«الروبوتات» تحتل وظائف البشر.. والغموض يسيطر على مستقبل أسواق العمل
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
تطور مخيف ورهيب بدأ يظهر لقدرات الذكاء الاصطناعى مع ظهور تطبيقات قادرة على أن تحل محل العنصر البشرى فى الوظائف، هناك نظريات تطالب بإحلال الروبوت محل الإنسان لإنجاز مهامه بشكل أكثر كفاءة وسرعة وأقل تكلفة لصاحب العمل أو رأس المال، ليظهر خطر جديد يهدد الأفراد فى سوق العمل بسبب «برنامج» أو تطبيق يتم الاستعانة به للاستغناء عن العديد من الأشخاص.
وقال الدكتور تامر خضر عرفة، المدرس بكلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسب بجامعة النيل، إنه فى المستقبل القريب سيصبح لتداول المعلومات قيمة وأهمية أكثر وبالتالى الحصول على المعلومة يعد القوة الحقيقية فى هذا العصر.
«عرفة»: يمكن الاستغناء عن وظيفة «الكول سنتر» وزيادة الطلب على خدمة العملاء والترجمة الفوريةوأضاف «عرفة»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن التغيرات العالمية التى لامست سوق العمل بشكل كبير تفرض البحث عن تخصصات علمية ذات صلة بالذكاء الاصطناعى وأن يكون الشخص خبيراً فى مجاله ولا يكتفى بالقشور فى تحصيله للعلم، لأن الفترة المقبلة سيكون للخبراء والمتخصصين فى كافة المجالات أهمية أكبر من أى وقت مضى.
خبير مصرفي: التطبيقات الرقمية في قطاع البنوك تنجز المهام بشكل أسرع وأسهل وأكثر حرفيةوتابع أنه بالفعل يمكن الاستغناء عن وظيفة «الكول سنتر»، ولكن فى المقابل وظيفة خدمة العملاء الأكثر تخصصية مثل المدربين على مساعدة ذوى الهمم لن تختفى بل سيبرز دورها، وبالنسبة للمترجمين للعقود القانونية قد يتم الاستعاضة عنهم بالذكاء الاصطناعى، لكن المترجم الفورى فى مجال السياحة والآثار سيبرز دوره أكثر.
وأوضح «عرفة» أن الأعمال التى تتطلب نشاطاً بدنياً مثل الأعمال اليدوية لا يزال الوقت مبكراً جداً للحديث عن غزوها من قِبل الذكاء الاصطناعى مثل البنائين والمزارعين، وكذلك الحال بالنسبة للأعمال الكتابية فقد تتم صناعة محتوى بهذا الاختراع المستحدث، لكن لا يمكن الاستغناء عن دور الصحفى فى الوصول إلى المعلومة، على سبيل المثال، وفى النهاية «أى وظيفة لم يتم تدريب الذكاء الاصطناعى عليها بشكل كافٍ ليصل لمرحلة الخبير هى ملاذ آمن، والوظائف المستحدثة لخدمة هذا التطور ستشهد إقبالاً متزايداً».
وقال ماجد فهمى، الخبير المصرفى ورئيس بنك التنمية الصناعية سابقاً، إن التهديد من قِبل الذكاء الاصطناعى للعديد من الوظائف بسوق العمل قائم، ولا بد أن يؤخذ بقدر كبير من الجدية، خاصة فى قطاع البنوك الذى يشهد تطوراً سريعاً وثورة تكنولوجيا رهيبة، مستنداً إلى ظهور فروع رقمية بالكامل لبعض البنوك تعمل بدون موظف واحد، بل إن هناك بنكاً رقمياً بالكامل وتطبيقات رقمية تنجز العديد من المهام أسرع وأسهل وأكثر حرفية.
وأضاف «فهمى» أن الذكاء الاصطناعى له فوائد، لكن هناك أضرار، ومهما تم استحداث وظائف جديدة لن تستوعب كل هذه الأعداد من البشر.
وأوضح الخبير المصرفى أنه رغم التوسع فى قطاع البنوك على مدار السنوات الأخيرة، فإن عدد المعينين أقل من الماضى بل تم الاعتماد على زيادة عدد الفروع الرقمية والتطبيقات وأكبر أوجه الإنفاق والاستثمار للبنوك الكبيرة حالياً فى التكنولوجيا فى ظل التحول الرقمى ليقل الاعتماد على العنصر البشرى.
وأكد الدكتور محمد البنا، أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بجامعة المنوفية، أن أهم الاتجاهات العالمية لسوق العمل تظهر فى تقارير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى، الذى راعى التحولات التكنولوجية وتأثيرها المباشر فى منظومة الوظائف والمهارات واستراتيجيات التشغيل التى تعتزم الشركات اتباعها خلال الفترة، 2027 - 2023.
وأضاف «البنا» أن هناك اتجاهات عالمية لخلق واستحداث وظائف جديدة تتماشى مع الذكاء الاصطناعى، بجانب تطوير المهارات فى أسواق العمل ليزيد الإقبال على تخصصات بعينها وهى التى تجيد التعامل مع التكنولوجيا الجديدة.
وأشار إلى أن توقعات أسواق العمل العالمية وتوجهاتها بحدوث تحولات هيكلية فى الوظائف بنسبة 23% وتمثل هذه النسبة التأثير الصافى لخلق واختفاء الوظائف، ما يعادل 69 مليون وظيفة جديدة وتراجع 83 مليون وظيفة فى المقابل، خلال السنوات الخمس المقبلة، موضحاً أن التكنولوجيات البيئية ستُسهم بالنسبة الأكبر فى خلق فرص العمل وتشتت المسارات الوظيفية، والتحول الأخضر أحد أهم محركات نمو الوظائف، بمعدل 30 مليون وظيفة جديدة يمكن أن يستحدثها على مستوى العالم فى مجالات الطاقة النظيفة وتقنيات الانبعاثات المنخفضة وذلك حتى عام 2030.
