قال كاتب إسرائيلي إن قدرة الحوثيين على التحدي المباشر لدولة الاحتلال قد تبدو صعبة، لكنهم قادرين على تعريض أصولها الاستراتيجية للخطر، في ضوء العجز عن العثور على حل لتهديدهم البحري المتصاعد.

داني سيترينوفيتش الكاتب بصحيفة معاريف، أكد أن "الطائرة بدون طيار التي أصابت قبل أيام مبنى سكنيا في يافنه قرب أسدود، مؤشر آخر على أنه، بعكس ما يحدث في لبنان وسوريا والعراق، قررت قيادة الحوثيين في اليمن مواصلة القتال ضد الاحتلال بأي ثمن، حتى انتهاء الحرب في غزة على أقل تقدير، مع العلم أن إطلاق تلك الطائرة مؤخرا ليس حدثا معزولا، فقد أطلق الحوثيون مؤخرا عدداً من صواريخ أرض-أرض ضد إسرائيل".



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "رغم الهجمات التي نفذها الاحتلال ضد الحوثيين في ميناء الحديدة، لكنهم يواصلون مهاجمة الوجود البحري الأمريكي في منطقة المضيق، مع العلم أن نشاطهم بات ملحوظا عقب اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وقطع الاتصال العملي بين حزب الله وحماس، وعدم رد إيران على الهجوم الإسرائيلي ضدها، وركود أنشطة المليشيات الشيعية في العراق".

وأوضح أن "استمرار الحوثيين في عملياتهم ينبغي أخذ تهديدهم بعين الاعتبار الإقليمي والدولي، في ضوء عدم قدرة أنشطة الاحتلال والولايات المتحدة على ردعهم، مما سرّع فعليا من نشاطهم ضد السفن المارة عبر مضيق باب المندب، وباتجاه إيلات، صحيح أنهم لا يستطيعون تحدي إسرائيل عسكرياً، وإطلاق النار عليها هو لمضايقتها، لكنه قد يعرّض أصولها الاستراتيجية للخطر، مما يستدعي التأكيد على عدم التوصل إلى حلّ لهم في السياق البحري".



وكشف أن "عمليات الحوثيين أدت لتجميد نشاط ميناء إيلات، وألحقت أضرارًا بالغة بالواردات الإسرائيلية من شرق آسيا، ولذلك، من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان استمرار النشاط المتقطع ضدهم سيغير الوضع الحالي، ولو انتهت حرب غزة في نهاية المطاف، فليس هناك ضمان بأن الحوثيين سيوقفون هجماتهم ضد إسرائيل والمضيق تحت ذرائع أخرى، لأن استهدافهم لا يحقق إنجازات معينة، ولا يردعهم، ويمنع إطلاق نيرانهم بشكل كامل".

وزعم أن "هناك حاجة للتفكير في حملة مستمرة ومشتركة لن يكون هدفها منع أنشطة الحوثيين تكتيكيًا، بل تؤدي في النهاية للإطاحة بنظامهم في اليمن، صحيح أنه لن يكون سهلاً أو سريعاً، لكن من الواضح اليوم أن الحملة ضدهم لن تنتهي، مما يتطلب شراكة طويلة الأمد بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول المنطقة الراغبة بضمان حرية الملاحة في المضيق، لأنهم يمثلون طرفا مختلفاً تمامًا في المحور الإيراني، فليس لديهم اعتبارات "للربح والخسارة" نظرًا لعدم امتلاكهم تقريبًا لأي أصول استراتيجية من شأنها أن تؤثر على قيادتهم".

وأوضح أن "حماسة الحوثيين الأيديولوجية، وشعورهم بأنه ليس لديهم ما يخسرونه، يؤدي لحقيقة أنهم مشبعون بالدوافع لمواصلة مهاجمة إسرائيل، بغض النظر عما يحدث في دول المحور الأخرى، التي يؤدي ضعفها في الواقع لتعزيز صورة الحوثيين كمن لا يستسلمون لإسرائيل أو الولايات المتحدة، وفي ضوء ذلك، من المهم ألا يكون رد الفعل ضدهم استعراضياً، بل حملة متواصلة ستؤدي في النهاية للإطاحة بهم، وإلا سيكون من الصعب للغاية منع إطلاق النار من اليمن لفترة طويلة".

آرييه أغوزي المراسل الأمني لموقع زمن إسرائيل، زعم أن "الحوثيين ليسوا مشكلة إسرائيلية فقط، بل عالمية، لكن الولايات المتحدة وأوروبا تظهران تراخيًا إزاءهم، فقد هاجمت إسرائيل منشآتهم، رغم انشغال قواتها الجوية على جبهات أخرى، مع أن الولايات المتحدة، وبدون المساعدات الأوروبية، كفيلة بحل مشكلة الحوثيين البحرية خلال ساعتين، وتستطيع خمس قاذفات استراتيجية من طراز "بي-52"، تحمل كل منها عشرات الأطنان من القنابل، تنفيذ المهمة، لكن العالم يفضل، كما في حالات سابقة، أن يغمض عينيه جزئياً".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بعد أن تلقى حزب الله وحماس ضربات موجعة، وسقوط حكم بشار الأسد في سوريا، فإن طهران ستحاول استغلال فرعها في اليمن بقوة أكبر، وسيواصل الحوثيون جهودهم لإيذاء إسرائيل، أمام أعين الولايات المتحدة وأوروبا "نصف المغمضة"، وإذا لم يحدث تغيير في الوضع، فسيتعين على إسرائيل أن تتحرك ضدهم، لأنهم يتصرفون وفق التعليمات المباشرة من طهران، وإذا اقتنعت الولايات المتحدة بالانضمام، فسيكون التنفيذ أسهل، أما إذا استمرت بغضّ الطرف جزئياً، فسيتعين على إسرائيل أن تتصرف بمفردها، إذا كنت ترغب في توجيه ضربة ساحقة للحوثيين".

وزعم أن "إيران تنقل للحوثيين أنظمة أسلحة متطورة وطائرات مسيرة مسلحة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية، وهم يعلمون أنه في الوضع الحالي يمكنهم بشكل أساسي شن حرب استنزاف ضد أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ولذلك لا يمكن الاستمرار في الوضع الحالي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحوثيين الاحتلال غزة غزة الاحتلال البحر الاحمر الحوثي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الحوثیین فی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مقتل 35 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على غزة

ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن 35 على الأقل قتلوا صباح اليوم الخميس في قصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في قطاع غزة.

وأوضحت الوكالة أن 7 قتلوا، بينهم نساء وأطفال، جراء قصف إسرائيلي على عمارة سكنية في شارع الجلاء بمدينة غزة، كما سقط 15 قتيلًا في استهداف منزل كان يؤوي نازحين غرب مخيم النصيرات بوسط القطاع.

وأضافت أن 13 شخصاً قتلوا وأصيب آخرون "إثر قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين يقومون بتأمين المساعدات" غرب مدينة رفح بجنوب القطاع.

وذكر مسعفون في وقت سابق أن ما لا يقل عن 30 شخصاً أصيبوا وأن عدداً منهم في حالة حرجة.

وفي مدينة خان يونس القريبة، تعرضت مجموعة أخرى من الأشخاص المكلفين بتأمين شحنات المساعدات لغارة جوية إسرائيلية منفصلة أسفرت عن سقوط إصابات، بحسب مسعفين.

Several civilians killed and others injured in Israeli airstrikes on different areas in Gaza. https://t.co/PxZebWCCRx pic.twitter.com/wM1MIM0dem

— WAFA News Agency - English (@WAFANewsEnglish) December 12, 2024

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة "فرانس برس": "استشهد 12 من عناصر تأمين المساعدات إثر غارات جوية إسرائيلية" مبينا أن "7 حراس استشهدوا في غارة جوية في منطقة المواصي في رفح، واستشهد 5 حراس أخرون في غارة أخرى في منطقة المواصي في خان يونس" في جنوب القطاع.

ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من الجيش الإسرائيلي.

Israeli drone strike on Gaza aid convoy kills 12 as hunger crisis grows

Read more about Israel-Hamas war: https://t.co/PXgwfyi0fe#GeoNews pic.twitter.com/azbpkUkjEC

— Geo English (@geonews_english) December 12, 2024

وأخفقت جهود استمرت لأشهر قامت بها مصر وقطر ودعمتها الولايات المتحدة في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.

وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة أمس الأربعاء على المطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إلى جانب الإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

وقرارات الجمعية العامة ليست ملزمة لكنها تتمتع بثقل سياسي كونها تعكس وجهة نظرٍ عالمية بشأن الحرب.

الإمارات ترحب باعتماد الأمم المتحدة قرارين حاسمين حول غزة والأونروا - موقع 24رحبت دولة الإمارات، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس، القرارين الحاسمين المتعلقين بالمطالبة بوقف إطلاق النار الفوري والدائم وغير المشروط في غزة، ودعم ولاية وكالة الأونروا، حيث شاركت دولة الإمارات في رعايتهما.

وصوتت الولايات المتحدة وإسرائيل و7 دول أخرى ضد قرار المطالبة بوقف إطلاق النار فيما امتنعت 13 دولة عن التصويت.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تطلب من تركيا الضغط على «حماس» لوقف النار في غزة
  • دعوات إسرائيلية لتجاوز الملف النووي الإيراني بإسقاط النظام.. خشية من توسيع جبهة اليمن
  • الولايات المتحدة تدافع عن عمليات إسرائيل في سوريا
  • ‏نتنياهو يبلغ الولايات المتحدة بضرورة منع "الأنشطة الإرهابية" من سوريا ضد إسرائيل
  • دعوات دولية لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تصاعد الأزمة
  • مقتل 35 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على غزة
  • أوستن: مشاورات أمريكية إسرائيلية وثيقة حول الوضع في سوريا
  • مركز أبحاث أمريكي: ما التحديات التي ستواجه ترامب في اليمن وما الذي ينبغي فعله إزاء الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • ما تأثير سقوط نظام الأسد على الحوثيين في اليمن؟