بالهوية من خلال الإحتفاظ بالآثار وعدم التخلى عنها، بل لابد من الإدراك بأهميتها سواء على مستوى الشرعى أو الوطني، وإنّ كنت أرى ألا خلاف بينهما.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التنظيمات الإرهابية

إقرأ أيضاً:

رفع رأس مصر.. عمرو أديب: إنجاز مجدي يعقوب عالمي وتاريخي ويستحق نوبل

أشاد الإعلامي عمرو أديب، بالإنجاز الطبي الذي حققه الطبيب المصري العالمي مجدي يعقوب، مشيرا إلى أن مجدي يعقوب وصل بمصر لمرحلة غير عادية.

إبراهيم عيسى: أدعم إطلاق اسم مجدي يعقوب على مطار أسوان لميس الحديدي عن ابتكار الدكتور مجدي يعقوب لصمامات القلب: "لا يتوقف عن إبهارنا" مجدي يعقوب فخر مصر ولا بعده فخر

وأضاف عمرو أديب أن مجدي يعقوب فخر مصر ولا بعده فخر، وهذا الرجل وصل لابتكار طبي مذهل يرفع به رأس مصر، متابعا :"اللي بيعملوا السير مجدي يعقوب عالمي وتاريخي .. صمامات تدوم مدى الحياة.. ماحدش جه ولا هييجي زيه".

وتابع عمرو أديب، أن السير مجدي يعقوب يستحق نوبل في الطب من خلال ما قدمه للطب ولمرضى القلب وبهذا الابتكار الطبي غير العادي والمذهل.
 

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، تحول اسم الدكتور مجدي يعقوب لحديث إنجلترا الأول والصحف العالمية، إذ قدم إنجاز جديد في عالم الطب وهو ابتكار صمامات قلب طبيعية تتشكل من الجلد نفسه ويمكن زراعتها في جسد المريض ويساعد على حل مشكلات القلب بشكل عام، في خطوة هامة وصفها المجتمع الطبي بالابتكار الثوري الذي سيغير علاج أمراض القلب.


تفاصيل ابتكار مجدي يعقوب الجديد

نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، تفاصيل ابتكار مجدي يعقوب الجديد وهو عبارة عن صمامات قلب صناعية، مصنوعة من الألياف تزرع فى الجسم وتذوب مع الخلايا ومع الوقت تترك وراءها صمام حي من أنسجة جسم المريض نفسه وكأنها طبيعية.

ويخطط الدكتور مجدي يعقوب وفريقه الطبي، لبدء التجارب على ما بين 50 إلى 100 مريض، خاصة الأطفال الذين يعانون من عيب خلقي في القلب، وستشمل التجارب مقارنة بين الصمامات الحية، والأخرى الصناعية التقليدية، وستتعاون العديد من المؤسسات الطبية العالمية في هذا البحث.

 

أطباء يشيدون بابتكار مجدي يعقوب

أشاد عدد كبير من أطباء القلب بهذه التقنية، واصفين الصمامات الحية بأنها الكأس المقدسة لجراحة صمام القلب، إذ قالت الدكتورة سونيا بابو نارايان، المديرة الطبية المساعدة لمؤسسة القلب البريطانية، بإن هذا الحدث سيغيير مجال جراحة القلب.

وأضافت سونيا بأنه من المتوقع أن يحدث هذا الاكتشاف تحولًا كبيرًا في طريقة علاج أمراض القلب في المستقبل، خاصةً بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مشاكل قلبية منذ الولادة.

فوائد صمامات القلب الحية ابتكار السير مجدي يعقوب الجديد

تسبب الصمامات التقليدية المصنوعة من أنسجة حيوانية أو مواد ميكانيكية تحديات كبيرة لمرضى القلب، عكس الصمامات الحية التي تقدم حلاً ثوريًا لهذه المشكلات، وإليكم فوائدها.

عمر أطول: تتكيف الصمامات الحية مع نمو الجسم، والأمر الذي بدوره يلغي عمليات الجراحة المتكررة لاستبدال الصمام.

تقليل الرفض المناعي: من الممكن أن لا يتقبل الجسم الصمامات المصنوعة من الأنسجة الحيوانية، على عكس الصمامات الحية فهي مصنوعة من جلد المريض نفسه وبالتالي تقليل خطر رفض الجسم للصمام.

عدم الحاجة إلى الأدوية طويلة الأمد: تتطلب الصمامات الميكانيكية تناول أدوية مضادة للتخثر مدى الحياة، مما يعرض المرضى لمضاعفات محتملة.

الحل الأمثل للأطفال: الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في القلب يمكنهم الاستفادة بشكل كبير من هذه التقنية، حيث ينمو الصمام مع أجسامهم دون الحاجة لتدخلات جراحية إضافية.

 

مقالات مشابهة

  • لماذا نعى سيدنا رسول الله ﷺ الخوارج ؟.. علي جمعة يوضح
  • التصدي للشائعات من منظور ديني ندوة لمركز إعلام المحلة
  • الخرباوي: «الإخوان» تحمل شرا كبيرا لمصر وتتبع أساليب التنظيمات السرية وتستخدم العنف
  • لماذا أثارت مبادرة لطلاء جدران زنزانة باللاذقية غضب السوريين وحنقهم؟
  • أديب بنبراهيم يدعو المهندسين المعماريين إلى ابتكار بنايات قادرة على الصمود أمام التغيرات المناخة
  • رفع رأس مصر.. عمرو أديب: إنجاز مجدي يعقوب عالمي وتاريخي ويستحق نوبل
  • عمرو أديب: اللي بيعملوا السير مجدي يعقوب تاريخي.. ماحدش جه ولا هيجي زيه
  • لماذا تدفع الدولة فاتورة البرلمان مرتين؟
  • تأجيل محاكمة المتهمين بقتل نجل سفير سابق بالشيخ زايد
  • 6 أسباب.. لماذا تعتبر الإسراء والمعراج ليلة عظيمة؟