وأكد أهمية الاستثمار فى التعلم والتدريب خلال العمل، وضرورة رفع كفاءة المنظومة التعليمية بالمدارس، للتوافق مع أهم توجهات أسواق العمل والطلب على وظائف مستقبل، مشيراً إلى التهديد المحتمل من إحلال 85 مليون وظيفة فى السنوات الخمس القادمة بسبب تداعيات جائحة «كوفيد 19»، والاعتماد المتزايد على التكنولوجيا.
واستند إلى المسح الذى تم إجراؤه على عدد من الشركات عن التحول فى المهام والوظائف والمهارات مع حلول عام 2025، ليظهر أن 43% من مؤسسات الأعمال التى غطتها المسوح تتجه لتخفيض قوتها العاملة بسبب دمج التكنولوجيا، بينما يخطط 41% منها للتوسع فى استخدام متعاقدين للقيام بالأعمال القائمة على مهام متخصصة، وينوى 34% منها زيادة القوة العاملة نتيجة لدمج التكنولوجيا.
وبعد خمس سنوات ينوى أصحاب الأعمال توزيع المهام بين العمالة البشرية والآلات بنسب متساوية تقريباً، فيما ستخلق ثورة الروبوت 97 مليون وظيفة جديدة مع تطور الاقتصاد وأسواق الوظائف وظهور أدوار جديدة فى مجالات التكنولوجيا كالذكاء الاصطناعى، وفى مجالات العمل المعنية وثيقة الصلة بالذكاء الاصطناعى مثل إدارة وسائل التواصل الاجتماعى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعى التكنولوجيا بنك التنمية الصناعية الذکاء الاصطناعى أسواق العمل
إقرأ أيضاً:
مدير عام مصرف الرافدين: التكنولوجيا المالية مستقبل القطاع المصرفي في العراق
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكد مدير عام مصرف الرافدين، علي الفتلاوي، أن المصرف شهد تحولًا نوعيًا خلال السنوات الأخيرة، ليصبح من أعمدة القطاع المصرفي العراقي الحديث، عبر تبني التكنولوجيا المالية، وتعزيز الشمول المصرفي، والالتزام بالمعايير الدولية للنزاهة والامتثال.
وقال الفتلاوي، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن النجاح لم يكن مجرد قرارات إدارية، بل رؤية متكاملة تقوم على الاستثمار في رأس المال البشري، وبناء شراكات استراتيجية، والارتقاء بالخدمات المصرفية وفق أحدث المعايير الدولية.
ويرى الفتلاوي انه لا يمكن لأي مؤسسة مالية تحقيق النجاح والاستدامة من دون كوادر مؤهلة تمتلك المهارات الحديثة لذلك، كان الاستثمار في تطوير موظفي المصرف إحدى أولوياتنا الرئيسة حيث خصصنا موازنات كبيرة للتدريب، وأرسلنا كوادرنا إلى برامج تعليمية داخل وخارج العراق، كما تعاقدنا مع الجامعة الأمريكية في بغداد لتنفيذ برامج متقدمة في الإدارة المصرفية، المخاطر المالية، والامتثال.
ويضيف مدير عام مصرف الرافدين ان تعزيز النزاهة المالية كان من أولوياتنا، وقد قمنا باعتماد أنظمة متقدمة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، منها نظام GoAML المدعوم من الأمم المتحدة، والتعاون مع شركة K2 العالمية لتطوير أنظمة الامتثال، مبينا ان هذه الخطوات عززت ثقة الجهات الرقابية والمصرفية العالمية بالمصرف، وساهمت في تحسين مكانتنا في السوق المالية.
وأشار إلى أن الشمول المالي ليس خيارًا، بل ضرورة اقتصادية، لذا أطلقنا فريقًا مختصًا بتطوير المبادرات المصرفية، وساهمنا في تسوية إيرادات الدفع الإلكتروني لمعظم دوائر الدولة، مما قلل الاعتماد على النقد، كما أطلقنا خدمات الدفع الإلكتروني التي سهلت حصول الموظفين والمتقاعدين على مستحقاتهم بسهولة.
وأعلن عن إطلاق خدمة الصراف الآلي (ATM) لأول مرة، وتقديم بطاقة الادخار كخدمة جديدة لتمكين الزبائن من استثمار أموالهم بذكاء كذلك، نحن بصدد إصدار بطاقة الائتمان (Credit Card)، التي ستسهل العمليات المالية داخل العراق وخارجه، مما يضعنا في مصاف البنوك المتقدمة رقميًا.
ولفت مدير عام مصرف الرافدين إلى عقد شراكات مع مؤسسات عالمية مثل إرنست ويونغ (EY) لتطوير الحوكمة المصرفية، ومع K2 العالمية لتعزيز الامتثال المالي، منوها بأن هذه الشراكات رفعت من كفاءة عملياتنا وجعلتنا أكثر توافقًا مع المعايير المصرفية الدولية.
وأوضح ان مصرف الرافدين في بداية مرحلة جديدة أكثر تطورًا وتأثيرًا في المشهد المالي العراقي مع الاستمرار في إطلاق الخدمات الرقمية، وتعزيز الشمول المالي، وتوسيع شراكاتنا الدولية، مبينا أننا نطمح إلى جعل مصرف الرافدين نموذجًا للريادة المصرفية في العراق والمنطقة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام